#8  
قديم 02-27-2013, 09:53 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و قال عنهم الذهبي : الكذب شعارهم و التقية و النفاق دثارهم . و قال عنهم ابن القيم : الرافضة أكذب خلق الله ، و أكذب الطوائف . و قاله عنهم ابن حجر : الشيعة لا يُوثق بنقلهم . و قال عنهم الشهرستاني : أكاذيب الروافض كثيرة ))[1] . ثم تحوّل الكذب عند هؤلاء إلى فلسفة مهذبة سموها التقية ، التي أصبحت شعارهم و دثارهم[2] .
و ثانيا أن الفكر السبئي عند نشأته-تمثلت مظاهره في الطعن في القرآن ،و سب الصحابة ،و ادعاء الوصية و العصمة لعلي ،و الزعم بألوهيته و رجعته بعد موته ، و تفضيله على كل الصحابة[3] . و هذا يعني أن السبئية هي التي أرست الأسس الفكرية لكل الاتجاهات الشيعية على اختلافها ،فهي لا تخرج عن تلك الأسس على اختلافها و تنوعها، بمعنى أن الفكر السبئي تفرّق في كل الاتجاهات الشيعية بنسب مختلفة .

فقال بالرجعة رشيد الهجري،و أصبغ بن نباتة،و جابر الجعفي،و المغيرة بت سعيد،و محمد بن السائب الكلبي،و عثمان بن عمير،و الحارث بن حضيرة الأزدي و غيرهم . و سب الصحابة و شتمهم جابر الجعفي، و عمر بن شمر الكوفي،و المغيرة بن سعيد ،و إسماعيل السدي الكبير (ت127ه) ،و عباد بن يعقوب الأسدي(ت 250ه)،و تليد بن سليمان الكوفي،و و قال بالوصية و التفضيل و العصمة كل الرافضة[4] .

و تأثيره في شيعة اليوم ما يزال ظاهرا فيهم كما كان في سابقيهم -، فهم يقولون بالرجعة و العصمة،و يسبون الصحابة ،و يقولون بالتقية،و يصفون أئمتهم بأوصاف الألوهية، و النصيريون منهم يؤلهون عليا صراحة[5] .

و لاشك أن الفكر السبئي ليست له أية مصدرية من القرآن الكريم ،و لا من السنة النبوية الصحيحة ،و لا من التاريخ الصحيح الثابت عن الصحابة و التابعين ، و إنما مصدره هو عبد الله بن سبـأ و أصحابه الذين طوّروا فكره .
و بذلك يتبين مما ذكرناه أن وجود الفكر السبئي عند الأشخاص و في المذاهب و الطوائف، منذ القرن الهجري الأول إلى زماننا هذا ، هو دليل دامغ على وجود الطائفة السبئية ، و أنها حقيقة لا خيال ،و أنها ساهمت في الثورة على الخليفة عثمان و قتله .

[1] عن أقوال هؤلاء انظر : الذهبي: ميزان الاعتدال ، ج 1 ص: 146 .و سيّر أعلام النبلاء ، ج 10 ص: 93 .و ابن القيم : المار المنيف ، ص: 52، 57، 152 .و ابن حجر: السان ، ج 2 ص : 119 . و الشهرستاني: الملل و النحل، ط7، بيروت، دار المعرفة، 1998،ج 1 ص : 192 .

[2] إحسان إلي ظهير: الشيعة و السنة ، ط12 باكستان ، 1982 ، ص: 158 و ما بعدها .

[3] انظر : ابن تيمية: منهاج السنة ، ج3 ص: 459 .و مجموع الفتاوى، ج4 ص: 135، 185، 435 . و الملطي الشافعي: التنبيه و الرد على أهل الأهواء، ط2 ، القاهرة، المكتبة الأزهرية ج3 ص: 18 ،و ما بعدها .و الطبري: التاريخ ، ج2 ص: 647 .و ابن حجر: اللسان ، ج3ص: 289 .و الشهرستاني: الملل ، ج1ص: 191 .و ابن قتيبة : تأويل مختلف الحديث ، ص: 73 .و محمود شكري الألوسي: روح المعاني ، ج 20ص: 27 . و احمد الطبري:الرياض النضرة، حققه عيسى الحميري، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1996 ج 1ص: 381.و الذهبي: الميزان، ج 4 ص: 105 .

