#1  
قديم 04-07-2012, 09:38 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,412
افتراضي جيوش الظلام-جنود المصائب (المرتزقة)



شركات الخدمات العسكرية الخاصة في العراق أدوراها القذرة وقدراتها
الجزء الثالث
دور الصهاينة وجيش لبنان السابق في العراق



أعداد الباحث اللواء الركن مهند العزاوي

تمر عملية الارتزاق بمراحل معقده, ويتم التخطيط لها بدقه وعناية من حيث, دراسة الأرض التي سيجري تنفيذ العملية فيها, والمواقع التي سيتم السيطرة عليها بالإضافة لطبيعة الأرض المحيطة بها,خاصة تلك التي تستخدم في الوصول الى الأهداف أو التي سيقام عليها (مركز القيادة والسيطرة والاتصالات لإدارة العمليات), إضافة الى دراسة الطرق التي تستخدم في الانسحاب بعد تنفيذ العملية بنجاح, أو في حالة فشلها لأجلاء المرتزقة, كما يتم دراسة وتحليل قدرات الخصم القتالية والنفسية والثقافية,بالإضافة الى اختيار نوع التسليح المناسب لمتطلبات العملية ونوعية الخصم ووضع تسلسل قيادي واضح وصارم وترتيب وجود قوة دعم عسكري وطبي مستعدة للتدخل في حالة حدوث أي طارئ غير متوقع, ويتم اختيار المرتزقة بالتوافق مع نوع المهمة وطبيعة العملية, كما يتم منح المرتزقة جانب كبير من أجورهم قبل بدء تنفيذ العملية , لأنه لا معنى للقبول بالموت في ارض غريبة دون أن يكون في البنك ما يضمن حياة مرفهة لعائلته في حالة قتله,ومن الطبيعي يجري إرسال قوة استطلاع تكون الطليعة الأولى قبل البدء بالعمل للقوة الرئيسية من المرتزقة, ولغرض تطابق جهد المعلومات على الأرض وتزويد مركز القيادة والسيطرة والاتصالات لإدارة العملية بالتقارير اللازمة في تطابق المعلومات المعطاة.

سجلت شركات الخدمة العسكرية الخاصة نشاطا واسعا ومريبا في البلقان والتي تسبب في تقسيم دولة الاتحاد اليوغسلافي في أوائل التسعينات عقب انهيار المعسكر الشيوعي في أوربا الشرقية وتسببت في نشوب عدة حروب أهلية في هذه المنطقة, كانت أخطرها وأشدها وطأة ثلاث حروب اشتعلت في "كرواتيا" و"البوسنة" و"كوسوفو" ومارست القوات التابعة لحكومة بلغراد جرائم قتل طول ثلاث أعوام بحق نظرائهم البوسنيين والكروات ولم يكن جنود البوسنة وكرواتيا يمتلكون الأسلحة الحديثة ويفتقرون للتدريب الجيد في حين كانت القوات الصربية الأكثر حرفيا في القتال والأحدث تسليحا والأكثر تدريبا وتنظيما , غير أن الأمور انقلبت رأسا على عقب في ربيع عام 1995 ففي عمليه خفية لم تعلن ضمن الصراع أعلاه استطاعت القوات الكرواتية أن تستعيد مدينة "كراجينا" التي كانت القوات الصربية قد احتلتها, وكان قد نفذها مجاميع من الجنود المرتزقة المحترفين المسلحين والمدربين في شركات الخدمة العسكرية الخاصة, وأطلق عليها اسم(العاصفة) , وبالتأكيد لم يأتي هذا الانتصار من فراغ أو بالصدفة , بالرغم من العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة, لقد نجح خبراء شركة الموارد الهندسية المهنية العسكرية(MPRI)التي تأسست عام 1988والتي تتخذ من واشنطن مقرا لها, وان أنكرت هذه الشركة " التي يديرها الآن "كارل فيونو" رئيس أركان سابق في الجيش الأمريكي في الفترة من 1987-1992واشرف على غزو "بنما" و"حرب الخليج الثانية" واحد أصدقاء "كولن باول" وزير الخارجية الأمريكي السابق"وتنكرت هذه الشركة تورطها في مساعدة القوات الكرواتية, ولكن بعد ذلك وفي مفاوضات(داي تاون) أعلن مفاوضو البوسنة المسلمون بشكل واضح وصريح كيف كان لهذه الشركة دور حاسم في تحديد نتيجة الحرب , كما رفضوا التوقيع على اتفاق هدنة من دون الحصول على خدمات شركة(MPRI), وقد كلفت البنتاغون شركات الخدمات العسكرية الخاصة ببناء وحراسة جميع القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج, وقام متعهدون من القطاع الخاص ببناء اكبر قاعدة عسكرية أمريكية منذ حرب فيتنام وهي قاعدة(Bondstul Camp)في "كوسوفو" كما شيدت هذه الشركة مراكز رئاسة جنود حفظ السلام الأمريكيين في "توزلا" شمال "البوسنة" ويصل حجم التعاقدات المحالة الى الشركة الامريكيه(ITT) التي توفر عناصر الحراسة المسلحة لهذه المنشآت الأمريكية بمبالغ هائلة, ومعظمهم من العسكريين السابقين,وفي مدينة (هادزيكي) غرب "سراييفو" عاصمة البوسنة يوجد مجمع عسكري ضخم يضم أحدث تكنولوجيا الكومبيوتر ومشبهات التدريب(Simulators)التي تقوم بتمثيل المعارك الحربية ويتم فيه تدريب ضباط الجيش البوسني الحديث الجاري تنظيمه وتدريبه, وقام بتشييد هذا المجمع القطاع الخاص الأمريكي وتجهيزه بالمعدات الحديثة وتوفير المدربين له وتأتي هذه ضمن استراتيجية خصخصة الحرب وخطة لتحويل المليشيات السابقة الى جيوش حديثه تصلح للانضمام الى حلف الناتو(كما جرى ضم المليشيات العراقية للأجهزة الأمنية والجيش الحالي في العراق),وتم تشييد مجمع مماثل في "كرواتيا" وتشييد مجمع ثالث في "مقدونيا"-قواعد عسكرية تؤمن تسهيلات حربية على شكل مجمعات تدريبية, ولقد كانت الفوائد الناتجة عن خصخصة الحرب الأمريكية على درجة كبيرة من الأهمية حتى إن الخبراء الأمريكيين يقولون اليوم أنهم أحرزوا نجاحا في منطقة "البلقان" وخاضت أربع حروب في عقد من الزمان , وخدم في البلقان ضمن إطار شركات الخدمات العسكرية الخاصة *جنرالات متقاعدون من حاملي 4نجوم لصالح شركة الموارد المهنية العسكرية(MPRI)وفي هذا الشأن يقول الخبير الاستراتيجي"سنجر" في كتابه الحديث"اتحاد المحاربين-Warriors Corporate لعب شركة الموارد(MPRI)في "البلقان" دورا هاما قد غير ميزان القوى في هذه المنطقة بعمل شركة القطاع الخاص وهذا هو احد مقاييس التغيير.

