العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 12-19-2017, 11:24 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي نعم يمكن مقاطعة البضائع الأمريكية بل يجب


نعم يمكن مقاطعة البضائع الأمريكية بل يجب

عبد العزيز محمد الدخيل

طالعتنا صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها رقم 8034 يوم الاحد الموافق 26/11/2000م بمقال للدكتور تركي الحمد بعنوان «هل يمكن مقاطعة امريكا»، وقد كان العنوان وموضوعه شادا للانتباه، داعيا للقراءة.وما ان فرغت من قراءة المقال حتى احسست ان تراكما فكريا يضغط علي في اتجاه نقد المقال والخطاب السياسي المقام عليه. لقد حاولت الافلات من هذه الدعوة الداخلية للرد رغبة في عدم الاشتباك الفكري مرة اخرى مع اخي وصديقي الدكتور تركي الحمد، الذي سبق لي قبل عدة سنوات ان دخلت معه في حوار على صفحات «الشرق الأوسط» حول موضوع مهم ايضا. لكن الدعوة الذاتية نحو الكتابة في موضوع الساعة المتعلق بموقف الدكتور تركي المعارض للمقاطعة الشعبية للبضائع الامريكية كانت اقوى من كوابح السكوت.
يستهل الدكتور تركي مقاله بالاشادة بالتجربة الغاندية ضد الاستعمار البريطاني في الهند المتمثلة في المقاطعة الشعبية للسلع البريطانية، خاصة المنسوجات المستهلكة على نطاق واسع وممارسة العصيان المدني التي قضت في نهاية المطاف على الوجود البريطاني في الهند. ثم ينتقل بعد هذه المقدمة الى ما اسماه بحركة المجتمع المدني العربي التي تنادي اليوم بالمقاطعة الاقتصادية للولايات المتحدة من اجل الضغط عليها للاعتدال في مواقفها المنحازة الى اسرائيل. ويقول ان هذا «شيء طيب وجميل»، ثم يشرح لنا ان سر جمال هذه الدعوة في كونها تعبر عن:
«نمط تفكير جديد نسبيا في المجتمعات العربية من حيث كونها مؤشرا ولو ضئيلا على محاولة هذه المجتمعات ممارسة الحركة المستقلة والتفكير المستقل، تفاعلا مع القضايا الحساسة التي تهم الشارع العربي والمجتمعات العربية، ومؤشرا على ان الشارع العربي والمجتمعات العربية تعبر عن رغبتها في المشاركة في اتخاذ القرار حيث لا يكون حكرا على نخبة بعينها او صفوة لا تسمح بدخول غيرها اليها».
وبعد هذه الاشارة بالمقاطعة كحركة شعبية انبرى الدكتور الحمد لنقد المقاطعة الاقتصادية للبضائع الامريكية والهبوط بها الى القاع بعد ان رفعها الى السماء.
الخطاب العربي في ثوبه العام وليس التحليلي النقدي اذا اراد ان يهبط في تقييمه لأمر ما او شخص ما رفعه اولا ثم هبط به الى ما يريد. لذا يحرص المرء على ما سيأتي بعد كلمة ولكن، التي تجب ما قبلها. ومقال الدكتور الحمد لم يسلم من ولكن هذه التي اتت بعد خطابه التضخيمي لمعاني الحركة الشعبية لمقاطعة البضائع الامريكية ودلالاتها السياسية لتهبط بها وبمعانيها الذاتية النفسية والسياسية الى حد القمع والتقزيم.
يقول الدكتور الحمد: «لكن كل ذلك رغم اهميته لا يلغي اهمية السؤال المباشر في هذه الناحية وهو: هل يمكن لمثل هذه الاستراتيجية ان تنجح... وتغير الولايات المتحدة من مواقفها تجاه الشرق العربي واسرائيل نتيجة مثل هذه الاستراتيجية؟».
وقبل الاجابة على السؤال يأخذ د. تركي القارئ الى سلسلة من الاحصاءات الاقتصادية للمقارنة بين حجم الاقتصاد الامريكي وقوته من ناحية وصغر وضعف الاقتصاد العربي والاسلامي من ناحية اخرى، وذلك لايضاح وبيان عدم فاعلية سلاح المقاطعة. ويختتم د. تركي الحمد هذا العرض الاقتصادي المقارن بين حاجة الدول العربية والاسلامية الماسة الى بضائع الولايات المتحدة الاستهلاكية والاستثمارية مدنية وعسكرية من جهة، وبين عدم حاجة الولايات المتحدة الى اسواق تلك الدول بفرضية شبه مستحيلة للتأكيد بما لا يدع مجالا للشك على استحالة تأثير المقاطعة العربية والاسلامية للبضائع الامريكية على سياستها تجاه العرب.
