العودة   > > >

البيئة والتنمية المستدامة أخبار ومواضيع ترصد وتوضح أهمية التركيز على البيئة والتنمية وتأثير التغيرات البيئية على الإنسان ومحيطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2017, 11:05 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي وسائل المواصلات المستدامة في إيجاز





وسائل المواصلات المستدامة، والتي أحيانًا ما تُعرف بـ "سهولة الانتقال المستدامة"، وهو مصطلح صار شائعًا للغاية خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصة عندما شرعت كثير من المؤسسات الدولية في العمل بشكل جاد على مواجهة قضايا التغير المناخي.
تشير وسائل المواصلات المستدامة إلى نظام نقل يستوفي الأعمدة الثلاثة للاستدامة: الأشخاص (الاستدامة الاجتماعية)، الكوكب (الاستدامة البيئية)، والربح (الاستدامة الاقتصادية). يضع بُعد الأشخاص في منظومة وسائل المواصلات رغبات واحتياجات الأطراف المعنيين كنقطة مركزية. إنّما تشير كذلك إلى ثمة الجودة، وقابلية العيش، وإمكانية الوصول إلى المدينة. وفي هذا السياق، لابد من شمولها بعناية خاصة لتعزيز المناطق الضعيفة اجتماعيًا داخل المدينة.
المواصلات المستدامة art-9-2.jpg
علاوة على ذلك، لابد وأن تلبّي حلول وسائل المواصلات حجم طلب المستخدمين، ليس فقط في الوقت الحاضر، ولكن أيضًا مستقبلًا. يشير بعد الكوكب إلى، ضمن أشياء أخرى، تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وغازات الدفيئة الأخرى. يعتبر كذلك الضوضاء والاستخدام الفضائي (المكاني) من المسائل الكوكبية الهامة أيضًا لقطاع وسائل المواصلات. أمّا الربح، أو البعد الاقتصادي، فيشير إلى استدامة نظام المرور والمواصلات مع انخفاض التكاليف الاجتماعية مثل تقليص الأثر البيئي، الحوادث، والتأخيرات المرورية. يشتمل هذا البُعد كذلك على الجدوى الاقتصادية للمدن ومراكز المدينة.
تحدّيات استدامة وسائل المواصلات في مختلف القارات

لقد انتشر مفهوم استدامة وسائل المواصلات، كما وحظي بالقبول عالميًا بسبب وقوف قطاع المواصلات وراء 15% تقريبًا من انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا. غير أنّه، من المثير للاهتمام أن نرى كيف تختلف كل دولة في العالم في مواجهة هذه القضية. عندما يتعلق الأمر بتعزيز وسائل المواصلات المستدامة، وسائل المواصلات العامة، ووسائل النقل غير المدفوعة بمحرّكات (مثل ركوب الدرجّات والمشي)هي على الأرجح أنماط مستدامة في تطوير سياسة النقل، كونه تنبعث من تلك الأنماط ثمة انبعاثات أقل مقارنة بالسيارات، كما وتعمل على تقليص حجم التفاوتات الاجتماعية.
إفريقيا

المواصلات المستدامة art-9-4.jpg.Pedestrians in Kampala, Uganda
تتّسم الدول الإفريقية عمومًا بكونها دولًا نامية، حيث تسجّل تفاوتات الدخل أرقامًا قياسية. ينتقل الأغنياء بالسيارات بينما ينتقل الفقراء (وهم الأغلبية الطاغية) في أغلب الأحيان مشيًا للذهاب إلى أشغالهم. غير أنّ عجز صنّاع السياسة على إدراك هذا الطلب الكبير على البنية التحتية لوسائل المواصلات غير المدفوعة بمحرّكات، بوصفها فرصة لتعزيز وسائل المواصلات المستدامة. وبدلًا من تشييد بنية تحتية شاملة لوسائل المواصلات غير المدفوعة بمحرّكات، تم تصميم كثير من الطرق في القارة الإفريقية لتسيير السيارات فوقها. ونتيجة لذلك، أصبح المشاة وراكبي الدرّاجات بمثابة مستخدمي الطرق الأكثر عرضة للمخاطر، كما وأنّهم يسجّلون النسبة المئوية الأكبر في كوارث الطرق داخل القارة الإفريقية.
آسيا

