#1  
قديم 08-31-2012, 07:40 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي أطر دعم التعاون والتنسيق بين الشرطة ومؤسسات المجتمع


عنوان البحث :
أطر دعم التعاون والتنسيق بين الشرطة ومؤسسات المجتمع
( الأسرة والمؤسسات التعليمية ) لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
إعداد
الأستاذ الدكتور / محمود محمد عبد الله كسناوي
قسم التربية الإسلامية والمقارنة –بكلية التربية
جامعة أم القرى – مكة المكرمة
1429هـ
حمل الدراسة كاملة من المرفقات
ملخص الدراسة
عنوان البحث : اطر دعم التعاون والتنسيق بين الشرطة ومؤسسات المجتمع ( الأسرة والمؤسسات التعليمية ) لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
الباحث : الأستاذ الدكتور محمود محمد عبد الله كسناوي أستاذ الدراسات العليا –كلية التربية – جامعة أم القرى – مكة المكرمة
لقد من الله علينا بنعم كثيرة وعظيمة من ضمنها نعمة الأمن فالحياة لا تهنأ بغير أمن والحضارة لا تزدهر بغير أمن فإذا ساد الأمن هدأت القلوب وأطمأنت النفوس وانصرفت إلى العمل المثمر والانتاج وتتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقل الأزمات والقلاقل ، فالدين الإسلامي يحث على الأمن لاستقرار المجتمع ، ويعتبر جهاز الشرطة من ضمن أهم المؤسسات التي تقوم بدور مكافحة الجريمة لتحقيق الأمن والأمان في المجتمع .
غير أن الملاحظ أنه مع تقدم المجتمع وتطور العلوم والمعارف واتساع رقعة الحياة الاجتماعية أصبح من الصعب على الشرطة القيام بدورها لمكافحة الجريمة بدون مشاركة أفراد المجتمع ، من هذا المنطلق يهدف البحث إلى اقتراح أطر إيجابية لدعم التعاون والتنسيق بين المؤسسات التعليمية والأسرة وأجهزة الشرطة لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
ولقد تم التوصل بأن انتشار الجريمة بصورة كبيرة جعل من الصعب على الشرطة القيام بمفردها لمكافحة الجريمة لذا فإن المطلوب مشاركة المواطنين مع الشرطة لمكافحة الجريمة كما تم التوصل بانه بالإمكان للمؤسسات التعليمية دعم التعاون والتنسيق مع رجال الشرطة عن طريق البرامج التربوية والمناهج التعليمية ، كما أن الأسرة لها دور كبير عن طريق التربية الإيجابية وتوجيه الأبناء للأرتباط بأسس التربية الأمنية وان يكون الوالدان قدوة في التعامل الأسري للحفاظ على تماسك الأسرة لكي لا ينحرف الأبناء ويرتكبون الجرائم .
وتم التوصل أيضاً بأن للشرطة دور إيجابي مهم في نشر مفهوم الشرطة المجتمعية وذلك عن طريق التواصل والتقارب مع المجتمع وزيارة المدارس والأسر والمشاركة في الندوات والمحاضرات لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
المقدمة :
لقد من الله علينا بنعم كثيرة وعظيمة من ضمنها نعمة الأمن ، فالحياة لا تهنأ بغير أمن والحضارة لا تزدهر بغير أمن فإذا ساد الأمن هدأت القلوب وأطمأنت النفوس وانصرفت إلى العمل المثمر والانتاج وتتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقل الأزمات والقلاقل والفتن .
وأصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف والأمن نعمة عظمى من نعم الله سبحانه وتعالى ممتناً على قريش { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) } قريش آية 3 ، 4 .
ولقد وعد الله سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام أن يجعل أمته خلفاء في الأرض وأئمة الناس وجعل صلاح البلاد بهم كما وعد بان يبدلهم من بعد خوفهم أمنا وقد حقق الله سبحانه وتعالى . قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } النور الآية : 55
ولقد تحقق هذا الوعد من الله سبحانه وتعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام فلم ينتقل الرسول صلوات الله عليه إلى جوار ربه حتى فتح الله عليه مكة وخيبر وسائر جزيرة العرب .