تقوم هذه الشركات بنفس المهام المذكورة أعلاه في أفغانستان, حيث تولت بعد الحرب التي دارت في أفغانستان تدريب الجيش الأفغاني وقوات الأمن هناك, هذا بالإضافة الى حراس شخصيين من شركة خاصة "ديان كورب"-"Dyne Corp" يقومون بتوفير الحماية الشخصية للرئيس الأفغاني "حامد قرضاي" ووزراء حكومته,كما تتولى شركات أخرى استجواب معتقلي "طالبان وتنظيم القاعدة" وترحيل الخطرين منهم الى قاعدة "جوانتانامو الأمريكية" في كوبا, وفي "إسرائيل" تقوم نفس الشركة بتوفير إجراءات الأمن للدبلوماسيين الأمريكيين, وهي عملية في غاية الخطورة لكونهم من ضمن المستهدفين من قبل المقاومة الفلسطينية " كما أن إسرائيل لا تتردد في تنفيذ عمليات اغتيال ضد أمريكيين وتخريب منشأتهم وإلصاق التهمة بالفلسطينيين وشهرة إسرائيل في ذلك معروفه"

مقاولون-متعهدون
لجأت الولايات المتحدة الى تجميل نشاط المرتزقة واستخدمتهم بوصف -مقاولون-متعهدون-لتنفيذ أعمال إعادة أعمار العراق وقد بدأت تتكشف الحقيقة في استعانة وزارة الدفاع الأمريكية بشركات الخدمات العسكرية الخاصة ل*** المرتزقة من أنحاء مختلفة من العالم, وتكلفها بإعمال عسكرية ومهام مختلفة وقذرة في العراق مقابل أجور باهضة, وان هؤلاء المرتزقة مجهزون بكافة أنواع الأسلحة الحديثة بما فيها الطائرات والمروحيات وبرزت هذه الحقائق بعد أن أثار خبراء عسكريون وبعض قيادات الحزب الديمقراطي تحذيرات من النمو المتضخم لدور شركات الخدمات العسكرية الخاصة في العراق, وقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن السيناتور "جاك ريد" عن ولاية رودايلاند وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ, كتب في منتصف ابريل2004خطابا الى وزير الدفاع السابق "دونالد رامسفيلد" ووقعه 12من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يقولون فيه إن إسناد مهمة حفظ الأمن في العراق الى شركات بعقود خاصة يثير تساؤلات خطيرة وتضيف صحيفة "النيويورك تايمز"أن تدفق الشركات الصغيرة وفاقدة الخبرة قد ساهم في إيجاد مناخ الفوضى وتمزيق العراق.

مهام رد الفعل السريع
تمكنت شركات الخدمات العسكرية الخاصة من أقامت مكاتب لها في العاصمة بغداد وفي المحافظات العراقية, وبواجهات مختلفة ومتنوعة بعناصر عراقية, وان هذه الشركات التي بلغت العشرات لقد ***ت آلافا من المرتزقة من كافة أنحاء العالم الى العراق إضافة الى تجنيد العراقيين في شركات موبايل- خدمات في المطار- الحراسات الأمنية -شركات تجاريه-شركات مقاولات-متعهدين وغيرها الكثير من الواجهات, وان رجالها المكلفين بعمليات الأمن يتحركون بعربات مدرعة ومسلحون بأحدث الأسلحة القتالية, ويستخدمون مروحيات هجومية واقتحامية, ويقدر وتزايدت أعدادهم بشكل كبير يتوزع بين حارس امن ومسلحون للعمليات الخاصة ,وشكلت هذه الشركات قوات خاصة لتنفيذ "مهام رد الفعل السريع" وتكوين مجموعات مخابرات خاصة بها للقيام بمهام جمع وتحليل معلومات يومية عن ما يسمى المناطق الساخنة في العراق وفي مسح أجرته احد المعاهد الأمريكية يشير الى أن50000ألف مرتزق يعمل في الدعم اللوجستي وأكثر من35000ألف مرتزق أجنبي و16000ألف مرتزق من العراقيين يعمل في مجال الحراسة الامنيه والمهام الخاصة ومن40000ألف الى75000 ألف يعملون في مجال أعادة الأعمار, يشكل المرتزقة من العراقيين حوالي 12000ألف منهم وفي تزايد.

نشرت صحيفة "النيويورك تايمز" أن وزارة الدفاع الأمريكية تتجاوز كل التجارب السابقة في الحروب على مدار التاريخ الأمريكي وذلك باعتمادها على شركات الأمن الخاصة للقيام بمهام أساسيه يكلف بها الجيش النظامي, وكونها ذات طبيعة قتاليه بحته, وبنفس الوقت وكلت أليها مهام حراسة المنشآت والمباني العديدة والتي تشغلها مؤسسات وقوات الاحتلال الأمريكية في العراق, وكانت هذه الشركات توفر الأمن الخاص ل"بول بريمر" رئيس سلطة الاحتلال السابق قبل مسرحية تسليم السلطة للعراقيين, وكذلك تقوم هذه الشركات بحراسة مقر السفارة الأمريكية وتوفير الحماية للسفراء والموظفين المعينين في السفارة, وتقوم أيضا بحماية قوافل الإمدادات العسكرية عند عبورها مناطق سيولة عمليات المقاومة العراقية , وكذلك الدفاع عن المواقع المهمة في المحافظات , وحراسة المنطقة الخضراء في قلب بغداد, وتكلف بمداهمة الأماكن التي تشير معلومات الاستخبارات الى وجود عناصر قيادية وكوادر أساسيه من المقاومة العراقية فيها, ومداهمة المواقع التي تخزن فيها أسلحتها وذخائرها, إضافة الى قيام عناصر هذه الشركات باستجواب المعتقلين العراقيين في السجون والمعتقلات التي أقامتها قوات الاحتلال والتي بلغت أكثر من مئة سجن مختلف(نشر الديمقراطية), وذلك بما لديهم من خبره سابقة في عمليات التعذيب وانتزاع الاعترافات باستخدام الأساليب ألوحشيه .

بلغت هذه الصناعة الجديدة في أعمال شركات الخدمات العسكرية الخاصة ذروتها مع الإعداد والتجهيز للحرب في العراق, فقد شاركت هذه الشركات وبشكل واسع في أعمال التحضير والتسليح والإعداد اللوجستي للقوات الأمريكية و في تدريبها والتحضير للمعارك والتخطيط لها في صحراء الكويت, حتى أن المجمع العسكري الضخم الذي أقامته القيادة الوسطى الأمريكية في الدوحة عاصمة قطر في" السيلية- العديد الجوية"التي تعتبر الأحدث على مستوى العالم, حيث انطلقت منها القاذفات والمقاتلات الأمريكية الحديثة والعملاقة مثل القاذفات الإستراتيجيةB-52 B1-B2 وقامت ببنائها وتجهيزها وأدارتها وصيانتها وحراستها شركات أمريكية خاصة, ثم ازدادت الحاجة الى خدمات هذه الشركات بعدما واجهت قوات الاحتلال المقاومة العراقية المسلحة وأدخلتها في حرب استنزاف شرسة لا تزال توقع بقوات الاحتلال افدح الخسائر, وقد فشلت الكثير من السيناريوهات العسكرية والتكتيكات الحربية المخابراتية التي وضعها البنتاغون في استخدام القوات النظامية للقضاء والحد من نشاط المقاومة وإيقاف الخسائر الأمريكية وفرض الأمن والاستقرار وترويض الشعب العراقي.

مهام رئيسية
أ. تقديم الدعم العسكري المتواصل للقوات النظامية الأمريكية المحتلة في جانب العمليات-المعلومات-المهام القتالية-المهام اللوجستية-التدريب-أمداد المواد الغذائية والوقود-نقل المعدات-حراسة السجون-حراسة الشخصيات –استخدام و***** أنظمة التسليح ذات التكنولوجيا المتقدمة التي تستخدمها القوات النظامية.

