العودة   > >

شذرات مصرية أخبار وتحليلات .. مقالات ومتابعات للحدث المصري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2014, 08:25 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,159
ورقة هوية المعركة في مصر


هوية المعركة في مصر
ــــــــــــ

(محمد جلال القصاص)
---------------

11 / 1 / 1436 هــ
4 / 11 / 2014 م
ـــــــــــ

version4_crop,488x320,mixmedia-11022141Ke8P7.jpg

من الظلم أن تبدأ الحديث عن مصر وما فيها دون أن تستحضر السياق التاريخي الذي تعيشه مصر منذ قرنين، ومن الظلم أن تتحدث عن مصر بعد الانقلاب دون أن تستحضر حالة الاحتضار التي يمر بها المجتمع المصري منذ أعوام، والقصة باختصار:
---------------------------

الحضارة الغربية احتلت ديارنا، وغيرت الإنسان المسلم. غرست ما قد أنتج إنسانًا آخر، لا هو ذاك المسلم القديم، ولا هو الغربي الحديث، ووضعت مؤسسات تغيير تفرز باستمرار هذا الكائن الجديد، وكان الهدف من هذا كله قتل الحضارة الإسلامية، لأنها ذات رؤية متكاملة، ولا يمكن أن يتعايش معها غيرها إلا تابعًا، أما هؤلاء الذين أنجبتهم الحضارة الغربية من اغتصابها الأمة الإسلامية فليسوا أصحاب رؤية شاملة تقيم أمة كاملة تزاحم الأمة الغربية وتطردها وتستتبعها. وإنما أصحاب مصالح خاصة.. غايتهم تحقيق مصالحهم الشخصية أو المحدودة جدًا.

كي يستمر هذا المخلوق الجديد كما يريد الغرب وُضِعت له متاريس داخلية ومتاريس خارجية، ففرضوا علينا –وعلى غيرنا ممن ليس منهم- أن نتفرق في هيئة دول، هم فقط تجمعوا (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة) وغيرهم قُسم إلى دويلات صغيرة خاضعة للنظام الدولي. ووضعوا جندهم وأسلحتهم في كل مكان، وأسسوا مؤسسات التغيير بالداخل في جميع مجالات الحياة، الجانب العسكرين والجانب الإعلامي، والجانب الاقتصادي والجانب الثقافي، والفن، والصحافة، ... كل شيء. وطردوا منها المتمسكين بهويتهم. فصار المتمسك بهويته بعيدًا مطرودًا مطاردًا. هذا هو المشهد باختصار.

ماذا يريدون؟
----------
هذه الكائن الذي أفرزته الحضارة الغربية بعد اغتصاب الأمة الإسلامية لا يعرف أبوه ولا يبر أمه، فقط يبحث عن مصالحه الشخصية. ولك أن تتدبر السيرة الذاتية للذين سادوا في الأمة، في جميع المجالات (السياسة، والفن،...)، ستجد أنهم يتعاملون بصفة مستقلة، ستجد أنهم يسعون لتحقيق أهداف خاصة بهم، ويتعاملون مع الغرب لأنه الأقوى يتجهون إليه خوفًا وطمعًا. ويبعدون عنَّا لأمرين: لضعفنا، ولأن مصالحهم ليست معنا، فليس في الإسلام ديكتاتورية، وليس في الإسلام إشاعةً للفاحشة في الذين آمنوا، فضلًا عن الثناء على أصحابها وإظهارهم "نجومًا" بين الناس، وليس في الإسلام أن يتكسب من يستطيع بما يستطيع كما يفعل "رجال الأعمال" و"المثقفون" ....
فهؤلاء مع الغرب خوفًا وطمعًا، وضد الشريعة لما تنطوي عليه من تشريعات.

