حصار أهل غزة والحصاد المر

المر , حصار , والحصاد

حصار أهل غزة والحصاد المر*
ـــــــــــــــ

4 / 8 / 1436 هــ
22 / 5 / 2015 م
ـــــــــــ





منذ تسع سنوات مضت وأهالي قطاع غزة يعانون من محتل يعمل الليل والنهار لتصفيتهم وإنهاء وجودهم، كما يعانون من إخوة لهم يشابهون المحتل في طباعه وأخلاقه!! والنتيجة واحدة؛ فقر وبطالة وأمراض ومشاكل أخرى بالجملة، تزيد يوماً بعد يوم.

حيث تسبب الاحتلال الصهويني، وما فرضه من قيود على أهل غزة المحاصرين منذ تسع سنوات بمشكلات عدة رصدها تقرير حقوقي شامل صادر عن المرصد الأورومتوسطي- وهو منظمة حقوقية أوروبية مقرها جنيف-.

وحمل التقرير الشامل عنوان "اختناق غزة في قبضة الأزمة الإنسانية"، مقدماً أرقاماً حول أزمات القطاع الإنسانية التي تسبب بها الحصار الإسرائيلي منذ العملية التي نفذتها حركة حماس وأسرت فيها الجندي جلعاد شاليط في 25 يونيو 2006م.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المرصد الأورومتوسطي يوم الأربعاء الماضي، في مدينة غزة؛ بهدف بيان الآثار الناجمة عن هذا الحصار، وما آل إليه الوضع في قطاع غزة.

فكشف التقرير أن الحصار "الإسرائيلي" المشدد على قطاع غزة منذ سنوات يعتبر شكلًا غير مسبوق من أشكال العقاب الجماعي لنحو 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع المعزول عن العالم الخارجي في ظل أوضاع إنسانية ومعيشية متدهورة.

وأفاد التقرير أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تمارس سياسة الإغلاق والحصار على قطاع غزة منذ تسع سنوات، وذلك من خلال السيطرة على المعابر التجارية وغير التجارية ومنع المواطنين من السفر للخارج للعلاج والدراسة والعمل ومنع الصيادين من الدخول إلى المساحة المسموح بها قانونيًّا، وإعاقة عمل المزارعين على حدود القطاع.

وأشار التقرير الحقوقي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بعد عزله عن العالم الخارجي إثر إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح لفترات طويلة خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ لا يقتصر تأثير الإغلاق على حركة الأفراد من وإلى القطاع فحسب، بل يمتد إلى جوانب الحياة اليومية.

وكشف تقرير الأورومتوسطي أن معدل الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في قطاع غزة أكثر بمرتين منه في الضفة الغربية، حيث أحصى أكثر من 80 ألف شخص، يعيلون حوالي نصف مليون شخص، مصادر رزقهم منذ عام 2007م.

ونتيجة للحصار "الإسرائيلي" المفروض، وصل معدل البطالة إلى حوالي 42.8% في الربع الأخير من عام 2014م، وتسببت القيود "الإسرائيلية" في توقف حوالي 90% من المشاريع في القطاع، فيما دمر الهجوم "الإسرائيلي" الأخير على غزة، كليًّا أو جزئيًّا، 936 منشأة.

ووفقًا لتقرير المرصد الحقوقي، فإن الحصار "الإسرائيلي" المفروض على غزة كان له أثر كبير في تدهور الحالة الإنسانية للاجئين الذين يشكلون العدد الأكبر من سكان القطاع وبلغ عددهم 1.2 مليون لاجئ من أصل 1.8 مليون نسمة من مجموع السكان في القطاع.

إلى جانب ذلك أشار التقرير إلى المشكلات الأخرى الناجمة عن هذا الحصار ومنها ما يخص الأمن الغذائي والزراعة والصحة والثروة السمكية والمياه إلى غير ذلك من المجالات.

إن ما يحدث في أهل غزة وعلى أرضهم جريمة يشارك فيها الجميع، وفي المقدمة الأنظمة العربية والإسلامية التي ترى ما يحدث في غزة دون أن تحرك ساكناً، بل إنها تشارك في صنع حالة من التطبيع (العربي-الإسرائيلي)، دون النظر إلى ما تفعله إسرائيل بفلسطين عامة وبأهل غزة على وجه الخصوص.

-----------------------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ

المصدر: ملتقى شذرات