فالدين الإسلامي يحث على الأمن ويدعو إليه من منطلق ان سعادة الفرد والمجتمع تعتمد اعتماداً كلياً على مدى الشعور بتوفر أسباب الأمن والأمان .
ففي ميدان النفس يعالج الإسلام ما يهدد أمنها من خوف وقلق وفتن واضطراب ويبعث فيها السكينة والهدوء والطمأنينة ، وفي ميدان المجتمع يشيع معاني السلام والمحبة والأخوة والتسامح والتعاون وكل ما يؤدي إلى حياة المجتمع بشعور الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .
وإنطلاقاً مما تقدم نجد بأن أهم ما يميز المملكة العربية السعودية في تحقيق الأمن والاستقرار هو تطبيقها لأحكام الشريعة الإسلامية نصاً وروحاً ، وتشبع المواطن السعودي بالقيم والمثل التي غرست في ضميره ووجدانه عقيدة التوحيد ، لذا فان ما تسنى للمملكة العربية السعودية من تنمية اقتصادية واجتماعية كان ولا يزال ثمرة من ثمار الطبيعة الأمنية التي كرست الاستقرار في جميع المجالات .
وان من ضمن الأجهزة الأمنية للمحافظة على أمن الفرد والمجتمع جهاز الشرطة الذي تقع على عاتقه مسئولية الوقاية من الجريمة ومكافحتها وتطبيق العقوبات اللازمة للذين يعبثون بأمن الفرد والمجتمع .
ونظراً لأزدياد عدد السكان واتساع رقعة المساحات السكانية ، إضافة إلى التطورات الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرات العولمة ، والتحديات الثقافية والاجتماعية داخلياً وخارجياً ، أصبحت أجهزة الشرطة بحاجة إلى دعم اجتماعي يساند أعمالها ووظيفتها بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلي لتستطيع أداء مهامها لمكافحة الجريمة والحفاظ على أمن الفرد والمجتمع ، هذا الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه أجهزة الشرطة يندرج تحت مفهوم الشرطة المجتمعية والذي أثبت عالمياً كفاءته في الحد من انتشار الجريمة على المستوى العالمي .
ولأهمية نشر هذا المفهوم بالطرق العلمية في المملكة العربية السعودية لذا فإن الباحث قام بهذه الدراسة لوضع تصور يتم بموجبه دعم التعاون والتنسيق بين الأجهزة الشرطية ومؤسسات المجتمع المحلي ( الأسرة والمؤسسات التعليمية ) لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية من أجل وطن بلا جريمة .
مشكلة الدراسة :
تتمحور مشكلة الدراسة بظاهرة اجتماعية عانت منها المجتمعات منذ فجر التاريخ وحتى الساعة وهي انتشار الجريمة بكافة أنواعها وأساليبها ، وهي مع اختلاف حدتها كماً ونوعاً من مجتمع لآخر إلا أنها تمثل كابوساً يشغل بال الأجهزة الأمنية ليل نهار للتحري والبحث عن كيفية منع الجريمة .
ومن المعروف تاريخياً انه تم إنشاء أجهزة الشرطة للقيام بواجبات أساسية لمنع الجريمة والقبض على المجرمين والمخالفين لأنظمة الدولة والمحافظة على الأمن العام وحماية الأفراد والمجتمع و***** العرض والمال والعمل على الاستقرار واستتباب أمن الفرد والمجتمع.
ولكن الملاحظ انه مع تعقد الحياة الاجتماعية واتساع المدن وارتفاع نسبة الكثافة السكانية أصبحت الشرطة أمام تحديات عصرية تجعل من الصعب عليها القيام بواجباتها والوفاء بالتزاماتها بدرجة عالية من الدقة والكفاءة دون تعاون وتنسيق مع مؤسسات المجتمع الأخرى . أي دون تعاون المواطنين مع ما تقوم به الشرطة من مهام ومسئوليات في مكافحة الجريمة .
