#1  
قديم 09-03-2016, 08:07 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة وثائقيات مورغن فريمن تشوه صورة الإسلام


وثائقيات مورغن فريمن تشوه صورة الإسلام
ــــــــــــــــــــــ

(إياد جبر)
ـــــ

غرة ذو الحجة 1437 هـ
3 / 9 / 2016 م
ــــــــــــ

801092016120938.png


يَطرح الإعلام الغربي من حين لآخر كثيراً من القضايا الخلافية التي تجعل من الصعوبة بمكان إيجاد تفسير واضح ومقنع لها عند علماء اللاهوت من النصارى واليهود وبعض الديانات والمعتقدات الأخرى باستثناء الدين الإسلامي الذي يكون له القول الحسم في هذه القضايا، فما قدمه الممثل الأمريكي "مورجان فريمان" في مجموعة من أفلامه الوثائقية تحت عنوان قصة الإله، متناولاً قضايا "ما وراء الموت ونهاية العالم ووجود الخالق والبحث عن البدايات الأولى للخلق، وأسباب وجود الشر في نفوس البشر ومسألة وجود المعجزة من عدمها، والقضاء والقدر"، كلها قضايا ليست خافية على الإسلام والمسلمين الذين أدركوا حقيقة دنياهم بفعل إيمانهم بالقرآن الكريم.

وعلى ضوء التساؤلات التي طرحتها حلقات فيلم قصة الإله وما ترتب عليها من إجابات تبدو متناقضة، كان واضحاً أن التطور العلمي الهائل الذي عرفه الغرب النصراني على مدار العقود الأخيرة، لم يكن كافياً لتفسير أسرار الكون، فلجأ علماؤهم إلى البحث عن إجابات لتلك التساؤلات المتكررة والملحَّة بشكل يشبه في أغلب الأحيان أفلام الخيال العلمي، فاتجهوا إلى الربط بين ما يمر به العالم من كوارث وأزمات وتحولات، بالإسلام. ولا يجد رجال الكنيسة وأمثالهم من اليهود أي غضاضة، حين يرجعون مسألة الإسراع في نهاية العالم إلى وجود فئات من المسلمين، كداعش وتنظيم القاعدة وبعض التنظيمات الجهادية.
ولا ريب في أن عجز الغرب عن تقديم إجابات حول تلك القضايا، جعله أكثر اندفاعاً نحو البحث عن أسباب أخرى من شأنها أن تشكل إجابات أكثر إقناعاً لتلك التساؤلات، وخاصة أن الهوة باتت واسعة بين اكتشافاته العلمية ومعتقداته الدينية.

فوفقاً لخبير الشؤون السياسية واللاهوتية للديانة اليهودية" يورم هزنس" فإن السلام سيحل بعد بناء الهيكل وأن "إسرائيل" على حد وصفه ستقود العالم في يوم ما، من خلال حاكم ليس له أي صفات إلهية، وذلك على عكس فهم النصارى. في السياق عينه تتفق عالمة الآثار اليهودية "جودي ماغنيس" مع يورم هزنس حين تؤكد على أن المعتقدات اليهودية القديمة كانت تقوم على أن الله كان يعيش بين يهود وادي قمران الأوائل قرب البحر الميت.
في المقابل تعتقد "كيم هاينزايتس" عالمة وخبيرة نصرانية في العصر القديم، أن الشر كان يتمثل في الإمبراطور الروماني "نيرو" الذي يُرمز له بالرقم 666 في كتاب "رؤيا يوحنا" خوفاً من ذكر اسمه واستحضاره من جديد، لكن حسب" كيم هاينزايتس" فإن الشر قد انتقل عند النصارى من حكم الرومان إلى المسلمين!

