|
مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الخزان المعرفي والحد من الفوضى المعلوماتية
الموسوعة العربية : د. الخضر عبد الباقي محمد: نيجيريا باتت الثورة المعلوماتية حالة مؤكدة، وأصبح من نافلة القول الحديث عن تحاشي مخاطرها، ويزداد دور (تفجر المعلومات) Information Explosion ويتعاظم يوماً بعد يوم بسبب اتساع المجال الذي تعمل فيه المعلومات وتوسعه ليشمل جميع مجالات النشاط الإنساني؛ حتى أصبح معدل نمو المعلومات ونمو الحاجة إليها أسرع من نمو الاقتصاد العالمي، وحسب ما تشير إليه التقارير والدراسات ذات الصلة في هذا المجال فإن معدل الزيادة في حجم المجتمع العلمي والتقني يصل كل عام إلى ما يقارب 7 % في الوقت الذي يصل فيه معدل زيادة المعلومات في هذا المجتمع إلى 11 %. والعالم الثالث بطبيعة الحال يضم أكثر من ثلاثين مليون باحث في ميادين العلوم والاقتصاد والتكنولوجيا وغير ذلك من الميادين، ولا يخفى ما لهذا العدد من الباحثين من إنتاج وفير، كل ذلك يؤكد بعض ما ذهبت إليه الأوساط العلمية المعنية بالمعلومات والعمليات المرتبطة بها أن حصيلة ما يصدر سنوياً من الوثائق في مختلف المجالات سوف يصل إلى ما بين 12-14 مليون وثيقة، وهناك زيادة سنوية في حجم المطبوعات تصل إلى 1.5 مليون مطبوعة، وسوف تنمو الحاجة إلى المعلومات بالمعدل الذي تنمو به المطبوعات. الانفجار المعلوماتي ومخاوف العلماء كانت مصادر المعلومات معروفة ومحددة قبل الثورة التقنية المتبوعة بثورة المعلومات، فهناك الدوريات والكتب وتقارير البحوث والبيانات والأوراق المقدمة إلى الندوات والمؤتمرات والرسائل الجامعية وبراءات الاختراع والمعايير الموحدة والمواصفات القياسية والميكروفيلم والأفلام والشرائح والأشرطة والأقراص... علاوة على الكم الهائل من المعلومات التي تبثها وسائل الاتصال المرئية والمسموعة، غير أن الوضع قد تغير بعد هذا التفجر المعلوماتي وما أسفر عنه من مضاعفات وانعكاسات خطيرة على مستوى الأفراد والمجتمعات، فاستخدام الشبكات الإلكترونية (الفضاء المعلوماتي) لا يستند إلى واقع جغرافي محدد، الشيء الذي يطرح العديد من التساؤلات بل التحديات ذات الأهمية القصوى في مجال تنظيم الحياة والاقتصاد والسياسة والثقافة، وكذلك ما آلت إليه الأوضاع من حالة التشبع والتضخم المعلوماتي بسبب الانفلات والفوضى المعلوماتية أو المعلومات الفوضوية حيث بات باستطاعة أي فرد أن يقول ما شاء في أي مجال شاء ومن أي مكان شاء عبر هذا الفضاء الإلكتروني الواسع بغض النظر عن امتلاكه لأدوات ومؤهلات علمية موضوعية في ذلك الموضوع الذي يتحدث فيه أو عنه، فظهرت أزمة المصداقية للمعلوماتية المتاحة على الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)، وكذلك الجدل الثائر بشأن مدى كفاية الخلفية العلمية لمنتجيها والحدود المقبولة للاعتماد عليها كمصادر معتبرة في الأوساط العلمية.. كل ذلك مشخصات ومؤشرات لهواجس العلماء ومخاوف مركز البحوث والأكاديميات العلمية في العالم دفعتها لتتحرك جاهدة لتدارك الوضع، ولعل محاولات منظمة اليونسكو في هذا المجال من أبرز الشواهد والاجتهادات التي سعت لوضع معايير للتحقق من مصداقية المعلومات على الإنترنت خلال برنامجها (Media& Information Litracy) نحو عالم المعرفة خرجت محاولات ومساع عدة من قبل العلماء والمجتمعات التي لها قدم راسخة في إنتاج التقنية لوضع خطوط فاصلة بين المتقدمين والساعين للحاق بهم بعد الانفجار المعلوماتي الناتج عن الثورة التكنولوجية وتحولت معه موازين القوى ومركز ثقل العالم ومحوره، حيث انتقل من عامل الثروة إلى عامل المعرفة، فالتصنيف المعمول به اليوم عالمياً في تقسيم المجتمعات قائم على أساس المعرفة ومدى القدرة على التحكم فيها، فإذا كانت الثورة التكنولوجية قد ***ت ووفرت لنا معلومات كثيرة وهائلة فإن التحدي الأكثر إلحاحاً على واقع المجتمعات النامية يتمثل في كيفية الاستفادة المثلى من تلك المعلومات للصعود والانطلاق الحضاري والإبحار في عالم المعرفة، ومن الأمثلة في هذا الاتجاه محاولة تصنيف وتجميع هذه الكميات الهائلة من المعلومات أو محتويات الشبكة، وتقديمها مرتبة بطريقة يصعب إنجازها بالإمكانيات البشرية العادية، وهذا هو ما يقوم به الويب الدلالي Semantic ***. ومن المحاولات التي تجري الآن في الأوساط العلمية الأكاديمية في الغرب والتي تسعى لتكوين وإنشاء (خزان معرفي) ضخم يحظى