من هذا المنطلق تكمن مشكلة الدراسة وهي أن عدم وجود تعاون بين أجهزة الشرطة والمواطنين يجعل من الصعب منع الجريمة ومكافحتها بنسبة عالية وبجودة شاملة تحقق طموحات الفرد والمجتمع .
كما تكمن مشكلة الدراسة في أن بعض المواطنين ينظرون إلى الشرطة بانها المسئولة فقط عن مكافحة الجريمة لذلك يحجمون عن التعاون معها خاصة أولئك الذين يشعرون بان مصالحهم الشخصية تتعارض مع ما تقوم به الشرطة من مهام .
ومن جانب آخر فإن الأسلوب السلبي لتعامل بعض رجال الشرطة مع المواطنين يولد نوعاً من الجفاء وعدم التعاون مع أجهزة الشرطة .
ولذا إذا ما استمرت النظرة السلبية من المواطنين لرجال الشرطة مع ما يقابلها من جفاء في التعامل من قبل رجال الشرطة تجاه المواطنين فإن هذا الاتجاه يزيد الأمور تعقيداً من حيث منع الجريمة بطريقة سريعة فاعلة .
ولأن مشكلة عدم التعاون والتنسيق بين الطرفين لازالت قائمة ، لذا فإن هذه الدراسة ترمي إلى وضع تصور مقترح لدعم التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة ومؤسسات المجتمع المحلي الأكثر أهمية الأسرة والمؤسسات التعليمية لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
أهمية الدراسة :
من المعروف أن أجهزة الشرطة هي المسئولة الرسمية عن استتباب الأمن ومنع ومكافحة الجريمة ، ولكن بالرغم من أن الشرطة تقوم بواجباتها حسب اللوائح والتنظيمات، إلا أنها من الصعب عليها منع الجريمة ومكافحتها بطريقة فاعلة بدون مساعدة وتعاون المواطنين .
فوجود تعاون وعلاقة قوية بين رجال الشرطة والمواطنين يؤدي ذلك إلى مزيد من النجاحات والانجازات في منع ومكافحة الجريمة ، بينما يؤدي عدم التعاون والتنسيق إلى عدم الدقة والسرعة في اكتشاف الجريمة والقبض على المجرمين الأمر الذي يؤدي إلى رفع حدة القلق والاضطراب والشعور بعدم الأمن لدى المواطنين ولذا فان أهمية الدراسة تكمن في الآتي :
1 – تسهم الدراسة في توضيح كيفية تعامل رجال الشرطة مع المواطنين للاستفادة منها في نشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
2 – كما تسهم الدراسة في تقديم نموذج تربوي تستفيد منه المدارس والكليات والجامعات في بناء المناهج لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
3 – كما تسهم الدراسة في مساعدة الأسر على كيفية تنشئة الأبناء وفق مفهوم التعاون مع رجال الشرطة لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
تساؤلات الدراسة :
وانطلاقاً من مشكلة الدراسة ، تكمن التساؤلات في الآتي :
1 – ما واقع العلاقة بين الشرطة وأفراد المجتمع ؟
2 – ما الآثار السلبية أمنياً الناتجة عن عدم التعاون بين الشرطة وأفراد المجتمع ؟
3 – ما النتائج الإيجابية أمنياً الناتجة عن التعاون والتنسيق بين الشرطة وأفراد المجتمع ؟
4 – ما الدور الذي ينبغي أن تقوم به الشرطة لتوثيق العلاقة والتعاون مع أفراد المجتمع من أجل مفهوم الشرطة المجتمعية ؟
5 – ما دور المؤسسات التعليمية في تنشئة وإعداد الطلاب وفق مبدأ التعاون مع الشرطة لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
6 – ما دور الأسرة في غرس مفهوم التعاون مع الشرطة لدى الأبناء لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية ؟
أهداف البحث :
يهدف البحث إلى الآتي :
1 – إبراز توجيهات الدين الإسلامي في المحافظة على أمن الفرد والمجتمع .
