#1  
قديم 11-22-2016, 08:53 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي مستقبل القوى العاملة في العالم: هل عملك في خطر؟


باختصار

هل تخشى أن تستولي التكنولوجيا على صناعتك، وأن يصل الأمر بالتالي، إلى زيادة فرص البطالة؟ كن متفائلاً. فظهور التكنولوجيا سيشكل دعوة للمزيد من فرص العمل، والمهن الواعدة، والعناصر المنتجة في المجتمع.
يستمر التقدم التكنولوجي قدماً بلا هوادة. وقد أشعل معدل النمو المذهل نقاشات ساخنة حول الآثار المترتبة على مستقبل العمالة وطبيعة العمل. قبل عقد من الزمن، كان من الصعب لأحد أن يتوقع لوظائف مثل تطوير نظام تشغيل آبل iOS، أو إدارة المنتج، أو تسويق محركات البحث، أن نراها اليوم. إن عالماً يكون فيه الطعام مطبوعاً بتقنية ثلاثية الأبعاد، وكهرباء مجانية تقريباً، وقدرات حاسوبية غير محدودة، سيكون في انتظارنا في المستقبل المنظور.

ولكن، ما هو ثمن الثورة التكنولوجية؟ هل ستقصي البشر من المعادلة؟ ما الأثر الذي ستتركه على الدخل، على نوعية الحياة، على تعليم أولادنا؟ يشعر كثيرون بالقلق من أن الابتكارات الحالية في مجال التشغيل الآلي، والروبوتيات، والذكاء الاصطناعي، ينذر بحدوث اضطرابات اقتصادية ذات أبعاد كارثية، وبتفاقم نسب البطالة والمجاعة.

ليس هنالك ما يدعو إلى القلق. فالنظم الاقتصادية تتكيّف مع المتغيرات. صحيح أن الوظائف الحالية معرضة للزوال، لكن الكثير من فرص العمل سيتم إحداثها في المقابل، وستكون أفضل منها. سيكون حال العالم بأكمله أفضل بكثير. لنقتبس مثالاً من الماضي، دعونا نعود بالزمن إلى عام 1800.

في ذلك الوقت، كانت الغالبية العظمى من السكان مزارعين، يعملون 100 ساعة أسبوعياً، وسبعة أيام في الأسبوع، لتغطية نفقاتهم فقط. وعندما جاءت الثورة الصناعية، خشي الناس أن تسبب التكنولوجيا الجديدة بطالة واسعة النطاق. بدأت شركة "ذا لاديتس" The Luddites، بإنتاج آلات النسيج المؤتمتة، التي ظن الناس أنها ستفقدهم وظائفهم. والمفارقة كانت، هي أن عدد النسّاجين في الواقع قد تضاعف 4 مرات بين عامي 1830 و1900. وانخفض حجم العمل اليدوي المطلوب لكل متر من القماش بمقدار 98%.

وهذا ما جعل القماش أرخص ثمناً، وزاد من حجم الطلب عليه، وهو ما خلق بدوره المزيد من فرص العمل لعمال النسيج. وأخذت التكنولوجيا تغير تدريجياً من طبيعة العمل الذي يقوم به عامل النسيج، والمهارات اللازمة للقيام به، بدلاً من الاستعاضة عنه كلياً. بشكل عام، تتميز التكنولوجيا بتأثيرها الانكماشي واسع النطاق، حيث تؤدي إلى انخفاض شديد في الأسعار، وارتفاع كبير في الطلب، وبالتالي فرص عمل جديدة لتلبية هذا الطلب.

في الوقت نفسه، عندما تختفي عدد من الوظائف، تظهر فئات جديدة من فرص العمل غير المتوقعة. ففي حين لم يكن هنالك سوى وظيفة واحدة قبل 200 عام مضت، وهو أن تكون مزارعاً، ظهرت بعد قرن من الزمن لاحقاً وظيفة أخرى، وهي عامل المصنع. ومع دخول المزيد من عمال المصانع في القوة العاملة، أصبحت وظائف المصانع مجزأة، خالقة الكثير من الوظائف الاختصاصية، ما أدى في نهاية المطاف إلى دفع عجلة الاقتصاد. لاحقاً، بعد أن اختفت وظائف المصانع، أو تم تشغيلها آلياً، حصلنا على وظائف خدمية جديدة.

