#1  
قديم 10-07-2017, 01:05 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الفقر في وطننا العربي


الفقر في وطننا العربي
الطالب / عبدا لله بن محمد علي القحطاني
الجامعة / جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية اقتصــاد
المشرف د/ سليمان بن محمد السدلان

مقدمة
تعتبر ظاهرة الفقر واحدة من أهم المعضلات التي واجهتها المجتمعات والحكومات والنظريات الاجتماعية منذ أقدم العصور. وفي القديم ارتبطت ظاهرة الفقر بفقدان الموارد أو بالحروب التي تؤدي إلى الاستعباد والقهر.ولذا فإن الأديان السماوية جميعها قد أولت ظاهرة الفقر اهتماماً خاصاً, وبالذات من حيث ارتباطها بتسلط الأغنياء وسعيهم الدائم للهيمنة وكنز الذهب والفضة . أما النظريات الاجتماعية فإنها عندما درست ظاهرة الفقر لم تفصلها عن الوجه الآخر للعملة ألا هو وجود أفراد أثرياء أو أمم غنية تجد من مصلحتها الدائمة إبقاء الأمم الأخرى في حالة فقر مستمر .
وفي تراثنا الإسلامي نجد المقولة الشهيرة لعلي بن أبي طالب - كرم الله وجهه- ((لو كان الفقر رجلا لقتلته )).وفي التراث الفلسفي نجد مقالة ارسطو (( الفقر هو مولد الثورات والجريمة)) فالعديد من الثورات الاجتماعية والسياسات الكبرى في التاريخ الإنساني كان الفقر سببها الرئيسي أو احد أسبابها المهمة . وواحدة من أهم النظريات الاجتماعية الحديثة ,وهي ((الاشتراكية)), جاءت بشكل أساسي للتصدي لظاهرة الفقر ومعالجة مشكلة الفوارق الكبيرة في الثروة بين الأفراد كما بين الأمم. وعلى أساس تلك النظرية بني العديد من الأقطار الحديثة , كما كان لها اثر مهم توجيه دفة الصراع بين الأمم لعقود طويلة. والنظرية الاقتصادية الحديثة ركزت في جانب مهم منها على قضية (( توزيع عوائد الإنتاج))من وجهة نظر الكفاءة في التوزيع وآثارها في هيكل الإنتاج وفي عملية تخصيص الموارد , سنتطرق في هذه الورقة للفقر فستناول في المبحث الأول تعريف الفقر وخصائصه , وأسبابه , والمشكلات المترتبة عليه , وطرق قياسه , وفي المبحث الثاني سنركز على الأسباب التي أدت إلى الفقر في وطننا العربي وكذلك إلى الخاصية التي يختص بها الوضع الاقتصادي في الوطن العربي وهي التفاوت الاقتصادي بين الدول العربية , وفي المبحث الثالث سنتطرق إلى أهم الحلول لتخفيف حدة الفقر, في الأخر سنطرق لحلول الفقر من وجهة النظر الإسلامية .
الفصل الأول : الفقر- مفاهيم أساسية -
التعريف اللغوي للفقر:
الفُقر: ضد الغنى، مثل: الضَعف، والضُعف. وقيل الفقير أحسن حالا من المسكين، وقد جاء في التنزيل العزيز " إنما الصدقات للفقراء والمساكين"، وقد سئل أبو العباس عن الفقير والمسكين في هذه الآية فقال: الفقير هو الذي له ما يأكل، أما المسكين فهو الذي لا شيء له. وقيل الفقير سمي فقيراً لزمانه تصيبه مع حاجة تمنعه التقلب في الكسب على نفسه.
وخلاصة القول " أن الفقير هو الذي له ما يأكله لكنه لا يستطيع ضمان كسب رزقه وتأمينه على كل حال، وهو أفضل حالا من المسكين".