[4] عن ما ذكرناه في هذه الفقرة ، انظر: الذهبي: الميزان، ج 1ص: 436، ج2 ص: 107،و 167،و ج3 ص: 79،و ج5 ص: 324، ج 6ص: 161. و السير، ج 11ص: 537 .و العقيلي: الضعفاء، ج1ص: 87، 193، ج3 ص: 211، ج4ص: 177 .و المزي: تهذيب الكمال، ج 11 ص: 385 .و ابن حجر: تهذيب التهذيب، ج 1ص: 447 . و الشهرستاني: الملل ، ج 1ص: 169،و ما بعدها

[5] انظر: الألوسي: روح المعاني، ج 20ص: 27 .و أبو الحسن الندوي: صورتان متضادتان عن الصحابة، ط1 ، القاهرة ، دار الصحوة، 1985، ص: 87 .و إحسان إلي ظهير: الشيعة و السنة، ص: 158 و ما بعدها . و الذهبي: منهاج الاعتدال ، حققه محب الدين الخطيب ، المطبعة السلفية، 1374ه ، ص: 8 .و يعقوب الكليني: الكافي في الأصول، ط3 ، طهران، 1388، ج 12،ص : 228، 238، 258، 263 .و أبو عبد الله الذهبي: صدق النبأ في بيان حقيقة ابن سبأ، ص: 86، 87 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-27-2013, 09:53 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و الشاهد السابع هو أن ما زعمه المشككون في وجود ابن سبأ و المنكرون له ،و أن أهل السنة هم الذين اخترعوا ابن سبأ للطعن في الشيعة ، هو زعم باطل لأنه سبق و أن أثبتنا بالروايات الصحيحة أنه حقيقة لا خيال ، و لأن الشيعة أنفسهم ذكروه في مصادرهم المعتمدة عندهم ،و قد اعترف بذلك الباحث الشيعي المعاصر حسين موسوي النجفي في كتابه : لله ثم للتاريخ ، وذكر أكثر من عشرين مصدرا من كتب الشيعة كلها ذكرت عبد الله بن سبأ كحقيقة لا شك فيها ، منها كتاب رجال الكشي،و فرق الشيعة للنوبختي ،و تنقيح المقال للماقماني[1] .و نفس الأمر أشار إليه باحثون سنيون من أن الشيعة ذكروا ابن سبأ في مصادرهم[2] . كما أن الإخباري الشيعي أبو مخنف لوط بن يحيى (ت 157ه) قد أشار للطائفة السبئية في روايتين ذكرهما الطبري ،و لا يوجد فيهما سيف بن عمر التميمي[3] .
و الشاهد الثامن هو أن كتب المقالات و الفرق ذكرت عبد الله بن سبأ و طائفته بصيغة الإثبات و الجزم ، و لم يكن لديها محل شك[4] . مما يدل على أن المتقدمين لم يشكوا في وجود ابن سبأ و جماعته .
و بذلك يتضح لنا من الشواهد الثمانية- التي ذكرناها- أن عبد الله بن سبأ و طائفته حقيقة تاريخية لا خيال ،و أنهم شاركوا بفاعلية في الثورة على عثمان-رضي الله عنه- ، و أن ما زعمه بعض المعاصرين المشككين في وجود ابن سبأ و المنكرين له ، هو زعم باطل أقاموه على ظنونهم و تخميناتهم خدمة لأهوائهم و مذاهبهم .

و ختاما لهذا الفصل يتبين جليا أن الثائرين على الشهيد عثمان بن عفان كانوا أخلاطا من مختلف القبائل و الفئات الاجتماعية ، تعاونوا فيما بينهم في التحريض على عثمان و الثورة عليه و قتله ، انطلاقا نواياهم الخبيثة، و تحقيقا لأغراضهم الدنيئة.



