العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2017, 08:01 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة .. وكذلك واشنطن تحرق الروهينغيا


.. وكذلك واشنطن تحرق الروهينغيا
ــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ـــــ

21 / 12 / 1438 هـ
12 / 9 / 2017 م
ــــــــــــ

الروهينغيا 518108a3658237d82e687ca9d750f006.png?itok=F5-hmn-5


"هذه مشكلة مستمرة منذ سنين طويلة للغاية والحكومة الجديدة تفاجأت بهذا الوضع فور توليها مهامها".

هذه ليست طرفة يضاحك بها المكلف بشؤون جنوب شرق آسيا في الخارجية الأميركية باتريك مورفي الصحفيين، لكنه تصريح "جاد" كان يقصد به الإيحاء بأن المشكلة المزمنة التي يعيشها المسلمون في أراكان المحتلة محض مفاجأة واجهت الحكومة الجديدة فاحتاجت لمساعدة لعلاجها لا للوم من واشنطن!



هذا التناقض الفج الذي حاول به المسؤول الأمريكي إخفاء تواطؤ الولايات المتحدة مع السفاحين الميانماريين لم يكفه لتغطية الموقف الدولي المتخاذل أمام الجرائم ضد الإنسانية التي تمارس ضد مسلمي أراكان؛ فزاد بعبارة تضع الضحية والقصاب في خانة واحدة، بقوله: "نحن مستمرون في إدانة هجمات من شتى الأنواع، هجمات ضد قوات الأمن وضد المدنيين ولكن أيضا هجمات يشنها مدنيون"، رافضاً الحديث عن فرض "عقوبات" على بورما أو حتى ممارسة "ضغوط" عليها.



فقط قال المسؤول الأمريكي إن بلاده تريد مساعدة الجيش من أجل حل هذه المشكلة "شديدة التعقيد" على حد وصفه.



دعونا نعود عقداً من الزمان، حيث قادت الولايات المتحدة أعضاء مجلس الأمن لفرض عقوبات على نظام الجنرالات الحاكم في ميانمار لأنه أجهض ثورة رهبان المطالبة بـ"الحريات"[*]، والتي أسفر قمعها عن مقتل شخص واحد في بدايتها.. حينها فُرضت عقوبات متنوعة على النظام الحاكم بسبب سقوط قتيل، وقمع ثورة سلمية، إثرها شرعت واشنطن في تعزيز ضغوطها على الجيش الميانماري من أجل تنصيب داعية السلام المزيفة أون سان سو تشي، حليفة واشنطن، وسليلة بيت العسكرتاريا الميانمارية رئيسة للحكومة الميانمارية، وهو ما قد تم بعد سنين.



لا ضغوط ولا عقوبات، ولا إدانة لقوى الأمن والجيش الذين لم يأت لهم ذكر في تصريح المسؤول الأمريكي، بسبب مجازر ومحارق وجرائم طالت ألف شهيد، وعمليات نهب، وتهجير أكثر من ربع مليون روهينغي في عدة أيام، فيما استدعى مقتل بوذي واحد عقد جلسة لمجلس الأمن وتوقيع عقوبات وإدانة وممارسة ضغوط فعالة.



هذه المقاربة ليس مقصودها التأكيد على سياسة واشنطن تجاه المسلمين في العالم، فتلك قد باتت معلومة للكثيرين، ولم يعد من اللائق إنفاق وقت في الدلالة عليها، غير أن المقصود هو الخلوص إلى أن هذه المرحلة التي تعيشها أمتنا الإسلامية اليوم ذات طابع خاص، لم يعد فيها أعداؤها بحاجة إلى ستر عوار انحيازهم بأي ستار، وأمست فيه الممارسات الإجرامية الدولية "على المكشوف"، ولم يعد فيه من سبيل لأي تعلق بأوهام "المجتمع الدولي"؛ فأصحاب الشأن، أعني حكام المجتمع الدولي الحقيقيين، هم بأنفسهم يعلنونها بصراحة: "لا تعلقوا خيباتكم على مشاجبنا، نحن لن نمارس ضغوطاً، ولن ندين، ولن نوقع أي عقوبة، هذا فضلاً عن تدخل دولي موهوم"!



وإن "المجتمع الدولي" بكل يقين لم يصل إلى هذه الدرجة من الإهانة والإذلال لنا كأمة إسلامية، إلا حينما استأنس منا خنوعاً وخضوعاً لا نظير له على مر التاريخ، فجاز بذاته المنطقة الرمادية التي كان يتموضع بها في "زمن الاستعمار".. بمعنى أوضح: أنه فارق مراحل كان يحتاج فيها معنا لقدر من تلطيف جرائمه وتلبيس الأمور على سذجنا، وأصبح أكثر وضوحاً في إبراز عداوته وصلفه وتكبره حين آنس منا ذلة وهواناً.. هذا، وإن حمل مرارة وغصة شديدين إلا أنه ينبغي أن يضع أمتنا، على الطريق الصحيح، طريق التجائها إلى مولاها واعتمادها على أسبابها الذاتية ومشاريعها الناهضة.. هذا وإلا صرنا من بعد عبيداً بصورة رسمية لا تحمل لبساً!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ[*] يمكن مراجعة ذلك في مقال لقطات من ثورة رهبان بورما





ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-12-2017, 08:03 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة لقطات من ثورة رهبان بورما..