المواصلات المستدامة art-9-3.jpg.A traffic situation in Pune, India


تواجه الدول الأسيوية ثمة تحدّيات محدّدة عندما يتعلق الأمر بتعزيز وسائل المواصلات المستدامة؛ حيث يتمركز كثيرٌ من سكان العالم في القارة الأسيوية. ففي الدول الأسيوية ذات المدن الكبرى (تلك المدن التي يتجاوز إجمالي تعداد السكان عشرة ملايين نسمة) مثل إندونيسيا والهند، يتّسم نظام المواصلات بخدمات مواصلات عامة غير ملائمة، مع غياب للسلامة والبنية التحتية المستمرة لوسائل النقل غير المدفوع بمحرّكات. يتواجد نظام النقل الجماعي في أغلب الأحيان، غير أنّ السعة الاستيعابية لا يمكن أن تتماشى مع حجم الطلب عليها. ونتيجة لذلك، يتزايد عدد السيارات والدرجات النارية في الحركة المرورية بشكل ملحوظ كل سنة نظرًا لعدم تمكّن الأشخاص من الاعتماد على وسائل المواصلات العامة، مع افتقارهم كذلك إلى الشعور بالأمان عند اللجوء للمشي أو ركوب الدرّاجات.
الشرق الأوسط

استُهِلّ مفهوم الاستدامة في الشرق الأوسط لجذب الانتباه العالمي عندما أطلقت مبادرة مدينة مصدر لتكون أول مدينة خالية من الانبعاثات الكربونية في العالم، والتي تتّسم بخطة شاملة لنظام مواصلات خالي من الانبعاثات. ففي العقد الأخير، استثمرت دول الشرق الأوسط أيضًا أموالًا طائلة في مشروعات التنمية الكبرى لأنظمة النقل الجماعي. تدبّر مثال مترو دبي الممتاز، ومشروعات مترو الرياض والدوحة المرتقبة. ومن حيث البنية التحتية لوسائل المواصلات غير المدفوعة بمحرّكات، لم يحقق الشرق الأوسط كثيرًا حتى الآن حيث لا يزال المناخ التحدّي الرئيسي لترويج ثقافة ركوب الدرّاجات والمشي.

تتّسم دول الشرق الأوسط بميزة مقارنة بالدول الأوروبية. ففي الشرق الأوسط، يستغرق الأمر وقتًا أقصر مقارنة بأوروبا لإنجاز مشروع النقل من مرحلة المبادرة إلى مرحلة التشييد. ففي أوروبا، لابد من استغراق وقتًا كبيرًا حتى الوصول إلى إجماع فيما بين مختلف الأطراف المعنيين. يمكن النظر إلى تلك الميزة التي يتّسم بها الشرق الأوسط على أنّها ثمة فرصة لإنجاز كثير من مشروعات النقل المستدام في المستقبل القريب.
أوروبا

المواصلات المستدامة art-9-5.jpg(Cycling infrastructure in Amsterdam, the Netherlands (Photo courtesy of Fietsberaad
تعتبر أوروبا في الغالب أفضل ممارسة في العالم لوسائل المواصلات المستدامة، حيث تتمتع معظم الدول الأوروبية ببنية تحتية عالية الجودة لوسائل المواصلات غير المدفوعة بمحرّكات، ونظام مواصلات عامة مطوّر على نحو جيّد (وهي حاليًا في مرحلة التخضير). وبرغم هذا الإنجاز، لا تزال أوروبا تكافح من أجل تقليص ازدحام مرور السيارات، والتي تسهم بحوالي 75% تقريبًا من الانقسام الصوري لوسائل نقل الركّاب الأوروبي. غير أنّه إذا ما نظرنا إلى الانقسام الصوري في المناطق العمرانية الأوروبية، تعتبر الأرقام مختلفة تمامًا. ففي مدينة أمستردام على سبيل المثال، تقدّر حصة مشاركة النمط بـ 66% للوسائل المواصلات غير المدفوعة بمحرّكات (وهي الأعلى على مستوى العالم)، و11% لوسائل المواصلات العامة، و 23% لباقي أشكال المواصلات المدفوعة بمحرّكات. تتغيّر تلك الأرقام على نحو طفيف عندما ننظر إلى مجمل منطقة مدينة أمستردام (والتي تشتمل على مناطق أخرى حول أمستردام)، أي 56% : 9% : 35%(1). إنّما يبيّن ذلك أنّ وسائل المواصلات العامة وأنماط وسائل المواصلات غير المدفوعة بمحرّكات إنّما تعمل بدون شكّ وفقًا لأقصى طاقاتها داخل المناطق العمرانية.
إمكانية التنقل في الحاضر والمستقبل

