#1
|
||||
|
||||
الاردن اليوم: محاوله للفهم
د. هيثم العقيلي المقابلة لا يمكن فصل ردة الفعل الشعبيه عن مجموع السياسات السابقه. قرار رفع الدعم غير شعبي و لم يقابل بالقبول سواءا ممن خرج في احتجاجات شعبيه بانواعها او من خرج و سمي من البعض بالموالاه او ممن بقي في البيت فالغالبيه العظمى رفض القرار و صمت بدافع وطني بحت و هو الحفاظ على الاردن و امنه و كذا فعل ايظا غالبية من خرجوا باحتجاجات شعبيه منظبطه و لكن كلا الطرفيين اجتهد في الحفاظ على البلد. الاردنيون من شتى اصولهم و انتماءاتهم الفكريه و امكانياتهم الماليه تحملوا وضعا شبيها بل اصعب في بداية التسعينات. اذا ما الذي جد في الامر. الاجابه واضحه: انها فقدان الثقه بين المواطن و الدوله و فقدان الامل في المستقبل. للتوضيح اكثر فهناك نهج من سوء الاداره و الفساد و الاقصاء و الاستخفاف بالمواطن وصم نهج السياسات في السنوات الاخيره و يبدو ان النخبه السياسيه المسؤوله عن كل ذلك ما زالت تتصدر المشهد في الاردن و تعطي مواعظ في الوطنيه و التقشف رغم ان معظم هؤلاء كان الاولى ان يكونوا خارج المشهد. المسؤول عن الوضع الاقتصادي الحالي ليس المواطن و لكن سياسات تجفيف موارد الدوله ببيع مؤسساتها الوطنيه باسعار بخسه و من ثم الضغط على الوطن ليدعم هذه المؤسسات المسروقه عمليا من جيب الحكومه و المواطن. اما الفساد فكان مالي و سياسي و اداري بل و بلغت الجرأه حتى التلاعب بالمكرمات الملكيه و التي من المفروض انها مشاريع من راس الدوله للتخفيف على الفئات الاقل حظا من شعبه. اما الاقصاء فهذه قصه تطول و لا اريد ان اكتب عنها لان فيها من المراره الكثير خصوصا منا اهل جرش و الذين عانينا منها ما لم يعاني منه غيرنا. اما الاستخفاف بالمواطن فقد بلغ اشده بسياسات و تعينات و تلاعب بمصير البلد و صم الاذان عن النصح و مشاعر الشرفاء من الوطن و وصلت الجرأه بتفاخر بعض المسؤلين بتزوير اهم مؤسسه في الاردن و هي المؤسسه التشريعيه. اما فقدان الامل فهذه تحتاج الى اسهاب و اختصرها بان المبدعين دراسيا من ابناء الطبقات الاقل حظا كان دافعهم الاكبر للتميز و التحصيل الدراسي هو تحسين اوضاعهم و اوضاع اهليهم و لكن بعد دخول المال في العلم و خصوصا في القبولات الجامعيه و هنا اقصد التوسع بالموازي على حساب التنافس فقد اخذ يخبو ذلك الامل و يضمحل. هذا ناهيك عن الواسطه و المحسوبيه التي انهكت حتى المؤسسات الوطنيه الناجحه و التي كانت رائده في المحيط العربي في يوم من الايام. اجتهادي كمواطن في فهمي لادارة الدوله في الاردن ببساطه تقسيمها الى شعب و نخب سياسيه و عائله مالكه. اما الشعب من شتى اصوله و منابته فقد اظهر حبا للاردن و نضجا واضحا في ردات فعله و ما زال يراهن على مستقبل افضل. اما النخبه السياسيه فغالبيتها فقدت مصداقيتها من الشعب و اصبحت جزء من المشكله و ليس جزء من الحل و ظهر ذلك في صمتها المطبق و غيابها في الاحتجاجات الاخيره فهي عرفت حجمها و ان ليس لها اي تاثير داخل الشارع و اعتقد ان عزلها سياسيا او استبعاد معظمها و محاسبة بعضها اصبح مطلب شعبي. اما جلالة الملك فما زال له رصيد شعبي كبير و ما خسره من رصيد شعبي كان بسبب سياسات و فساد جزء من بطانته الذين اختباوا خلف عباءته لتبرير سوء اداراتهم و مشاريعهم المشبوهه و شكلوا حاجزا وهميا و حجابا بين الملك و شعبه مما سبب الاحباط للناس و ظن بعظهم ان ما يحدث رغبات ملكيه. هنا اعتقد انه ان الاوان للتواصل المباشر بين الملك و الشعب او من خلال مجموعه جديده من الشرفاء المحبين للاردن و المؤمنين ان ملكا هاشميا هو صمام امان للاردن كما كان يفكر رجال مثل وصفي و عبد الحميد شرف و غيرهم. الاردن يمر بظروف صعبه و لكن للامانه ان المخزون الوطني للناس عالي من شتى اصولهم و منابتهم و حبهم للبلد اصيل و اتمنى ان لا يترك الوطن اكثر لمجموعه من السياسيين المغامرين. في المقاله القادمه محاوله للفهم 4 ساكتب في موضوع خلافي شائك وهو الهويه و المواطنه و فك الارتباط حسب فهمي و رؤيتي و اجتهادي كمواطن اردني عربي من جرش التاريخ و النموذج للعيش المشترك. المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للفهم, محاوله, الاردن, اليوم |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع الاردن اليوم: محاوله للفهم | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مستقبل الاردن الذي لا نعرفه..!! | Eng.Jordan | مقالات أردنية | 1 | 08-31-2015 10:30 AM |
الاردن يستعين بالتيار الجهادي | عبدالناصر محمود | الأردن اليوم | 0 | 12-28-2014 07:59 AM |
طرد السفير السوري في الاردن | عبدالناصر محمود | الأردن اليوم | 0 | 05-26-2014 07:44 PM |
الاردن وقضايا الحل النهائي | Eng.Jordan | مقالات أردنية | 0 | 01-14-2014 11:50 AM |
الأزمة المالية العالمية الحالية " محاولة للفهم " | Eng.Jordan | بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد | 0 | 01-10-2012 01:16 AM |