2 – توضيح دور الشرطة في تحقيق أمن الفرد والمجتمع .
3 – التعرف على واقع العلاقة بين الشرطة وأفراد المجتمع .
4 – توضيح أهمية المشاركة المجتمعية في استتباب أمن الفرد والمجتمع .
5 – وضع تصور للدور الذي ينبغي أن تقوم به الشرطة لتوثيق العلاقة مع أفراد المجتمع لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
6 – وضع تصور لدور المؤسسات التعليمية والأسرة في تربية وإعداد الأفراد وفق مبدأ التعاون مع الشرطة لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية .
مصطلحات الدراسة :
الأمن لغة : نقيض الخوف ، كما ورد في لسان العرب والجوهري وابن منظور .
والمعنى الاصطلاحي للأمن : يراد به الحالة الظاهرة الحقيقية للمجتمع من حيث الاستقرار والطمأنينة . فلو كانت الحالة الظاهرة مستقرة ومطمئنة ، فإن هذه الحالة تسمى أمناً، وان وجد خلاف ذلك فإنه يسمى خوف ، كما ورد بأن معنى الأمن لغة الطمأنينة .
الأمن : هو الحالة التي تتوافر حين لا يقع في البلاد اختلال بالأنظمة سواء كان هذا الاختلال جريمة يعاقب عليها أو نشاط خطراً يدعو إلى اتخاذ تدابير من تدابير الوقاية والأمن لمنع هذا النشاط من أن يتحول إلى جريمة ( جمعة ، 1982م ، ص 8 ) .
السلم العام : هو الحالة التي تعيش فيها طوائف الشعب وجماعاته وطبقاته في سلام وتوافق وعدم احتكاك أو تصارع أو تنافر أو تباغض أو تحاسد ، ويعد سيادة السلم العام ، مظهراً من مظاهر استتباب الأمن واستقراره في المجتمع . (جمعه، 1404هـ ، ص 8 ) .
إن مصطلح الأمن لا يقتصر على البعد السياسي أو العسكري فقط ، بل يمتد ليشمل البعد الإنساني أيضاً . إذ يجب أن يشمل مفهوم الأمن الحماية البدنية ، والرفاهية ، المادية ، والأمن الاقتصادي والغذائي والثقافي والتعليمي .
الشرطة المجتمعية :
عبارة عن اشتراك أفراد ومؤسسات المجتمع المختلفة من غير الشرطة في عملية منع الجريمة من أجل إشراك الأفراد في مكافحة الجريمة . ( أبو شامة ، 1419هـ ، ص 37).
الدراسات السابقة :
ولقد أوضح الدكتور هاشم عبد الله سرحان في ورقة العمل التي قدمها في ندوة الأساليب الحديثة في تقييم الأداء الشرطي في مجال التعاون مع المواطنين بعنوان الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل ، أوضح بأن العلاقة الإيجابية بين المواطنين ورجال الشرطة تعتبر من العوامل المهمة والأساسية في قيام الشرطة بأداء وظيفتها بكفاءة واقتدار وأشر إلى أهمية الاختيار السليم لرجل الشرطة من حيث حسن التعامل والثقافة – كما وضح الدور الإيجابي للأسرة ومؤسسات التعليم في تحقيق الأمن الشامل من خلال التعاون مع رجال الشرطة .
وان من ضمن أهم الدراسات في مجال الشرطة المجتمعية دراسة الدكتور عباس أبو شامة بعنوان " شرطة المجتمع " فلقد أشار الباحث إلى فكرة ونشأة شرطة المجتمع ، والأدوار العصرية لشرطة المجتمع ومدى فعالية مشاركة المواطن في أعمال الشرطة ، وتوصل إلى أساليب فعالة لربط الشرطة بالمجتمع من خلال التعاون والتنسيق على مستوى مختلف مؤسسات المجتمع .
