#1  
قديم 07-29-2015, 07:21 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي وهدوا إلى الطيب من القول


تحاول العلوم المختلفة المهتمة بالإنسان كالطب وعلم النفس والاجتماع ـ أن تتفهَّم نوازعَ ودوافع وأنماط السلوك البشري الفردي والجماعي؛
🔸 لمعرفة استجابات الإنسان للمثيرات المختلفة، ومحاولة ضبط تعاملاته في كافة المواقف،،،
🔖وقد توصلت الأبحاث والدراسات العلمية في هذا الصدد إلى نتائج جيدة في مجال تحسين الحياة البشرية ومحاولة توفير السعادة للفرد والجماعة،...
وتؤكد هذه الدراسات على
👈حقيقة أن《البسمة والكلمة الهادئة الطيبة》هي مفتاح الحل لكثير من الألغاز والمشاكل والأزمات البشرية على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول...!!
🔖وقد اكتشف العلماء أن دماغنا يفرز مجموعة مواد لما يُعرف بهرمون الإندورفين ويعد هذا الهرمون من أهم مسكنات الألم التي تُفْرَزُ طبيعياً في جسم الإنسان، وعند إفراز الإندورفين من خلايا الدماغ أو من الغدة النخامية، فإنه يرتبط بمستَقْبِلات الألم في الدماغ، وبالتالي يخفف الشعور بالتعب والألم، بالطريقة نفسها التي تعمل بها بعض الأدوية المسكنة للآلام ..
،، 🔎وأثبتت التجارب والدراسات أننا حين نضحك نطلق هرمون الإندورفين، ونفس الشيء يحدث عندما نسمع الكلام العذب، والثناء الجميل، والنصح الهادئ الذي تتقبله النفسُ راضية؛ لأنه جاء بأسلوب مهذب يدغدغ المشاعر، وتتجاوب معه العواطف والأحاسيس،،،
🔃وعلى العكس تماما عند الصخب والضوضاء واحتدام النقاش الحاد والصوت العالي، وسماع الكلام البذيء يرتفع ضغط الدم، وتسري في الجسد نوبة من الغضب والانفعال الشديد وهياج الأعصاب، وتَسَارُع ضربات القلب...
وفي بعض نوبات الانفعال الحادة قد يتفاقم الوضع ويصاب المرء بمرض خطير أو شلل في أي جزء من جسمه... نتيجة الإثارة العنيفة والتغيرات الحاصلة في الجهاز العصبي السمبثاوي Sympathetic system [[وهو ما يسمى بالعربية بالجهاز العصبي الودي]]
💡وفي عام 2010م أظهرت دراسة بريطانية أن الكلام الطيب والهادئ أفضل مهدئ للآلام والأوجاع وأكثرها أماناً..
👍من الجميل والرائع فعلا أن يؤكد لنا العلم عن طريق البحث العلمي التجريبي أهمية الكلمة الطيبة الهادئة في الحياة البشرية، فهي فضلا عن أنها تريح أعصاب الإنسان وتوفر الجو الملائم لتدفق المشاعر السارة بداخله، فهي أيضاً تنير السبيل أمامه وتدخله في حالة من الاستبصار لذاته ولغيره وللمواقف التي تحيط به، وتجعله أقدر على استيعاب واحتواء مَنْ حوله؛ لأنه قادر على تفهم مشاعرهم والدوافع المختلفة وراء تصرفاتهم وسلوكياتهم نحوه، وبالتالي يكون أقرب إلى قبول الآخر والتسامح معه.
✨والمثير حقا أن الإسلام ذلك الدين العظيم الخالد قد سبق كل هذه الأبحاث عندما أكد قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام على فضل الكلمة الطيبة وأهميتها في الحياة،،،
🍥🍃قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم26:24].
👍نعم فكما أن الشجرة الطيبة تكون دائماً باسقة سامقة، وراسخة ثابتة، ومثمرة ظليلة، ذات نفع كبير بثمرها وفيئها... فكذلك الكلمة الطيبة عظيمة النفع لقائلها وكل من يسمعه، وتكاد لا تُحصى فوائدها، ولا تنقطع ثمارها في الصدور التي تنشرح لها، والنفوس التي تبتهج بها، والقلوب التي تنفتح لها،
🔃 على العكس تماما من الكلمة الخبيثة التي تلوث الأجواء، وتفسد القلوب، وتغيِّر النفوس، وتبث جراثيم الحقد والبغضاء والكراهية، وتثير المحن والضغائن والشحناء بين الناس، وتُوهِن أواصر الأخوة، وتُضعف روابط المحبة، وتمزق وشائج الود بين الأهل وذوي القربى والأصدقاء والزملاء والجيران،
🍂 وهي لا قرار لها ولا بقاء، تماما كالشجرة الخبيثة التي قد تنتعش وتهيج وترتفع أغصانها وتتعالى وتتشابك، ويُخَيَّلُ إلى بعض الناس أنها أضخم من الشجرة الطيبة وأقوى،
👈 ولكن هذه الصورة المبهرة لتلك الشجرة الفاسدة صورة خدَّاعة ومزيفة، ورغم أنها تبدو شجرة ضخمة إلا أنها في الحقيقة نافشة وهشة...
أي مجرد مظهر خادع مضلل،
🍂لكن تظل تلك الشجرة الخبيثة مزعزعة في مهب الريح؛ فجذورها سطحية جدا قريبة في التربة، حتى كأنها فوق الأرض... وما تلبث إلا فترة يسيرة يكسوها هذا الزخم الكاذب، ثم تذبل وتسقط وتتهاوى، وتُجتث من فوق الأرض، لأن لا رسوخ لها ولا ثبات ولا قرار!!
❓ولعل سائل يقول: لِمَ ضرب الله تعالى لنا هذا المثل الحسي الذي يشبِّه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، والكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة؟! لنقرأ الإجابة الوضيئة المقنعة عند صاحب الظلال الشهيد سيد قطب-رحمه الله-
💦حيث يقول:
" ليس هذا وذلك مجرد مثلٍ يُضْرَب، ولا مجرد عزاءٍ وتشجيع للطيبين،..إنما هو الواقع في الحياة، ولو أبطأ تحقُّقه في بعض الأحيان، والخير الأصيل لا يموت، ولا يذوي مهما زحمه الشرُ وأخذ عليه الطريق...
🍁 والشر كذلك لا يعيش إلا ريثما يستهلك بعض الخير ال متلبس به، فقلما يوجد الشر خالصاً، وعندما يستهلك ما يُلابِسُه من الخير فلا تبقى فيه منه بقية، فإنه يتهالك ويتهشم مهما تضخم واستطال...إن الخير بخير! وإن الشر بشر! ،،،
••-–––--■❀■-------••

1_181.gif

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الطيب, القول, وهدوا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع وهدوا إلى الطيب من القول
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحقيق القول في عدد ركعات قيام الليل صابرة شذرات إسلامية 0 06-29-2015 07:31 AM
القول والفعل جاسم داود الملتقى العام 2 06-27-2013 09:37 PM
العلامة الطيب العقبي عبدالناصر محمود شخصيات عربية وإسلامية 0 05-22-2013 09:19 PM
أبو الطيب المتنبي Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 03-10-2013 03:04 PM
القول المفيد فيما وصف بأصحّ الأسانيد Eng.Jordan دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 05-04-2012 02:31 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59