#1  
قديم 07-03-2014, 04:04 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,044
ورقة الحركة الإسلامية في إسرائيل


قراءة في كتاب "الحركة الإسلامية في إسرائيل"
ــــــــــــــــــــــ

5 / 9 / 1435 هــ
3 / 7 / 2014 م
ــــــــــ

(أحمد فايق دلول)
ــــــــ


الإسلامية إسرائيل 802072014034735.png

في غمرة السجالات والمناكفات بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيي 48، ومن أجل التعرف على الحركة الإسلامية هناك وسبر أغوارها؛ أصدر "مركز المسبار للدراسات والبحوث" وهو مركز إماراتي متخصص في دراسة الحركات الإسلامية ويرأسه تركي الدخيل، أول كتاب عربي حول الحركة الإسلامية في "إسرائيل" تحت عنوان "مناكفة في بيت العدو: الحركة الإسلامية في إسرائيل".
الكتاب الذي خرج إلى النور في يناير من عام 2012م؛ يتكون من 316 صفحة من القطع المتوسط، ويتوزع على تسعة عناوين أو محاور رئيسية بالإضافة إلى التقديم والفهارس.
وثمَّة ملاحظات كثيرة يمكن تسجيلها على الكتاب بدءً من العنوان وحتى آخر كلمة فيه، حيث يتضمَّن عنوان الكتاب اعترافاً صريحاً بدولة الاحتلال من خلال ذكر كلمة "إسرائيل" وأن الحركة الإسلامية تناكف في بيت العدو، ومن المعلوم أن الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تقوم بأي عمل عسكري ضد الاحتلال وإن كان هذا حقٌ كفلته لها كافة الشرائع والأعراف، أما المناكفة فليست بالضرورة عمل عسكري أو تخريبي.
ومن المؤكد أن الحركة الإسلامية تعيش في أراضي فلسطين المحتلة وليس في بيت العدو، فهذا البيت فلسطيني ولكن تمَّ احتلاله بواسطة العدو، والاحتلال لا يعطي الأحقية للصهاينة في أرض فلسطين.
وفي قراءة سريعة للفصول التسعة، يمكن القول إن الكتاب يتحدث في عموميات ويتناول حقائق تنقصها الدقة والأرقام أو الإحصاءات، كما يتقاطع غالبية الباحثين مع بعضهم في تناول نفس الموضوع، وخاصة ما يتعلق بالتطور التاريخي للحركة، وبالتالي يمكن اعتبار أن 100 صفحة على الأقل هي زيادة لا لزوم لوجودها في الكتاب.
وفوق كل ذلك، فالكتاب صادر عن مركز المسبار، ومن المسلم به أن المركز متخصص في الحركات الإسلامية، لكنه ينظر إلى الجانب السلبي منها دون النظر إلى الجانب الإيجابي، فالإيجابيات التي لا يتحدث عنها هي أضعاف مضاعفة للسلبيات.أما إدارة المركز فهي الأخرى تربطها علاقة غير ودودة مع الحركات الإسلامية، مما انعكس بوضوح على تقويم الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة. و يجب التنويه في هذا المقام إلى أن من المشاركين في إعداد هذا الكتاب الدكتور عدنان أبو عامر و الدكتور صالح النعامي وهم من الباحثين المتميزين في الشأن الصهيوني، وهذا لا يعني بالضرورة استغلال المعلومة لجوانب تستفيد منها بطريقة أو بأخرى الجهات التي تدعم مركز " المسبار" وتمول مشاريعه البحثية التي غالبا ما تستهدف الجماعات الإسلامية.
الحركة الإسلامية في إسرائيل: النشأة والتطور والهوية
في الفصل الأول الذي يحمل عنوان "الحركة الإسلامية في إسرائيل: النشأة والتحديات" يتحدث الدكتور عنان أبو عامر عن نشأة الحركة الإسلامية في مطلع سبعينات القرن الماضي بدءا بظروف النشأة، ومروراً بالانشقاق في صفوف الحركة إثر مواقف قادتها المتباينة من المشاركة السياسية في مؤسسات دولة الاحتلال، ولم يغفل الكاتب الحديث عن أهداف الحركة وأنشطتها بأجنحتها ومؤسساتها المختلفة، هذا علاوة عن التطرق إلى مواقفها الفكرية والثقافية والاجتماعية، والسياسية أيضاً.