ومن ضمن الدراسات السابقة دراسة اللواء الدكتور محمد الأمين البشري حول الشرطة المجتمعية مقوماتها وتطبيقاتها العملية حيث أشار إلى كيفية تطبيق مفهوم الشرطة المجتمعية من خلال التعاون والتنسيق بين مؤسسات المجتمع المختلفة وأجهزة الشرطة .
ومن الدراسات المهمة في هذا الجانب دراسة الدكتور أحمد الأصفر بعنوان الجوانب الاجتماعية للشرطة المجتمعية ، فلقد توصل الباحث بان المجتمع العربي بحاجة إلى تطبيق مفهوم الشرطة المجتمعية من منطلق ان المجتمع العربي مهدد بأخطار داخلية وخارجية لذا فإن الأمر يتطلب مشاركة أفراد المجتمع مع الشرطة لمكافحة الجريمة .
الأمن في الإسلام :
في عصور الجاهلية لم يعرف العرب الأمن الذي يؤدي إلى الطمأنينة والراحة النفسية فكانت القبيلة التي تفتقر إلى الاكتفاء في غذائها ومائها تتطلع إلى ما بين أيدي القبائل الأخرى فتغزوها أو تغير عليها ، وهكذا تقوم القبيلة الأخرى بالغزو لاسترداد ما سلب منها ، هذا بالإضافة إلى الجرائم الأخرى ، وعندما جاء الإسلام أبطل تلك العادات والتقاليد العدوانية وتعلم العربي بأن الله نهى عن السرقة وظلم الآخرين ( قزاز ، 1990، ص 25 – 26 ) .
لقد أنعم الله عز وجل على الأمة العربية بالإسلام الذي يتضمن توجيهات إسلامية في كيفية الوقاية من الجريمة وفي السبل والأساليب التي ينبغي اتباعها للحفاظ على أمن الفرد والمجتمع .
وإن من توجيهات الإسلام في الأمن ، أن المسلم لا يكون خليقاً بوصف الإسلام الكامل إلا إذا سلم المسلمون من لسانه ( سفر ، 1996م ، ص ص 220 – 222 ) .
إن الشريعة الإسلامية السمحاء سواء في جانب العبادات أو المعاملات أو الجنايات قد اجتمع فيها ما هو أروع وأكمل وأدق وأشمل مما ورد في تنظيمات اجتماعية معاصرة لتحقيق أمن الفرد والمجتمع .
يقول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فليبلغ الشاهد الغائب " .
ويقول عليه الصلاة والسلام " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، ويقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره " كما يقول : لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام " ويقول عليه الصلاة والسلام " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن".
وللتأكيد على أهمية أمن المجتمع يقول عليه الصلاة والسلام " إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليسمك على نصالها بكفه أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء " رواه البخاري ومسلم .
إن هذه الأحاديث الشريفة تقدم للبشرية معاني سامية في إشاعة الأمن والطمأنينة والمودة بين المسلمين إذا عملوا بها واهتدوا بهديها وساروا على منهجها . ( جمعة ، 1982م ، ص ص 8 – 10) .
أثر العقيدة الإسلامية في الأمن :
إن الأمن ثمرة من ثمرات العقيدة الإسلامية ولا يتحقق أمن في النفس والمجتمع إلا إذا وجدت العقيدة الصحيحة ، فالمجتمع الذي يقوم على العقيدة الصحيحة يجني ثمار هذه العقيدة أمنا واستقراراً ، ومن أهم هذه الثمار الاطمئنان النفسي ، ذلك أن الطمأنينة النفسية تصلح معها الحياة ، وتستقر معها الأوضاع .
ومن الناحية الاجتماعية ، فإن صلاح العقيدة سبب لأمن المجتمع واستقراره الأمر الذي يؤدي إلى النماء والرخاء وتحقيق متطلبات التنمية .
