#1  
قديم 09-19-2014, 07:47 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة الإلحاد الناعم أخطر من الإلحاد الخشن


"الإلحاد الناعم" أخطر من "الإلحاد الخشن"*
ـــــــــــــــــــــ

24 / 11 / 1435 هــ
19 / 9 / 2014 م
ــــــــــ

الإلحاد الإلحاد _8671.jpg


لكل دين منافقوه؛ حتى الإلحاد وجدنا في عصرنا الحالي من ينافق فيه، فبعد موجة الإلحاد الجديد أو الإلحاد الشرس (الخشن) كما يحلو للبعض تسميته، خرج علينا جيل جديد من الملحدين، يرفع لواء التسامح، ويدعي التصالح مع الأديان، والتعايش مع معتنقيها على اختلاف معتقداتهم وأفكارهم.

والذي يدعونا إلى اتهام هذا التيار بالنفاق أن فلسفة الإلحاد تقوم في الأساس على رفض الدين والعداء التام لكل التشريعات والقيم الدينية، فكيف برجل ينكر كل التشريعات السماوية منها وغير السماوية، ويتهمها بالزيف ويشكك فيها فضلاً عن إنكاره لوجود الله الخالق؛ كيف لرجل مثل هذا أن يتعايش مع مؤمن أو يقبل مجرد التحاور معه.

وتيار الإلحاد الناعم لا يقل خطورة عن تيار النفاق، فبالرغم من إعلان الملحد المتبني لأفكار التيار الناعم إلحاده، إلا أنه يرجو من وراء هذا الإعلان أهدافاً أخرى، والغاية الكبرى من وراء هذه الأهداف هي تمييع الدين وتبسيط كافة القضايا إلى درجة التزييف والتشويه والإخلال بما تتضمنه من قضايا وأهداف وقيم ومثل، ومن ثمَّ الإتيان على كل هذا.

ويتزعم تيار الإلحاد الناعم الإنجليزي فيليب كيتشر (أستاذ الفلسفة في جامعة كولومبيا وأحد أفراد كتيبة العلماء الملحدين)، وقد أشار إلى هذا التوجه في حوار له قبل بضعة أشهر نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تم عبر البريد الإلكتروني بينه وبين نظيره الأمريكي جاري جاتينج (أستاذ الفلسفة بجامعة نوتردام).

وقد تناول الحديث عن هذا التوجه أحد الكتاب في جريدة ساسة بوست، وقد أشاد الكاتب بهذه التوجه (الإلحادي) زاعماً أن في الأمر فرصه للحوار بين المؤمنين والملحدين مع رفض الكاتب- بلا شك- للإلحاد بكافة أشكاله.

أما عن قواعد ما يعرف بالإلحاد الناعم فقد نقلها الكاتب أحمد سامي صاحب مقال (الملحدون الناعمون خوارج الإلحاد الجديد أم معتزلته) المنشور بجريدة ساسه بوست، عن "فيليب كيتشر" زعيم هذا التوجه، وتتلخص في النقاط الآتية:

- كل الأديان لها عقيدة واحدة تقريبًا من حيث الأصل، وهي الخلق والإيجاد والخالق والعبادة، وما اختلفت فيه الديانات مجرد تحريفات مجتمعية وثقافية.

- التعاطف مع الأديان والمتدينين وعدم احتقار معتقداتهم حتى ولو رفضناها كلها.

- إنهاء الحرب الدائرة فورًا على صفحات الجرائد وألواح الإعلانات ومواقع التواصل الاجتماعي ومناظرات التليفزيون.

- التفريق بين المعتقدات الدينية وتطبيقاتها والتعامل مع المتدينين كمرضى نفسيين مصابين "بالذهان" تسببت مجتمعاتهم وموروثاتهم الثقافية والمجتمعية في التصرف على النحو الذي هم فيه.

- مد يد العون للمتدينين المتفتحين وإشراكهم في العمل معًا في قضايا دولية إنسانية.

- استقاء القيم الأخلاقية العظيمة التي تدعو لها الأديان بدلًا من محاولات ترجمة عقائد الأديان بشكل حرفي وتلقيها على أنها حزمة من الخرافات المحضة.

فالناظر لهذه القواعد يجدها تركز على فكرة واحدة وهي فكرة التعايش، فالهدف الرئيس الذي يسعى إليه "كيتشر"، ومن يسير معه من الملحدين الجدد هو جعل الإلحاد ظاهرة طبيعية، بعد أن كان فكرة شاذة وأيدلوجية غير مقبولة، فبهذا الطرح سيفسح "كيتشر" للإلحاد- بثوبه الجديد- المجال ليكون نداً حقيقياً للدين، كما سيجعل لإتباعه حق الظهور والتحدث من مصدر قوة، لا كما يعتقد كاتب مقال ساسه بوست أن في الأمر ايجابيات لمعتنقي الأديان.

إن الإلحاد كفكرة لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تتعايش مع فكرة الإيمان، حتى إن قواعد "كيتشر" تشهد بهذا، فهو يعتبر المؤمنين مرضى نفسيين، فقواعده متناقضة يضرب بعضها بعضاً، يخادع بها ليصل إلى أهدافه الخاصة التي لا تختلف كثيراً عن أهداف أقرانه من دعاة الإلحاد الخش، بل الإلحاد الناعم أشد خطورة من نظيرة الخشن، فالأول يحارب الأفكار بالأفكار، أما الثاني فيحارب الفكرة بالمدفع والصاروخ، وقلما انتصر مدفع أو صاروخ على فكرة برأس بشري.