أما الدكتور حسن صنع الله فقد جاءت مسلطةً الضوء على واحدة من أبرز القضايا الخلافية، حيث حملت عنوان "الحركة الإسلامية والهوية الدينية في إسرائيل"، وتطرق الكاتب إلى الجذور التاريخية لتبلور الهوية الدينية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشرين؛ كما تتبع الباحث الدور الثقافي للحركة في وقف "الأسرلة"، وحفظ الهوية الإسلامية وتأكيد حضورها في مختلف المنتديات الاجتماعية والتعليمية والسياسية، بدءاً من المدرسة والشارع، حتى جامعة تل أبيب والمؤسسات التمثيلية الإسرائيلية.
ويكشف الباحث عن استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الهوية الدينية الإسلامية التي ميَّزت فلسطينيي 48، من خلال فرض نظام "الأسرلة" عليهم، أي عزلهم عن محيطهم العربي وإلغاء الهوية الإسلامية واستبدالها بهوية إسرائيلية.
وتحت عنوان “"الحركة الإسلامية والمشاركة السياسية في إسرائيل" للكاتب مهند مصطفى، يقسِّم الكاتب مراحل مشاركة الحركة الإسلامية في المشهد السياسية إلى أربع، تبدأ بالعام 1991 وتنتهي بالوقت الحاضر، حيث اتسمت المرحلة الرابعة منذ عام 1996م بالزخم والحضور السياسي الكبير للحركة في "الكنيست" من بين الأحزاب والتكتلات العربية.
ويشير الكاتب إلى أن ثمَّة انخفاض واضح في قوة وحضور الحركة الإسلامية بعد إئتلافها مع الحزب الديموقراطي العربي في انتخابات 2003م، وهو الحزب الذي هبط تمثيله إلى نائب واحد في الكنيست ال16، بعدما أخذ يتبنى مواقف سياسية مرنة نوعاً ما، حين صوَّت مع مشروع شارون للانسحاب الأحاديّ الجانب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.
التسوية السلمية والتعايش مع الآخر
أما مأمون أبو عامر فيؤكد أن التسوية السلمية وعملية السلام مع إسرائيل هي مسألة حساسة للغاية، حيث تشهد الحركة الإسلامية خطابين مختلفين لقطبيها تجاه عملية التسوية السلمية، ففي حين يقبل القطب الجنوبي هذه العملية التي أثمرت السلطة الفلسطينية عام 1994م، يرفض القطب الشمالي هذه العملية ويعتبر أن الصراع مع الاحتلال هو صراع وجود وليس صراع حدود، مستشهداً بتصريحات مختلفة للشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب.
وتحت عنوان “الحركة الإسلامية ومسار التسوية”؛ لم يُغفل الكاتب الإشارة إلى موقف الحركة الإسلامية بقطبيها من الأحزاب الإسرائيلية، إذ تكاد تتفق الحركة على عدم التفريق بين الأحزاب الإسرائيلية يمينية كانت أم يسارية أم وسط.
ويكشف الدكتور صالح النعامي عن العوامل والمتغيرات التي فرضت طابع تعامل الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة من الحركة الإسلامية في فلسطين 48. ويؤكد الكاتب أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد غضَّت الطرف عن الحركة الإسلامية وأنشطتها، فأتاحت لقادتها هامشاً كبيراً في التحرك والتفاعل مع الجماهير الفلسطينية، والتواصل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسمحت لها ببناء مؤسساتها التعليمية والدينية والاجتماعية والإعلامية.
وفي دراسته التي تحمل عنوان "إسرائيل والحركة الإسلامية: التعايش والصدام"؛ يرى الكاتب أن رغبة الاحتلال الإسرائيلي في إيجاد منافس إيديولوجي للحركات السياسية ذات التوجهات القومية في أوساط فلسطينيي 48؛ كان دافعاً قوياً لتساهل الاحتلال مع الحركة الإسلامية، حيث وجد الاحتلال في الأخيرة عنواناً صحيحاً لفرض التوازن بين القوى القومية والاشتراكية من جهة، وبين القوى القائمة على الفكر الديني من جهة ثانية.
القدس والمقدسات: الموقف منها
ويؤكد الدكتور إبراهيم أبو جابر صاحب دراسة "المقدّسات والأوقاف في منظور الحركة الإسلامية" أن الحركة الإسلامية تنطلق في تعاطيها مع الاحتلال الإسرائيلي من مبدأ أن فلسطين أرض مقدسة بالكامل وموقوفة إسلامياً.
