سرقت دمعتي ..

سامحيني يا مصر ..

عصافير تفقد ظلها ..
وبكاء على الشجر ..
قنّاص يتسلى ..
وأقدام جنديّ .. تشوّه وجه القمر
ومصر تنضو حرائرها
وأحلام عارية تنوء تحت المطر
كما الأوتاد تجوس التراب ..
تبحث عن أقدارها .. وقد ضاق بها القدر
تحت التراب للأحرار متسع ..
وفوق التراب هواء فاسد ...
يخنق الشمس والضياء والحجر .. ..
ربما ألف قيد في يدي ..
لكن للحرية ألف باب ..
حتى إن بغى الليل والصبح تأخر ..

في أي مكان أنت ..؟
فأنا حيثما تكونين
تنظرين نحو البعيد البعيد
وأنت لم تفارقي مني الوتين ..
كلما ذاب منك في كأسي حرقة
شربت الكأس حتى غصّ الحنين

كم طافت بي الأماني
وكم عاكسني القدر ..
بلغّي السلام لمن ..
في عتمة الدجى يشبهها القمر
قالت الصغرى .. ما عرفناه .
فقد يخطيء الظنّ إن قلنا ..
هذا عمر .

لها القلب مني
وقلب التي أهوى .. دمية العابثين
أجمع الأزهار باقة لها
وتجمع الأزهار للعابرين
وأسكب الشوق كأسا ..
فتسقيه الآخرين
أمضغها حلما في كل نجمة ..
فتبصقني في سجل الآفلين
كلما توضأت طهر الهوى ..
تبرأت مني توبة الآثمين ..

***
حين أكتب إليك فإن النجوم تصحو والأنسام تذوب ، والعصافير تخفق من طرب ، وتنهيدة الهوى تفعم القلوب ..

حين أكتب إليك فإني أعود في الهوى طفلا ، والحقل ينبض بالفراش ، والأقحوان من وله يتوب ..

حين أكتب إليك فإن عينيك تسرقني ، فترثيني القوافي ، وتعبث بارتعاشات أقدامي الدروب .

تمضين إلى شأنك كأن لم يكن ..

وأنا على مفاوز ذكراك .. كالمسيح : مصلوب .

أنسام شوقي أدمنت
في رباك طعم الرحيق ..
وبعد أن غاب نجمك في أدمعي ..
وضاعت مني الطريق ..
لثمت ذكرى في خاطري ..
فشبّ في أضلعي حريق ..
ليس إلا نسمة منك تشفي حرقتي ..
وليس إلا ضياء عينيك ..
يحيي أملي الغريق
فيزهو قمر الأماني ..
ويبث في يباب يأسي البريق ..

في غيابك يصحو .. أنين القلب الجريح ..
فتخبو قناديل الأماني .. ويجثوا الأمل الكسيح ..
حنيني إليك لن يرتوي ..
وليلي كيف يغفو ؟
إن لم تكوني وسادتي التي ..
نضمد الشوق الذبيح !!