-----------------------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-14-2014, 08:16 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة الإلحاد بوجوه متغيرة في الفضائيات العربية

الإلحاد بوجوه متغيرة في الفضائيات العربية*
ـــــــــــــــــــــ

21 / 1 / 1436 هــ
14 / 11 / 2014 م
ــــــــــــ




في متابعة فكرية سالفة تحدثنا عن "الإلحاد الناعم" و"الإلحاد الخشن"، فبينا فيها أن الإلحاد الناعم يرفع لواء التسامح، ويدعي التصالح مع الأديان، والتعايش مع معتنقيها على اختلاف معتقداتهم وأفكارهم، وهو بخلاف الإلحاد الخشن الصريح، الذي يتصادم مع الأديان، بل يتصادم وبشكل مباشر مع فكرة وجود خالق لهذا الكون، وأشرنا في تلك المتابعة إلى أن خطورة الإلحاد الناعم تفوق خطورة الإلحاد الخشن؛ لتصادم الأخير مع الفطرة البشرية، بعكس الأول الذي يكسو نفسه بالتسامح وقبول الآخر.
والأخطر من نوعي الإلحاد السابقين (الناعم والخشن) أن يُروج للإلحاد من قبل من يدعي الإسلام ويتزيي بزي الشيوخ والعلماء، وهو أمر شائع في هذا الزمان، الذي كثر فيه شيوخ الفتنة والضلالة، ممن أغوتهم شياطينهم، فاشتروا الضلالة بالهدى، ومن هؤلاء المدعو محمد عبد الله نصر، الشهير بـ"ميزو"، حيث كثرت فتاويه الشاذة التي تخالف إجماعات علماء الأمة في الأصول والفروع.
فمن فتاويه الشاذة التي تؤسس لتفريغ الدين عن أصوله ادعائه أن ممارسة الشباب للفاحشة قبل الزواج "ليست زنا"، حيث يرى أن الزنا هو أن يقوم رجل مرتبط بزوجته، أو زوجة مرتبطة بزوجها بممارسة الفاحشة، أما لو حدث ذلك بين رجل غير مرتبط وامرأة غير مرتبطة فإنه يدخل في بند البغاء ولا يدخل في الزنا.
ومن فتاويه أيضاً ادعائه أنه لا وجود لما يعرف بعذاب القبر، وأن صيام عاشوراء أكذوبة كبرى، واتهامه لصحيح البخاري، حيث زعم أن هناك أحاديث في صحيح البخاري تحث على القتال والإرهاب، وزعم أن الكتاب نفسه "سب رسول الإسلام وزعم أنه مسحور"، مضيفاً أن "البخاري ادعى على النبي أنه كان يعيش على الغنائم، وتحدث عن إقامة حد الزنا على القرود".
أما آخر فتاويه والتي تؤسس لإلحاد جديد يتستر بستر الشريعة، فادعائه أن الشريعة الإسلامية جاءت لخدمة الإنسان، ولم يأتِ الإنسان ليخدم الشريعة، مضيفاً: "إن الله جاء ليخدم الإنسان ويدافع عنه، ولم يأتِ الإنسان ليدافع عن الله، فهذا منطق معكوس"، وتابع: "لولا الإنسان ما كان لله وجود"- على حد قوله- نعوذ بالله من الخذلان، ومن نُطق الكفر أو الرِضا عنه.
والرد على هذا الكلام ليس محل حديثنا، لأنه كلامفاسد من جهة العقل والمنطق- فضلاً عن فسادة الشرعي-، فكيف يمكن عقلاً أن نقول: إن الخالق لم يكن ليكون لولا خلقه لخلقه؟ أما باقي ضلالاته فهي أيضاً فتاوى مهترئة، وكلام عبثي لا سند له، وفي كتب أهل العلم ما يشفي صدر الباحث عما أثاره هذا الدعي.
أما النقطة التي يحسن الوقوف عندها فهي نقطة الإعلام، وتمكين مثل هؤلاء منه لإثارة الشبة، والعبث بثوابت الأمة ومُسلماتها، والطعن في رموزها وعلمائها، فلولا تمكين الإعلام لهؤلاء من التحدث إلى الناس ما انتشر ضلالهم وما كان لإفكهم أثراً، بل لما سمع الناس عنهم شيئاً.
فالإعلام شريك أصيل في هذه الحملة الشرسة على الدين، بقصد أو بغير قصد، وإن كنا نميل إلى فكرة المؤامرة، فأمثال ميزو بثقافاتهم المنعدمة وبجهلهم البين ما كان لهم أن يصلوا إلى مثل هذه المنابر الإعلامية لولا وقوف جهات كبرى أو شخصيات مؤثرة خلفهم.
ومَنْ غير العلمانيين وحاملي أفكار الإلحاد والتطرف الفكري له القدرة على فرض مثل هؤلاء على الإعلام وتهيئة الأجواء لهم؟ ومَنْ غير العلمانيين وحاملي أفكار الإلحاد والتطرف الفكري له مصلحة في نشر مثل هذه الأفكار؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أخطر, الحزن, الإلحاد, الناعم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الإلحاد الناعم أخطر من الإلحاد الخشن
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جهود حثيثة لمواجهة الإلحاد في مصر عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 08-30-2014 07:39 AM
فيلبس يحاضر حول الإلحاد عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 06-01-2014 06:38 AM
الإلحاد الجريمة المهملة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 04-11-2014 07:02 AM
ظاهرة الإلحاد في الأسماء الحسنى عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 02-24-2014 09:00 AM
دور الإلحاد فى وجودية سارتر Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 02-09-2013 02:47 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59