وسيستمر هذا التوجه مع فئات العمل الجديدة التي يتم خلقها. لو نظرنا إلى أعمال الناس اليوم، العديد منها تكراري، وروتيني وممل بشكل كبير. والعديد الآخر منها، هو إما، إقحام الأوراق، أو دمغ المطاط، بدلاً من أن يكون عملاً منتجاً للقيمة. سيكون مذهلاً لهذه الأعمال أن تتم أتمتتها، ما يحرر رأس المال البشري لإنجاز أعمال أكثر متعة وأكثر إنتاجية.

ينظر الكثير من الناس إلى عدد الموظفين وشركات التكنولوجيا، ويساورهم القلق بأن عدد الوظائف التي تحدثها هذه الشركات، هو أقل بكثير من تلك التي تدمرها. بالرغم من امتلاكهما لمئات الملايين من المستخدمين، فإن كلاً من إنستاجرام وواتس أب الشهيرين، كانا يمتلكان فقط على الترتيب، 13، و55 موظفاً، عندما استحوذت عليهما شركة فيسبوك، مقابل 1 مليار دولار أمريكي للأولى، و19 مليون دولار للثانية. في حين تسببت الآثار الرئيسية للتكنولوجيا بالاختفاء المؤكد لبعض الوظائف، أدت الآثار الثانوية لها إلى إحداث فرص عمل جديدة، على نطاق أوسع بكثير.

على سبيل المثال، هل منصات البيع بالتجزئة على الإنترنت مثل أسواق إيباي، وأمازون، وعلي بابا، لديها موظفون أقل من المخازن التي حلت مكانها؟ عددهم أقل بالتأكيد. ولكن، كم عدد الأشخاص الذين يكسبون عيشهم على هذه المنصات؟ في الواقع، هنالك الملايين من الناس الذين يعملون عليها بشكل كامل! فالطريقة التي تقيس بها حجم التوظيف في إحدى الشركات، لا تكون فقط بإحصاء موظفيها المباشرين، بل بالنظر إلى جميع الخدمات والمنتجات التي يعتمد وجود الشركة عليها، إضافة إلى جميع المشاريع التجارية التي أنشأتها.

هذه الشركات ليست سوى غيض من فيض. فقد أحدثت منصات العمل مثل "أب وورك" Upwork منصة فرص العمل الحر على الإنترنت، الملايين من فرص العمل. وفي حالة أخرى، نجد المنصة التي افتتحتها "إير بي أن بي" Airbnb على الإنترنت لتأجير المنازل خلال أيام العطل. أصبح العمل في مجال الإيجارات المخصصة لقضاء العطلات والإجازات، وفي تأجير شقق مؤجرة (تأجير مبطّن بين مستأجر للشقة وشخص يريد استئجارها منه)، قطاعات عمل بمليارات الدولارات في حد ذاتها. حيث قدر إجمالي سوق الإيجارات المبطّنة في الولايات المتحدة، عند 1 مليار دولار أمريكي منذ عشر سنوات. هذا العام، ستحقق Airbnb لوحدها أكثر من 10 مليار دولار بفضل الحجوزات! الكثير من الناس الآن يكسبون رزقهم، أو يكملون دخلهم الشهري بما يكفي لدفع إيجار الشقق أو الغرف التي يسكنونها، بفضل عملهم على Airbnb. وعلى الرغم من نجاح الشركة، يواصل قطاع الفنادق ازدهاره.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن التحولات تجري بشكل أبطأ مما يظنه الكثيرون. فالأمر يستغرق بعض الوقت حتى تتغير القوانين الناظمة، والمعايير الثقافية، وتتبنى التكنولوجيا. كما أن التكنولوجيا بدورها تستغرق بعض الوقت حتى تصل إلى حالة من الاستقرار، تستطيع فيها أن تستبدل البشر في 100% من الحالات.