التعريف الاصطلاحي للفقر
على الرغم من أن الفقر كان سببا ودافعا للعديد من الثورات الاجتماعية , والتغيرات الكبرى , والاضطرابات السياسية الممتدة , وعلى الرغم من أنه كان أيضا مصدر إلهام للفكر الإنساني والفلاسفة والمصلحين الاجتماعين , ولظهور العديد والعديد من النظريات السياسية والاتجاهات الفكرية والأيدلوجية , على الرغم من ذلك فأنه لا يوجد حتى الآن تعريف علمي دقيق لمفهوم الفقر , ويمكن إدراك ذلك من خلال إلقاء نظرة سريعة على الأدبيات الواسعة التي نشرت وتنشر حول هذه الظاهرة الاجتماعية , في الأقطار المتقدمة والنامية , ومن قبل المفكرين المستقلين أو المنظمات الدولية , والفقر من المفاهيم المجردة النسبية , فهو مفهوم يحاول وصف ظاهرة اجتماعية واقتصادية بالغة التعقيد والتشابك من جهة , وهو مفهوم يختلف باختلاف المجتمعات والفترات التاريخية وأدوات القياس , والخلفية الفكرية والأخلاقية للمتصدي لدراسة الظاهرة من جهة ثانية .
والجزء المشترك في تعريف الفقر يدور حول مفهوم " الحرمان النسبي " لفئة معينة من فئات المجتمع , وفي ما بعد ذلك تختلف تلك التعريفات في حدوده ومكوناته . وحتى أن التعريف الشامل الذي حاول البنك الدولي وضعه لهذه الظاهرة , والذي يقول بأن " الفقر هو عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة " فأنه يعتمد بدرجة كبيرة على مفهوم الحد الأدنى , ومفهوم مستوى المعيشة , كما يعتمد بدرجة كبيرة على المجتمع الذي تتم فيه حالة التوصيف , فالفقر في الريف الهندي أو الصيني مثلا , والذي يؤدي أحيانا إلى الموت بسبب الجوع يختلف عن الفقر في أقطار أوربا الغربية أو الولايات المتحدة .
وقد حاول د. محمد بن حسين باقر إيجاد تعريف بأنه " حالة الحرمان المادي الذي تتجلى أهم مظاهرها في انخفاض استهلاك الغذاء , كما ونوعا , وتدني الحالة الصحية والمستوى التعليمي والوضع السكني والحرمان من تملك السلع المعمرة والأصول المادية الأخرى , وفقدان الاحتياطي أو الضمان لمواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات وقد عرف الدكتور عبدالرزاق الفارس الفقر بأنه " عدم القدرة على تحقيق مستوى معين من المعيشة المادية يمثل الحد الأدنى المعقول والمقبول في مجتمع ما من المجتمعات في فترة زمنية محددة " .
والنظرة الصحيحة للفقر: أنه حالة يعجز فيها الإنسان بسبب مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية عن تلبية حاجاته المادية والمعنوية في ظل نظام اجتماعي وثقافي محدد.
ويتضح لنا من كل ما سبق أن تعريف الفقر قد يختلف من مجتمع إلى مجتمع ومن ثقافة إلى ثقافة بناء على الظروف المصاحبة.
أسباب الفقر:
إن أهم أسباب الفقر يمكن أن تصنف بناء على عدد من الأبعاد التي تسهم في تكوين الفقر وهي:
أولا: البعد السياسي:
يسهم التوزيع الجغرافي في التأثير على مستوى المعيشة بالنسبة لأفراد المجتمع، وذلك يرجع لقلة الموارد المتاحة للأفراد نظرا لتركيبتها الجغرافية، أيضا العوامل الأمنية وما يعتريها من تغيرات كالحروب التي تؤثر بشكل قوي على الاقتصاد لأنها تحول دون تقدم عجلة التنمية الاقتصادية وإيقاف أي نشاط أو استثمار في البلد، وبالتالي تقل الموارد المتاحة لأفراد المجتمع وهذا يؤثر على مستوى المعيشة و يسبب تفشي ظاهرة الفقر، كذلك بعض السياسات في بعض المجتمعات وسوء التدبير للموارد وهذا بدوره ينعكس سلبا على المجتمع.