[1] انظر ص: 10 و ما بعدها .

[2] انظر: محمد أمحزون : تحقيق مواقف الصحابة، ج 1ص: 306 و م بعدها . و أبو عبد الله الذهبي: صدق النبأ ، ص: 83 و ما بعدها

[3] تاريخ الطبري ، ج 3 ص: 184، 442 .

[4] انظر –مثلا- : عبد القاهر البغدادي: الفرق بين الفرق، ص: 225، 255 .و الشهرستاني : الملل ، ج 1 ص: 104، 174 . و أبو الحسن الأشعري : مقالات الإسلاميين و اختلاف المصلين، حققه هلموت ريتر، ط3 بيروت، دار إحياء التراث العربي ، دت ج 1ص: 15 . و ابن تتيمية: منهاج السنة النبوية ، ج 3 ص: 459، 510 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-27-2013, 09:54 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

الفصل الثاني

أعمال رؤوس الفتنة في الثورة على
عثمان و قتله (35ه)
أولا تأليب الناس على عثمان و حصاره .
ثانيا: قضية الكتاب المزوّر في قتل عثمان بن عفان .
ثالثا: قتل الأشرار للخليفة عثمان بن عفان .
رابعا: هل شارك الصحابة في قتل عثمان بن عفان ؟
خامسا: مصير رؤوس الفتنة بعد قتلهم لعثمان .
سادسا: المكر و التخطيط ، الأسباب و لآثار .

الفصل الثاني

أعمال رؤوس الفتنة في الثورة على عثمان و قتله (سنة:35ه)

تمثلت أخطر أعمال رؤوس الفتنة – في ثورتهم على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه- في الطعن فيه ،و تزوير الكتب عليه ،و تأليب الناس عليه ، و الخروج بهم إلى المدينة المنوّرة لحصاره و قتله [1] .
أولا : تأليب الناس على عثمان و حصاره بالمدينة :
يُروى[2] أن رؤوس الفتنة أظهروا نشاطهم التخريبي سنة 33ه، بتأليب الناس على الخليفة و ولاته و الطعن فيهم ، ففي الكوفة تكلّم الأشتر النخعي و كميل بن زياد ،و ابن ذي الحبكة في الوالي سعيد بن العاص ، فطلب أي الوالي- من عثمان التدخل و نفيهم من البلد ، فاستجاب له و أمر بنفي رؤوس الفتنة إلى الشام حيث معاوية بن سفيان ، لكنهم سرعان ما أُعيدوا إلى الكوفة عندما تضجّر منهم معاوية ، لكثرة مشاغباتهم و حماقاتهم[3] . فلما عادوا إليها واصلوا تحركاتهم في التأليب على عثمان و ولاته .

و في مصر كان بها ثلاثة من كبار رؤوس الفتنة ، و هم : محمد بن أبي بكر، و محمد بن أبي حذيفة ، و عبد الله بن سبأ ، فالأولان يُروى أنهما أفسدا الناس ،و حرّضاهم على عثمان و واليه عبد الله بن أبي سرح ، و كان ابن أبي حذيفة يقول لهم : أن عثمان حلال الدم ، و الجهاد فيه أولى من جهاد الكفار، لأنه فعل كذا و كذا [4]. و يُروى أنه كان يُشوش على والي مصر ابن أبي سرح داخل المسجد عندما يُقيم الصلاة، فيرفع هو صوته بالتكبير[5] .
و أما ابن سبأ فيُروى أنه هو أول من أظهر الطعن في عثمان رضي الله عنه- و زعم أنه أخذ الخلافة من علي بغير حق ، و كان معه بمصر خالد بن ملجم ،و سودان بن حمران، و كنانة بن بشر، ،و هو قبل استقراره بمصر كان قد حلّ بالبصرة و نزل عند حكيم بن جبلة ، ثم لما طرده منها أميرها عبد الله بن عامر بن كريز، نزل بالكوفة ، ثم استقر به المقام بمصر، و أثناء تحركاته كان ينشر فكره و يُراسل أصحابه و يُراسلونه ،و يحثهم على الطعن في الخليفة و ولاته ، و يحرّض الناس عليهم[6] .

