#1  
قديم 04-27-2012, 01:58 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي إسرائيل دولة بلا حدود



محمد خليفة Sunday 17-04 -2011 إن سياسة وأساليب تعامل “إسرائيل” مع الدول العربية لم تتطور ولم تتبدل، بل بقيت متحورة حول القوة والعنف شأنها في ذلك شأن سياسات هرتزل، وبن غوريون، وغولدا مائير، ومناحيم بيجن، واسحق شامير، بالرغم من أن هذا الزمان بظروفه الموضوعية يختلف كل الاختلاف عن الماضي، وإن الإصرار على أن تشكل سياسة نتنياهو استمراراً لما كانت عليه هذه السياسة قبل 50 عاماً أو حتى قبل أربعة آلاف عام عندما انهارت دولة سليمان في 970 قبل الميلاد وانتهاء بألمانيا الهتلرية .

لا جدال في أن الدولة الأولى في فلسطين بدأت في عام 900 قبل الميلاد وتوارت كلياً كدولة بعد سبعين عاماً بسبب سياسة العنف والعنصرية اليهودية لتأكيد سيادة هذا الشعب على بقية الشعوب الأخرى وممارسة الغطرسة التي تدفع بالإنسان إلى تدمير ذاته، ولقد صدق ارميا حينما قال في الإصحاح الخامس من سفره “طوفوا شوارع أورشليم . . وفتشوا في ساحاتها، هل تجدون إنساناً أو يوجد عامل بالعدل، وطالب حق؟!” .

وتنطوي تصريحات الباحث “الإسرائيلي” عوديد ينون في دراسته عن استراتيجية “إسرائيل” في تعاملها مع الأقليات في منطقة الشرق الأوسط التي قدمها لوزارتي الخارجية والدفاع “الإسرائيليتين”، على دوافع سلبية النتائج وشريرة العواقب، وذلك عندما يقول ينون الذي عمل مستشاراً بوزارة الخارجية “الإسرائيلية” إن مستقبل “إسرائيل” إنما يكمن في تحويل المنطقة العربية إلى “موزاييك متنوع” من الكيانات الصغيرة والدويلات القزمية التي تقوم على أسس عرقية وطائفية ودينية ومذهبية، وتغذي النزعات الانفصالية للأقليات في البلدان العربية، باعتبار أن ذلك سيضفي على وجود “إسرائيل” كدولة دينية، شرعية سياسية وإقليمية باعتبارها كدولة يهودية قامت على أساس ديني وستكون جزءاً من منطقة مملوءة بالكيانات الدينية والدويلات الطائفية والعرقية والمذهبية .

وفي صحيفة “هآرتس” 29/3/2011 كتب الوف بن، وهو محلل سياسي، مقالاً بعنوان “خريطة المنطقة الجديدة بعد الثورات العربية”، تناول فيه مستقبل العالم العربي في ظل التغيرات الحاصلة والفكر النهضوي الذي سيصاحبه سقوط الأمم وتشكيلات من التراكيب القومية والمذهبية، إذ يقول الكاتب الوف بن “في السنوات المقبلة ستظهر على الخريطة أعلام لدول مستقلة جديدة ومتجددة مثل جنوب السودان، فلسطين، كردستان، جنوب اليمن، دولة شرق ليبيا، الصحراء الغربية، إضافة إلى انشقاق سوريا إلى دولة سنية ودولة علوية ودولة درزية، وتقسيم العراق إلى ثلاث دول كردية وسنية وشيعية في الجنوب، وإقامة دويلة للأقباط في صعيد مصر، وللبربر في شمال الجزائر” .

بهذه الانحرافات والعبارات الصريحة والواضحة التي يتحدث عنها الباحثون الاستراتيجيون “الإسرائيليون”، والتي ترتكز على ما يسمونه في علم التحليل النفسي بالتفكير الذاتي للنفسية الصهيونية التي تنبع من فكر منشغل بذاته، وغير ملتزم بغير ذاته، ومقيد بالماضي، ولا يعيش في المستقبل ولا يستفيد من الماضي، وهي عبارات تجعل الأمة العربية تعيد قراءة هذه الأفكار بعد ما تم الاتفاق على انفصال دارفور عن شمال السودان، وتمعن في التصورات الاستراتيجية “الإسرائيلية” المتمثلة في تقسيم الدول العربية .

ولاريب في أن بعض الدارسين لتاريخ اليهود يعدّون قادة “إسرائيل” الحاليين أتباعاً لمدرسة الميكابيين، الذين قاموا بثوراتهم دفاعاً عن معتقداتهم الدينية وامتداداً للمدرسة الدموية في السياسة التي أسسها يشوع بن نون، الذي لم يكن يكتفي بالانتصار على سكان فلسطين الأصليين، بل كان بعد النصر، يبيدهم طفلاً وشيخاً، رجلاً وامرأة، فضلاً عن نهب كل ما يملكون، لإيمانه بعقيدة تهيمن عليها الروح العسكرية على غريزته وعقله وضميره وانعتاقه في التمركز حول ذاته . وقد لا يعرف البعض أن قادة “إسرائيل” وزعماء الصهيونية العالمية لم يحددوا حتى الآن حدوداً لدولتهم، فحدود “إسرائيل” هي عبارة عن خطوط متحركة وفقاً لسياسة المرحلة واستراتيجياتها .

على هذه الأمة التنبه إلى خطورة ما يروجه الباحثون والدارسون والخبراء الاستراتيجيون “الإسرائيليون” من قضايا وتصورات في النظرية والتطبيق سياسة ومنهجاً بعد أن نجحوا في جعل الصهيونية الإطار العملي الوحيد للقومية اليهودية ودليلها في الاستراتيجيات والتكتيك معاً، وذلك عندما حدد ديفيد بن غوريون المؤسس الفعلي ل”إسرائيل” هوية الصهيوني بقوله إن الصهيوني هو كل يهودي يسارع بالعودة إلى صهيون مضحياً بكل شيء في سبيل ذلك ومؤثراً الحياة في “إسرائيل” على كل حياة في أي بلد آخر غير “إسرائيل” . ويرى بن غوريون أيضاً أنه لا الدين ولا اللغة العبرية هما اللذان يحددان هوية الصهيوني، إنما هو ايمان الفرد اليهودي بأن خلاصه في عودته إلى صهيون، حيث أقام سليمان هيكله .

هذا هو منبع ديناميكية الحركة الصهيونية، ولن تتم عودة الصهاينة إلا بعد تفتيت الدول العربية وتكوين دويلات مستقلة وكيانات على أسس عرقية، بما يخدم المصلحة “الإسرائيلية” ويعززها، ويسهل تهجير اليهود إلى فلسطين المحتلة .

المصدر : جريدة الخليج

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
بما, جدوى, جولة, إسرائيل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع إسرائيل دولة بلا حدود
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشاطئ اللبناني حدود دولة المجوس عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 05-06-2014 07:15 AM
إسرائيل ترصد تحركات فيلق القدس الإيراني على حدود سوريا Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 05-05-2013 02:43 PM
دولة اليهود ونبوءة جريدة إسرائيل Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 04-04-2013 07:33 PM
دولة فلسطينية في حدود عام 1967 مع تبادل أراض ستقوم حتى عام 2030 Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 12-14-2012 07:09 PM
يديعوت أحرونوت‏:‏معسكر ديني متطرف يعمل علي اختطاف إسرائيل يقيني بالله يقيني أخبار الكيان الصهيوني 0 01-27-2012 04:01 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59