ثانيا: البعد الاقتصادي:
ويندرج تحت هذا البعد ما يعتري النظام الاقتصادي من تقلبات وتحديات يسهم فيها التقدم العالمي والتطور على مختلف الصعد، وعدم استغلال الثروات والإمكانات بالشكل الصحيح، وما يطرأ على الجانب الاقتصادي من تغيير كالعولمة والخصخصة وغيرها.كل هذه العوامل وغيرها لها تأثير إيجابي أو سلبي على أفراد المجتمع ومستوى معيشتهم.
ثالثا: البعد الاجتماعي:
إن ظهور الطبقات الاجتماعية وتمايزها في أي مجتمع يعد بيئة خصبة لظهور الفقر وتدني مستوى المعيشة، لأن ذلك يسهم في وضع خطوط حمراء في التعاطي مع معطيات الحياة ومواردها كل بناء على طبقته ومستواه، وهذا يقلل الفرص في أوجه البعض باختزال الموارد والإمكانات المتاحة، ما يؤدي بدوره إلى ظهور آفة الفقر وتدني مستوى المعيشة.
وكل هذه الأبعاد تعد مكملة لبعضها البعض في إسهامها في نشوء ظاهرة الفقر.
المشكلات المتعلقة بالفقر والمترتبة على الأبعاد الثلاثة السابقة :
من المشكلات المترتبة على ظاهرة الفقر بناء على الأبعاد التي سبق ذكرها ما يلي:
"1- البقاء في دائرة الحروب مما يؤدي بدمار أفراد المجتمع وانهياره ككل.
2- انعدام أو تدني في مستويات الدخل.
3- انتشار البطالة.
4- انخفاض مستوى المهارة وظهور الأمية (الجهل).
5- ظهور وانتشار الأمراض وانخفاض مستوى الرعاية الصحية مما تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
6- نقص وسوء التغذية والتي تؤدي لانتشار الأمراض.
7- تدني مستوى الإسكان.
8- ظهور المشكلات الاجتماعية مثل التفكك الأسري الناتج عن عدم قدرة رب الأسرة على تحمل المسؤولية لباقي أفراد الأسرة والتي تؤدي إلى:
9- عدم تمكين الأطفال من الدراسة، أو الدراسة الجيدة ، فارتفاع عبء الإعالة الذي هو من أسباب الفقر يؤدي بالآباء إلى التخلي عن مسؤولياتهم في تعليم أطفالهم، وتوفير الظروف الملائمة لذلك، مما يؤدي إلى انتشار الأمية بين الأطفال
10- انتشار الجرائم مثل القتل والسرقات والاختلاس الناتج من انخفاض الدخل ومستوى المعيشة والرغبة في الثراء أو الحصول على المال لسد احتياجات الأسرة.
11- قلة فرص التعليم بالنسبة لأفراد المجتمع.
12- نقص القدرة والضعف الجزئي والكلي عن المشاركة بفاعلية في الحياة الاجتماعية والاستمتاع بثمار التطور الحضاري والتنمية.
13ـ ظهور انحرافات كبيرة على مستوى سلوك الأفراد وأخلاقهم، ففي الأثر كاد الفقر أن يكون كفرا، وبالتالي تظهر سلوكيات جديدة تخالف العادات والتقاليد، والدين، حيث أن الفقير غير المتعفف، يجيز لنفسه كل الأمور التي تمكنه من الحصول على لقمة العيش.
14ـ ظهور الآثار الاجتماعية، يؤدي إلى قلة مرد ودية الأفراد، وضعف مستوى نشاطهم الاقتصادي، الشيء الذي يؤدي إلى انخفاض دخل الدول.