ب . تنظيم وتسليح وإعداد وتدريب المؤسسات الأمنية الحالية, لتكون قادرة على سد النقص العددي والفراغ الأمني التي لا تستطيع قوات الاحتلال من أشغاله وتشمل هذه المؤسسات-الجيش الحالي-الشرطة الحالية-الحرس الوطني على غرار الحرس الوطني الأمريكي-المخابرات-الدفاع المدني وبات من الواضح نتائج هذا التدريب في خلق قوة لا تنتمي لمنظومة القيم الوطنية والعسكرية العراقية, والجرائم والمجازر التي ارتكبتها هذه القوات بحق الشعب العراقي من المدنين الأبرياء العزل ولا تزال ترتكب كل يوم في ظل الاحتلال الأمريكي ونفوذ المؤسسات الإيرانية في العراق إضافة لواجبات الاستشارة العسكرية والأمنية .

ج‌. تنفيذ عمليات عسكرية ذات صبغه خاصة ضد أهداف منتقاة عند اللزوم-وهذه العمليات مثل زرع العبوات في المناطق المكتظة بالسكان-إدخال العربات والشاحنات المفخخة الى عمق المناطق الآمنة - التصفيات الجسدية لقيادات المقاومة ومفاصلها-عمليات الاختطاف – الاغتيالات السياسية- سرقة المصارف والبنوك-إخلال الأمن في المناطق الغير مضطربة- تنفيذ هذه المهام القذرة وفق برنامج سياسي معد لهذا الغرض ولأحداث التغيرات السياسية وخطة ألمخادعة الاستراتيجية, ويجري الاستفادة من التجهيزات والأسلحة وهويات التعريف الخاصة بالجيش النظامي في تنفيذ هذه المهام.

د. حماية المنشآت النفطية وخطوط نقل النفط وحقوله وخزانات المياه ومحطات الكهرباء والماء وغيرها من المنشات إضافة الى توفير الحماية للشركات الأجنبية العاملة في مجال ما يسمى أعادة الأعمار.

يجري التعاون بين قوات الاحتلال وهذه الشركات وعناصر من المخابرات ألمركزية وقيادات الجيش الأمريكي والتنسيق لتجنب المشاكل المهنية أثناء سير العمليات, ونظرا لواقع هذه الشركات لا تنتمي الى مؤسسة الجيش أو ذات قيادة موحدة تنفذ مخططا استراتيجيا موحدا ذا أهداف ومهام محددة, ولكنها عدة شركات كل منها مستقلة عن الأخرى ولا رابط بينهما, وقد شاركت عناصر هذه الشركات في معارك شرسة ضد المقاومة العراقية الباسلة وقتل العديد من عناصرها, وقد أثار الكشف عن هوية الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا في الفلوجة أنهم تابعين لشركة (بلاك ووتر) "ألمثيره للجدل والتي أجرمت بأكثر من 220حادث قتل لمدنيين أبرياء من العراقيين وفي مناطق مختلفة" وطرحت تساؤلات عديدة عن حقيقة الدور الذي تلعبه هذه الشركات في الحرب الدائرة في العراق, وسبب استعانة البنتاغون بهم في تنفيذ مهام قتالية من صميم عمل القوات النظامية, ومدى ارتباط البنتاغون والجيش الأمريكي بهذه الشركات المرتبطة بالخارجية الأمريكية ,وقد أتضح أن هذه الشركات تعد بالمئات ويعمل فيها آلاف من الموظفين والجنود السابقين ويتقاضون مليارات الدولارات من البنتاغون في مقابل ما تؤديه من أعمال يهدف البنتاغون من ورائها الى تقليل خسائر القوات النظامية وتخفيف الكلفة السياسية للحرب, خاصة إنها ليست ملزمة كما هو الحال مع العسكريين النظاميين بإبلاغ أهالي هؤلاء المرتزقة في حالة قتلهم, بل تترك الأمر لأرباب العمل,وفي دراسة مهمة أعدها الباحث الاستراتيجي ( ديفيد ايزنبرج) رصد من خلالها عمل شركات الخدمات العسكرية الخاصة في العراق ذكر فيها أن العراق تحول الى المزاد الأكبر للجيوش الخاصة وأصبحت شركة( هاليبرتون) والفروع ألتابعه لها هي الأكثر اهتماما من بين ما يقارب من أربعين شركة تعمل في العراق وبلغ حجم عقودها حوالي ستة مليارات دولار,وابرز هذه الشركات هي:

شركة الموارد المهنية العسكرية(MPRI)
يديرها مجموعة من ضباط الجيش والمخابرات الأمريكية من المتقاعدين وممن يتمتعون بشبكة واسعة من العلاقات في كل من البنتاغون ودوائر المخابرات ورئاسة هيئة الأركان المشتركة, وكما اشرنا يدير هذه الشركة –"كارل فيونو" ويعاونه الجنرال السابق "كروسبي سانت" تولى منصب قيادة الجيش الأمريكي في أوربا عام1988/ 1992 "ويعاونه نائب المدير التنفيذي للعمليات الجنرال السابق( إدسو يستر) الذي شغل منصب مدير المخابرات العسكرية وتقاعد عام1988, ومعظم عقود هذه الشركة تتم مع الحكومة الأمريكية ومرتبطة بسياستها الخارجية, لاسيما في بعديها الدفاعي الأمني خاصة في مجال تدريب الجيش الأمريكي والجيش الحالي في العراق بالإضافة الى عقودها في نيجريا-كرواتيا-البوسنة-أفغانستان , وتتميز هذه الشركة بتجنيد العسكريين السابقين وعناصر القوات الخاصة والجواسيس السابقين .

شركة دايني كورب Dyne Corp
مركزها "كاليفورنيا" وتقوم بدور مهم في تدريب الشرطة العسكرية بعقود تصل الى 800 مليون دولار وتتولى عملية تجنيد المرتزقة من مختلف دول العالم وذلك بالتعاون مع شركة Vinel Security التي لديها مسارح عمليات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

شركتا saic&betac
تتوليان تجنيد العسكريين السابقين في الجيوش الأمريكية والأجنبية للخدمة في العراق, لاسيما في القيام بالعمليات الخاصة, وتعمل شركة batac مع قيادة العمليات الخاصة بالبنتاغون وتنظم عمليات عسكريه للإطاحة بأنظمة الحكم في العالم الثالث.

شركة ايرينيس-Erinys
تتولى هذه الشركة قوة شبه عسكرية لحماية خطوط النفط ومنشآته وحقوله في العراق, وقد لفت النظر إليها عندما استخدمت عسكريين سابقين من جنوب أفريقيا سبق أن شاركوا في عمليات قمع الى جانب نظام التمييز العنصري في تلك الدولة.


شركتا –فينيل كورب Corp Vinel شركةNor-mpri- USA-
مركزها "فرجينيا" تشترك هذه الشركات في تدريب وتشكيل الجيش الحالي بكلفة تبلغ ملياري دولار, ومن اللافت أن عقود شركة USA-NORقد علقت بعدما ظهر أنها مرتبطة ب احمد أل***ي

شركتا(تيتان وكاسي انترناشيونال)
تتوليان عمليات المراقبة والأمن واستجواب المعتقلين, وقد اتهمت هاتين الشركتين بالضلوع في عمليات تعذيب المعتقلين جسديا ونفسيا وقد ورد ذكريهما في تقرير الجنرال( انطونيو تاجوبا ) عن فضيحة تعذيب سجن أبي غريب ونشرته صحيفة "نيويوركر" وبعد تفجر هذه الفضيحة ارتفعت أصوات في الكونغرس تطالب الرئيس بوش بتعليق فوري للعقود المبرمة مع هذه الشركات, وتحاول شركة "تيتان" أخفاء فضيحتها(التعذيب في سجن أبي غريب) بعدما ثبت تورط مرتزقتها في هذه الفضيحة, ولهذه الشركة تاريخ في المخالفات القانونية حيث اتهمت من قبل إدارة الأسواق المالية الأمريكية, وزارة العدل بدفع مبالغ غير شرعية لمسئولين في دوله أجنبية, وتحاول شركة "لوكهيد-مارتن" وهي من الشركات العملاقة في الصناعات الحربية أن تشتري هذه الشركة(تيتان)بحوالي2, 5مليار دولار, لكن الغموض يلف قضية الشراء بعد تفجر الفضيحة المتهم بها كل من( جون إسرائيل) و(عادل نخله) العاملين لديها بصفة رسمية كمترجمين لدى أحدى مجموعات الاستخبارات والاستجواب في العراق.