[1] هذه الأعمال مشهورة ذكرتها كل المصادر التي تناولت موضوع الثورة على عثمان و قتله ، فهي لا تحتاج –في عمومها – إلى تحقيق و تمحيص .

[2] لا أحقق روايات هذا المبحث لأنها مشهورة اتفقت المصادر المعروفة على ذكرها ، و نشاطهم الذي نذكره تؤكده الحوادث الثابتة ، كخروج الأشرار من بلدانهم و توجههم إلى المدينة ،و حصارهم لعثمان و قتله ، فكل ذلك جاء نتيجة لنشاطهم التخريبي

[3] الطبري: التاريخ ، ج 2 ص: 634، 635 .

[4] الطبري: المصدر السابٌق ، ج 2 ص: 619-620 .

[5] نفسه ، ج2 ص: 619 .

[6] الطبري: المصدر السابق، ج2 ص: 639، 647 .و ابن عساكر: ج 39ص: 300 .و ابن الأثير: الكامل، ج 3 ص: 39 .و ابن يحيى المالقي: التمهيد مقتل الشهيد عثمان ، حققه محمود زايد، قطر ، دار الثقافة، 1405 ، ص: 97 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 02-27-2013, 09:54 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و في سنة 35هجرية أحس رؤوس الفتنة أن الأرضية مهيأة ،و الظروف مناسبة للتحرّك نحو الخليفة عثمان بن عفان ، فجمعوا أتباعهم في غفلة من جماهير الأمة- و أخفوا عن الناس نواياهم الشريرة ، و تظاهروا بالخروج إلى الحج ، فتحرّكوا في ثلاثة وفود ، من مصر و الكوفة و البصرة، نحو المدينة المنوّرة في شهر شوال من سنة 35 ، و يُروى[1] أن الوفد المصري خرج في أربع مجموعات ، فيما بين:600إلى 1000 رجل، و معهم من رؤوس الفتنة : عبد الرحمن ابن عديس،و كنانة بن بشر، و سودان بن حمران، و قتيرة بن فلان السكوني، و ابن سبأ ، و على هؤلاء الغافقي بن حرب[2].
و أما وفد أهل البصرة، فيُروى أن عددهم كان كعدد أهل مصر، و أنهم خرجوا في أربع مجموعات ،و عليهم : حكيم بن جبلة العبدي، و ذريح بن عباد العبدي،و بشر بن شريح، و ابن محرش بن عمران الحنفي،و أميرهم حرقوص بن زهير[3] .