مؤشرات الفقر :
بالرغم من أهمية خط الفقر في دراسات الفقر في المجتمع , إلا أنه بحكم تركيبه لا يصلح إلا لغرض تمييز الفقراء من عدم الفقراء في المجتمع , ولا يعطي دلالات أخرى لا تقل أهمية عن مدى عمق ظاهرة الفقر مثلا أو خصائص الفقراء , كما أنه وبسبب طبيعته المحلية لا يصلح للمقارنات الدولية , وبسبب الوزن الكبير الذي تنعكس فيه أسعار السلع وتغيراتها ( التضخم ) فأنه محدود الفائدة في المقارنات الزمنية حتى للقطر الواحد .
ومن هنا برزت جهود عدة لتطوير مؤشرات أخرى تحاول سد هذه الثغرات , ولتكميل مؤشر خط الفقر . ون أهم هذه المؤشرات هي :

مؤشر عدد الرؤوس (head count index):
وهو ابسط هذه المقاييس وأكثرها شيوعيا, ويحاول قياس ظاهرة تفشي الفقر . وهذا المؤشر يعبر عن عدد أفراد الأسر في المجتمع الذين يقعون تحت خط الفقر وإذا افترضنا أن حجما معينا من السكان ( q) هم فقراء ( أي أن مستوى استهلاك أقل من خط الفقر الذي تم تقديره ) ,وأن حجم السكان يعادل (N) , فأن مؤشر عدد الرؤوس يمكن التعبير عنه بــ :
N/Q = H
وهذا المؤشر يعتبر جيدا لأغراض كثيرة , كما أنه سهل الفهم والشرح , كما أنه جيد لأغراض المقارنة أو لتقييم آثار سياسات تقليل الفقر . ولكنه من جانب أخر , ولأغراض أخرى منها تحليل الآثار المحتملة لبعض السياسات في الفقراء , يعاني نواقص واضحة .
فجوة الفقر ( PROER GAP) :
ولتكميل المؤشر السابق , فقد تم تقديم مؤشر فجوة الفقر والذي يحاول قياس حجم الفجوة بين دخل الفقير وخط الفقر . وهذا المقياس يحدد كالتالي : لو قمنا بترتيب الاستهلاك في المجتمع بشكل تصاعدي , أي أن الأفقر لديهم (Y1) , ثم الأقل فقرا لديهم Y2.. , وهكذا حتى نصل للفئة الأقل فقرا والتي لديهاY q , والتي بالتعريف ليس أكبر من خط الفقرZ , فأن مؤشر فجوة الفقر يمكن التعبير عنها كالتالي :
PG = I . H
حيث أن (I) هو مؤشر فجوة الدخل ويعبر عنه بــ :
I =Z - Yq/Z
وحيث أن Yq هو متوسط الاستهلاك للفقير .
وهذا المؤشر على الرغم من فائدته أيضا إلا أنه ترد عليه بعض الملاحظات , ون أهمها , أن هذا المؤشر لا يعكس مقدار التفاوت في الدخل بين الفقراء وعلى سبيل المثال فإن فجوة الفقر ستكون متساوية عندما يكون لدى فردين مستوى من الأنفاق يساوي 50 % من خط الفقر , أو عندما يكون لدى أحداهما 75 % من خط الفقر بينما لدى الثاني 25 % . ففي كلتا الحالتين تكون فجوة الفقر 00,5 وللتغلب على هذه المشكلة , فقد تم اقتراح المؤشر الثالث وهو : مؤشر شدة الفقر .
3- مؤشر شدة الفقـر ( PROVERTY SEVERITY INDEX) :
ويمكن احتسابه من خلال متوسط المربع النسبي لفجوة الفقر :0,20 في مثالنا الأول و0,32 في مثالنا الثاني ويمكن التعبير عنه كالتالي :
PS = 1/n∑( Z- Yi)² /Z*100
وكلما كان مؤشر الفقر عاليا كانت ظاهرة أشد قوة , وأزداد حجم التفاوت بين الفقراء .