من نواجه الآن؟
------------
منظومة كاملة، دخل فيها الجميع بمستويات مختلفة، فالنخبة من المثقفين والحكام ورؤوس الأموال، ومؤسسات التغيير التي تمسك بكل شيء من تفاصيل الحياة، وعامة الناس بعد أن غيرتهم أدوات الغرب، ولك أن تتبع سلوك النسا ومطالبهم لترى بوضوح أنهم يتحركون لأهداف خاصة بهم تتمحور حول الضروريات البشرية. ويدخل في ذلك "متدينون" يوصفون هذه الحالة بأنها موافقة للكتاب والسنة أو خرجت قليلًا. ومتدينون يأخذون بتلابيب من يريد التغيير إلى بعيد بدعوى العجز وعدم القدرة، وبدعوى إعدادٍ مغشوش. ونواجه من لا يفهم عدوه جيدًا، من لا يعرف من يصارعهم ومن يصارع معه. ولذا فإن مشهد المخالف مختلط، والتعامل معه كفرد واحد لا يصح.

قضية الهوية:
---------
من الناحية الواقعية نجد أن قضية الهوية ذات أبعاد متعددة:
منها: هناك من يمتلك هوية مخالفة ويريد توطينها حقدًا وحسدًا، أو بدافع مصلحة شخصية، وهؤلاء قلة في المجتمع، ولكنهم ممكنون منذ احتلت البلاد وأنشأ الغرب فيها مؤسسات تغيير تبعًا لثقافته.
ومنها: وهناك من لا يرغب فينا لمصلحة خاصة به ولكنه لا يكره الدين، ويدخل في هذا بعض السلفيين، من فئة الغافلين، أو من فئة أرباب المصالح.
ومنها: أن الناس حين تأتي الإسلاميين فهم لا يأتونهم إيمانًا بالهوية الإسلامية، إذ قد شوهت لديهم من زمن، وإنما يأتونهم لتحقيق مصالحهم الشخصية.
ومنها: ما يمكن تجسيده من خلال الإجابة على هذا السؤال: كيف ندير صراعًا على الهوية؟، كيف نفهم عوام الناس أن مصلحتهم ليست في اتباع الغرب، ولا المنتفعين من الغرب (النخبة بمختلف تخصصاتها)؟، وخاصة أن هؤلاء فشلوا عدِّة مرات في تحقيق مصالح الجماهير. وأن الخير كله في اتباع شرع الله: " {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96].

من أكبر أخطاء التوجهات الإسلامية بعد أحداث الربيع العربي أن الإسلاميين لم يسوقوا قضية الهوية كمطلب شعبي ضروري لتحقيق مصالح الناس ورفع الضرر عنهم، كان عليهم أن يتحدثوا للناس بأن ما يريدونه لن يكون إلا في طاعة الله، حديثًا عمليًا لا وعظيًا، كأن يبينوا لهم أن العصاة مفسدون في الأرض فإن ساد العاصي فسد وظهر الفساد في البر والبحر، وكل شيء حولهم يشهد. يعيدوا رسم المشهد في أذهان الناس. لم يفعلوا هذا. بل قدموا أنفسهم هم للناس، على أنهم إن تمكنوا من الدولة تحقق أحلام الجميع... أحلامهم هم في "تطبيق الشريعة"، وأحلام الجماهير في عيش رغيد. وغاب عنهم ـ بجهلٍ فيما يبدو لي- هذه المنظومة المتماسكة من الأشرار.

--------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المعركة, هوية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هوية المعركة في مصر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خسارة المعركة ضد إيبولا عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 10-16-2014 08:09 AM
المالكي يكافح لإبعاد «المعركة الكبرى» عن بغداد Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 06-14-2014 02:38 PM
الإعلام الصهيوني يقود المعركة عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 05-01-2014 06:45 AM
المعركة الرئاسية الأمريكية تشتعل أوباما يتهم رومني بأنه مجرم أو كاذب يقيني بالله يقيني أخبار عربية وعالمية 0 07-15-2012 10:01 AM
الحروب تجارة والدواء كالسلاح في المعركة Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 04-25-2012 10:01 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59