يقول:
«ولو افترضنا ان الجانبين المدني والحكومي (يقصد العالم العربي والاسلامي) امتنعا امتناعا تاما عن التعامل مع الولايات المتحدة، وفي كل مجال، بدءا من دجاج كنتاكي وهمبورغر مكدونالد ومشروب الكوكولا، وحتى منتجات بيل غيتس والمصانع الحربية الامريكية وهو افتراض اقرب الى المستحيل، فإنه وفي ظل الاحصاءات السابقة لن يكون هناك تأثير كثير على الاقتصاد الامريكي تجاه منطقة المشرق العربي، فما بالك حين تكون سياسة المقاطعة قاصرة على قطاعات صغيرة من السكان، اي القادرين على الاستهلاك وبلاد قليلة وقطاعات معينة من الاقتصاد. بل على العكس من ذلك في مثل هذه الحالة سوف نكون في النهاية من الخاسرين حين تؤدي مثل هذه السياسة وذلك السلوك الى عزلنا عن حركة العصر ومنتجات هذا العصر المعولم، والولايات المتحدة احببناها او كرهناها هي مركز العولمة المعاصرة بل وربما قاطعتنا الولايات المتحدة في ما يتعلق مثلا بسلعنا الاستراتيجية وهي النفط تحديدا وحرمتنا من منتجات عصر العولمات والاتصالات، فنكون قد جنينا على انفسنا ونحن نريد النفع. فكون الولايات المتحدة محتاجة الى نفطنا لا يعني عدم قدرتها الاستغناء عنه عن طريق اللجوء الى بدائل معينة، لكننا نحن غير قادرين في هذه اللحظة من الزمان على الاستغناء عن القمح الامريكي مثلا وعلى اقل تقدير».
توضح السطور السابقة من مقالة د. تركي الحمد، بشكل لا يحتاج الى وضوح اكثر رسالته التي يوجهها الى الفرد العربي والمسلم، والتي تقول ان مقاطعتكم للبضائع الامريكية عمل غير نافع ومجد، بل على العكس من ذلك ستعود بالضرر عليكم وعلى شعوبكم وستكونون من الخاسرين.
ان الاشكالية الاساسية في خطاب د. تركي الحمد، تعود الى تركيزه على العامل المادي واسقاطه للعامل (النفسي السياسي) المؤسسي والحاكم لشعور واحساس الفرد العربي والمسلم تجاه الولايات المتحدة كدولة مارست كل انواع الفعل المباشر وغير المباشر لاهانة كرامته القومية العربية والاسلامية التي رغم افول نجمها (اي القومية) الموقت بفعل سقوط السياسات والآيديولوجيات الحاملة لها، تظل الذات العربية والاسلامية على مستوى الافراد ترضع كبرياءها وكرامتها من تلك الهوية القومية. وفي مركز دائرة الهوية القومية تقع القضية الفلسطينية كقضية عربية اسلامية.
لقد اسقط د. تركي الحمد المخزون النفسي والشعوري الهائل لدى الجماهير العربية تجاه الولايات المتحدة الدولة التي تجلد كل يوم بسوطها السياسي والاقتصادي الأمة العربية امام اذني وناظري المواطن العربي. فتارة تهدم بمعول الفيتو اي قرار من شأنه حماية الشعب الفلسطيني او اللبناني من بطش الآلة العسكرية الاسرائيلية. وتارة تفرض بمحض ارادتها حظرا اقتصاديا على اي دولة عربية او مؤسسة عربية او بنكا عربيا يخرج ولو قليلا عن المسار السياسي الامريكي. حتى الجانب المادي (الاقتصادي) الذي اقام عليه د. الحمد خطابه في نقد مقاطعة الجماهير للبضائع الامريكية والاستنتاج بأنها ستعود على الأمة بالضرر هو ايضا موقف يصعب الدفع به واستلال هذه النتيجة بشكلها اليقيني كما استلها د. تركي من ثنايا تلك الاحصاءات العامة التي اوردها في المقال.