شركة (كيلوج براون أند روت)
هذه الشركة تابعه لشركة ( هاليبرتون)وتقوم بتامين الخدمات اللوجستية للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وبعقود بمليارات الدولارات وسبق أن عملت في البلقان مع القوات الأمريكية.

شركة بلاك ووتر(Black Water)
يشير الصحفي الاستقصائي الأمريكي جيرمي سيكل Jeremy Scahill في كتابه.. "بلاك ووتر صعود أقوى جيش مرتزقة في العالم"، إلى العلاقة الوثيقة التي تجمع بين شركة "بلاك ووتر" للمرتزقة ومنظمة "فرسان مالطا" السرية، المنشقة عن "فرسان المعبد" التي تعود جذورها إلى القرن الحادي عشر(وهي من بقايا غزوات الفرنجة والصليبيين على العالم الإسلامي).

إذ تزود "فرسان مالطا" شركة "بلاك ووتر" وغيرها من شركات المرتزقة الدولية، بمجندين تحركهم الحمية الأصولية المسيحية، ليقاتلوا في الأماكن الخطرة (العربية أو الإسلامية) التي يتردد باقي المرتزقة في دخولها. وتذكر المصادر أن هذه العناصر استخدمت في معركة الفلوجة في العراق عام 2004، وأنهم مسئولون عن الكثير من الفظائع والانتهاكات التي جرت هناك.

وتعد "بلاك ووتر" الشركة الأمريكية الأكبر في العالم، المتخصصة في تجنيد المرتزقة وإرسالهم للقتال في الدول والمناطق التي تشهد حروباً وصرا عات، خاصة في العالم الإسلامي (العراق وأفغانستان). ويبلغ تعداد المنتسبين إلى بلاك ووتر نحو مليونيين وثلاث مئة مقاتل معظمهم خدموا في القوات الخاصة الأمريكية أو المار ينز و السي آي إيه. وهم موزعون في جميع أنحاء العالم ويتركز العدد الأكبر منهم في العراق.

وتبلغ أجرة العنصر في هذه الشركة نحو 1500 دولار أمريكي وتزيد أرباحها السنوية على المليار دولار.

وكانت صحف أمريكية قد كشفت عن إبرام الشركة لعقود من أجل العمل في عدد من الدول العربية، وتحديداً في السودان مع حكومة التمرد الجنوبي من أجل تدريب "المسيحيين" في "الجيش الشعبي للتحرير" الذي يسعى إلى فصل الجنوب عن السودان الأم، كما تحدثت تقارير إعلامية عن دور تسعى الإدارة الأمريكية لإسناده للشركة في إقليم دار فور غرب السودان.
وفي تقرير أورده مراسل NPR (الإذاعة الحكومية الوطنية)، أشار بأن "بلاك ووتر" تدفع من أجل السماح لها المشاركة في حفظ السلام في دار فور، غير أن هناك معارضة في الأمم المتحدة لاستخدام قوة خارجية في قوات حفظ السلام.

تأسست Black water (المياه السوداء) عام 1996- 1997، تحت اسم "بلاك ووتر أمريكا" على يد المليونير الأمريكي، إريك برنس، الذي خدم في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية مع عدد من المنتمين لليمين المسيحي المتطرف؛ وهو ما مهد لتعاون الشركة مع إدارة جورج بوش اليمينية خصوصاً في العراق.

إذ وقعت وزارة الخارجية الأمريكية عقداً بقيمة 300 مليون دولار مع بلاك ووتر، مقابل توفيرها الحماية لبول بر يمر ــ الحاكم الأمريكي السابق في العراق ــ والسفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زادة.. وتجاوزت العقود التي أبرمتها الشركة مع الإدارة الأمريكية حاجز الـ 505 مليون دولار، بموجب عقود خاصة، نجحت من خلالها في بناء قاعدة لجيش خاص من المرتزقة يضم 20 ألف شخص، مزودين بطائرة بوينج 727 ومروحيات ومدرعات. ولدى الشركة معدات عسكرية لا يمتلكها إلا الجيش الأمريكي ولديها أسطول من الطائرات العسكرية بما فيها طائرات الهليكوبتر المقاتلة التي يحلق طياروها فوق أحياء بغداد يوميًا مستعرضين فنونهم وشاهرين مدافهعم على المواطنين.

وتشير تقارير صحفية إلى أن ما نسبته 34 بالمائة من مبلغ 21 مليار دولار، خصصتها الولايات المتحدة لإعادة أعمار العراق، قد تم تحويلها للشركات الأمنية الخاصة. ما دعا صحيفة "لوس أبجلوس تايمز" إلى القول : إن خصخصة الحرب الأمريكية في العراق قطعت شوطًاً كبيراً.

مالك الشركة ــ كما سبق ــ يميني مسيحي من عائلة جمهورية تعتبر من كبار الداعمين لحملات الجمهوريين الانتخابية، وهو عضو في مجلس إدارة مؤسسةChristian Freedom International "الحرية العالمية للمسيحيين" التي استهدفت السودان لسنوات طويلة.. وهي مؤسسة غير ربحية يصف موقعها الالكتروني عمل المؤسسة بأنها تسعى لتقديم المساعدة للمسيحيين المضطهدين بسبب إيمانهم بالمسيح، ويكمل الوصف بأنها توفر المساعدات والدفاع وكتب الإنجيل للمسيحيين المضطهدين في مناطق النزاع أو الاضطهاد الحاد في العالم.

وبينما يصف إريك برنس شركته بأنها امتداد وطني للجيش الأمريكي، برز اسم بلاك ووتر في وسائل الإعلام العالمية بشكل ملفت منذ 31 مارس 2004، بعد أن اصطادت المقاومة العراقية في مدينة الفلوجة أربعة مرتزقة أمريكيين يعملون لدى الشركة، وقام المواطنون الغاضبون بحرق جثثهم وتعليقها على أحد الجسور كرد فعل على الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في المدينة الصامدة.

وإلى جانب حادثة الفلوجة، فإن اسم هذه الشركة تردد في أكثر من عمل عسكري للمقاومة، ففي إبريل 2005 نجحت المقاومة في إسقاط طائرة نقل تعود ملكيتها للشركة كانت تقل 11 شخصاً قتلوا جميعاً، 6 منهم كانوا من حملة الجنسية الأمريكية، وثلاثة بلغاريين واثنان من فيجي، وفي 23 يناير 2006، أسقطت المقاومة طائرة أخرى تعود ملكيتها إلى شركة بلاك وتر في شارع حيفا قتل فيها خمسة أشخاص، وصفهم زلماي خليل زادة بأنهم رجال أكفاء سبق أن عملوا معه.
حادثة شارع حيفا كشفت الكثير عن طبيعة عمليات الشركة الخطرة ، وتجاوز دورها لمهام توفير الأمن والحماية للشخصيات والمنشئات، وانتقالها إلى دور المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية كبديل للقوات الأمريكية المسلحة.