في هذه الأثناء يتجه الإعلام الغربي نحو التركيز على بعض الشخصيات الإسلامية، ليس بهدف الوصول الى إجابات شافية، بل بهدف ترسيخ وتعزيز مفاهيم مشوشة لا تُظهر الوجه الحقيقي للإسلام، فـ "ماجد نواز" مدير مؤسسة الكويليام في الولايات المتحدة، تحول إلى مسلم بفكر ليبرالي بعد أن كان مُجنداً سابقاً في تنظيم القاعدة وبات هدفاً للميديا الغربية، حيث يقول: إن وصول التنظيمات الإسلامية إلى الحُكم بمن فيها تنظيم داعش، بمثابة إقامة جهنم على الأرض، لكن ليس هذا مهماً، فالأهم أن نواز يحاول أن يربط فكر داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: إن الرسول الكريم كان قد تنبأ بنهاية العالم، التي بدأت بالقسطنطينية مروراً بأوروبا وأمريكا وهو ما ستنفذه داعش الآن!
إن حالة اللغط والتيه التي تسود المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات الهندوسية والبوذية في قضايا الكون لا سيما وجود الله، تتجلى في حديث الدكتور "اندي نيوبرغ" الخبير في دراسة لاهوت الأعصاب، حيث تحاول دراساته البحث عن تجليات مادية للرب، من خلال إجراء فحوصات عن طريق الدماء بهدف الوصول إلى شيء مادي عن وجود الرب، في هذا الإطار يعتقد قساوسة "جول" و "فيكتوريا آشيي" أحد أضخم الكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الرب هو الأب الخالق الذي يمنحنا الغاية والمصير، لذلك - وفقاً للقساوسة - فإن الكنائس لم تجد حرجاً إذا ما أرادت تحويل الرب إلى أمر شخصي يمكن الوصول إليه.
تلك المعتقدات لا تختلف كثيراً عن روحانيات الهندوس، فحسب عالمة التاريخ الهندية "بيندا بيرانجابي" إنك أينما وليت وجهك يوجد إله، أو يوجد رمز إلهي، فهناك إله الشفاء من الأمراض وإله المعتقدات، وإله الرزق. كما أن آلهة الهندوس فيها ما هو بشري وما هو حيواني، والأمر يبدو مشابه بالنسبة لقساوسة "جول" فكنائسهم لا تجد أي غضاضة في تحويل الرب إلى أمر شخصي، فلو سألت عشرة من النصارى عما هو الله؟ فستحصل على إحدى عشرة إجابة مختلفة.

لذلك يحاول المؤرخ الإسلامي "أحمد رجب" تغيير تلك المفاهيم والمعتقدات الخاطئة من خلال محاولة إقناع الغرب بأن إله المسلمين هو إله اليهود والنصارى نفسه، غير أن الغرب ما زال يعتقد أن صلاة المسلمين أشبه بالحوار مع شخص دون أن يجدوا شكله البشري، وهو ما يدفع أمام مسجد الحسين "أمير محفوظ" إلى الرد على ذلك بالقول: لا يمكن تخيل الإله مستخدماً المقولة الشهيرة "كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك".
إن تسليم بعض علماء الغرب بالعلاقة بين الإسلام وبداية الخلق تبدو غير مهمة للعالم الغربي عموماً، كما أن محاولات دحضها لا تتوقف، وبالرغم من أن بعض علماء الغرب كانوا قد أكدوا على أن العلم بإمكانه العيش إلى جانب الرواية الإسلامية حول قصة بدء سكان الأرض ونشأتها الأولى، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لإقناع الأسقف "مارسيلو سانشيز سورندو" ممثل البابا العلمي في روما ومستشار الأكاديمية البابوية للعلوم، الذي يؤكد على أن الانفجار الكبير للأرض ليس بداية الأرض، ولا علاقة لذلك بوجود الخلق على حد زعمه، كما يؤكد على أن فكرة وجود الإنجيل ليست فكرة غير علمية عن الخلق، ولا يمكن للعلم إثباتها أو دحضها، مشيراً إلى أن فكرة الخلق في الإنجيل توجد بالمفهوم الجيولوجي للخلق وليس بالمفهوم العلمي. في الوقت نفسه، يشكك "غوسيبي تانزيليتي" عالم فلكي في مرصد الفاتيكان، في بداية واستمرار الخلق متسائلاً: ماذا لو لم يكن هناك لحظة خلق واحدة بل لحظات عديدة؟
يتقاطع هذا المعتقد أو التساؤل إلى حد بعيد مع قناعات الهندوس، فعالمة التاريخ الهندية "بيندا بيرانجيبي" تشير إلى أن فكرة الخلق خارج إدراك الهندوس وهذا ما يدفعهم إلى الحديث عن دورات الخلق، فالأمر بالنسبة لهم يفوق العقل البشري وعليهم أن يقبلوا بذلك وحسب.
إن عدم تفسير علماء الغرب لبداية الخلق يقابلها اتساق وتفسير واضح لا لبس فيه بالنسبة للإسلام، حيث يؤكد عالم التاريخ الإسلامي "أحمد رجب" ذلك، مشيراً إلى النظرة العلمية لتكوين الأرض وبداية الخلق تتفق مع الإسلام، وهذا على عكس المفاهيم الخاطئة بالنسبة لأصحاب الديانات الأخرى، لذلك سنلاحظ أن عدم اعتراف الغرب والديانات المختلفة بالتقاء الإسلام مع العلم، يجعل علماء اللاهوت النصارى أكثر اتجاهاً نحو الدعوة للوحدة مع الديانات الأخرى باستثناء الإسلام، لأن الحياة من وجهة نظرهم يمكن أن تبقى للأبد، وهو أمر يتنافى مع الإسلام والعلم في آن واحد.
إذا كانت تلك المفاهيم المشوهة تطغى على علماء الغرب وتجعلهم أكثر تحاملاً على الإسلام، فإن إلصاقهم به الكثير من التهم سيما تهمة الشر، تبقى ماثلة في عقولهم وكتاباتهم، ولا تكاد تجد أي تحليل منطقي أو متفق عليه عند علماء الغرب حول سبب وجود الشر في نفوس البشر، فعالم الأعصاب الأمريكي "د. كيل" أرجع وجود الشر إلى ذلك الخلل في تركيبة الإنسان العصبية، بينما أرجعه عالم اللاهوت "كاتر كالاوي" إلى أن الخطيئة رغبة بدائية أو غريزة إنسانية يحملها جميع الناس، لأنها جاءت مع خطيئة أبو البشرية "آدم" وتم انتقالها من جيل إلى جيل، في الوقت ذاته، يعتقد عالم النفس النيوزيلندي "جيسي بيرنيغ" أننا بحاجة لكائنات خارقة للطبيعة لإبقائنا في المسار الصحيح، ولكن هذا العالِم يبدأ في الاتفاق مع الإسلام، حينما يقول إن الانسان بحاجة إلى الاعتقاد بأنه مراقب للحد من السلوك الأناني والسيطرة على الشر، وهو أمر يتشابه إلى حد كبير مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى السلوك القويم والأخلاق والمعاملة الحسنة بين الناس، وهو أمر يتجاهله علماء الغرب ويتم رفضه والتقليل من أهميته حين يأتي الحديث عن الإسلام.
وحينما يتعلق الأمر بالقضاء والقدر، فإن التدخل الإلهي يبقى حاضراً في أغلب المعتقدات حتى الديانات غير السماوية، فوفقاً للعالمة الصينية "جيني لو" إن المعتقدات الصينية تقوم على أن كل شيء متصل وكل شيء لديه سبب لحدوثة، وما نسميه التدخل الإلهي هو مجرد اتصالات لا ندركها، والأمر يبدو مشابه بالنسبة للنصارى، لأنهم لا يفرقون بين القضاء والقدر والمعجزة.