ومن الملاحظ أن هنالك لقاءات ومؤتمرات وندوات تعقد لبحث سبل توطيد الأمن ومكافحة الجريمة للحفاظ على أمن الفرد والمجتمع ، وتخرج بتوصيات عديدة تتضمن أهمية تكثيف جهود الأجهزة الأمنية في التخطيط والتنظيم والتنفيذ لمكافحة الجريمة ، إضافة إلى دعوة المؤسسات التربوية والاجتماعية للمشاركة والتعاون في توفير سبل الأمن .
إن هذه الإجراءات بلا شك سليمة ومنطقية ولكن ينبغي التأكيد بأنه مع مطالبة الأجهزة الأمنية والمؤسسات التربوية والاجتماعية للعمل سوياً على نشر الأمن على المجتمع أن يتم حث الأفراد والجماعات بالتمسك بالعقيدة الإسلامية وبالارتباط بما ورد فيها قولاً وعملاً .
فالتمسك بالعقيدة الإسلامية هو الملجأ الإيجابي الفعال لنشر الأمن والأمان ومكافحة الجريمة وهو المنطلق الأول والأساسي قبل البحث عن أي وسائل وسبل أخرى.
فإذا تم تطبيق الشريعة الإسلامية في التوعية والتربية والعقاب فإن ذلك بلا شك يؤدي إلى الحد من ارتكاب الجريمة .
ولا يتحقق الأمن إلا في ظل عقيدة صحيحة تتفق مع فطرة الإنسان عليها ، ولا يوجد في الكون عقيدة صحيحة غير عقيدة الإسلام التي أنزلها خالق الإنسان وخالق الوجود ، لذا فإن كل جهد يُبذل وكل تخطيط وتنظيم لتوفير الأمن يكون بعيداً عن العقيدة الإسلامية فإن مصيره الفشل والإنهيار ، والأمثلة على ذلك كثيرة في المجتمعات التي لا تدين بالعقيدة الإسلامية حيث ينعدم الأمن وتكثر الجريمة .
لذا فإن المسلمين هم وحدهم الذين يملكون أن يقدموا للناس أساليب وسبل تحقيق الأمن وذلك بحكم العقيدة الإسلامية التي يملكونها .
إن التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة يؤدي إلى الطمأنينة النفسية وحب المسلمين والشفقة عليهم ذلك أن الاعتقاد الصحيح يعمق في نفس المؤمن حبه لاخوانه المسلمين والشفقة عليهم والحرص على راحتهم وطمأنينتهم . قال تعالى يصف الجيل الأول من أمة الإسلام { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } ( الفتح : 29 ) .
كما أن العقيدة الصحيحة تؤدي إلى كف الأذى عن المسلمين ، الأمر الذي يؤدي إلى نشر الأمن والأمان ، ذلك أن من ثمار العقيدة أن يكف المرء أذاه عن المسلمين ، فلا يؤذي أحداً ولا يقوم بعمليات اجرامية تهدد أمن الفرد والمجتمع ، قال عليه الصلاة والسلام " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " رواه البخاري ( صحيح البخاري)
فالذي يؤمن بلقاء ربه وثوابه وعقابه لا تمتد يده ولا يمتد لسانه إلى الآخرين ، بل يحافظ على لسانه ويكف يده عن أذى المسلمين .
وإن صحة عقيدة المسلم تثمر تعاوناً على الخير وتكاتفاً ضد الشر ، قال تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ } ( المائدة ، 3 ) وقال صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " ( رواه البخاري ومسلم ) .
آثار الاعتقاد الباطل :
وكما أن التمسك بالعقيدة الإسلامية يؤدي إلى الأمن والاطمئنان ، نجد بأن الاعتقاد الباطل والبعد عن العقيدة الإسلامية يؤدي إلى القلق فأول ما تصاب به حياة الفرد والجماعة التي خلت من الاعتقاد هو القلق النفسي الذي لا تستقيم معه الحياة .
والبعد عن العقيدة الإسلامية يؤدي إلى انتشار الجريمة ، فالاعتقاد الصحيح يجعل الإنسان ودوداً عطوفاً مع الآخرين ، وعكس ذلك يجعل الإنسان عدوانياً لا يحترم حقوق الآخرين فينطلق في المجتمع يحارب الحق ويعتدي على الآخرين . ( الغامدي ، 1996م ، ص ص 122 – 144 ) .
