قصة "حرب الشمال العظمى"؟

أشار إليها "بوتين" وتوعَّد باستعادة أراضي روسيا الأصلية.. فما قصة "حرب الشمال العظمى"؟
__________________________________________________ ___________________

11 / 11 / 1443 هــــــــــــــ
11 / 6 / 2022 م
_________________






بعد مرور نحو 3 قرون ونيف على حرب الشمال العظمى لفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تلك المعركة الكبرى في معرض حديثه خلال اجتماع لرواد الأعمال الشباب في موسكو يوم الخميس الماضي، مشيرًا إلى أن موسكو تحاول الآن استعادة "أراضيها الأصلية"، تمامًا كما فعل الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر في بداية القرن الثامن عشر، مشبهًا الحرب الروسية الأوكرانية الحالية بتلك الحرب القديمة.

وقال "بوتين" في اجتماع لرواد الأعمال الشباب في تصريحات بُثت على الهواء مباشرة على قناة روسيا 24 الإخبارية: "بطرس الأكبر شن حرب الشمال لمدة 21 عامًا، ويبدو أن هناك اعتقادًا بأنه قاتل مع السويد، واستولى على شيء ما منها، لكنه لم يستولِ على شيء؛ فهو استعاد [الأرض] فقط". في إشارة إلى أنه كان يتحدث عن المنطقة التي تأسست عليها مدينة سان بطرسبرج.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه لم تعترف أي دولة أوروبية في ذلك الوقت بأنها أراضٍ روسية، بالمثل كالوضع الراهن المتأزم في أوكرانيا وجزيرة القرم.. فما قصة تلك الحرب التي أعلنت ميلاد مدينة سان بطرسبرج، والإمبراطورية الروسية؟

قصة الحرب العظمى
بدأت حرب الشمال في عام 1700؛ إذ اشتركت روسيا مع تحالف ضم الدنمارك والنرويج والكومنولث البولندي اللتواني وساكسونيا في مواجهة الإمبراطورية السويدية للهيمنة على بحر البلطيق، ولكن خلفية تلك الحرب كانت أبعد من ذلك؛ فقبل ذلك بنحو 100 عام، وتحديدًا في عام 1617، عُقدت معاهدة ستولبوفو، التي أنهت الحرب الإنغرية التي دارت رحاها بين السويد وروسيا، ولكنها حرمت موسكو من الوصول المباشر إلى بحر البلطيق.

ذلك الأمر الذي أوغر صدر الإمبراطور الروسي "بطرس الأكبر"؛ فمع وصوله إلى السلطة في نهاية القرن السابع عشر تطلع الحاكم الروسي القوي إلى معالجة الخسائر السابقة، وإعادة التأسيس لوجود بلاده على بحر البلطيق.

وفي أواخر تسعينيات القرن السابع عشر تمكَّن المغامر يوهان باتكول من جمع روسيا مع الدنمارك وساكسونيا بموجب معاهدة بريابراجينسكي السرية، وفي عام 1700 هاجمت القوى الثلاث السويد للسيطرة على البلطيق.

مغانم كبرى
انتهت الحرب بهزيمة السويد رسميًّا في 1721، وعقد معاهدتَي نيستاد واستوكهولم، كما سيطرت روسيا على زاوية ضيقة شرق بحر البلطيق، وأُنشئ عليها مدينة سان بطرسبرج الشهيرة.

ولم تتوقف مغانم الانتصار الروسي على الحصول على تلك البقعة التي أُنشئت عليها سان بطرسبرج، بل تركت الحرب روسيا كقوة عظمى جديدة في بحر البلطيق، وكلاعب سياسي مهم في أوروبا؛ فتحولت من دوقية "موسكوفي" إلى الإمبراطورية الروسية العالمية مترامية الأطراف؛ إذ انتزعت موسكو صفة "القوة المهيمنة على شرق القارة الأوروبية"، وذلك بعد أن تمتعت الإمبراطورية السويدية بهذا اللقب سنوات طويلة بقيادة الملك تشارلز الثاني عشر.

كما شهدت هذه الحرب الطويلة حدثَين آخرَين، هما: تحقيق الجيش الروسي أول انتصار له في معركة بحرية، وكذلك ولادة الحرس الإمبراطوري الروسي الذي لعب دورًا محوريًّا في نتيجة الحرب النهائية.









__________________________________________

المصدر: ملتقى شذرات