فالمعجزة بالنسبة لهم هي برهان على أن الحياة غير عشوائية، وكذلك الأمر بالنسبة لليهود لأنهم يزعمون بأنهم يؤمنون بقوة المعجزات، وإيمانهم مبني على تدخل إلهي، حتى العلم لا يستطيع، هو الآخر، الفصل بين المعجزة والقضاء والقدر، وهو ما سنلاحظه في حديث الطبيب النفسي "داني أوبنهيمر" الذي يقول: إنه لا يجري أي تجربه خارج قواعد وإمكانية الإله، لكن الأشياء أو المعجزات التي لا يتوقع حدوثها إلا بالمصادفة، تحدث ولا بد أن تحدث.
رغم هذه المزاعم التي تتحدث عنها كل هذه المعتقدات مجتمعة، حول الإيمان بالمعجزات الإلهية، إلا أنه يبقى من السهل على أي مسلم دحضها وأثبات زيفها، لأن التفريق بين القضاء والقدر والمعجزات الإلهية غير وارد في معتقداتهم، على عكس الإسلام الذي تحدَّث بشكل واضح عن القضاء والقدر والتدخل الإلهي في حياتنا، وعن المعجزات التي انتهت من حياة البشرية مع نزول القرآن الكريم.
لذلك فإن الحرب الغربية على الإسلام ومحاولات تشويهه في إطار الصراع الحضاري القائم، لا بد أن يسبقها ويتخللها صراع أفكار ومعتقدات، من شأنها أن تلعب الدور الأبرز في مراحل الصراع، ولأن الإسلام يكشف زيف هذه المعتقدات الغربية التي تتناقض مع العلم، سيظل الترويج له ومحاولات تشويهه قائمة دون توقف في الإعلام الغربي.


https://youtu.be/MDb4ZcWv2i0
-----------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مورغن, تشوه, فريمن, وثائقيات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع وثائقيات مورغن فريمن تشوه صورة الإسلام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قوات المالكي تشوه وجوه جثث المتطوعين تراتيل أخبار عربية وعالمية 0 07-15-2014 12:07 PM
دير شبيجل: الولايات المتحدة مسؤولة عن تشوه اطفال العراق باليورانيوم Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 12-21-2012 07:23 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59