شجع الجيش الأمريكي على تنامي شركات المرتزقة في العراق، بهدف تلافي النقص في قواته، وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة جورج بوش ظلت تراهن على شركات المرتزقة الأمريكية والأجنبية لفرض خطة أمن بغداد، مشيرة إلى أن هذه الشركات ــ التي يفوق عددها المائة ــ تعمل خارج القوانين العراقية. إذ يقول أحد العاملين في هذه الشركات : "إن وضع العراق المضطرب والخالي من سلطة الدولة والقانون، طيلة أربع سنوات ليس فقط جعل شركات الأمن تحقق أرباحا طائلة، تفوق الخيال، وإنما جعلها توسع من نشاطها ومن مناهج عملها وبرامجها".

وهكذا يمكن القول إن الوضع العراقي أنجب إخطبوطا من "المافيا"، وهو وصف قد يكون رديفاً للميليشيات المتعددة الجنسيات لما تملكه هذه الشركات من إمكانيات عسكرية ومن حرية في التصرف والحركة.

ورغم ذلك، تقول مديرة فرع لشركة مقاولات أمنية في بغداد: إن آلافاً من المقاتلين العاملين في المقاولات اللوجستية والأمنية قتلوا في العراق، طوال السنوات الأربع، وهو عدد كبير يضاهي عدد القتلى من الجنود الأمريكيين بثمان مرات.

غير أن هذا العدد جرى التكتم عليه وتمريره في سياق ضحايا الحرب. باعتباره ضريبة الخطر التي دفعتها وتدفعها شركات المرتزقة لقاء الأرباح الجزيلة التي حققتها في العراق، والتي كانت أرباحا خيالية تفوق قيمة الضحايا من المرتزقة.

شركة كلوبال رسك(Global Risk strategies)
هي أحدى الشركات البريطانية العاملة في مجال شركات الخدمات العسكرية الخاصة ومركزهاHamptonفي Middlesex تعد هذه الشركة اللاعب الأكبر في تزويد جيوش الاحتلال بالمرتزقة من نوعية الجركس (Gurkhas) في النيبال ويخدمون في الجيش البريطاني والجيش الهندي تستأجرهم هذه الشركة وقوات شبه عسكريه-Paramilitary- من (فيجي-Fiji) بالإضافة لمتطوعين سابقين في فرقة القوات الخاصة-EX-SASلحراسة مقر بول بريمر في بغداد, وتامين مواقع رئيسية بينها25مقرا في ما يسمى المنطقة الخضراء, وإضافة لذلك تقوم بحراسة قوافل الإمداد التي تمر في المناطق التي تسيطر عليها المقاومة العراقية.

منظمة-ألمنطقه الاستشارية للرقابة على الأخطار
تستمد اسمها من الوظيفة التي تقوم بها شركات تقديم النصائح والاستشارات العسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي لتقليل الأخطار التي قد تتعرض لها ويرأس عملياتها (ريتشارد فينج) ومقرها لندن,وتتوقى تلك الهجمات المحتملة المنوه عنا من قبل هذه الشركات, وقد تحولت هذه الوظيفة الى أضخم النشاطات في سوق الخطر في العراق ولها دور رئيسي الى جانب الشركات الأخرى التي تم ذكرها أعلاه, وفي تصريح لرئيس إدارة العمليات قال أنهم فتحوا باب التجنيد للعمل في العراق لمن لهم الكفاءة للقيام بالمهمات القذرة وقتل العراقيين"طبعا هذا ليس تجنيد إرهابي لقتل العراقيين ولاكن المتطوعين للدفاع عن العراق ضد الاحتلال يعتبر إرهابي ويحاكم وفق قانون الإرهاب , ويعدم ميدانيا أو تصدره محكمة عراقية هذه الازدواجية التي تمارسها إدارة بوش ومن تحالف معها للهيمنة على العالم " ويفضل في هذا التجنيد الجنود السابقين في بريطانيا واستراليا ونيوزلندة ويأتي هذا التجنيد لخفض الفاتورة السياسية لقوات الاحتلال وتخفيف عبئ المواجه مع الرأي العام الشعبي الأمريكي والغربي الرافض للحرب على العراق, وقدرت أرباح هذه المنظمة عام2003ب 9,1مليار دولار وكان في عام2002 50مليون دولار قبل أن تتوسع في أعمالها, وتعمل الى جانب قوات الاحتلال الأمريكي من جميع النواحي العسكرية ومشاريع ما يسمى أعادة الأعمار(سرقة الأموال) وتعمل في المجال الاستخباري والاستشاري ضد نشاط المقاومة العراقية وتقدم الوصايا والتقييم المرحلي للأخطار التي ستواجههم في العراق.

شركة أجيس للخدمات الدفاعية
منحت هذه الشركة البريطانية عقدا قيمته 293 مليون دولار قبل ما يسمى انتقال السلطة للعراقيين بشهر واحد للقيام بدور التنسيق مع أكثر من خمسين شركه خاصة تعمل في مجال الأمن لتولي مهمة دعم الأمن السياسي لقوات الاحتلال وهذا ما يعكس زيف وتناقض ما يسمى تسليم السلطة للعراقيين , وبات من الواضح جليا تعاظم الدور المستقبلي لشركات الأمن الخاصة الاجنبيه في العراق وما تفرضه من هيمنة على مسئوليات الأجهزة الأمنية العراقية المليشياوية, و يشير الى حجم الوجود الأمني الأجنبي والمتخفي تحت ستار شركات تقوم بإعمال غير عسكريه لكنها تمارس نشاطات إرهابية وشبحية مريبة, تعتبر جزء من الدور العسكري الأجنبي في العراق وترتكب الكثير من الجرائم المشوهة المعالم والتي تحاول تشوه عمل فصائل المقاومة لغرض زرع الفتنه وتقليص حجم التأييد الشعبي للمقاومة العراقية.

شركات أخرى
تعمل شركات أخرى في مجال الخدمات العسكرية والأمن وتوسعت أنشطتها في العراق مثل شركة (سار سن)البريطانية التي ورثت شركة النتائج الحاسمة ( ساند لاين)-شركة كلوبال ارمور كروب-Global armor group-شركة رسك-RISK-أرسكن-armies ariscan_كوا KOII ومركزها نيويورك ,Ronco ومركزها واشنطن وتعمل هذه شركتا سار سن وساند لاند من مقرات لها في دول مختلفة على سبيل المثال الولايات المتحدة, بريطانيا,سنغافورا, هونك كونك, كوريا الجنوبية, اندونيسيا, الصين, استراليا, إضافة الى 25دوله افريقية من خلال وكلاء وشركات وواجهات للتمويه, منها انكولا, راوند, اوغندة, الكونغو برازافيل, الكونغو الديمقراطية,أفريقيا الوسطى,موزنبيق,ناميبيا,سيراليون,ليبريا,غينيا,السنغ ال, الجزائر,كينيا, السودان كما يوجد لهذه الشركتان ممثلون غير رسمين ومصالح في عدد من الدول الخليجية وفي الوقت ذاته عمدت الشركتان الى اقتحام مجالات مدنية بقصد الاستثمار من ناحية ,ومن بين المجالات الجديدة التي اقتحمتهما الشركة: السياحة-الإنتاج الإعلامي-تحلية المياه-المقاولات-النقل بأنواعه المختلفة, وبالرغم من أن عدد العاملين في هذه الشركات ما زال محاط بسرية , وكذلك الأموال المخصصة للعقود معها, فهي تتحاشى التمييز بين أعمالها المدنية والعسكرية .

