التصارع التركي الإيراني في سورية.. من يخرج أولاً؟!

أولاً؟! , التركي , التصارع , الإيراني , يخرج , سورية..

التصارع التركي الإيراني في سورية.. من يخرج أولاً؟!
__________________________________

غرة ربيع الأول 1441 هـــ
29 / 10 / 2019 م
________________






أثار الهجوم التركي على المجموعات الكردية شمال شرق سورية اهتماماً كبيراً من قبل إيران التي شعرت بأن ذلك الهجوم قد يحد من الحملة التوسعية التي ينفذها النظام النصيري بمساعدتها لإستعادة السيطرة على المدن التي خسرها خلال الثورة.

فمنذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011 كانت إيران وتركيا تقفان على نقيض في الأزمة، حيث تلعب طهران وموسكو دوراً محورياً في بقاء بشار الأسد بينما دعمت أنقرة معارضيه، وبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إخلاء القوات الأمريكية من شمال سوريا تأزمت العلاقات بين الطرفين على خلفية قيام الجيش التركي بإقتحام الأراضي السورية لمطاردة الجماعات الكردية على حساب الحملة التوسعية التي ينفذها النظام السوري.

تلك العلاقة المتوترة بين الطرفين يسندها قليلاً المصالح الاقتصادية المشتركة التي تسمح لطهران بالتحايل على نظام العقوبات الأمريكية وتشكل أنقرة مستورد أساسي للغاز الإيراني. وبالتوازي مع الحملة التركية في الشمال السوري أقدمت إيران على تنفيذ مناورات عسكرية واسعة النطاق بالقرب من حدودها مع تركيا تحت اسم "One Target One Bullet". وسمحت إيران للأكراد لأول مرة بالتظاهر ضد الحملة التركية في الشمال السوري وشهد محيط السفارة التركية في طهران احتجاجات واسعة. وتنظر إيران إلى العمليات التركية على أنها منافسة لهدفها الأساسي وهو توسيع عمقها الإستراتيجي خارج الأراضي الإيرانية.

كذلك وبحسب تقرير لمعهد "بيغن-السادات" فإن إيران تنظر بعين الربية للحملة التركية لكونها آثارت مشاعر تقارب قومي لدى الأكراد في البلدان الأربعة وأحيت في أذهانهم فكرة "كردستان الكبرى"، وهذا الأمر قد يؤدي إلى إندلاع إحتجاجات لا يمكن السيطرة عليها. كذلك فإن الهجوم التركي قد يعزز من فرص إقامة الممر البري الذي تحاول من خلاله ربط أراضيها بالبحر المتوسط.

ومن المفارقات أن إيران التي ينظر إليها على أنها الراعي الرسمي للنظام السوري، قد تستغل الاتفاق الذي وقعه الأسد مع الأكراد في الشمال السوري لنشر عناصر من الحرس الثوري الإيران بالزي الرسمي للجيش النظام السوري إسوة بما فعلته في جنوب سوريا. وتسعى إيران إلى استغلال السخط الدولي من العملية التركية لزيادة الضغط على تركيا وإشغال الرأي العام العالمي عن عملياتها خارج الأراضي الإيرانية كما فعلت من خلال صنعها لأزمة "داعش".




_______________________________________________

المصدر: ملتقى شذرات

الله معكم اهل سوريا الكرام