ان للولايات المتحدة اقتصادا كبيرا وسوقا كبيرة، لكنه يظل اقتصادا لا يستطيع ان يسقط من اهتمامه سوقا عربية بقوتها الشرائية الكبيرة ويتركها لمنافسة في اوروبا او اليابان او الشرق الاقصى، هذا اذا اقتصرنا الامر على السلع الاستهلاكية او الرأسمالية، اما اذا شملت الاحصاءات المشتريات الحكومية من السلاح وغيره فالصورة تختلف تماما.
الفرد العربي، مثقفا كان او من العامة، فقيرا كان او غنيا يحمل في ذاته مخزونا نفسيا سياسيا سالبا تجاه (الولايات المتحدة ـ الدولة)، تراكم من موقفها العدائي للحق العربي الفلسطيني في الصراع مع اسرائيل ومن موقفها من قضايا الحصار الاقتصادي والسياسي على العراق، وليبيا، والسودان، وسوريا. وغيرها.
حمل الفرد العربي مرات عديدة هذا المخزون السلبي من الشعور تجاه (الولايات المتحدة ـ الدولة) الى الشارع في تظاهرات وصيحات لكننا في هذه المرحلة امام توجه جديد للفرد العربي والمسلم في التعبير عن شعوره تجاه (الولايات المتحدة ـ الدولة)، تمثل في اقبال الافراد اطفالا وكبارا على مقاطعة البضائع الامريكية ومن شرائح اجتماعية تمتد افقيا الى معظم الدول العربية ورأسيا الى معظم مستويات الدخل.
هذا التوجه الجديد، يمكن قراءته من عدة محاور:
الاول: انه ينبئ عن بداية وعي سياسي على مستوى الجماهير بالقضايا القومية، والحديث هنا عن القضية الفلسطينية التي ساهم الاعلام المرئي في نقل احداثها ساعة بساعة الى كل قرية ومنزل.
الثاني: ان الفرد العربي قد مل جلد الذات، الذي مارسته الانتلجنسيا العربية عليه منذ هزيمة 1967، وشككت في اطروحاته القومية كالوحدة العربية. جلد الذات هذا لم يستطع اقتلاع جذور تلك النزعة القومية بمفهومها العفوي التضامني التعاضدي الاخوي من مكونات الهوية للفرد العربي.
الثالث: ان الفرد العربي بدأ يتجه بحكم التطور الى آلية الفعل، بدلا من الاعتماد على آلية القول. اي التحول التدريجي من كونه فردا صوتيا الى فرد فاعل مهما كان حجم هذا الفعل الفردي قليلا: فالعبرة بالتراكم والجمع الكلي للعمل الفردي. العمل الجمعي التراكمي كسيل الواد المتلاطم يجرف امامه نفايات الجفاف وهو اي السيل ليس الا جمع لقطرات من المطر. مقاطعة الفرد العربي والمسلم للبضائع الامريكية، وهو يعلم انها لن تؤدي الى هزة اقتصادية في الولايات المتحدة إن هي الا ممارسة فردية لارادة الفعل بدلا من حالة الصمت.
الرابع: ان اقبال الفرد العربي على مقاطعة البضائع الامريكية وتحركه في اتجاه الفعل، يحمل رسالة قوية وفاعلة الى الحكومات العربية للنظر في ملف علاقاتها الاقتصادية مع (الولايات المتحدة ـ الدولة) على ضوء موقف الدولة الامريكية من قضايا الأمة القومية. قد تتجاهل الحكومة مقالا هنا او مقالا هناك لكنها لا تستطيع ان تتجاهل حركة شعبية مهما صغر حجمها.
هذه القراءات في محاورها الاربعة السابقة لهذه الظاهرة ـ اي تحرك الجماهير من ذاتها لمقاطعة السلع الامريكية دون تدخل بالدفع او الحد من الحكومات ـ يجب الاشارة الى انها قراءة تستند الى ملاحظة الكاتب وقراءته لها. وبالتالي فهي لا تعني من حيث التأصيل او التعميم اكثر من ذلك.