بمصداقية علمية عالية على مستوى العالم ويهدف لتقنين المعلومات بوضع إطار منهجي لطبيعة المعلومات التي تدخل أو يقبل بوجودها ووضعها في هذا الخزان، وتكون بمواصفات علمية دقيقة وفي نهاية الأمر يصبح هذا الخزان (دائرة المعارف العلمية) درجة أولى على مستوى العالم تتمتع محتوياته بالاعتماد والاعتبار عن غيره، ويتميز من حيث الحجم والمكونات، بما تحويه من معلومات كثيرة ومتخصصة تنقل خلال شبكات وتُخزن خلال حاسبات، سواء كانت شبكات رعاية صحية أو شبكات بنوك أو شبكات معلومات في مجالات أخرى. وتمثل كل شبكة مؤسسة قائمة بذاتها، تعمل وتدار على نطاق ضخم، بحيث يضم هذا الخزان شبكات فرعية في جميع التخصصات يقوم على أساس إنشاء بنية أساسية مشتركة تتألف من جميع أدوات وخدمات تمكن أنشطتها المتعددة من إدارة العمل في جميع الاتجاهات ويمكن أن توزع هذه البنية الأساسية على كل أنحاء العالم، ولا تقتصر ملكيتها على مؤسسة واحدة، وإنما على عدد من المؤسسات، وبإمكانها نقل البيانات والأصوات والنصوص والصور عبر أجهزة الهاتف، والأقمار الصناعية والمعدات اللاسلكية، وأجهزة الحاسب، وسوف تقوم هذه البنية بجميع العمليات السمعية والمرئية لإنتاج المعلومات المطلوبة في وقت واحد. وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة وما تنطوي عليه من جوانب أخلاقية وعلمية فإنها تشير من جانب آخر بالنسبة للقوى المحركة لها إلى أن الدول الكبرى مازالت تحافظ على موقعها المسيطر بإبقاء هيمنتها على الاحتكارات الخمسة والتي تتمثل في المبادرة التكنولوجية (الصناعات الفائقة التطور)، ومراقبة حركة التدفقات المالية العالمية، والسيطرة على الموارد الطبيعية للأرض، بالإضافة للتحكم بوسائل الإعلام والاتصالات، وأخيراً احتكار أسلحة الدمار الشامل، وهذا الأمر يؤكد أن الهوة المعرفية سوف تزداد اتساعاً مع العالم المتقدم في مجال إنتاج المعرفة حيث لا تملك دول العالم الثالث لا الإمكانات والوسائل ولا الإعداد الذهني والعلمي ولا رؤوس الأموال والتكنولوجيات الأساسية لإنتاج المعرفة، ولا القدرة على النشر والتسويق في حال النجاح في إنتاج معرفة جديدة في بعض الميادين عن طريق التركيز -مثلاً- على دراسة خصائص الموارد الطبيعية المتوافرة لديها مثل الأعشاب والنباتات الطبيعية لاستخلاص فوائدها في علاج بعض الأمراض المستعصية وتصنيع الأدوية اللازمة منها، فالتوصل إلى المعرفة لن يكفي في حد ذاته للدخول إلى مستوى مجتمع المعرفة إذ لابد من تحويل هذه المعرفة إلى برمجيات يمكن تسويقها على المستوى العالمي، وهذا أمر يحتاج إلى مهارات وقدرات لا تتوافر في الأغلب للعالم الثالث كما يحتاج إلى استثمارات ضخمة حتى يمكن الصمود أمام المؤسسات المتعددة الجنسيات التي تسيطر على سوق المعرفة بما في ذلك المعرفة المحلية في الدول النامية ذاتها. كما أن من بين الإشكالات التي ستواجه فكرة مشروع الخزان المعرفي لاسيما من حيث الانتشار والذيوع أنه قد لا يتمتع بالإتاحة والمجانية مما قد يحد من انتشاره على نطاق أوسع، من ناحية أخرى فإن المشاركة في هذا النوع من الفضاء وقصرها على أصحاب المؤهلات والخبرات ذات الامتداد الأفقي في المجال والتخصص بالتأكيد سيخفف من سمة الجماهيرية والتفاعلية العريضة، وعلى كل حال؛ قد لا تعني هذه الأمور المشار إليها سمة سلبية تنقص من قيمة المشروع إذا وضع في الاعتبار الهدف الأساس والفكرة الرئيسة التي انطلق منها والجمهور المستهدف (الحد من الفوضى المعلوماتية / قصر المشاركة والعطاء على النخبة العلمية المؤهلة في التخصص). المصدر: ملتقى شذرات
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المعلوماتية, المعرفي, الحصان, الفوضى, والحج |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع الخزان المعرفي والحد من الفوضى المعلوماتية | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قل هي مواقيت للناس والحج | عبدالناصر محمود | شذرات إسلامية | 0 | 09-02-2016 07:27 AM |
الحصان الطائر | صابرة | الملتقى العام | 0 | 01-14-2016 04:55 PM |
قصة البيت والحج | عبدالناصر محمود | شذرات إسلامية | 0 | 09-11-2015 07:15 AM |
منجمو الصين: سنة الحصان سنة حروب وكوارث وازمات | Eng.Jordan | أخبار منوعة | 0 | 01-30-2014 10:41 AM |
طفلة ترد على ولي عهد ابو ظبي ...علي أن انتظر والدي | Eng.Jordan | أخبار منوعة | 0 | 01-31-2013 10:47 AM |