#1  
قديم 06-05-2017, 10:38 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي ماذا يحدث للمنطقة العربية؟


كريم عبد السلام - اليوم السابع









كل يوم نصحو على زلزال جديد فى عالمنا العربى، كما لو كان هناك ساحر يجلس على خشبة المسرح ويقدم عرضا للجمهور مستخدما خريطة المنطقة، يغرز هنا سكينا ويشعل هناك نارا، ويطلق حربا أهلية فى منطقة ثالثة، وثورة شعبية فى بلد رابع، وصراعا مذهبيا فى ناحية خامسة، وهكذا، ومع كل حركة جديدة من هذا الساحر الخارق ننشغل وننفعل بما يفعل حاليا، وننسى حركاته وألاعيبه السابقة التى أشعلت النيران والحروب الأهلية والمذهبية والثورات والانقسامات رغم أنها مازالت مستمرة مدمرة.

المنطقة العربية الغنية بالنفط والمريضة به فى الوقت نفسه، لا تمتلك إرادتها المستقلة، فهى ترسم سيناريوهات لنهضتها أو لوحدتها أو لتحقيق الرفاهية لشعوبها، وفى المقابل تواجه سيناريوهات تدميرها وتفتيتها واحتوائها والتحكم بالثروات التى تملكها باستمرار، ولننظر إلى آخر ألاعيب الساحر الخفى فى المنطقة جيدا حتى نقترب من السؤال الذى يعنون هذا المقال، وأعنى صعود الحوثيين فى اليمن والحرب الذى يقودها التحالف العربى ضدهم.

من هم الحوثيون؟ وكيف صعدوا فجأة إلى قلب الأحداث؟ ومن يدعمهم بالعتاد والسلاح والمعلومات؟ ومن يرسم لهم طريق الصعود؟ وما علاقتهم بتنظيم داعش من حيث طريقة الصعود السريع والتوجه العام؟ ثم ما علاقة الحرب على الحوثيين بالصراع السعودى الإيرانى؟ وما علاقة هذه الحرب بحروب البترول بين الجانب الأمريكى السعودى من ناحية والروسى الإيرانى من ناحية أخرى؟ وما مدى ارتباط الحرب على الحوثيين بإعادة ترسيم مناطق النفوذ بين السعودية ومصر وتركيا وإيران؟ وما دور إسرائيل فى كل هذه الصراعات؟

أسئلة ترتبط بأسئلة لا تنتهى، وكلها مفتوحة لا يمكن الجزم بإجابات واضحة نهائية لها، اللهم إلا فيما يتعلق بإعادة تخطيط المنطقة العربية، هدمها وإعادة تقسيمها وفق معايير جديدة تختلف عن معايير كونها محطة بترول ضخمة ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها ضرورة السيطرة عليها وتأمين تدفق النفط لمصانعهم، كما يرون ضرورة تأمين أمن الوديعة الاستعمارية بالمنطقة وأعنى إسرائيل؟

اهتز معيار أن المنطقة العربية محطة بترول مع الانهيارات المتتابعة لأسعار النفط وتنامى الأبحاث الخاصة بالطاقة البديلة وكذا الأبحاث المتعلقة بالبترول المعالج من صخور التربة أو الكيروجين، كما تراجع معدل المخاطر والتهديد لأمن إسرائيل بصورة جذرية لأول مرة منذ عقود بفعل موجات الاستضعاف العربى، ولم يعد هناك مجال لهذا الاهتمام الأمريكى الغربى بالمنطقة. وللحديث بقية.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-05-2017, 10:39 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

حتى نقترب مما يحدث للمنطقة العربية وفى البلدان العربية، علينا أن نتذكر أولا أن الاهتمام المفرط للولايات المتحدة وتدخلها المباشر فى الشرق الأوسط له سببان، الأول وضع يدها على حقول النفط وتوفير إمداداته بانتظام للمصانع الأمريكية، والسبب الثانى هو ضمان أمن إسرائيل، وعلينا أن نحيط ثانيا بتفاصيل ما يسمى ببدايات عصر الطفرة الأمريكية فى إنتاج النفط والغاز ومشتقاتهما لتتحول الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر مستهلك ومستورد للبترول إلى ثانى أكبر مستهلك بعد الصين وأكبر منتج له فى العالم، ومدى انعكاس هذا الزلزال على المنطقة العربية.

فى عام 2005 كانت الولايات المتحدة تستهلك حوالى 19 مليون برميل بترول يوميا، وكان إنتاجها لا يتجاوز 6.5 مليون برميل، وتستورد 12.5 مليون برميل، نصيب الدول العربية وأفريقيا منها 5 ملايين برميل، وكندا والمكسيك 3.5 مليون برميل، ومن دول أمريكا اللاتينية 2.5 مليون برميل، ومن روسيا وأوروبا حوالى 1.5مليون برميل يوميا، أما فى عام 2015، فقد ظل استهلاك الولايات المتحدة من النفط ثابتا حول الرقم 19 مليون برميل يوميا، لكن إنتاجها شهد طفرة هائلة بفضل توجيه استثمارات ضخمة فى تكنولوجيا استخراج البترول الصخرى والبترول غير التقليدى وتقنيات الحفر والاستخراج من المياه العميقة.