الفصل الثاني : الفقر في الوطن العربي :
الباب الأول :
الأسباب التي أدت لوجود الفقر في الوطن العربي
يمكن الوصول إلى عدة أسباب أو عوامل أساسية للفقر يمكن تلخيصها إلى نقاط وهي :
1ـ إخفاق الإستراتيجيات الإنمائية الحكومية وإصلاحات السوق على المستوى الكلي .
2ـ محدودية الفرص أمام بعض الفئات ومنهم ( الفقراء ) لتحصيل الأصول الإنتاجية والاستفادة من الأموال والمؤسسات والخدمات العامة و تسيير شؤونها .
3ـ أعباء الحروب والصراعات الأهلية التي فتكت بالمجتمع العربي قبل اقتصاده , كالحرب على العراق , وكذلك الوضع في فلسطين , وأيضا في لبنان , والسودان , وموريتانيا , والصومال .
4 ـ تسارع النمو الديموغرافي .
5 ـ التدهور البيئي .
6 – محدودية القطاع الخاص وضعفه , وانخفاض تراكم رأس المال , وانخفاض الإنتاجية وذلك مما يحد من ندرة هذا النشاط على توفير فرص العمل , أو منحة أجور مرتفعة .
7- وهناك أسباب أخرى ترتبط بالبطالة والعمالة وهيكل المهارات.
8- من ناحية القطاع الزراعي فأن البيانات تشير إلى أن معدل استخدام العمالة في الوطن العربي قد بلغ عام 1996 ( 52 عاملا لكل 100 هكتار ) في حين أن المعدل نفسه في أمريكا يصل إلى 2 عامل لكل 100 هكتار . أن هذا المعدل يؤشر أولا قله استخدام الآلات والمعدات الحديثة في الإنتاج الزراعي , وثانيا فأنه يعكس وجود بطالة مقنعة وضعف مستوى المعيشة للفلاح لاسيما أذا اشرنا إلى أن نسبة العمالة الزراعية إلى أجمالي العمال يصل إلى 33% في عام 1998 م في لا تتجاوز في العام نسبة الناتج الزراعي إلى الناتج المحلي الإجمالي 13,5% ونصيب الفرد من الناتج الزراعي 297 دولار .
9 – في الأقطار النفطية يلاحظ وجود تركز الثروة بأيدي فئة قليلة من السكان إذ أن الدراسات تشير إلى أن 90 % من الثروة النفطية حصل عليها 20% من السكان في الدول النفطية في حين توزعت باقي الثروة والبالغة نسبتها 10 % على باقي السكان , أما في الدول غير النفطية فتقول الدراسات أن 20 % من السكان يحصلون على 50 % من الناتج المحلي الإجمالي في حين يحصل 80 % على باقي الناتج أي 50 % .
10 - نقص الصرامة والشفافية في استعمال الموارد إضافة إلى ظاهرة تبذير الموارد والفساد الإداري والاقتصادي.
11 - هيمنة التنظيم البيروقراطي على مختلف المؤسسات مما ينعكس سلبا على تشجيع المبادرات الاستثمارية وخنق كل المشاريع المقترحة لمحاربة الفقر في هذه البلدان.
الباب الثاني :
التفاوت الأقتصادي في الوطن العربي
قبل الدخول بدراسة التفاوت الاقتصادي في الوطن العربي , وجب علينا تصنيف الدول العربية إلى ثلاث مجموعات وهي :
1.البلدان منخفضة الدخل وتشمل : الصومال والسودان وجيبوتي وموريتانيا واليمن .
2.البلدان متوسطة الدخل وتشمل : الأردن ولبنان والمغرب ومصر والعراق وتونس والجزائر( مصدرة للنفط ) وسوريا .
3.البلدان مرتفعة الدخل ( المصدرة للنفط ) : الأمارات وقطر والسعودية والكويت وعمان والبحرين وليبيا .