و نفس الأمر رُوي عن وفد أهل الكوفة، فقيل أن عددهم كعدد الوفدين السابقين، و أنهم خرجوا في أربع مجموعات ،و كان عليهم : زيد بن صوحان العبدي ،و الأشتر النخعي، و زياد بن النضر الحارثي،و عبد الله بن الأصم ،و قائدهم العام عمرو بن الأصم[4] .
و يُروى أن الوفود لما وصلت المدينة لم تدخلها ، و أرسلت إلى الخليفة من يُخبره بمجيئها و مطالبها ، فأرسل إليهم عثمان من أستقبلهم و سمع شكاويهم، فزعموا أن ولاته يظلمون الرعية ،و طالبوه بعزلهم . و قال الوفد المصري أن الوالي عبد الله بن سعد بن أبي سرح يتحامل عليهم و على أهل الذمية ،و يستأثر بالغنائم ،و يزعم أن الخليفة أمره بذلك . و في الأخير وافق عثمان على مطالبهم و وعدهم بتحقيقها ، ثم عادت الوفود إلى بلدانها، لكن بعد أيام من مسيرهم رجعوا إلى المدينة ناقمين على الخليفة،و متهمين له بالخيانة و نقض العهد و التزوير [5] ، فما حقيقة ذلك ؟ .
ثانيا : قضية الكتاب المزوّر في قتل عثمان بن عفان :
اتفقت الروايات التاريخية على أن الثائرين على الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، عندما استجاب لمطالبهم (سنة 35ه) عادوا إلى بلدانهم ، لكنهم رجعوا إلى المدينة بعد أيام من مغادرتها ، و معهم صحيفة زعموا أنهم و جدوها مع غلام لعثمان ، فيها أمر لوالي مصر : عبد الله بن سعد بن أبي سرح (ت36ه) باتخاذ إجراءات قمعية صارمة ضدهم ؛ فاتخذوها ذريعة للعودة و الثورة على عثمان و قتله . فمن الذي كتب تلك الصحيفة ؟ .
لم تتفق الروايات التاريخية في الإجابة عن هذا السؤال ، فبعضها ذكر أن عثمان بن عفان هو الذي كتب الصحيفة .و أكثرها ذكر أن كاتب عثمان : مروان بن الحكم هو الذي زوّرها على لسان الخليفة .و بعضها الآخر أشار إلى وجود طرف ثالث قد يكون زوّر الصحيفة على عثمان و كاتبه مروان
[1] لا داعي لتحقيق الروايات التي سنذكرها عن خروج الأشرار و حصارهم لعثمان ، لأنها معروفة ، و هي في مجملها متفقة على خروج الأشرار و توجههم إلى عثمان و حصاره .

[2] انظر: الطبري : المصدر السابق، ج 2ص: 652، 663 .و ابن سعد : الطبقات ، ج 3 ص: 71 .و ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج 39ص : 317 .و ابن الجوزي: المنتظم ، ج5 ص: 49 و ما بعدها .

[3] نفس المصادر السابقة .

[4] نفس المصادر السابقة .

[5] الطبري: المصدر السابق، ج2 ص: 662 و ما بعدها .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-27-2013, 09:55 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

( أ ) اتهام عثمان بكتابة الصحيفة :
لم يُتهم عثمان بن عفان –في معظم الروايات – بكتابة الصحيفة المزعومة ، لكن واحدة منها صرّحت بأنه هو الذي كتبها ، و قد رواها الطبري بإسناده ،و فيها أنه لما حضرت الوفود إلى عثمان و ذكرت له مآخذها عليه ،و أعلن توبته و رجوعه عن تلك المآخذ ،و عادت الوفود إلى بلدانها ، كتب عثمان إلى عامله بمصر كتابا في الذين قدموا إليه منها ، قال له فيه : (( أما بعد: فانظر فلانا و فلانا فعاقبهم بكذا و كذا )) و كان من بين هؤلاء نفر من الصحابة و قوم من التابعين . ثم تقول الرواية أن عثمان أرسل الكتاب مع أبي الأعور بن سفيان السلمي ،و أوصاه بأن يسبق القوم في الدخول إلى مصر ، فلما لحقهم ببعض الطريق ، قالوا له : هل معك كتاب ؟ قال : لا . فقالوا له : فيم أُرسلت ؟ قال : لا علم لي ! فشكوا فيه و فتشوه ، فوجدوا معه كتابا فيه : قتل بعض المصريين ،و معاقبة آخرين في أنفسهم و أموالهم . فلما رأوا ذلك رجعوا إلى المدينة و هيّجوا أهلها على عثمان[1] .