مقومات الأمن في الإسلام :
وكما أن الأمن ثمرة الإيمان والعمل الصالح فهو أيضاً سنة المؤمن الصادق في إيمانه ، فإذا صدق إيمان الفرد والجماعة عاشوا حياتهم آمنين لا يخافوا ولا يفزعوا ولا يخيفون أحداً ولا يروعون الناس بل إن الناس يلجأون للمؤمنين الصادقين بأمنهم على دمائهم وأموالهم.
ولقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم سمة من سمات المؤمن وهي أن يأمنه الناس فقال عليه الصلاة والسلام " المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم " رواه الترمذي ( سفر ، 1996 ، ص ص 221 – 223 ) .
وإن من أهم مقومات الأمن العقيدة الإسلامية لأنها تحث على فعل الخير ومحاربة الشر والإسلام يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر والبغي كما يجمع الأفراد ويقوي أواصرهم الاجتماعية ويبث الأمن والطمأنينة بينهم .
ومن مقومات الأمن تطبيق أحكام الإسلام لجميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية والتطبيق الخاص بالتشريع الجنائي الإسلامي ، وما اتصل بها من تحديد العقوبات وتقديرها وأحكام الجنايات والحدود ، وتنفيذ الأحكام الشرعية الصادرة بإقامة الحدود ، هذا بالإضافة إلى التوعية الدينية ، وتطبيق أسس التربية الإسلامية على نظم ومناهج التعليم في جميع المراحل الدراسية . ( المنهل ، العدد 346 ، 1405هـ ، ص ص 115 – 116) .
وإن من ضمن مقومات الأمن ، الاستقرار السياسي ذلك أن توفر الاستقرار السياسي في المجتمع يؤدي إلى توفير أسباب الطمأنينة والاستقرار النفسي والمعيشي ، ويعتبر الاستقرار السياسي أمر أساسي في حفظ المجتمع الإنساني من الاهتزاز والفوضى والقلق . ( العوجي ، 1983 ، ص 18 ) .
نبذة تاريخية عن الشرطة
الشرطة :
فهي في اللغة : تنسب إلى الشُرط وهي العلامات التي تميز زي رجال الشرطة أو تميز مواقعهم في صورة أعلام أو رايات ليعرفهم بها الناس ، كما عرفها صاحب القاموس المحيط ( بأنها أول كتيبة تشهد الحروب وتتهيأ للموت ، وطائفة من أعوان الولاة )
وعند العرب استعملت كلمات أخرى مرادفة لها مثل الشحنة والمعونة والجلواز والدرك والطواف وغيرها .
يمكن تعريف الشرطة إصطلاحياً بأحد تعريفين :
الأول : أنها هيئة نظامية مدربة تدريباً خاصاً للمحافظة على الأمن وتطبيق الأنظمة وتنفيذ أوامر الدولة وتعليماتها دون المساس بأموال الناس وأعراضهم وحرياتهم الشخصية إلا في حدود النظام .
الثاني : حدد الدمتور بنينودي توليو أستاذ علم الاجرام في جامعة روما وظائف الشرطة في الدولة الحديثة فقال أنها ذات شقين :
1 – المحافظة على النظام في الدولة .
2 – المحافظة على الأمن في الدولة .
الشرطة قبل الإسلام :
دلت النقوش التي وجدت على الحجارة أنه كان للشرطة وجود في العصور القديمة فقد وجد ما يدل على وجود نوع من التنظيم الجزائي القانوني لدى البابليين يشتمل على عقوبات مترتبة على بعض الأفعال .
وكذلك كان الأمر لدى الآشوريين وكانت العقوبات لديهم شديدة جداً .
ولعل أفضل تنظيم للشرطة وجد لدى قدماء المصريين حيث عمل على تنظيم الشرطة تنظيماً جديداً فأنشت فرقة لحراسة نهر النيل لمقاومة أعمال القرصنة وتفتيش السفن كما أنيط بالشرطة حراسة الطرق العامة وحراسة المقابر وجباية الضرائب وغير ذلك من المهام .