تضم هذه الشركات عناصر ذات سوابق إجرامية وإرهابية–عناصر الذين يطلق عليهم (الكتيبه32عمليات خاصة) والتي كانت تقوم بمهام قذرة لصالح مخابرات النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا,إضافة لعناصر الشرطة السابقين الذين عملوا مع هذا النظام العنصري الوحشي---عناصر من المليشيات الصربية التي كانت تسمى ب_( النسور البيضاء) وكان لها دور واضح في عمليات الابادة الجماعية التي تعرض لها المسلمون في البوسنة وكوسوفو في إطار سياسة التطهير العرقي التي كان يمارسها نظام سلوبودان ميلوسيفيتش الرئيس السابق ليوغسلافيا" كما يتعرض لها اليوم المسلمون في العراق وأفغانستان"-وكذلك شركة مكافحة الشغب في ساو بالو, وبذلك تحولت بغداد الى سوق عالمي لشركات الأمن والخدمات العسكرية الأخرى الخاصة, تحتوي على أحط وأقذر نوعيات المرتزقة المطلوبون في جرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان وارتباطهم الوثيق بعمليات التعذيب, وتتنوع جنسيات هؤلاء المرتزقة بين أمريكان وبريطانيين واستراليين وروس وبلغار وجنوب افريقية واو كرانيين وصرب وشيلين سبق وان ارتكبوا العديد من الجرائم ويمكن مشاهدة معظم هذه الجنسيات في مطار بغداد حيث يقومون بالدفاع عنه.

أصبحت هذه الشركات موجودة في ميادين المعارك بالعراق بشكل كبير لا يمكن إغفاله حتى انه يعتقد أن هناك مرتزقا واحد يقابله أربعة عسكريين نظاميين موجودين في ميادين القتال, وكان هؤلاء المرتزقة من أوائل الذين وصلوا الى ارض العراق مع كميات ضخمه من المعدات والتجهيزات والأسلحة والذخائر تحضيرا للحرب, ويتقاضى العاملون في هذه الشركات مبالغ تساوي أضعاف رواتب أفراد الجيوش ألنظاميه في الدول الكبرى, ويتباين رواتب المرتزقة من 1500$الى700$باليوم طبقا لطبيعة المهمة التي يكلف بها والمنطقة التي يعمل بها من حيث الحالة الأمنية والمعدات العسكرية التي يمتلكها من حيث الاستخدام والأسلحة والمعدات الحديثة وقيادة الطائرات والدبابات والعربات المدرعة ويصل راتب المرتزق المحنك الى 1500$ يوميا وتعتبر الإدارة الأمريكية هؤلاء المرتزقة الذين يعملون في العراق "أصحاب رسالة حضارية"وأنهم يؤدون "مهمة مقدسة في المنطقة (نابع هذا من التشدد الديني عقيدة التيار الصهيوني المسيحي-المحافظون الجدد, وترويج عقيدة بوش الجديدة أو دينه الجديد الذي اقر في الكونغرس كعقيدة جديدة , وتشير التقارير لوجود أكثر من 700فتاة تعمل مع هؤلاء المرتزقة في أجواء اجتماعية"شاذة وغير مطمئنه" وغالبا ما تنشب مشاجرات يتم التكتم عليها, السيطرة العامة على المرتزقة في العراق تتم من خلال مجموعات تابعه لوكالة المخابرات المركزية الامريكيهCIA المرتبطة بوزارة الخارجية وتتولى الإشراف على مدى تنفيذ الشركات المهام الموكلة لها .

علاقة استراتيجية
أصبح هنالك علاقة استراتيجيه واسعة للتحالف ما بين وزارة الدفاع الأمريكية وشركات الخدمات العسكرية الخاصة, وتظهر بشكل واضح كلما زادت إعمال العنف في العراق ويتسع دور هذه الشركات في جميع المهام القتالية التي تكلف بها القوات النظامية في الفلوجة والفرات الأوسط والموصل ومناطق أخرى, وعلق "مايكل بتلز" مؤسس أحدى هذه الشركات على الدور الذي تقوم به فقال" إن هذه الشركات المدنية تعمل وسط اشد المناطق عداء في هذا الصراع ووصف هذه العمليات التي تقوم بها بأنها صناعة وحرب لتحقيق المكاسب للباحثين عن الثروة, ويجيب "سايمون فولكز" المدير التنفيذي لشركة امن بريطانية عن السؤال من أين جاء هؤلاء الرجال الذين تستخدمهم هذه الشركات, أجاب أنهم من جنسيات متعددة ومختلفة ومتنوعة وإنهم مرتزقة يعملون لقاء اجر,وبالمحصلة أن هذه الشركات أصبحت تمثل منفذا لتسلل إي منظمات أو دول أو أجهزة مخابرات للتخريب وإثارة الفتن والفوضى في العراق,أو للعمل لحساب دولهم داخل هذه الحالة من الفوضى, و منهم عملاء للموساد الإسرائيلي الذين وجدوا في العمل كعناصر امن فرصة للتنقل بحرية في جميع أنحاء العراق .

بعد وصول(جون ديمتري نكروبونتي) بتاريخه الأسود مع المرتزقة, وكما يطلق عليه رجل الفتن الى العراق وهو وجه ليس خفيا على المتابع للولايات المتحدة وثوبها الإمبراطوري, وكان قد استلم منصب سفير الولايات المتحدة في العراق, بعد أن كان سفيرها في هيئة الأمم المتحدة وجعلته قادرا على التخفي والمناورة وهو مقرب من أصحاب نظرية " الدبلوماسية الواقعية" ورائدها "هنري كسينجر" مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأسبق في إدارة "نيكسون" خلال الستينات والسبعينات القرن الماضي,ونظرا لتاريخه الممتلئ بالبقع السوداء وهو متهم بالتورط في فضيحة (إيران كونترا-عام1987) عندما قامت أمريكا ببيع سلاح لإيران لتحارب بها العراق,ثم تحويل عائدات الأسلحة الى" قوات الكونترا" المعارضة في "نيكاراكوا" التي كانت تمدها المخابرات المركزية الأمريكية بعناصر مرتزقة بجانب السلاح والذخائر والمعدات, وقد ترددت هذه الاتهامات في جلسة الاستماع عقدها الكونغرس للموافقة على تعيينه سفيرا للولايات المتحدة في العراق, كما واتهم عندما عمل سفيرا في الهندوراس عام1981بمساعدة الكتيبه316 التي دربتها المخابرات المركزية واقترفت جرائم ضد المعارضين إضافة الى اتهام السفارة الأمريكية حينها بالإشراف على تأسيس قاعدة جوية لاستخدامها كمعتقل سري, الى جانب إخفائها معلومات تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان, وفي المكسيك حين كان سفيرا فيها عام 1989 تم اتهامه بمساعدة حكومة المكسيك لمحاربة ثوار( الزاباتا تيستا) , كما يحض الملف الفلسطيني بعدائيه شديدة تجاه "نكروبونتي" الذي استخدم الفيتو أربع مرات لعدم تمرير مشاريع وقرارات تدين إسرائيل , وأخر الملفات التي تولاها ملف( محكمة جرائم الحرب الدولية) التي رفضت الولايات المتحدة التوقيع على بروتوكول إنشائها وتحاول هدمها سياسيا, وقد استطاع هذا السفير"رجل الفتن" من أحداث شرخا كبير في النسيج الاجتماعي العراقي وهندسة الفتن الطائفية الاستراتيجية وزرع الجواسيس والعملاء في صفوف المقاومة وإدارة مفاصل وأدوات التطهير الطائفي والعرقي واستهداف المساجد ودور العبادة وتطبيق فتنة الاستنزاف لتامين تواجد قوات الاحتلال وتقليل خسائرها مع شرعنة وجود هذه القوات على ارض العراق مستفيدا من الفوضى الخلاقة.