وبحسب الكاتب؛ تتنوع وتعدد طرق الحركة الإسلامية في الداخل للحفاظ على القدس والمقدسات، إذ تشتمل بين التظاهر السلمي والحشد، وتنظيم المهرجانات السنوية أو الموسمية، وتسيير الحافلات للصلاة في المسجد الأقصى بشكل أسبوعي، فضلاً عن كشف الأنفاق الإسرائيلية تحت المسجد وإحباط مخططاتها والقيام بأعمال الترميم للمقدسات المختلفة،
رائد صلاح: سيرة ومسيرة
وفي صميم قراءته لسير ومسيرة رائد صلاح شيخ الأقصى؛ يرى الباحث إياد عقل في دراسته “الشيخ رائد صلاح: محطات الفكر والسياسة” أن الشيخ رائد صلاح يصنف على أنه أهم قائد سياسي عربي في هذه المرحلة، حيث استطاع صلاح من خلال عمله في بلدية أم الفحم التعرف عن قرب على المؤسسة الرسمية "الإسرائيلية" وأساليبها المختلفة في التمييز ضد العرب الفلسطينيين في الداخل، ولعل الأهم من ذلك أنه استطاع التعرف على المحركات الرئيسية في أنماط تفكير القيادة الصهيونية.
ولم يغفل الباحث دور الشيخ صلاح في تكريس مبدأ "المجتمع العصامي"، وهو مصطلح يعني وفق -رؤية الشيخ صلاح- بناء فلسطينيي 48 ذاتهم والاعتماد على أنفسهم في مواجهة التحديات التي تفرضها سلوكيات الاحتلال الاسرائيلي.
الحركة الإسلامية في مواجهة اليمين المتطرف
ورغم تناول الباحثين لمسألة الانشقاق في صفوف الحركة ضمن العناوين سابقة الذكر، إلا أن الباحث صالح لطفي يخصص ورقة كاملة لهذا الموضوع. ففي دراسته "الحركة الإسلامية في إسرائيل: الانشقاق والتداعيات" يستعرض الباحث مسيرة الانشقاق ودوافعه وآثاره بين أجنحة الحركة الإسلامية داخل إسرائيل.
ويؤكد الباحث أن الانشقاقات راجعة إلى الاختلاف الجوهري بين قطبي الحركة نحو كثير من القضايا المصيرية أهمها الموقف من العملية السلمية والمشاركة السياسية والانتخابية.
ولفت الباحث في غير موضع من ورقته أن أهم تداعيات تلك الانشقاقات تشير إلى احتمال ظهور انشقاقات تالية داخل قطبي الحركة.
وأخير، يحاول الباحث فرج نعيم قراءة تأثيرات صعود اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الحركة الإسلامية، مشيراً إلى أن المتوقع دائماً من حكومات اليمين عكس ما تم رصده في مساراتها، إذ كانت هي الحكومات الأقوى على دفع عجلة المفاوضات منذ أوسلو سنة 1994م.
وبالرغم من المواقف الغريبة لليمين، يستبعد الباحث في ورقته "اليهودية وصعود اليمين: صدام مرتقب مع الإسلاميين"؛ أن يتم التوصل إلى أي حلول مع حكومة يرأسها نتنياهو، وتضم المتطرف أفيغدور ليبرمان، وبالتالي: كيف سيكون موقف اليمين المتطرف بكل اتجاهاته المختلفة من الحركة الإسلامية الفلسطينية؟، وهو ما تجيب عنه هذه الدراسة في جنباتها.
-----------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الحركة, الإسلامية, إسرائيل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الحركة الإسلامية في إسرائيل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نتنياهو غاضب لرفض القضاء الصهيوني اتهام الحركة الإسلامية بــ"الإرهاب" عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 05-26-2014 07:42 PM
الحركة الإسلامية والحركات الشعبية والشبابية // تنظم مهرجان ''تشرين والأحرار'' بعد صلاة الجمعة 22/11/2013 أمام المسجد الحسيني ابو الطيب الأردن اليوم 0 11-21-2013 04:05 AM
الحركة الإسلامية في تونس: من الثعالبي و إلى الغنوشي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 01-22-2013 01:13 PM
الكوفحي: إجراء الحوار بين الحركة الإسلامية والإدارة الأميركية والغرب بات مسألة وقت Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 04-24-2012 06:31 PM
الزبيري شاعر الحركة الوطنية اليمنية Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 02-02-2012 10:10 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59