من فقه الدعاء

الدعاء

من فقه الدعاء:
احذر أخي المسلم من هذه المسألة المهمة جدًا وهي أن بعض الناس قد يحرص كثيرًا على أن تحقق له بعض الدعوات ويتمنى حصول ذلك له، ولذلك تجده يلح على الله تعالى في الطلب وكثرة الدعاء حتى يستجيب الله تعالى ويتحقق له ما أراد فيقع عندها في حرج لم يكن يحسب حسابه ولم يكن يخطر بباله، وذلك لأنه لا يتفطن لمسألة التوفيق للقيام بحق ما دعا الله تعالى له، ولذا فمن السنة ومن فقه الرجل إذا دعا ربه سبحانه وتعالى أن يدعو الله عز وجل في أن يحقق له ما أراد وفي نفس الوقت أن يوفقه للقيام بحق ذلك الأمر كما يحب ربنا ويرضى سبحانه وتعالى.
فمثلاً بعض الناس يدعو الله كثيرًا بأن يصبح غنيًا أو أن يهبه زوجة جميلة أو أن يعطيه منصبًا مرموقًا أو أن يرزقه الولد أو أو... فإذا ما اغتنى أو تزوج بالمرأة الجميلة أو نال منصبًا أو رزق الولد لم يقم بحق ذلك الأمر كما ينبغي وكما يرضى ربنا سبحانه وتعالى، فكان غناه أو ولده أو زوجته أو منصبه عدوا له وشاغلاً له عن ربه سبحانه وتعالى وعن عباده عز وجل.
فمثل هذا تجده يتمنى أن الله تعالى لم يستجب له دعوته تلك لأنها أبعدته عن ربه سبحانه وتعالى ولم تقربه منه وكانت دعوته وبالاً عليه، لأنها أمور العبد بقصور عقله يعتقدها خيرا له وإذا بها يكون شراً له لما تكشفت حقائقها.
وأمثال هذا كثير

المصدر: ملتقى شذرات