استطاعت الولايات المتحدة بفضل التكنولوجيا الجديدة أن ترتفع بإنتاجها من النفط التقليدى وغير التقليدى لتصل إلى حوالى 14 مليون برميل يوميا لتصبح أكبر منتج للنفط فى العالم، وبفضل اعتمادها على مصادر بديلة للطاقة مثل الغاز والوقود الحيوى والطاقة البديلة حجمت استيرادها من النفط ليتراوح حول أربعة ملايين برميل يوميا فقط لأول مرة فى تاريخها 60% منها من مناطق نفوذها الأقرب، أى من كندا والمكسيك، فهل يمكن القول بعد ذلك إن الولايات المتحدة فى حاجة للمنطقة العربية؟ وهل يمكن القول إن الولايات المتحدة مضطرة إلى تحمل أى تكاليف لبقاء قوات كبيرة فى المنطقة لحماية مصالحها المتراجعة أصلا؟

الإجابة تعيدنا مباشرة إلى السؤال الأول الذى بدأنا به، ماذا يحدث للمنطقة العربية وفيها بعد أن تقرر الولايات المتحدة إدارة الظهر لها؟.. وللحديث بقية.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-05-2017, 10:39 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

كل الشواهد إذن تدل على أن الولايات المتحدة وضعت خططها على المدى القريب لفك ارتباطها مع المنطقة العربية، بعد أن استطاعت توفير احتياجاتها من النفط والغاز سواء من مواردها المحلية أو من مناطق نفوذها الأقرب جغرافيا فى كندا والمكسيك وأمريكا اللاتينية، لكن ماذا ستفعل بخصوص الشرط الثانى لبقائها بقوة فى المنطقة، وأعنى به حماية إسرائيل وضمان أمنها؟

لا تضمن الولايات المتحدة أمن إسرائيل فقط بإمدادها بأحدث الأسلحة وأشدها فتكا فى ترسانتها ومساعدتها على الحصول كذلك على ما تختاره من أنواع الأسلحة الأوروبية مثل الغواصات النووية الألمانية «دولفين»، لضمان تفوقها النوعى على كل الجيوش العربية مجتمعة، وإنما تعمل كذلك على إضعاف كل القوى العربية بصورة تجعل أى تهديد للدولة العبرية ضربا من الأوهام.

ولنر خريطة القوى فى المنطقة العربية، الحلقة الأقرب جغرافيا من إسرائيل أو ما سماها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بدول الطوق العربى، مصر وسوريا والأردن ولبنان، فى حال لا تسر حبيبا، أو هكذا كان التخطيط الأمريكى، مصر فى فوضى أعقبها حكم الإخوان الموالين كليا للولايات المتحدة وإسرائيل، وسوريا محطمة تماما ومكشوفة، ولبنان أسير حروبه الطائفية وحزب الله، والمقاومة مستنزفة فى الحرب السورية، والأردن على موقفه الدائم ولا يمثل أى تهديد لإسرائيل.

فى الدائرة الأوسع قليلا، ولننظر إلى ما تعرف بدول الرفض لاتفاقية كامب ديفيد التى أبرمها الرئيس السادات مع إسرائيل وفى مقدمتها العراق وسوريا والجزائر وليبيا واليمن، أين هذه الدول الآن؟ ليبيا القذافى انتهت وستظل فى حربها الأهلية إلى ما شاء الله، وعراق صدام القوى تم تدميره تماما، واليمن دخل فى نفق الحرب الأهلية والانقسام من جديد بعد صعود الحوثيين، والجزائر على الطريق نفسه بعد إشعال فتنة الاشتباكات بين العرب والأمازيغ ببلدة «غرداية» بالمنطقة الغربية.

أما منطقة الخليج فالمخطط المعلن هو إدخالها فى حروب مذهبية بين الشيعة والسنة.. إذن ستغادر الولايات المتحدة المنطقة وهى خراب، تنزلق إلى أتون من الحروب الأهلية والمذهبية الصغيرة لا تشكل أى تهديد على حليفتها إسرائيل وقد يصل الأمر إلى تهديد تدفق النفط للاقتصاديات المنافسة للولايات المتحدة وفى مقدمتها الاقتصاد الصينى.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للمنطقة, ماذا, العربية؟, جيدة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع ماذا يحدث للمنطقة العربية؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا يحدث في أندونيسيا ؟! عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 2 12-05-2016 09:40 AM
ماذا تخطط روسيا وأميركا للمنطقة؟ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 03-30-2016 10:06 AM
ماذا يحدث في ألمانيا؟ عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 12-24-2014 09:11 AM
ماذا يحدث في غرداية بالجزائر؟ عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 03-16-2014 08:39 AM
ماذا يحدث في مالي؟ احمد ادريس مقالات وتحليلات مختارة 0 04-17-2013 10:54 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59