مع ظهور السيارات ذاتية القيادة، على سبيل المثال، الوظائف التي يشغلها 3.6 مليون سائق في الولايات المتحدة، لن تختفي بين ليلة وضحاها. فالكثير من الناس حتى الآن لا يشعرون بالراحة تجاه فكرة تخليهم عن القيادة. فلا زال الالتباس قائماً بشأن من يتحمل المسؤولية عندما تتسبب سيارة ذاتية القيادة بوقوع حادث ما. والأهم من ذلك، أنها لا تزال باهظة الثمن. فحالما تصبح هذه التكنولوجيا جاهزة تماماً، سوف تحل أولاً محل البشر، حيثما يكون استبدالهم الحل الاقتصادي المبرر والأكثر نجاعة، ربما، في قيادة الشاحنات المخصصة للمسافات الطويلة. ستدخل هذه التكنولوجيا تدريجياً في السوق واسعة النطاق فقط، عندما تتراجع الأسعار، وهي تكسب مع مرور الوقت قبولاً ثقافياً واجتماعاً أكبر.

بالرغم من جميع الأدلة، لا يمكن لكثير من الناس أن يفهموا، كيف يمكن لتدمير فرص العمل الحالية، أن يؤدي فعلاً إلى ظهور فرص عمل جديدة. لقد وقعوا ضحايا لما يسميه علماء الاقتصاد "مغالطة كتلة العمل" (مغالطة ندرة اليد العاملة: Lumb of Labor Fallacy)، وهي الزعم بأن كمية العمل المتوفرة لليد العاملة، ثابتة. فهؤلاء الناس استنتجوا أنهم سيصبحون عاطلين عن العمل، إذا تم تدمير وظائفهم، أو إذا وافق غيرهم من الناس على شغل هذه الوظائف بأجور أقل. إلا أن الطلب على العمل في الواقع، ليس ثابتاً.

عندما تم اعتماد ساعات العمل الأسبوعية لتكون 35 ساعة في فرنسا، برر الفرنسيون ذلك بأنه، إذا كان الناس الآن يعملون 40 ساعة في الأسبوع، وقد تم تخفيض ذلك إلى 35 ساعة، فإن حجم العمالة سيرتفع. وقد كان ذلك خاطئاً تماماً، والنتيجة الوحيدة لما جرى كان، انخفاض الطلب على العمالة.

لنأخذ الآن مثالاً من قصص الهجرة، ففي عام 1980، قام فيديل كاسترو بإفراغ سجون كوبا، وأرسل جميع المدانين إلى ميامي، فلوريدا. بين شهري أبريل وأكتوبر من ذلك العام، وخلال ما يعرف اليوم بحادثة "هجرة مارييل بالقوارب"، هاجر أكثر من 125000 مواطن كوبي. وقد كان تعداد سكان ميامي في ذلك الوقت، 800000 نسمة.

نتيجة للارتفاع الهائل في عدد سكان ميامي، خشي السكان المحليون للمدينة أن يستولي المهاجرون على جميع وظائفهم. بينما في الواقع، انخفض معدل البطالة في ميامي فعلياً. حيث كان الكوبيون قادرين على إيجاد فرص العمل، والتي لم يكن للكثير منها وجود من قبل. لقد خلق عدد السكان المرتفع طلباً على المزيد من المنازل، ومحلات البقالة، وصالونات الحلاقة، ومحلات تصفيف الشعر، ومنافذ البيع بالتجزئة. وبالتالي، عندما ارتفع عدد السكان، ارتفع معه أيضاً الطلب على أعمال جديدة.

إن العمالة العاطلة عن العمل لها فائدة، سواء كانت ناجمة عن الذكاء الاصطناعي، أو الروبوتات، أو الهجرة. لا يمكنني أن أخبركم عن ماهية هذه الفائدة، تماماً كما كان الناس قبل 100 عام مضت، حيث لم يكن لديهم أدنى فكرة، أن فرص العمل في المستقبل، ستتضمن قائد الطائرة، أو مطوّر الويب.

