أنا وصاحبي عمر ؟

أنا , عمر , وصاحبي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا وصاحبي عمر

ياصاحبي يا عمر
ليتك تدري يا عمر .. أيها البعيد المنتظر .. كم من قلب انكسر .. وكم من دمع انهمر
ليتك تدري كم هي حائرة .. وفي دروب الخوف سائرة .. أسرتها هموم وأعراف جائرة
ماهي إلا بشر .. تربت في أشرف الأسر .. في بحور الهناء تريد لها مقر
لم تعد ترى إلا سواد .. أصبحت أيامها كلها حداد .. ولم تعد تهنأ بالرقاد
هي لا تريد إلا أن تكون لها سكن .. وتنتهي بقدومك كل الأحزان والشجن

مسكين أنت يا صاحبي يا جاسم
أنت تتحدث عنهن وكأنهن الملكات .. وكأنهن لا يرجين غير رضا رب السماوات
تلك لا تريد إلا الفاخر من المراكب .. وهذه تريد وظيفتي أعلى المراتب .. ضقت ذرعاً بهذه المطالب
والثالثة لا تريدني أن أصغرها بسنتين .. وكأن الرجال تقاس بالسنين .. مسكين من يظن هذا مسكين
وتلك ابنة الجيران .. تتمنى زوجاً كالفنان سهران .. علقت صوره على الحيطان .. ولا تفكر في عمر بن راكان
أما هدى ابنة العم وسيم .. تريد أن تكمل التعليم .. وتتخصص في الديكور والتصميم .. أبعد هذا تحطيم
أسمعت عن ابنة ثامر المطلقة ؟ اتهمتني تهمة ملفقة .. قالت لا أريده هو ابن الفقراء وأنا من أرقى منطقة
وابنة علي المزارع الأرملة .. حازت من الحسن أكمله .. لكنها مغرورة مدللة .. وبطلباتها علي مثقلة


عمر يا صاحبي :
ماذا عن حنين ؟ .. كم سمعت عن برها بالوالدين .. امرأة ذات خلق ودين .. ها ؟
وماذا عن وجدان ؟ .. مهذبة حافظة للقرآن .. وجميلة لا تمل رؤيتها الأعيان .. ها ؟


ياصاحبي يا جاسم:
أما حنين فالكل يتمناها زوجة .. لكنني أريد الأجمل والممشوقة .. آه لو يرزقني الله بمثل الممثلة " مرزوقة "
واما وجدان فجميلة تسر النظر .. كأن وجهها فلقة قمر .. لولا أن بها بعض القصر
لو أن جمال وجدان على طول حنين .. لما انتظرت كل هذه السنين .



عمر يا صاحبي :
ألم تلوم ابنة الجيران .. يوم أن أرادت زوجًا كسهران .. وعلقت صوره على الحيطان ؟
مالي أراك تشترط حنين ممشوقة .. وكأنك تنظر إلى الفنانة مرزوقة ؟
ثم أن وجدان ليست بالقصيرة القصيرة .. لكنها أنفع من طويلة جميلة حقيرة
وجدان جميلة حافظة للقرآن .. تشترى بأغلى الأثمان .. من نالها نال الحب وكان كأسعد إنسان
ياصاحبي مالزواج للجمال .. ولا الحب مال .. مالحب والزواج إلا المودة والرحمة والأطفال
قال تعالى
" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "
وقال صلى الله عليه وسلم
" الدنيا متاع وخير متاعها : الزوجة الصالحة "
يا صاحبي لو تأملت الآية والحديث ماوجدت تطرقا في أي منها إلى الجمال ، وإن كنا نحب الجمال لكن ليس هو غايتنا , ولا نقول للمتيمين بالجمال تزوجوا القبيحات وإن كنت أوقن أن ما من امرأة إلا وفيها معنى للجمال لكن لا يصل إليه كل الرجال إنما يستخرجه فقط الصيادون المهرة .
ياصاحبي لست أكذبك , من الفتيات هداهن الله من هم على ماذكرت من التمطيط في الطلبات والشروط والرغبات .. لكن الحمد لله هم إن شاء الله ليسوا كثر .. وكثر هم من لا يريد سوى الستر والعفاف .
لا يردن جبلا من ألماس .. ولا أجمل الناس .. لا يردن إلا من يملك الدين والخلق والإحساس .
وإني أخشى ياصاحبي عليهن من أنفسهن أن يحيق بهم ما حاق بمن سبقهن من المتشرطات .
وإلا لم لا يقبلن بابن الدين والأخلاق من أي جهة كانت مقابل الستر والسكينة والعفاف ؟
ولم لا يقبلن به أكبر بسنتين أو أصغر بسنتين مقابل الستر والسكينة والعفاف ؟
ولم لا يقبلن به ولو كان ذا دخل محدود ؟
أنسين قول الله عز وجل " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله " ؟
أنسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " ثلاث حق على الله إعانتهم .. وقال : والرجل يريد العفاف "
أي يريد الزواج .. فلا يحزن إن كان الله هو المعين لهن ولأزواجهن ..
كل ذلك الصبر يا صاحبي من أجل حلاوة " الستر والعفاف والأولاد "


ياصاحبي هناك نقطة مهمة

أنت من يصنع السعادة بتوفيق الله وليست هي من يصنعك.
السعادة ليس لها شكل معين ولا لون معين .
السعادة ليست عند أصناف من الناس ومسلوبة من أناس .
إنما التقي هو السعيد ذكرا كان أم أنثى .
فرباط الأمر كله يا عزيزي التقوى ولا شيء غيرها.
يا صاحبي لا تهمل هذه النقطة فتسقط سقطة ثم تصبح في ورطة .


دمتم برعاية الرحمن وحفظه
أسعد الله الجميع ووفقنا ووفقكم لفعل ما فيه صلاح أنفسنا وسرائرنا .

المصدر: ملتقى شذرات