لقطات من ثورة رهبان بورما..
ــــــــــــــــ

18 رمضان 1428 هـ
ـــــــــــ





حتى بين أطلال الشيوعية يهب أتباع بوذا، ويثور رهبانه وعبدته، يسيرون كما عهدناهم حفاة يلبسون ثياب الزهد والتقشف.. هم الآخرون قد ثاروا في وجهها بملابسهم البرتقالية، فكأنها ثورة برتقالية بوذية جديدة تخلف ثورة الليبراليين الأوكرانيين قبل سنوات.. جميعهم في وجه بقايا الشيوعية ورواسبها الجامدة؛ فبعداً لمذهب سياسي بائس لا يكف عن التصادم مع كل التوجهات والأديان والمذاهب الدينية والسياسية، ولا ينتهي عند عبدة الأوثان.



الآلاف خرجوا يؤمهم الرهبان يرفعون مطالب اجتماعية للحاكم العسكري في رانجون العاصمة بورما (ميانمار)، ثم تقمعهم السلطات، فتقتل رجلا وتعتقل آخر وتصيب العشرات في مشهد تنساب منه العديد من المعاني الموحية.. ربما أكثر ما قد توحيه صورة المظاهرات وردود الأفعال عليها، هو قضية مبدئية تستأهل التوقف عندها ملياً، وهي دائرة حول مفهوم "النضال الديني" ومشروعيته، إذ إنه ما من أحد ـ فيما بلغني ـ لا في عالم العربي أو الغربي أو الشرقي احتج لدى الرهبان عن عملهم بالسياسة وتبنيهم مطالب اجتماعية تمس حياة الشعب البورمي واقتصاده، ولا أحد طالبهم بأن يقصروا مشاعرهم على داخل معابدهم، حيث مفهوم العلمانية لدى الكثيرين يقضي بانفصام شخصي يستلزمه هذا الملبس الذي يرتديه الرهبان، يحول بينهم والتفاعل مع تطلعات شعوبهم وأمانيهم، ويستبقيهم أعجاز نخل خاوية، أماكنهم لا يبرحوها، وأفئدتهم هواء، وخطابهم ركود.



لا أحد طالبهم، أو أنكر خروجهم، أو أملى عليهم ما يقولون خارج معابدهم فضلاً عن أن يطالبوهم بها داخلها. قد كان ملبس الرهبان اللافت قميناً بأن تتحدث "النخبة" عن ثيوقراطيتهم، واستعدادهم لـ"القفز" على المبادئ، والتنكر لإرادات شعبهم، واستغلالهم المصاعب التي تواجه أبناء بلدهم من فقر وبطالة وجهل في التمهيد لـ"الاستيلاء" على السلطة.. لكن "النخبة" ذهلت عن المشهد فلم تره كما ينبغي!



ثُم..
إن الرهبان انطلقوا بالآلاف، وهذا ثاني ما يسترعي الانتباه ويحول دون النظر إليه كمشهد عفوي تنادى إليه الرهبان فجأة دونما تنسيق أو توجيه، اللافت إذن أن لهذه الجموع محركاً "دينياً" ـ إن جاز التعبير ـ وقيادة دينية يأتمرون بها، وهذا بحد ذاته مبعث إلى التساؤل: أتكون لهؤلاء الرهبان في ظل هذا الحكم الطاغي حظوظ من الحرية في اختيار قيادتهم الدينية المستقلة، بل يكون لهم الحق في تنظيم صفوفهم والتراص خلف راهب واحد أو "مرجعية خاصة"، ولا يُمنح العلماء المسلمون في بلدانهم حق التمتع بجزء من هذه الاستقلالية وهذا الحضور؟! فأي حكم يرزح تحته العلماء المسلمون إذن؟! بل أي طغيان ذاك الذي يتسلل إلى خلوات الصالحين فيفرض عليهم ما عليهم أن يقولوه للناس في أمور دينهم ؟! إنه استبداد يخجل منه حتى حكام رانجون..



