#1  
قديم 04-19-2017, 02:56 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي «النانوروبوت».. دراسات المستقبل واستشراف الغد


«النانوروبوت».. دراسات المستقبل واستشراف الغد

تاريخ النشر: الخميس 13 أبريل 2017

تُعنى دراسات المستقبل باستشراف واستنباط مسار الاتجاهات المستقبلية، المحتملة، والغالبة، والمفضلة، والعوامل التي ستؤثر وتحدد مسار تلك الاتجاهات. ورغم وجود نقاش واختلاف حول طبيعة دراسات المستقبل، وما إذا كانت فناً أم علماً؟ تعتبر دراسات المستقبل بوجه عام فرعاً من فروع العلوم الإنسانية، يسير بالتوازي مع دراسة التاريخ، وإنْ كان في الاتجاه المعاكس. وتسعى دراسات المستقبل لفهم جوانب الواقع الحالي المختلفة، من فيها سيبقى على حاله، ومن منها يحتمل أن يتغير في المستقبل، من خلال فهم النمط والتراتب في الماضي والحاضر، لاستنباط المستقبل والتنبؤ بأحداثه، واتجاهاته، وتغيراته المتوقعة.
وعلى عكس الدراسات العلمية الفيزيائية، والتي تبحث داخل نظم محدودة ومقيدة، تأخذ دراسات المستقبل على عاتقها دراسة النظم العالمية الأكبر حجماً، والأكثر تعقيداً. وإنْ كانت طرق البحث المنهجية والمعرفة المؤكدة في مجال دراسات المستقبل لا زالت أقل رسوخاً وتأكيداً، مقارنة بالعلوم الطبيعية الفيزيائية، وحتى بفروع العلوم الإنسانية الأخرى، كالعلوم الاجتماعية، والعلوم السياسية، والاقتصاد. وبدرجة كبيرة، من الصعب العثور على مجال من مجالات الحياة الإنسانية المعاصرة يقع خارج مدى ونطاق دراسات المستقبل، بما في ذلك التكنولوجيا، والطب، والتعليم، والاقتصاد، والسياسة، والحرب، والبيئة، وغيرها.

«النانوروبوت».. المستقبل واستشراف adverttop.png



«النانوروبوت».. المستقبل واستشراف advertbottom.png

ومن الأمثلة على القضايا والمواضيع التي تقع ضمن اهتمامات المختصين في دراسات المستقبل، نذكر: عصر ما بعد المضادات الحيوية، وظاهرة البكتيريا «السوبر»، وآفاق الطب الشخصي وتفصيل العقاقير حسب التركيبة الوراثية الشخصية، ومستقبل الطاقة النووية والاحتياجات المستقبلية للعالم من الطاقة، وشيخوخة المجتمعات وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية، السياسات الشعبوية ومستقبل الديمقراطية، أخلاقيات الذكاء الصناعي، وشبكات التواصل الاجتماعي والاستقرار السياسي، ووسائل الإعلام في ظل ظاهرة الأخبار الكاذبة، ومستقبل التكتلات الاقتصادية والإقليمية في التوازنات الدولية، ومستقبل انقراض الكائنات الحية واختلال وانهيار التوازن البيئي الحيوي.
وإذا خصصنا مستقبل الرعاية الصحية، فيعتبر المجال الطبي الحديث المعروف بـ«طب النانو»، والمعني بتطوير وتصنيع روبوتات متناهية الدقة (Nanorobots)، من أكثر المجالات إثارة على صعيد قدرتها على تغيير عالم الطب عن شكله الحالي. حيث يؤمل أن تتمكن هذه «النانوروبوت» من سبر أغوار الجسم، لتكتشف أماكن الأعطاب لتقوم بإصلاحها، أو أن تهاجم الميكروبات والطفيليات الغازية للقضاء عليها. ويعتبر علاج الأمراض السرطانية، أحد أهم المجالات المرشحة لاستخدام «النانوروبوت»، حيث ستتمكن هذه الروبوتات بعد إدخالها في الجسم، من التعرف على الخلايا السرطانية المريضة، وتمييزها عن الخلايا الطبيعية السليمة، لتقوم بتدميرها وتخليص الجسم منها. وسيعتمد هذا العلاج على مواصفات كيميائية خاصة، تميز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية، وتمكن «النانوروبوت» من التفرقة بينهما، كنوع من التحسس الكيميائي عن قرب. وهو ما من شأنه أن يحقق فوائد جمة لمرضى السرطان، مقارنة بأساليب العلاج المتاحة حالياً مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، والتي تدمر عدداً من الخلايا الطبيعية أكبر مما تدمره من الخلايا السرطانية. ويمكن للنانوروبوت أيضاً أن تقوم بإيصال الأدوية والعقاقير الطبية إلى الأماكن المرغوب علاجها فقط في الجسم، مجنبة بذلك بقية مناطق الجسم الآثار الجانبية لتلك الأدوية والعقاقير.
ويعتبر أيضاً ما أصبح يعرف بالطب الشخصي، من المجالات التي يمكن أن تحدث تغييراً هائلاً في تصميم الرعاية الصحية المستقبلية، حيث يطرح هذا المجال الحديث نسبياً، فكرة تفصيل أو شخصنة الرعاية الصحية، بما في ذلك الممارسات والاختيارات الطبية، تبعاً للميزات والصفات الشخصية المحددة لكل مريض على حدة. فمن خلال الفحوصات التشخيصية، وخصوصاً تلك المعتمدة على دراسة التركيبة الوراثية، يمكن اختيار العلاج الأفضل لمريض بعينه. فعلى سبيل المثال، يمكن من خلال فحوصات وراثية متخصصة، تحديد الجرعة المناسبة من دواء أو عقار طبي ما، بناء على التركيبة الوراثية للمريض، مما يضمن أكبر قدر من الفعالية الدوائية، بالترافق مع أكبر خفض ممكن للمضاعفات أو الآثار الجانبية التي قد تنتج عن العلاج.
وعلى المنوال نفسه، تُعنى دراسات المستقبل باستشراف الاتجاهات المستقبلية في جميع القطاعات، سواء الاقتصادية، أو العلمية، أو الطبية، أو السياسية، أو الاجتماعية، في محاولة علمية منظمة وممنهجة للتنبؤ بالمسار الذي يحتمل أن تتخذه القوى الفاعلة في تلك القطاعات، والاستعداد المبكر للاتجاهات السلبية التي قد تنحو نحوها، أو انتهاز الفرص التي قد تتاح من خلال التطورات العلمية والتكنولوجية، أو حتى السياسية أو الاجتماعية.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المستقبل, الغد, دراسات, واستشراف, «النانوروبوت»..


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع «النانوروبوت».. دراسات المستقبل واستشراف الغد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صناعات المستقبل.. المستقبل يشهد تنازع الاختصاص بين الإنسان والروبوت Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 04-04-2017 02:08 PM
لدينا امل ان الغد اجمل صابرة الملتقى العام 0 05-10-2015 06:22 AM
ترجمة الكتـــــاب العربي واقع الحال واستشراف المآل Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 11-06-2012 10:34 PM
مواويل الغد الآتي يقيني بالله يقيني أخبار ومختارات أدبية 0 04-15-2012 12:59 PM
هل بدأ العد التنازلي للولايات المتحدة ؟! عبدالناصر محمود أخبار اقتصادية 1 01-20-2012 05:24 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59