و هذه الرواية منكرة و لا تصح ، فمن رجال إسنادها : محمد بن إسحاق بن يسار المدني (ت150ه) ، رواها عن عمه عبد الرحمن بن يسار[2] .الأول و إن وثقه بعض العلماء ، فقد اتهمه آخرون بالكذب و التدليس ،و قال عنه الدارقطني : لا يحتج به . و وثّقه يحي بن معين مرة و ضعّفه مرة أخرى[3] .و أما الثاني فهو ثقة ، لكن روايته منقطعة موقوفة عليه ، لأنه –على ما يبدو- لم يكن شاهد عيان فيما رواه فقد كان ما يزال صبيا زمن الحادثة و هو من الطبقة الثالثة[4].
و أما متنها فتوجد فيه شواهد تدل على بطلانه و تلاعب الرواة به ، أولها إنها ذكرت أن عثمان أرسل كتابه إلى واليه بمصر : عبد الله بن سعد بن أبي سرح . و هذا غلط و كذب مفضوح على عثمان -رضي الله عنه- فهو أول من يعلم أن عامله لا يوجد بمصر ، فكيف يرسل إليه الكتاب و هو لا يوجد بها ؟ ! و ذلك أن عامله كان قد كتب إليه يخبره بخروج و فد مصر إليه ، ثم استأذنه بالمجيء إليه ، فأذن له عثمان بالمجيء و خرج عل أثر المصريين في قدومهم إلى المدينة ، فلما كان في الطريق بلغه الخبر بقتل عثمان – رضي الله عنه- فعاد إلي مصر ، فلما وصلها و جد محمد بن أبي حذيفة قد تغلّب عليها و منعه من دخولها ، فتوجّه إلى فلسطين و ظل بها إلى أن وافته المنية و لم يشارك في الفتنة[5].


[1] ابن جرير الطبري : المصدر السابق ،ج2 ص: 662 .

[2] نفسه ج2 ص: 662 .

[3] الذهبي : المغني في الضعفاء ، حققه نور الدين عتر ، د م، د ن، دت ، ج2 ص: 552-553 .و سير أعلام النبلاء ، ج 7ص: 33 . و السيوطي : طبقات الحفاظ ، ط1 بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1403 ، ج 1 ص: 82 .

[4] ابن سعد : الطبقات الكبرى ،- القسم المتمم – حققه زياد منصور، ط2 المدينة المنورة ، مكتبة العلوم ، 1408 ، ج 1 ص: 154 .

[5] الطبري : المصدر السابق ، ج2 ص: 657، 658 . و الذهبي : سير أعلام النبلاء ، ج3 ص: 33-35 . و الخلفاء الراشدون ، حققه حسام الدين القدسي ، ط1 بيروت ، دار الجيل ، 1992 ، ص: 318 .و ابن كثير : البداية و النهاية ، ج 5 ص: 315 .و البخاري : التاريخ الكبير ، ، ج5 ص: 29 .و ابن حجر : الإصابة ، ج 4 ص: 110 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-27-2013, 09:55 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و الثاني إنها-أي الرواية- زعمت أن أبا الأعور السلمي الذي أرسله عثمان ، سار في الطريق الذي اتبعه المصريون ، فلما أوقفوه أنكر أن يكون معه كتاب ،و ادعى أنه لا يعرف لماذا هو متجه إلى والي مصر ! و هذا تصرف في غاية الحماقة و الغباء لا يصدر عن رجل محنك ، كأبي الأعور السلمي الذي قاد جيش المسلمين في غزوتي عمورية (سنة23 ه) و قبرص (سنة 26ه)[1] .
فهل يُعقل أن رجلا كهذا يبعثه الخليفة في مهمة استعجالية خطيرة إلى واليه بمصر ، ثم يتبع نفس الطريق الذي سار فيه المصريون ليلتحق بهم ؟ ! ثم عندما أوقفوه كذب عليهم كذبة مفضوحة غاية في الغباء ، و رّطته و لم تنجّيه . أليس من الحكمة و من الواجب عليه أن يتبع طريقا آخر آمنا و سريعا ؟ كما أنه كان في مقدوره أن يكذب عليهم كذبة ذكية تبعد عنه الشبهات .
و الشاهد الثالث هو أننا لا نصدق أن خليفة راشدا مشهودا له بالجنة و الصدق و الجهاد ، يعطي للمصريين عهدا و يستجيب لمطالبهم ، ثم يخونهم و يبعث من ورائهم لقتلهم ! فهذا تصرف لا يليق بمسلم عادي ، فكيف يصدر عن خليفة راشد ؟ لذا فإن هذا الاتهام هو من مفتريات رؤوس الفتنة ،و الرواة الكذابين . كما أنه من جهة أخرى ليس لعثمان أية مصلحة في الإقدام على ذلك الفعل ، لأنه سيزيد الآمر تعقيدا و خطورة ، و يؤلب عليه الناس عامة و المصريين و البصريين و الكوفيين خاصة
و آخرها- أي الشواهد-، هو أن هناك روايات أخرى تنقض ما زعمته الرواية السابقة في اتهامها لعثمان بكتابة الصحيفة ؛ فقد روي أن الأشرار عندما اتهموا الخليفة بكتابة الصحيفة و إرسالها إلى واليه بمصر ، أنكر ذلك بشدة و أقسم بالله أنه ما كتبه و لا علم له به[2].