يتمثّل السبب الرئيسي لنجاح أوروبا في زيادة حصة المشاركة في أنماط وسائل المواصلات المستدامة، وذلك بسبب نجاح صنّاع السياسة في تحديد ماهية مستخدمي الطريق، والذين هم ليسوا فقط بمستخدمي نمط الوسائل المدفوعة بالمحرّكات، ولكن أيضًا ركّاب وسائل المواصلات العامة، وراكبي الدرّاجات والمشاة. إنّها القاعدة الجوهرية عندما يعكفون على تطوير سياسات وسائل المواصلات، والتي يخوّل فيها جميع مستخدمي الطريق بنفس الحق في القدرة على أداء انتقالاتهم بكل سلامة. ونتيجة لذلك، تم تصميم المدينة وبنيتها التحتية لاستيعاب احتياجات الانتقال لهؤلاء مستخدمي الطريق. هناك العديد من المساحات لمرور السيارات، ومسارات الدرّاجات، وأرصفة المشاة الجانبية، و (أحيانًا) البنية التحتية المخصّصة لوسائل المواصلات العامة.
علاوة على ذلك، الدول التي نجحت في تعزيز الانتقال المستدام هي تلك التي وضعت التوجّهات الكبرى التالية في حسبانها:

1. ذروة استخدام السيارة: يعتقد كثير من الخبراء أنّ استخدام السيارة سوف يصل حد التشبّع، ومن ثمّ سوف يظل ثابتًا على نحو معقول، أو سوف يهبط بأسلوب مؤكّد.

2. سكان التجمّعات العمرانية المتزايدين: بحلول العام 2050، يتوقّع أن يعيش 70% من سكان العالم في مناطق عمرانية ارتفاعًا من نسبة 55% حاليًا.

3. نمط الحياة الجديد لجيل الشباب: يفضّل جيل الشباب العيش في المدينة، وهم أكثر اهتمامًا بالأدوات الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من امتلاك سيارة.

4. رفع الوعي البيئي: يسافر الأشخاص منذ عقود كثيرة ماضية، وهو ما يجعل قطاع النقل أكثر مسئولية عن انبعاثات الهواء. إنّ تقليل الانبعاثات الصادرة عن قطاع النقل سوف يتصدر أهم النقاط على جدول أعمال صنّاع السياسة.

5. ندرة الوقود الحفري: بالرغم من انخفاض أسعار الوقود حاليًا، إلا أنّ الوقود الحفري في سبيله إلى النضوب.

6. مرونة المجتمع: لقد أوجدت سرعة وتيرة تطوّر تكنولوجيا المعلومات ثمة "طريقة عمل جديدة"حيث يعتبر الأشخاص أكثر مرونة (من حيث الزمان والمكان) في سبيل أداء أنشطتهم.

7. شيخوخة السكّان: تؤثر شيخوخة السكّان على نظام وسائل المواصلات حيث أصبحت معايير السلامة والموثوقية وقابلية الوصول أكثر أهمية.

مع أخذ تلك الاتجاهات الكبرى في الحسبان، أصبح صنّاع السياسة أكثر إدراكًا بأنّ مشكلات وسائل المواصلات الأكثر أهمية غالبًا ما ترتبط بالمناطق العمرانية. إنّما ينصب تركيزهم على الاستثمارات في قطاع وسائل المواصلات المستدامة في المناطق العمرانية بدلًا من الضواحي. تتّسم المدن الأوروبية التي تطوّرت انطلاقًا من سياسة تحدّد مستخدمي الطريق والتعامل مع الاتجاهات الاجتماعية بشكل صحيح بخصائص مشتركة: مفهوم تطوير موجّه الانتقال قوي حيثما تتمحور الأنشطة حول محطّات وسائل المواصلات العامة الرئيسية للترويج لاستخدام وسائل المواصلات العامة، والاستخدام المكاني المختلط (مناطق المعيشة، العمل، والراحة) من أجل تقليص حجم الطلب على الانتقال، ووسائل المواصلات عالية الجودة في المدينة مع نظام معلومات سفر ممتاز، ومركز مدينة خالي من السيارات لأجل الترويج لثقافة ركوب الدرّاجات والمشي، ولزيادة قابلية العيش في مراكز المدينة، وإرساء لوائح قوية بشأن وقوف السيارات في المدينة لتقليص حجم الازدحام المروري للسيارات.
المواصلات المستدامة art-9-6.jpgCar free city centre in The Hague, the Netherlands




المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المستدامة, المواصلات, إيجاز, وسائل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع وسائل المواصلات المستدامة في إيجاز
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برلماني بريطاني يدعو لعدم الاختلاط في المواصلات العامة عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 08-28-2017 07:29 AM
تكنولوجيا المواصلات المستقبلية .. تسافر في أنابيب تسير بسرعة الصوت Eng.Jordan علوم وتكنولوجيا 0 11-14-2016 11:21 AM
نظريات التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 10-13-2015 11:29 PM
عرض تقدمي حول التنمية المستدامة Eng.Jordan عروض تقدمية 0 03-12-2013 09:57 PM
أبعاد التنمية المستدامة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 09-09-2012 01:15 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59