دور الصهاينة في استجواب المعتقلين العراقيين
لعبوا الصهاينة دورا أساسيا في استجواب المعتقلين العراقيين عبر نقل خبراتها وتجاربها في تعذيب عناصر المقاومة الفلسطينية وارتكاب الجرائم الوحشية والجسدية بحق شعب فلسطين, وتم نقل أساليب الفتن والاقتتال الداخلي بالعكس من العراق الى فلسطين بعد أن نجحت في استنزاف البنية التحتية للنسيج الاجتماعي العراقي,وكشف الجنرال(جانيس كلبرينسكي) المسئولة الأمريكية السابقة عن سجن أبو غريب "أن لديها أدله على مشاركة صهاينة في التحقيق مع المعتقلين العراقيين في مركز اعتقال أخر بالاضافه الى سجن أبي غريب, وتضيف أنها التقت مع احد هؤلاء الصهاينة خلال زيارة قام بها لمركز استخباراتي في بغداد برفقة احد الجنرالات الأمريكيين,وأضافت أنها عندما سألته عن هويته ومهنته اعتراف لها بأنه صهيوني ويعمل مترجما ويشارك في التحقيقات مع مدرائه, وكما ذكرنا هناك ربط واضح المعالم ما بين طرق مماثله تتعامل بها الدوائر الصهيونية الامنيه مع السجناء الفلسطينيين وهذا التشابه في لأساليب التعذيب مع السجناء العراقيين بأيادي صهيونية في العراق, ومنها الحرمان من النوم-والعري-وبقاء السجناء في أوضاع غير مريحة لفترة طويلة مع تغطية رؤوسهم بأكياس من قماش متسخ وهذا ما شاهده العالم اجمعه عبر شاشات التلفزة, وكذلك استخدام أساليب تعذيب جسدية وحشية وقد افد(روبرت فيسك) مراسل صحيفة الاندبندت البريطانية في الشرق الأوسط, انه على اقتناع تام أن المسئولين عن عمليات التعذيب في أبي غريب ليسوا فقط مجموعه من أعضاء ألشرطة العسكرية الأمريكية التي تتميز بوحشيتها, ولكن أيضا هناك تدخلات خارجية-إسرائيلية خاصة فيها والصهاينة المتورطين في تعذيب العراقيين في أبو غريب يعملون لدى شركه خاصة تربطها علاقات وصلات عسكرية وتجارية مع إسرائيل, وان رئيس هذه الشركة قد تلقى دورة في احد معسكرات التدريب الخاصة بمكافحة الإرهاب في إسرائيل,وتلقى مكافئة من "شاؤول موفاز" وزير الدفاع الإسرائيلي عام2004 وهذه الشركة هي (كاسي انترناشيونال) وترتبط هذه الشركة مع بعض البرلمانيين الأمريكيون ومستشارون في مجال الدفاع بهدف تنشيط فرص الشراكة الاستراتيجية والعمل المشترك بين وكالات الدفاع والأمن الداخلي الأمريكية والإسرائيلية

يرتبط الدور الصهيوني الذي لعبته في تعذيب المعتقلين العراقيين بمخطط أوسع تنفذه إسرائيل في العراق, يرتبط باستراتيجيتها المستقبلية حيال العراق,وقد اكتشفت أجهزة المخابرات التركية وجود مخططات خطيرة تقوم بتنفيذها إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة من خلال تحالف كردي-إسرائيلي وثيق اعتبرته تركيا تهديدا لأمنها القومي, ونشر الموساد الكثير من عملائها في منطقة الحدود التركية-العراقية وداخل المنطقة الكردية شمال العراق والأراضي التركية أيضا و وترفض إسرائيل قطع علاقتها المتطورة مع الأكراد منذ التسعينات لأهميته في تحقيق الأهداف والمخططات الإسرائيلية الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والخليج بشكل خاص ,حيث تسعى الى توسيع عمل محطاتها الاستخبارية في المنطقة الكردية, ومنحها حرية عمل اكبر من خلال منح الأكراد حزب بارزاني حرية سياسية أوسع,مرتكزة على مخططات تفتيت وتقسيم العراق والمنطقة العربية والإسلامية الى دويلات ضعيفة على أسس عرقيه وطائفية ومذهبيه , وبالتأكيد وضع العراق الحالي في ظل الاحتلالين الأمريكي والإيراني فرصه ذهبيه لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها المتعلقة بالعراق وتقسيمه وإنهاء دوره الفعال كدولة قويه موحدة, وبالمقابل هناك رفض إقليمي وعربي لهذا المشروع الذي يؤسس الى تقسيم ألمنطقه كما اشرنا أعلاه وتحقيق حلم الموساد الإسرائيلي المتمثل في شرق أوسط غير عربي وهو حلم قديم طالما حلم به وتمناه قادة إسرائيل منذ تأسيسها.

تجنيد جيش لبنان الجنوبي السابق كمرتزقة في العراق
فوجئت أجهزة الأمن القبرصية خلال مايو2004 بحركة تدفق مكثف وغير مسبوق لمجموعات من السياح القادمين من إسرائيل, وقد أثار انتباه سلطات المطار أن هؤلاء السياح الأخريين كون غالبيتهم ذكور وأعمارهم لا تتجاوز الأربعين, وعدم وجود مرافقين معهم من أولاد صغار أو أي من كبار السن, وبعد عملية رصد دقيق قامت بها أجهزة المخابرات القبرصية اكتشفت أن معظم هؤلاء السياح الذين توزعوا بين "لارناكا" و"نيقوسيا" و"ليما سول" ,هم من عملاء الموساد الإسرائيلي,وان مجموعات كثيرة منهم يتكلمون اللغة العربية و بأسماء عربيه, وإنهم وصلوا إسرائيل وعلى العكس ما قدرت أجهزة المخابرات القبرصية أن يكون هؤلاء يشكلون فرق اغتيالات إسرائيلية ستتجه الى لبنان لتنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات وكوادر حزب الله, وفوجئت المخابرات القبرصية بان هذه المجموعات لم تتجه الى لبنان, ولكن انتقلت الى العراق عبر تركيا ومن تحليل المعلومات أن الموساد يستخدم الأراضي القبرصية اليونانية والتركية على السواء لنقل عملائها الى العراق وتحديدا الى شمال العراق , وان الموساد الإسرائيلي يستخدم في هذه المهمة مئات اللبنانيين من ضباط وعناصر جيش لبنان الجنوبي السابق الذي كان يقودهم "أنطوان لحد", وانتقلوا الى إسرائيل مع انسحابها من جنوب لبنان عام2000 ومنذ ذلك الوقت تحول هؤلاء العملاء الى مشكله إسرائيلية داخلية, حيث ظهر تخلي الحكومات الإسرائيلية عنهم وهذا شان كل العملاء يحرق كورقه وترمى في المزابل مما اضطر العشرات منهم للعودة الى لبنان ومواجهة محاكماتهم بالخيانة وعقوبة السجن, في حين لجأت الأجهزة الإسرائيلية الى استيعاب ألف عنصر منهم في كتائب مسلحة لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية فيما أعدت وحدات أخرى من جيش "لحد" القيام بإعمال الرصد والتجسس ضمن وحدة ( المستعربين), وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق قررت إسرائيل استغلال الموقف السياسي والاستراتيجي الجديد, بالتسلل الى هذا البلد عن طريق تكثيف التعاون بين الموساد والأحزاب الكردية العراقية, وخصوصا كانت إسرائيل تدعم حزب لبارزاني ضد النظام العراقي قبل الغزو, ولجأت الموساد الى تشكيل قوة (وحدة المستعربين) من جيش لحد السابق أوكلت إليها مساعدة الموساد على اختراق النطاق الحدودي العراقي والتسلل الى إيران وسوريا وتركيا لغرض القيام بإعمال خرق مخابراتية وعمليات خاصة داخل تلك الأراضي,وقد أشارت تقارير المخابرات القبرصية الى عبور أكثر من700شخص من عناصر جيش لبنان السابق جيش لحد الى شمال العراق وهنا برزت التساؤلات حول الدور الذي ستلعبه هذه العناصر في العراق وقد تبين أن المهام التي ستقوم بها هذه المجموعات تشمل: التجسس لحساب إسرائيل-الانضمام الى وحدة المستعربين-العمل الى جانب المحققين الإسرائيليين في استجواب المعتقلين العراقيين-العمل في فرق الموت- مترجمين مع الإسرائيليين العاملين في العراق ولاسيما أن إسرائيل وجدت أخيرا في العراق فرصه لمكافأة الذين خانوا وطنهم وخصوصا أن هذه المكافأة تصب في مصلحة إسرائيل الاستراتيجية في العراق والمنطقة, وكان الكثير من عملاء الموساد اللبنانيين دخلوا العراق رسميا بصفة رجال أعمال, وتشير المعلومات الى أن ظاهرة توظيف قدامى المليشيات اللبنانية تحديدا المسيحية للعمل في العراق لا تقتصر على خط قبرص بل انطلقت أيضا من الولايات المتحدة بعد أن هجرت عدد من عناصر جيش لحد الى أمريكا ونشطت هناك لتجنيدهم للعمل في العراق .