الشرطة قي الإسلام :
يعود تاريخ الشرطة في الإسلام إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص يهتم بحراسته عليه الصلاة والسلام ، كما كان عليه السلام يكلف جماعة من الصحابة بالحراسة ، إقامة الحدود ، كما ولى أحد الصحابة على السوق لمراقبته بعد فتح مكة ، وكان هناك اهتمام كبير بأمر الحسبة .
أما في عهد الخلفاء الراشدين فقد عين أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى الخلافة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود كأول أمير على العسس في الإسلام ، وفي عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بنفسه أحيانا يصطحب معه بعض الصحابة كعبد الرحمن بن عوف كما خصص بعض الرجل للقيام بالحراسة الليلية بصفة مستمرة وكان يطلق عليهم آنذاك " العسس " .
وظهرت الحاجة لمراقبة الأمن ليلاً ونهاراً في عهد الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فأستحدث منصب رئيس الشرطة الذي أصبح فيما بعد صاحب الشرطة ولم يكن يقوم بالعمل في الشرطة إلا أمهر القادة وأحزم الرجال .
وفي عهد الأمويين ومع اتساع رقعة الدولة وتغير الظروف السياسية والاجتماعية تطورت الشرطة تطوراً كبيراً ففي عهد معاوية بن أبي سفيان استحدثت بعض الأنظمة مثل نظام مراقبة المشبوهين ونظام ( البطاقة الشخصية ) التي كانت تعرف بالسجل ، وقد سمح الأمويون للشرطة باستعمال الشدة عند الضرورة كما في حالات إخماد الفتن .
أما في العهد العباسي فقد عاشت الشرطة عصراً ذهبياً أثناء إزدهار الدولة العباسية وكان منصب صاحب الشرطة من أعلى المناصب الإدارية في الدولة ، كما كان الحال في الدول التي عاصرت الدولة العباسية كالأموية بالأندلس والفاطمية بمصر ، وقد ظهرت مسميات أخرى للشرطة في عهد الدولة الطولونية مثل الدرك والطواف .
وفي عهد المماليك أضيفت للشرطة مهام منها حراسة المدينة وأسوارها ومراقبة أبوابها وجباية الضرائب وإنارة الدروب والقيام بالدوريات وحماية الآداب العامة وأعمال المباحث .
أما في العهد العثماني فقد بقيت الشرطة على ما كانت عليه عند المماليك من حيث التنظيم ويعتبر رئيس الشرطة هو المسؤول عن حفظ الأمن والنظام في الدولة .
الشرطة في العصر الحديث :





حمل الدراسة كاملة من المرفقات




بحوث , بحث, دراسات ,دراسة, ورقة بحثية, مشروع تخرج


بحوث , بحث, دراسات ,دراسة, ورقة بحثية, مشروع تخرج
بحوث , بحث, دراسات ,دراسة, ورقة بحثية, مشروع تخرج

المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc أطر دعم التعاون والتنسيق بين الشرطة ومؤسسات المجتمع.doc‏ (215.5 كيلوبايت, المشاهدات 43)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مراجع, مشروع تخرج, مؤسسات المجتمع, بحث, بيئة, دراسات, دراسة, ورقة بحثية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أطر دعم التعاون والتنسيق بين الشرطة ومؤسسات المجتمع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعاون السعودي ـ التركي عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 10-08-2016 07:41 AM
مقتل 5 من الشرطة الأمريكية عقب مقتل أسود بنيران الشرطة عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 07-09-2016 06:46 AM
المقاومة تتعرض للخذلان والتنسيق مع العدو عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 07-02-2016 03:41 AM
التعاون الحوثي مع الشيطان الأكبر عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 12-22-2014 08:21 AM
التعاون التكنولوجي واندماج المؤسسات Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 03-12-2013 10:14 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59