احس د. تركي الحمد بعد ان اصدر حكمه ضد الحركة الشعبية لمقاطعة البضائع الامريكية ووصفها بأنها حركة ضارة قد تعود علينا بالخسارة بأنه ربما اسقط من حساباته العامل السياسي النفسي للفرد العربي الذي تحرك لمقاطعة البضائع الامريكية، فاستدرك الامر وقال:
«ليس المراد هنا حقيقة هو اجهاض الاحلام او احباط الآمال بقدر ما ان المرام هو وضوح الصورة والحصول على اكبر قدر من المعرفة. فالمعرفة هي التي تحدد في المقام الاول مدى مضاء السلاح المستخدم وفاعليته والا كان الاحباط هو المآل، نعم ان المبادرة الشعبية في هذا المجال جديرة بالاحترام من حيث انها مؤشر لمطالب اخرى، لكن المقاطعة كسلاح سياسي ليست ذات فاعلية متصورة في الخاتمة».
حقيقة الامر هي اننا لسنا امام احلام نخشى عليها من الاجهاض او آمال نخاف عليها من الاحباط، انما نحن امام فعل شعبي لاحكومي لمقاطعة البضائع الامريكية اجبر شركة ماكدونالدز السعودية على الاعلان للملأ بأنها ستتبرع بريال واحد من ثمن كل وجبة طعام لصالح اطفال الانتفاضة.
الدكتور الحمد يقول لنا انه يملك المعرفة والحقيقة بأن المقاطعة الشعبية للبضائع الامريكية عمل غير مجد. ضار غير مفيد، اي اجهاض اقوى من هذا الاجهاض واي احباط اشد من هذا الاحباط.
بعد ان اصدر الدكتور حكمه على الجماهير المقاطعة للبضائع الامريكية بأن فعلها هذا كمن يحارب «الليزر بسيف من خشب»، وانهم سيكونون في النهاية هم الخاسرين وليست الولايات المتحدة، واخيرا ان عليهم ان يتواضعوا ويعرفوا قدر انفسهم، فلا حول لهم ولا قوة في مقاطعة البضائع الامريكية ولكن عليهم بمقاطعة الدولة الاسرائىلية. انتقل الدكتور الحمد الى الشطر الثاني من مقاله والمعني بتقديم منهج للعمل للأمة ان صح هذا التعبير للتأثير على الولايات المتحدة لكي توازن من سياستها تجاه العرب كبديل للمقاطعة الجماهيرية للبضائع الامريكية.
يقول د. الحمد:
«قد يقول قائل هنا ما العمل اذن، وما هو ذاك السلاح او تلك الوسيلة التي يمكن من خلالها اقناع الولايات المتحدة بأن توازن سياستها في المنطقة طالما ان سلاح المقاطعة غير فعال؟ الجواب بكل بساطة (والقول هنا للدكتور تركي الحمد) وعلى وجه العموم وعلى وجه الاستمرار هو في احترام الذات».
اذن فإن منهج العمل الذي يقدمه الدكتور تركي للجماهير العربية بديلا لسلاح المقاطعة للبضائع الامريكية للتعبير عن غضبها تجاه سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، هو «احترام الذات». ولكي يوضح لنا اهمية احترام الذات يقول د. الحمد انه يعتقد، ولو انه يتمنى ان يكون مخطئا في اعتقاده هذا «اننا أمة لا تعني ما تقول ولا تقول ما تعني، وهذا ما يفقدها الكثير من المصداقية والكثير من احترام الذات اولا ومن ثم احترام الآخرين ومن ضمنهم الولايات المتحدة».
ان مقاطعة البضائع الامريكية التي قامت بها جموع من المواطنين في العالم العربي على مستوى الافراد وعارضها الدكتور الحمد، هي ارادة وفعل لتلك الذات العربية تعبيرا عن سخطها وغضبها على السياسة الامريكية المعوجة تجاه العالم العربي بصرف النظر عن كون هذا الفعل ذا اثر او غير ذي اثر على السياسة الامريكية. انه فعل مرتبط بقدرة الذات العربية على الفعل ايمانا منها بالهدف الذي يذهب الفعل اليه. والفعل هو الذي يكسب الذات الاحترام ويكسبها احترام الآخرين، ولا شك ان نجاح الفعل في تحقيق الهدف، يزيد من الثقة بالذات، ولكنه اي النجاح ليس شرطا لاحترام الذات.
ان احترام الذات، يبدأ اولا بالثقة في الذات، فمن لم يثق بذاته ليس له ذات، والثقة بالذات مكون نفسي ومادي يرتبط بشكل ايجابي بارادة الذات على الفعل وقدرتها عليه، فكلما كانت الذات قادرة على الفعل كانت الثقة اكبر.