من خلال هذا التصنيف نلاحظ تفاوتا حادا فيما بينها في الموارد والإمكانات المادية وفي متوسط نصيب الفرد , والغرض من هذا الفصل دراسة هذا التفاوت لأجل تقليله والحد من آثاره الاجتماعية , وتقليل التفاوت بين الحد الأعلى والحد الأدنى للدخول التي يستلمها الأفراد في المجتمع العربي . ويعد النفط أحد الأسباب المهمة التي أدت إلى هذا التفاوت في توزيع الدخول بين الأقطار العربية لأنه يمثل الجزء الأكبر من الناتج المحلي للأقطار النفطية بينما لا يمثل أي نسبة للأقطار غير النفطية ,كما أن التفاوت في امتلاك الموارد المعدنية والطبيعية الأخرى يؤدي إلى التفاوت في الموارد المالية ويؤثر على التراكمات الرأسمالية لتلك الأقطار , بينما الأقطار التي لا تمتلك موارد تحاول الاعتماد على القروض الخارجية لتمويل استثماراتها . وهذا يؤدي إلى تعميق التفاوت في توزيع الدخول بين تلك الأقطار بشكل مطرد . وتواجه في الوطن العربي العديد من التحديات الحضارية والاجتماعية والثقافية منذ مطلع القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر ناهيكم في المستقبل . لذا أصبح من الضروري مواجهة هذه التحديات بشكل جدي وفعال. ويعد التفاوت في توزيع الدخول من التحديات الاقتصادية المهمة التي تواجه الأمة العربية وتشكل تهديدا للتضامن الاقتصادي العربي , والحد منها يشكل أولى الخطوات للتعاون والتكامل الاقتصادي العربي ووصولا إلى الوحدة العربية الشاملة بأذن الله تعالى .ومن المشاكل الرئيسية التي تواجهها مختلف الإقتصادات ولاسيما اقتصاد الوطن العربي هو وجود تفاوت كبير بين دخول الأفراد في الأقطار النفطية وغير النفطية مما يشكل تهديدا للتضامن الاقتصادي العربي , ويبرز هذا التفاوت الذي يعانيه اقتصاد الوطن العربي من خلال التفاوت في متوسط نصيب الفرد بين الأقطار العربية فيلاحظ من خلال المؤشر رقم (1) أن الأمارات تحتل المركز الأول بأعلى نصيب للفرد الواحد حيث بلغ 22100$ عام 2003 م في حين تحتل قطر المركز الثاني حيث بلغ متوسط نصيب الفرد فيها على 20100 $ وتحتل الكويت المرتبة الثالثة بدخل 17500 $بينما تحتل الصومال واليمن وجيبوتي المراكز الأخيرة على التوالي , وكذلك يلاحظ أن سبعة دول من الدول الثمان مرتفعة الدخل دول مصدرة للنفط, وهنا تبرز شدة التفاوت بين الدول العربية حيث أن الدول المصدرة للنفط تفرق بفارق كبير عن بقية الدول العربية ( خاصة في دول الخليج العربي ) , ومن خلال هذا المؤشر نلاحظ أن التفاوت بين الدول غير النفطية أقل من الدول المصدرة النفط



حمل المرجع من المرفقات
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc 11 (1).doc‏ (154.5 كيلوبايت, المشاهدات 5)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
العربى, الفقر, وطننا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الفقر في وطننا العربي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقر الصديق الوفي .. أشد صنوف الفقر ام زهرة مقالات وتحليلات مختارة 0 12-14-2013 12:40 AM
الفقر في العالم الإسلامي Eng.Jordan دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 03-17-2013 01:11 PM
دور الوقف و الزكاة في التخفيف من حدة الفقر Eng.Jordan دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 03-17-2013 01:10 PM
الفرق بين الفقر والبخل... د/عبدالله الشمراني أدباء وشعراء شذرات 1 02-21-2013 09:04 PM
عضة الفقر ... صباح الورد الملتقى العام 0 12-05-2012 08:38 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59