[1] ابن حجر : المصدر السابق ، ج4 ص: 641 .

[2] أنظر : الطبري : المصدر السابق، ج 2 ص: 656، 662، 664، 666 ، 667.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-27-2013, 09:56 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

( ب ) : اتهام مروان بن الحكم بتزوير الكتاب :
صرّحت بعض الروايات بأن مروان بن الحكم هو الذي أمر بكتابة الصحيفة و تزويرها على لسان الخليفة عثمان – رضي الله عنه- ، لكن روايات أخرى اكتفت بالاتهام دون التأكيد .
فمن الروايات المؤكدة على تزوير مروان للكتاب ما رواه المؤرخ ابن طاهر المقدسي(ت 507ه) من أن الوفود عندما جاءت إلى عثمان تشتكي إليه ولاّته ، و استجاب لها و انقلبت راجعة إلى بلدانها ؛ تحرّك مروان بن الحكم و قال لحمران بن أبان-غلام لعثمان-: إن هذا الشيخ –أي عثمان- قد وهَن و خَرِف ، فقم و اكتب إلى ابن أبي سرح أن يضرب أعناق من ألب على عثمان ، ففعل و أرسل الكتاب مع غلام لعثمان يقال له : مدس[1].
فهذه الرواية ذكرها ابن طاهر المقدسي بلا إسناد[2] ،و فوّت علينا إمكانية نقدها من حيث الإسناد ، لذا فهي مردودة عليه ، لأنها فقدت شرطا أساسيا من شروط تحقيق الخبر لتمييز صحيحه من سقيمه ؛ مع العلم أن بينه و بين الحادثة أكثر من أربعة قرون .

و أما متنها فهو الآخر مردود ، لأن فيه أن مروان بن الحكم أرسل الكتاب إلى والي مصر ابن أبي سرح ،و هذا غير صحيح فإن الوالي لم يكن بمصر ! و مروان يعلم بذلك و هو كاتب الخليفة . فكيف يبعث له بالكتاب و هو ليس بمصر ؟ ! و ترده أيضا- أي ذلك الاتهام-روايات أخرى ليس فيها تصريح بقيام مروان بتزوير الكتاب ،و إنما فيها اتهامات من خصومه بالتزوير[3].

