هل لا تزال الكنيسة تحمي عرش بريطانيا؟!

هل لا تزال الكنيسة تحمي عرش بريطانيا؟!
_____________________________________

14 / 2 / 1444 هـــــــــــــــــ
10 / 9 / 2022 م
___________________





أُعلن في بريطانيا عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي تحكم البلاد منذ عام 1953 م، وهي ملكة دستورية لأربعة عشر دولة من أصل 56 دولة تحمل عضوية الكومنويلث.

وفي اللحظة التي توفيت فيها الملكة انتقل العرش على الفور وبدون مراسم لولي العهد تشارلز أمير ويلز السابق، وبقدر ما يمثل هذا المنصب إرثاً سياسياً للدبلوماسية البريطانية، فإن قوته وتأثيره الديني هو جزء من مصير الشعب البريطاني، ويحمل ملك بريطانيا لقب " المدافع عن الإيمان" والحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، منذ عهد الملك هنري الثامن الذي منح عام 1521م لقب "المدافع عن الإيمان" من قبل بابا الكاثوليك، ليو العاشر . وتم منح هذا اللقب لملكة بريطانيا الراحلة" إليزبيث الثانية" في حفل مهيب أقيم عام 1953م، وأقسمت اليمين على " الحفاظ على إستقرار كنيسة إنجلترا والحفاظ على العقيدة المسيحية للشعب البريطاني بموجب القانون المعمول به في بريطانيا".

ويقوم ملك بريطانيا بموجب التشريعات والقوانين الحالية بالتشاور مع رئيس الوزراء بتعيين رؤساء الأساقفة والأساقفة وعمداء الكنائس والذين بدورهم يقومون بتأدية قسم الولاء للملك. يقود كنيسة بريطانيا 108 أسقفاً يجتمعون في "سيندوس" عام يجتمع كل 4 سنوات لينظر في التعيينات والتشريعات الخاصة بالكنيسة، ويجب أن يوافق الملك على جميع مخرجاته ويعمل بها كالقوانين والتشريعات التي يُقرها مجلس النواب البريطاني. ومنذ عام 1970 أصبحت الملكة هي التي تفتتح أعمال السيندوس الكنسي العام بعد انتخابات الأبرشية.

ويعين ملوك بريطانيا لورد مفوض سامي يقوم بتمثيلهم في الجمعية العامة لأساقفة الكنيسة يحضر إجتماعاتها بصفته مراقباً عن الملك، ويقوم بتمثيله في حال عدم تفرغه في إجتماعات الكنيسة، وفقاً للمعلومات المنشورة على موقع "العائلة المالكة".

وفي غضون 24 ساعة من وفاة الملكة إليزبيث الثانية، تم إعلان تنصيب ولي العهد تشارلز، في قصر سانت جيمس في لندن من قبل "مجلس الانضمام" الذي يتكون من وزراء كبار في مجلس الوزراء وقضاة وقادة كنيسة إنجلترا الذين يتم استدعاؤهم إلى القصر لحضور الاجتماع. ويتم استدعاء البرلمان ليقوم المشرعون بأداء قسم الولاء للملك الجديد، ويؤدي الملك بعد ذلك اليمين أمام مجلسه الجديد الخاص في قصر سانت جيمس للحفاظ على كنيسة اسكتلندا، وفقًا لقانون الاتحاد لعام 1707. ويُقرأ بيان التنصيب علناً في سانت جيمس، وكذلك في إدنبرة وكارديف وبلفاست - عواصم الدول الأربع التي تتكون منها المملكة المتحدة.

ويجب على الملك تشارلز أن يعلن للبرلمان في اليوم الأول من جلسته التالية للانضمام أو عند التتويج أيهما أولاً أنه بروتستانتي مخلص.لكن هناك عددا من الخطوات العملية، والتقليدية، التي يجب أن يمر بها حتى يتوج ملكا. وبذلك يصبح الملك تشارلز الثالث هو ملك بريطانيا الجديد و اللقب الكنيسي اللصيق بأي ملك لبريطانيا " المدافع عن الإيمان"

ولا يوجد "قسم" في بداية عهد الملك البريطاني، على غرار بعض رؤوس الدول الآخرين، مثل رئيس الولايات المتحدة. ولكن هناك إعلان صادر عن الملك الجديد تماشيا مع تقليد يعود تاريخه إلى أوائل القرن الثامن عشر حيث سيؤدي القسم على الحفاظ على كنيسة اسكتلندا.



ويتم إصدار إعلان عام يعلن تشارلز ملكا جديدا، ويتم ذلك من شرفة فوق محكمة فريري في قصر سانت جيمس، من قبل ضابط رفيع.وسينادي: "حفظ الله الملك"، ولأول مرة منذ عام 1952 عندما يعزف النشيد الوطني ستكون الكلمات "حفظ الله الملك".

وسيقدم رئيس أساقفة كانتربري طقوسا أنجليكانية ويقوم في ذروة المراسم بوضع تاج سانت إدوارد على رأس تشارلز، وهو تاج من الذهب الخالص، يعود تاريخه إلى عام 1661.وهذا التاج هو القطعة الأساسية في مجوهرات التاج في برج لندن، ولا يرتديه الملك إلا وقت التتويج نفسه (على الأقل لأنه يزن 2.23 كيلوغراما).

وسوف يؤدي الملك الجديد قسم التتويج أمام العالم. وخلال هذه المراسم سيحصل على الصولجان والأور (قطعة من الذهب والمجوهرات على شكل الكرة الأرضية يعلوها صليب) كرموز لدوره الجديد وسيضع رئيس أساقفة كانتربري التاج المصنوع من الذهب الخالص على رأسه.

وبذلك يصبح تشارلز الثالث رئيسا للكومنولث، وهي هيئة تضم 56 دولة مستقلة ويبلغ عدد سكانها 2.4 مليار شخص. وفي 14 من هذه البلدان، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، الملك هو رأس الدولة.







_______________________________________

المصدر: ملتقى شذرات