خلاصه
بعد غزو واحتلال العراق أصبح ساحة خصبة وسوق كبير لتجنيد المرتزقة الأجنبية والعربية والعراقية لتحقيق المشروع الامريصهيوني (تقسيم العراق) والمنطقة كدويلات صغيره من 22قطر عربي الى56 دويلة, وتشكيل شرق أوسط غير عربي وهذا حلم صهيوني تسعى دوائر الموساد لتحقيقه عبر عمليات شبحية أمنية وتغلغل سياسي واقتصادي يصل الى أعلى الهرم السياسي المنتج في العراق ما بعد الغزو وجندت عناصر المرتزقة من "جيش لبنان السابق جيش لحد "الذي جند كمجاميع تعمل مع الموساد وتنفذ مهامها واستطاعت النفاذ الى العراق رسميا بهيئة رجال إعمال ومدراء شركات ومن شمال العراق بوحدة المستعربين وبتعاون مع الأحزاب الكردية إسنادا لعناصر الموساد المتواجدين أصلا في العراق لمهام ذكرناها أعلاه, وثبت ضلوع عناصر الموساد الإسرائيلي بعمليات تعذيب المعتقلين العراقيين وعمليات دموية قذرة في العراق بحق الشعب العراقي وبمساندة قوات الاحتلال الأمريكي, ومن خلال الضغط والدعم السياسي لفسح المجال الواسع لعمل شركات الخدمات العسكرية الخاصة في العراق عن طريق نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" و "دونالد رامسفيلد" مهندسي نظرية واستراتيجية خصخصة الحرب ونشر الفوضى في العراق واستباحة دماء العراقيين وكان العالم كله اتفق على اغتيال العراق.

تحديث-أمريكا والعمليات القذرة
بوجود وحدات خاصة سرية مدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذي أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات باسم «مجموعة العمليات الإستباقية كاملة الاستعداد سلفاً» والتي يطلق عليها أسم" P2OG "وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين والاحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال استدعائهم للقيام بعمليات «قذرة» في المناطق الساخنة من العالم.

أنشئت تلك الوحدات بتوصية من «مجلس علوم الدفاع» في البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة في أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت اسم «الثعلب الرمادي» مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة «المكتب التنفيذي للعمليات الخاصة» المرتبط بمجلس الأمن القومي الأمريكي الذي جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف.

كتب الصحفي «ديفيد آيزنبيرغ» مقال في صحيفة «آسيا تايمز» تحت عنوان «أل P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة» قال فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التي توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالي لنشاطاتها بمقدار على 1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها في «النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو»، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار سنوياً لتطوير قابليتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها في التعامل مع الزيادة في متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها في تقييم شبكات القوات المشتركة التي تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالي المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً. ومن هذه المعدات على سبيل المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك الأفراد والعربات بواسطة قمر صناعي خاص".

إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبني التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية». وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها كي تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول, التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وأفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية». هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البني التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولوجيته, ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة(استدراجهم لرد الفعل)، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبني التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو استهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل واعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والاعتداء على أعراضهن، إضافة إلى استعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال إن ما حدث في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الاحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم واستهدافهم كما نشر بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء, والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة وتشويه صورتها، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية , للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو استمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الاحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة.

وما يعزز وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء في تقرير خاص بموقع «الكفاح» على شبكة الإنترنت (http://www.kifah.org/?id=1877)، ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى «الفئران القارضة» وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والاغتيالات وتخريب منشآت البني التحتية وخصوصاً المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها. كما جاء في التقرير أن قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا في البنتاغون وليس لقيادة قوات الاحتلال في العراق أي إشراف مباشر على عملها.

وقد اتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقراً لها.

ملاحظة: هناك متغيرات طرأت على عمل المرتزقة بما يتلاءم مع المتغيرات السياسية والعسكرية في العراق بعد أعداد هذه الدراسة وتعتبر الدراسة مرتكزات أساسية بخلفية تاريخية ومنهجية زمنية حتى أعداد الدراسة.

المصادر
1. شركات الأمن الخاصة في العراق...جيش الولايات المتحدة الثاني---ليلى حسن
2. سفاحو بغداد الحقيقيين"روسا ند وتسند"دار بابل للدراسات والأعلام"
3. سقوط بغداد-احمد منصور
4. قصة الحرب في العراق"اللواء حسام الدين سويلم"
5. مقالات منشوره"اللواء الطيار صابر سويدان"
6. منشورات الصحف العالمية والعربية
7. جريدة الجرائد العالمية ترجمة هدى فؤاد
8. شركات خاصة تدير الصراعات في العالم
9. نغروبونتي الحاكم الأمريكي الجديد في بغداد"صحيفة المصري"
10. خطة إسرائيلية للسيطرة على منطقة ما وراء النهرين
11. وراء كل فتنه موساد فتشوا عنها في العراق"محمد صادق الحسيني"
12. بلاك ووتر".. تجارة لقتل الأبرياء" دار بابل للدراسات والأعلام"
13. أمريكا والعمليات القدرة -مقالة


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
(المرتزقة), المصائب, الظلام-جنود, جيوش


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع جيوش الظلام-جنود المصائب (المرتزقة)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المرتزقة الجدد عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-17-2013 09:41 AM
جيوش الظلام - جنود المصائب (المرتزقة) 1 Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 09-05-2012 12:29 PM
جيوش الظلام - جنود المصائب (المرتزقة) 2 Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 09-05-2012 12:28 PM
فظائع جيوش المرتزقة في ديار المسلمين Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 09-05-2012 12:26 PM
ماذا تعرف عن جيوش المرتزقة وتاريخهم؟ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 2 04-24-2012 12:19 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59