|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطوات نحو جبر الانكسار
خطوات نحو جبر الانكسار ـــــــــــــ (د. خالد رُوشه) ــــــــ 20 / 5 / 1437 هـ 29 / 2 / 2016 م ــــــــــ لا تحزن ايها العبد المؤمن , ولا تتألم ايها المنكسر الضعيف , ولا تيأس ايها الوحيد الغريب , ولا تبك ايها الفقير المعوز , ولا تهتم ايها العائل المحزون , ولا تبتئس ايها المظلوم المحروم , فإن ربك هو الجبار سبحانه .. سيذهب حزنك , ويجبر كسرك , ويزيل يأسك , ويؤنس غربتك , ويطمئن وحدتك . سيغنيك بعد فقر , ويسترك بعد عري , ويسعدك بعد هم , ويقويك بعد ضعف , وينصرك بعد ظلم . ويا أيتها الأمة الإسلامية المنكسرة المستضعفة , سيجبرك جبار السموات والأرض إن أنت اصلحت ونصرت وعدت إليه . إنه هو الجبار سبحانه .. فابشر واستبشر بكل خير , " أنا عند ظن عبدي بي " , " العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون " واسمه سبحانه الجبار يجمع ثلاثة معان هي الملك الذي يجبر كسر عبيده , والقهرفوق العباد , والعلوعلى الخلق , يقول الطبري : "الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المُصَرِّفهم فيما فيه صلاحهم" , ويقول الخطابي : "الجبار هو الذي جبر مفاقر الخلق، وكفاهم أسباب المعاش والرزق" , ويقول السعدي : " هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه " فهو سبحانه جبار جبر قوة , يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته. وهو سبحانه جبار جبر رحمة , يصلح حال عباده , فيجبر الضعيف و الكسير والحزين والفقير وغيرهم . وهو سبحانه جبار جبر علو , فإنه سبحانه عال فوق خلقه وهو قريب منهم يعلم ما يسرون وما يعلنون . فاسمه سبحانه الجبار يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك . فجمع اسمه سبحانه بين القهر والقسر والإرغام , والإصلاح والرحمة , والعز والمنعة والعلو . لذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه مسبحا : " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة " أخرجه أبو داوود والنسائي . وكان يدعو بين السجدتين يقول : " اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وعافني وارزقني " أخرجه أحمد وابو داود فلمن يذهب المكسور إلا لربه الجبار ؟ ولمن يشتكي المظلوم إلا للجبار الرحيم , ولمن يلجأ اليتيم الضعيف إلا للجبار ؟ ولمن يعود المريض الذي ضاقت به الحيل إلا إلى الجبار سبحانه ؟! إنه سبحانه يجبر كسر القلوب كما يجبر كسر الابدان , إن هي آمنت به وافتقرت إليه ووثقت به وتوكلت عليه . والحياة كلها آلام , وفرقة , وانكسارات , وابتلاءات , وصراعات , لكن الجبار سبحانه يرحم عباده , فيرأب الصدع ويلم الشمل ويغني الفقير ويجبر الكسير ويعطي المحروم ، لذلك فكلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأب صدعك واعزك . وهو المصلح إن جبر الفقير أغناه , وإن جبر المريض شفاه , وإن جبر الذليل أعزه , وإن جبر الضعيف قواه , وإن جبر الخائف أمّنه ، فالجابر هو المصلح والجبار كثير الإصلاح . والجبروت بمعنى : الكبرياء والعز والعلو، وهو لله سبحانه وحده ، فالله قاهر الجبابرة بجبروته سبحانه , أما الخلق، فموصوفون بصفات النقص , بل قد توعد الله الجبابرة بالعذاب والشديد ، قال سبحانه :" وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ , مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ , يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ" . ولكن ماهي خطواتنا نحو استحقاق الجبر من الجبار سبحانه ؟ إن أول تلك الخطى : توحيده حق التوحيد , فلا يشرك به ابدا , وتطهير القلوب من شبهات الشرك , وإخلاص التوحيد له سبحانه , فهو سبحانه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , وهو سبحانه واحد لاشريك له ولا ند له ولاشىء مثله ولا شىء يشبهه , ولا إله غيره , لاتناله الأفكار, ولا تدركه الابصار , وهو الحي القيوم , واهب الحياة , القائم على خلقه وشئونهم , لاحول ولاقوة إلا به . والثانية : التسليم لقضائه , والرضا بقدره , إذ لا معقب لحكمه , ولا راد لقضائه , فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن , " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون " والثالثة : الفقر إليه سبحانه , والتبرؤ من الحول والقوة , " فلا حول ولاقوة إلا بالله " , فيعلم المؤمن قدره من الضعف والجهل والفقر والعوز , ويعرف قدر ربه سبحانه " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " , وكلما كان المؤمن أكثر افتقارا لربه كان أقرب إليه , " فاقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " والرابعة : اليقين الراسخ أن الحياة لا تصلح إلا بمنهجه سبحانه , الذي أنزله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,وأن مناهج البشر كلها عوار ونقص وجهل وظلم , فالعدل كله والرحمة كلها والعلم كله والصلاح كله في منهج الله , " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " . والخامسة : التسليم لشرعه , فهوسبحانه وتعالى، جبر خلقه على ما شاء من شريعة , فشرع لهم من الدين ما ارتضاه سبحانه وحكم به , فالمؤمن يجب ان يسلم له في ذلك , تسليما تاما ويرتضي ماارتضاه الله لعباده من شرائع , بيد أنه سبحانه جعل لهم الاختيار ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك , وكل ذلك تحت مشيئته , قال سبحانه : " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" , وقال سبحانه : " أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" والسادسة : الثقة في الله الجبار , وفي قدرته , وقوته , وعزته , ولطفه بعباده , وأنه يركن إلى ركن شديد , ويلجأ إلى الكبير المتعال , وأن نواصي العباد بيده , ماض فيهم حكمه , لا مبدل لكلماته , ولا مغير لسننه , الأرض جميعا قبضته , والسموات مطويات بيده , سبحانه , فالبشر جميعا لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشىء أو يضره بشىء لن يحصل لهم ذلك إلا بما شاء الله وقدر , عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة .." متفق عليه السابعة : اللجوء إليه عز وجل , والتوكل عليه , والاعتماد عليه , والاستنصار به , والدعاء له دعاء مخلصا , والتذلل له , والتضرع على بابه , والاكتفاء به حسب ونصير و**** , " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم ال**** , فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " الثامنة : مع كل ما سبق يجب الأخذ بأسباب الجبر والنصر, فالإيجابية صفة المؤمن , والتوكل ينافي التواكل والسلبية , وقد استعاذ صلى الله عليه وسلم من هم وحزن مقعد عن العمل والإنجاز , فعلو الهمة تجاه الآخرة هو سبب من اسباب الصلاح والإصلاح , قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها " صحيح الجامع . ـــــــــــــــــــــــــــــ المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الانكسار, خطوات |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع خطوات نحو جبر الانكسار | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطوات على درب الفلاح | صابرة | شذرات إسلامية | 0 | 11-16-2015 04:29 PM |
خطوات على درب الفلاح | صابرة | شذرات إسلامية | 0 | 11-12-2015 08:59 AM |
خطوات مشلوحة | Eng.Jordan | مقالات أردنية | 0 | 06-01-2014 12:33 PM |
خطوات نحو الإصلاح | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 02-27-2014 08:08 AM |
ابتسامة وسط الانكسار ... | صباح الورد | الملتقى العام | 2 | 07-09-2012 07:52 AM |