#1  
قديم 02-19-2016, 08:27 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,968
ورقة القصور الإعلامي في العمل الإسلامي


القصور الإعلامي في العمل الإسلامي
ــــــــــــــــــ

(حِمير الحوري)
ــــــــ

10 / 5 / 1437 هـ
19 / 2 / 2016 م
ـــــــــ

الإعلامي الإسلامي 818022016022830.png




على الرغم تزايد الاهتمام بالإعلام عالمياً على كافة المستويات وفي مختلف المجالات، إلا أنَّا نلمس قصوراً إعلامياً من قِبل بعض مؤسسات وهيئات العمل الإسلامي، ولا نقصد هنا المؤسسات الإسلامية المتخصصة في مجال الإعلام إنما نقصد القصور الإعلامي للمؤسسات العاملة في المجالات التنموية والتوعوية والخيرية ونحوها من المجالات الأخرى، ولا يعني ذلك القصور عدمَ إدراكهم لضرورة الإعلام وأهميته؛ فعلى العكس من ذلك الإعلام حاضر في الذهن ومستوعَب في الفكر عند قيادة تلك المؤسسات، غير أن حضور الفكرة في الذهن وغيابها في السلوك والممارسة مشكلة عبَّر عنها مالك بن نبي بقوله: "غياب المنطق العملي"؛ ففي السنوات العشر الماضية ومن خلال احتكاكي ببعض المؤسسات الإسلامية شاهدت وبشكل واضح أن الإعلام يعاني من ضعف حاد لدى تلك المؤسسات سواء من حيث التخطيط أو الممارسة أو الأثر.
وإنه لمن المؤسف أن نرى تياراً إسلامياً له حضور ووجود في كافة المدن وأتباع في طول البلاد وعرضها، وليس لديه مركز دراسات أو مركز تدريب إعلامي رسمي معتمد، يعمل على التوجيه العام للتيار أو للمجموعات الإسلامية المتجانسة من حيث الحركةُ والمنهجُ، وحتى يكون هناك إنصاف فإن ما ذكرناه وسنذكره لا يعبر بالضرورة عن الواقع الإعلامي للعمل الإسلامي بجميع فئاته ومؤسساته؛ إذ إن ذلك يختلف في قوته وضعفه من بلد لآخر، وهو متعذر وفيه مجافاة للواقع، غير أن القصور الإعلامي يعتبر ظاهرة قائمة يعاني منها العمل الإسلامي، خاصة إذا ما قارناه بالتطور الهائل في مجال الإعلام على المستوى العالمي وتأثيراته الواسعة، فإعلام العمل الإسلامي يعتبر "أداة تبليغية هزيلة" عدا بعض الاستثناءات المحدودة التي لا تؤثر كثيراً في النمط الإعلامي السائد.
وإن ذلك الضعف والقصور يظهر عند بعض هيئات العمل الإسلامي ومؤسساته في عدد من النواحي منها ضعف جانب التدريب وإعداد العناصر المتخصصة في مجال الإعلام، أو ضعف عام في الممارسة الإعلامية، أو في كليهما معاً، وهو ما سنتطرق له بشيء من العرض في هذا المقال، وقبل ذلك نستعرض بعض النقاط التي تبين أهمية الإعلام بالنسبة للعمل الإسلامي: والتي منها:
- العمل الإسلامي بمختلف اهتماماته هو أحوج من غيره إلى الإعلام لأسباب عديدة من أهمها طبيعة المشروع الرسالي الذي يحمله، إضافة إلى كونه يعيش حالة حرب حقيقية على كل الأصعدة وفي مختلف المجالات، ويستخدم خصومُه في ذلك مختلف الوسائل وعلى رأسها الإعلام بمختلف أدواته.
- حجم الإثخان في الأمة المسلمة والظلم الواقع عليها من قبل أعدائها يتطلب القيام بالجهاد الإعلامي؛ إذ يقوم الأعداء بتحويل الضحية إلى جلاد والمستعمر إلى محرر، ويخدعون في ذلك شعوبهم والعقلاء منهم، بل وقع ضحية تلك الحملات الإعلامية التضليلية كثيرٌ من أبناء المسلمين!؛ نتيجة لحجم الضخ الإعلامي وجودته وتنوع أساليبه من قبل الخصوم.