بشكل عام، تقودنا التكنولوجيا إلى تخصيص أكثر كفاءة للعمل. وإن حدث أن حلت التكنولوجيا بديلة عن الناس، فإنهم سيصبحون فجأة أحراراً، ويبدؤون أعمالاً جديدة أكثر إنتاجية. حتى وإن لم يجد هؤلاء الناس مسارات أخرى لأعمالهم أكثر إنتاجية، فإن الفائدة العائدة على المجتمع نتيجة استبدالهم، ستكون أعظم من التكلفة. بشكل مماثل، عندما جرى تدمير صناعة الحديد الصلب في الولايات المتحدة، فرضت الحكومة الأمريكية رسوماً جمركية مرتفعة على الصلب المستورد. حيث رفعت كلفة السلع التي تستخدم الصلب (كالسيارات) مقابل السلع الأخرى. تشير التقديرات إلى أن كل وظيفة وفرت كلفة 550000 دولار أمريكي سنوياً! كان من الأفضل لو تم فقط إعطاء هؤلاء المتضررين 50000 دولار، وإعادة تدريبهم على أعمال أخرى، وعدم فرض أية رسوم جمركية على الإطلاق.

بما أن التكنولوجيا تجعل الأشياء أرخص ثمناً بشكل كبير، فإنها تجعلنا في المقابل أكثر ثراء، حيث يمكننا شراء كميات أكبر بكثير مع نفس المستوى من الدخل. نتيجة لذلك، سيختار العديد من الناس أن يخفضوا ساعات عملهم، لأن مستوى الدخل اللازم لكي يعيشوا أصبح أقل مما سبق. فالتكنولوجيا تسمح لنا بالفعل، أن نعمل أقل بكثير مما فعل أجدادنا في الماضي. قبل 100 عام من الآن، معظم الناس لم يتسن لهم الحصول على أية إجازات في عملهم. لقد كانوا يعملون سبعة أيام في الأسبوع، إلى أن جاء مفهوم عطلة نهاية الأسبوع، الذي ظهر لأول مرة كتوقف عن العمل ليوم واحد في الأسبوع، قبل أن يتطور الأمر ليصبح عطلة ليومين متتاليين، في نهاية الأسبوع. عندما أصبح الناس أكثر ثراء، زادت نزعتهم أكثر فأكثر لتخفيض ساعات العمل. نحن لم نعد نعمل 100 ساعة في الأسبوع. في الولايات المتحدة، يعمل الناس اليوم بمعدل 39 ساعة في الأسبوع. لقد قررنا أن نحصل على مزيد من الوقت كعطلة أسبوعية، وساعات عمل أقل، وقد تحسنت نوعية حياتنا بشكل كبير. سيستمر هذا التوجه مع استمرار التكنولوجيا بتخفيض الكلفة التي نحتاجها لكي نعيش حياتنا اليومية.

لذا، اسأل نفسك مجدداً: مع استمرار المجتمع بتحقيق التقدم التكنولوجي، هل يواجه العالم خطر البطالة واسعة النطاق، والفقر المدقع؟ قطعاً لا. على العكس تماماً، نحن على أعتاب ثورة استثنائية، حيث سنعرف معنى الوفرة والرخاء، وحيث سيصبح الجوع والفقر المدقع ضرباً من الماضي. ولكن هذا المستقبل لا يمكنه أن يصل إلينا بالسرعة الكافية!

هذه المقالة نشرت أول مرة في fabricegrinda.com
المصادر: fabricegrinda
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مستقبل, العالم:, الظالمة, القوى, خطر؟, عملك


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مستقبل القوى العاملة في العالم: هل عملك في خطر؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
11 أمراً يجب أن تعرفها قبل أن تبدأ عملك الخاص Eng.Jordan الملتقى العام 0 07-05-2016 12:51 PM
تعرف علي 7 عادات يومية تدمر الكلى من دون علمك Eng.Jordan الملتقى العام 0 02-24-2016 09:38 AM
السيسي عن نتنياهو: صاحب “القوى العظمى” ويستطيع قيادة العالم بأسره Eng.Jordan شذرات مصرية 0 02-16-2016 10:07 AM
خمسة طرق لتكون سعيداً في عملك Eng.Jordan الملتقى العام 1 11-19-2012 10:13 PM
مستقبل التيار الديني في العالم العربي يقيني بالله يقيني مقالات وتحليلات مختارة 0 05-13-2012 10:50 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59