المقاطعة الشعبية للبضائع الامريكية اذن فعل من احترام الذات، واحترام الذات هو العلاج الذي وصفه لنا الدكتور تركي الحمد، للتعامل مع السياسة الامريكية المعادية للعرب، لكن الدكتور تركي الحمد، وفي نفس الخطاب، ألغى المقاطعة الشعبية للبضائع الامريكية كعمل مفيد بل اعتبره ضارا بمصالح الأمة، وفي هذا تناقض بين مقدمة المقال ونهايته. لقد ادرك دكتور الحمد هذا التناقض فحاول الخروج منه، وفي هذا يقول:
«ربما لا يكون سلاح المقاطعة سلاحا سياسيا فعالا في مثل هذه الظروف، لكن الالتزام به حتى في هذه الحالة لمن يقولون به هو نوع من احترام الذات الذي قد يغير الموقف ولا يغير المواقف نتيجة فاعليته بقدر ما هو نتيجة احترام الذات الذي يتضمنه».
ويقول ايضا:
«احترام الذات وعلى وجه الخصوص يعني ان لا نطلب ان يكون الآخرون اكثر اهتماما منك بقضاياك ومشكلاتك. احترام الذات يعني، في ما يعني، ان تتولى امر نفسك قبل ان يتولاه الآخرون. قد تكون جهودك في هذا المجال ضعيفة وغير ذات اثر بعيد متوخى لكنه في النهاية يكسبك احترام الآخرين ومن ثم مساندتهم لك. فرغم ان حزب الله اللبناني يصنف مثلا في خانة الارهاب في السجلات الامريكية، الا ان اللبنانيين اكتسبوا احترام امريكا وغيرها حين احترموا انفسهم وتولوا امر انفسهم على قدر المستطاع».
أليس صاحب هذا المقال الداعي الى الفعل الذاتي وتولي امورنا بأنفسنا ولو كانت الجهود ضعيفة، هو الذي خاطب الجمهور العربي في الشطر الاول من مقاله وطلب منهم التواضع قليلا والابتعاد عن مقاطعة الولايات المتحدة اقتصاديا لان قدراتها المادية والاقتصادية اكبر من قدرات وامكانات الاقتصاد العربي بالكثير الكثير.
لقد اوقع الدكتور تركي الحمد نفسه في تناقض حاول الخروج منه، لكنه لم يستطع، بين رفضه للمقاطعة من جهة ودعوته لاحترام الذات من جهة ثانية، والمقاطعة واحترام الذات شيئان متوازيان وفي اتجاه واحد وليسا متقاطعين.
مقاطعة الفرد العربي للبضائع الامريكية بسبب موقف امريكا الدولة المعادي والمضاد للحقوق الوطنية والقومية العربية والاسلامية في فلسطين ودعمها اللامحدود سياسيا وماليا وعسكريا للدولة الصهيونية التي تشن حربا على الفلسطينيين، لا تفرق بين الاطفال والكهول والنساء، حرب اشبه بحرب ابادة جماعية هو فعل اقل ما يمكن ان يقال عنه انه مستحب بصرف النظر عن حجم الاثر الذي قد يحدثه هذا الفعل على الاقتصاد الامريكي. انه فعل قائم على ارادة الفعل لدى الذات العربية الواعية بأهمية العمل الفردي والمؤمنة بأهمية التضامن العربي. وهذا هو الذي سيكسب الذات العربية ثقتها بنفسها واحترام الآخرين لها.
يقول ابو القاسم الشابي وبه نختم:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مقاطعة, الأمريكية, البضائع, يمكن


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع نعم يمكن مقاطعة البضائع الأمريكية بل يجب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لائحة بالمنتجات الأمريكية .. قاطعوا البضائع الأمريكية و الإسرائيلية Eng.Jordan الملتقى العام 0 12-19-2017 11:17 AM
تقرير أمريكي «صريح» .. يؤكد تأثير مقاطعة البضائع Eng.Jordan أخبار اقتصادية 0 12-19-2017 11:04 AM
حملة مقاطعة مصرية ضد المنتجات والبضائع الأمريكية Eng.Jordan شذرات مصرية 0 12-19-2017 10:59 AM
مقاطعة المنتجات الأمريكية Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 12-19-2017 10:54 AM
مقاطعة المنتجات الأمريكية هى الحل Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 12-19-2017 10:40 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59