و أما الروايات التي اتهمته-أي مروان- فمنها أربع روايات اتهمته بتزوير الكتاب على لسان عثمان باستخدام خاتمه بحكم أنه كاتبه[4]. لكن هذه الروايات لها أسانيد غير صحيحة ،و متونها فيها غرائب و مناكير و أخطاء ، فالأولى من رجال إسنادها : محمد بن إسحاق ، و هو و إن وثّقه بعض العلماء فقد ضعفه آخرون ،و اتهموه بالكذب و التدليس ،و قال عنه الدرقطني : لا يحتج به[5].
و أما متنها فباطل ، فقد صوّرت عثمان-رضي الله عنه- كذابا متلونا ، و ضعيفا خوافا ، أعطى المواثيق الغلاظ للصحابة و الناس ثم نقضها[6] ، و هذا افتراء مفضوح في حق خليفة راشد مشهود له بالاستقامة و الجهاد . و زعمت أيضا أن عثمان أخذ في الاستعداد للقتال قبل نقضه للعهد معتمدا على ما كان عنده من جند عظيم من رقيق الخمس[7] .
و هذا زعم باطل ، لأنه من الثابت عن عثمان أنه رفض أن يتقاتل الناس من أجله . كما أنه لو كان معه ذلك العدد الكبير من الجند الرقيق لما تمكن البغاة من السيطرة على المدينة ،و فرض حصارهم على الخليفة .
و أما الروايتان الثانية و الثالثة ، فقد رواهما محمد بن عمر الواقدي (ت207ه)،و هو متروك متهم بالكذب ،و كان يتشيع و يلتزم التقية[8]. و الرواية الرابعة ذكرها أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق[9]، و من رجال إسنادها : محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقي (ت 206ه ) ، قال عنه أبو حاتم : لا يحتج به .و محمد هذا قد روي خبر مقتل عثمان ، عن الحافظ ابن أبي ذئب(ت 159ه) و لم يسمعه منه ،و إنما سمعه من إسماعيل بن يحي ، فأسقطه من الإسناد و لم يذكره لأنه- أي إسماعيل- كان ضعيفا و يضع الأحاديث[10] .
و أشير هنا إلى أن تلك الروايات الضعيفة قد ذكرت أن البغاة الثائرين على عثمان ، قد اعتمدوا في اتهامهم لمروان بن الحكم عل الخط ، فقالوا أن خط الكتاب هو نفسه خط مروان[11]. لكن مع ذلك فإنه يصعب علينا تصديق هذا الاتهام ، لأنه أولا هو اتهام روته أخبار ضعيفة .

[1] ابن طاهر المقدسي: البدء و الناريخ ، القاهرة ، مكتبية الثقافة الدينية ، د ت ، ج5 ص: 202 .

[2] نفسه ج 5 ص:202 .

[3] الطبري : المصدر السابق ، ج2 ص: 664، 665 ، 667 .

[4] أنظر : نفسه ، ج2 ص: 664 ، 665 ، 666 ، 667 .و ابن عساكر : تاريخ دمشق ، ج 39 ص: 416 ، 418 .

[5] الذهبي : المغني في الضعفاء ، ج2 ص: 252-253 .و السر ، ج 7 ص: 33 .و السيوطي : المصدر السابق ، ج1 ص: 82.

[6] الطبري : المصدر السابق ،ج2 ص: 664 .

[7] نفسه ، ج2 ص: 664 .

[8] الذهبي: الميزان ، ، 1995 ، ج 2 252-253 .و البخاري : التاريخ الصغير ، حققه محمود زايد ، ط1 ، القاهرة ، دار الوعي ، 1977 ، ج2 ص: 311 . و ابن النديم : الفهرست ، ص : 443 .

[9] ج39 ص : 416 –418 .

[10] ابن عدي : الكامل في الضعفاء ، ، 1988ج 6 ص: 246 .و إبراهيم بن محمد الطرابلسي : التبيين لأسماء المدلسين، ج1 ص: 193، 196 . أبو الحجاج المزي: تهذيب الكمال و ابن الجوزي: الضعفاء و المتروكين، حققه عبد الله القاضي، ط1 بيروت ، دار الكتب العلمية، 1406،ج3 ص: 90.

[11] الطبري: التاريخ، ، ج 2ص: 664 و ما بعدها . و ابن عساكر: المصدر السابق ، ج39 ص: 418
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الثورة, الخليفة, الشهيد, الفتنة, رؤوس, على, عثمان, عفان


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع رؤوس الفتنة في الثورة على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على درب زيد وعبدالله وجعفر ..مؤتة تقدم الشهيد تلو الشهيد Eng.Jordan الأردن اليوم 0 03-03-2016 11:27 AM
بين موقف عثمان بن عفان وموقف الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-20-2013 06:14 AM
تحميل كتاب سيرة ذي النورين عثمان بن عفان Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 12-30-2012 02:35 PM
وقفة مع عثمان بن عفان رضي الله عنه جاسم داود شذرات إسلامية 0 02-24-2012 12:28 AM
الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه احمد ادريس شذرات إسلامية 0 01-26-2012 01:50 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59