ثُم..
حقيقة الظلم هذه التي ربما لا يشعر سكان القصور وجنرالات "الثكنات الوطنية" (أو الأوطان سابقاً) أنها ستحجب الهواء حتى عن أولئك الرهبان في صوامعهم وخلواتهم ومعابدهم؛ يخرجون يتنسمونه خارجها، ويظن معه المخمليون أنهم ينثرون الظلم على وجوه شعوبهم ولا يغرقونهم فيه.. إنه ذاك العسف الذي يشي للرهبان بأنهم ينحنون للجنرالات وهم في معابدهم يخالون أنهم ينحنون لبوذا! إن الظلم إذا ما استشرى في مجتمع فلا سالمَ منه ولا نجاة؛ وذاك معنى يلقيه الرهبان من معابدهم في وجه كل غطريس يستخف بآلام شعبه ويحول بين بني وطنه وتنسم رياح العدالة والحرية.



ثُم..
سرني أن يدان النظام الديكتاتوري في رانجون، وتفرض عليه عقوبات، ولو كانت شكلية، من أجل أن يلجم خطام شطحاته التسلطية، ويمنح الرهبان وقوى المعارضة بعضاً من مطالبهم، وسرني أن تثار القضية في الأمم المتحدة ولو كان من تولى كبر إثارتها وطالب بفرض عقوبات على نظام رانجون هو نظام لا يقل عنه فظاظة وظلماً وقهراً، فواشنطن التي أثارت القضية وألزمت نفسها بعقوبات ضد بورما هي تدرك أن لهذه القضية صدى دعائياً تطرحه بثمن بخس لا يكلفها الكثير، ولم يكُ غريباً أن تثير الولايات المتحدة نقع هذه القضية في محفل أممي، بيد أن اللافت أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن حين أرغى وأزبد أثناء خطابه في الأمم المتحدة أول من أمس حين قتل معارض بوذي واحد (قبل أن يزداد العدد بعد ذلك)، تجاهل عن عمد أن والده وسلفه في الحزب الجمهوري، لم يحرك ساكناً عندما تم تهجير نحو نصف مليون من قومية الروهنجيا (مسلمي أراكان) البورمية في العام 1991 إلى بنجلاديش التي بدورها أطلقت على معسكرات اللاجئين النار قبل عامين..



إن مقتل معارض لا يكافئ تهجير هذا العدد المهول من ديارهم، واستبقاء الآخرين (نحو 12 مليوناً) في حياة تأنفها الدواب، حيث تتم الزيارات بين الأقارب بعد استئذان السلطات، ويعمل الشيوخ والعلماء في شق الطرق، وتنتزع جنسية الملايين، ويعمل الشباب بالسخرة في الحقول.



ثُم..

تساوق الإعلام في العالم كله مع تلك السياسة العرجاء والتي تزامنت في المرتين (العام 1991 و2007) مع دعوات تتحدث عن ضرورة نشر الحرية والديمقراطية، وتنادي من واشنطن بالدعوة لكسب "معركة القلوب والعقول"، عبر تجاهل متعمد للجريمة السابقة، لأن عدسة السياسة قد ركزت على تلك الحالية، استنقاذاً لما تبقي من مبررات "السياسة الدولية" العرجاء.



إن مئات الألوف مروا عبر الحدود إلى بنجلاديش لم يرهم أحد، ومعارض واحد تم قتله في العاصمة البورمية رانجون سمع به الناس جميعاً!



ثُم..

أي الإجراءين كان أولى بالاهتمام من "المجتمع" الدولي: نسف تمثال بوذا في ولاية باميان بأفغانستان عام 2001 إبان حكم طالبان، أم إهانة آلاف الرهبان البوذيين وجرح العشرات منهم؟! هل صارت الآثار في عرف "المجتمع الدولي" أعز من الإنسان ذاته؟! إنها في الحقيقة معانٍ تتناسل من رحم قضية ومضت لفترة وبطريقها للعودة إلى دائرة الظلام والنسيان مجدداً.. نعم، فأي قيمة ـ مقارنة بدارفور ـ لحادثة كتلك تشي بجملة من الاضطهادات الاجتماعية والعرقية والدينية التي كانت خصبة لرِيّ غربي، لو أنها كانت ذات قيمة في تقديره وحساباته، ولحق لها أن تثير نقع "الأقليات" وحقوقهم، ولنشط لها ألف مؤتمر ومئات الندوات وعشرات التصريحات.. لكنها في النهاية "بورما"!



ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الروهينغيا, تحرق, واشنطن, وكذلك


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع .. وكذلك واشنطن تحرق الروهينغيا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-21-2017 07:25 AM
جروحك ستلتئم ذاتيًّا وكذلك شاشة هاتفك المحطمة Eng.Jordan أخبار منوعة 0 04-09-2016 10:58 PM
مليشيات النصيري تخرق الهدنة عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 09-28-2015 07:18 AM
تحرق طفلتها حية وسط الشارع عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 01-19-2015 09:05 AM
هل قام طارق بن زياد بحرق السفن ؟ Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 11-14-2012 10:58 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59