- تجاوز دور الصحفي مسألة النشر أو تغطية الفعاليات إلى عمليات أخرى كرصد المشكلات الاجتماعية والسياسية وملاحظة الظواهر والتحولات، مع معالجة وحفظ المعلومات والبيانات عن القوى الاجتماعية وتفاعلاتها، ونحو ذلك من الأدوار التي تعتبر مهمة ومفيدة عند وضع المعالجات الدعوية وتركيز الاهتمامات الإصلاحية ومعرفة خريطة الأصدقاء والمنافسين والمؤيدين بالنسبة لمجموعات العمل الإسلامي، وتلك الأدوار تظهر فائدتها بوضوح مثلاً في التحقيق الصحفي، وهو جزء من عمل الصحافة بسيط.
- تحقيق الحضور الدعوي عبر المجال الإعلامي: إذ يعتبر العمل الإعلامي بمختلف مجالاته وسيلة اتصال جماهيرية تعمل على التوجيه والإرشاد وإصلاح الاختلالات الاجتماعية باستخدام التوجيه العام.
- إبراز الرموز الإسلامية والنماذج الإصلاحية من أبناء المجتمع الإسلامي ومزاحمة النماذج السلبية التي تشكل نموذج إفساد اجتماعي، بحيث تكون تلك الرموز مراجع إصلاح اجتماعي وقدوات يحتذى بطريقتها ومنهجها.
- تعتبر وسائل الإعلام بالنسبة للمشروع الإسلامي أدوات اتصال جماهيرية مهمة، من أهم نتائجها ربط الجمهور المسلم بمنافذ اتصال آمنة، كما تعمل على ربط العناصر الإسلامية وتعزيز المشترك الإسلامي في ما بينها.
- توسيع رقعة المناصرين والمحبين للمشروع الإسلامي، عبر تعريفهم بالأنشطة الخيرية ومساعي الإصلاح الاجتماعي والسياسي التي تعمل عليها المؤسسات والهيئات الإسلامية.
- الوسيلة الإعلامية تعتبر أرشيفاً ووثيقة تاريخية من المهم الاعتناء بها؛ لتشكل مرجعاً للباحثين وللمهتمين بشؤون العمل الإسلامي.
- أثبتت وسائل الإعلام أنها وسائل احتسابية فاعلة، سواء في مكافحة الفساد المالي أو الفساد الأخلاقي وكذا الفساد السياسي والتشريعي، وفضح الهيئات والجهات التي تقف وراء محاولات إفساد المجتمع، فأقل ما تفعله وسائل الإعلام الهادفة هو القضاء على الفساد المكشوف والفج.
- تعاني بعض بيئات العمل الإسلامي من مشكلة الانغلاق الفكري والسياسي على نفسها، فيحصل نتيجة لهذا تغليب الاهتمامات الجزئية المتعلقة بمشكلات تلك البيئة على حساب القضايا والمسائل الكبرى المتعلقة بعموم الأمة أو بعموم المشروع الإسلامي، وهذا يعود في نظري إلى أسباب عديدة من أهمها؛ ضعف الفعل الإعلامي ووسائل الاتصال الجماهيرية في تلك البيئات، إذ إن ميزة العمل الإعلامي أنه يوسع مجال النظر ويساعد في طرح قضايا أكثر جدية وواقعية، كما أنه يشغل أبناء العمل الإسلامي بالقضايا والمواضيع ذات الأثر الواسع والمنعكس على المجتمع بمختلف أطيافه؛ فممارسة العمل الإعلامي يعتبر حلاً لمشكلة الانغلاق على الذات، ومن الضروري توجيه طاقات الشباب والجهود لتنشط في مجالات العمل الإعلامي المتنوعة، بدلاً من استهلاكها في بيئات محدودة واهتمامات سطحية قديمة ليس لها أثر على الحياة الواقعية والمعاصرة.
- مشكلة أخرى تعاني منها بعض مؤسسات العمل الإسلامي، وهي ظاهرة تسرب العناصر النشطة والفاعلة، والتي شبت عن الطوق وأصبح لها حضور سياسي أو فكري أو اجتماعي، يتجاوز في أثره ومجاله بيئة العمل الإسلامي الحاضنة لتلك العناصر، فأحد الحلول الجيدة هو الدخول في مجال الإعلام؛ إذن إن العمل الإعلامي يعتبر بيئة حيوية، وهو مجال مناسب لهذه العينات كونه يحقق لها تحقيق ذاتها ويستوعب طاقاتها الحركية والفكرية.
قصور وضعف التدريب وإعداد العناصر الإعلامية:
على الرغم مما يتيسر لكثير من مجموعات العمل الإسلامي من فرصٍ تأهيلية في جانب التدريب عموماً، إلا أن حظ المجال الإعلامي لا يكاد يذكر، وفي حال وجد فهو لا يعدو أن يكون عملية تثقيف إعلامي أكثر منه تدريب وإعداد، ولذلك أسباب عديدة منها أن الإعلام لا يمثل أولوية حقيقية عند تلك المجموعات الإسلامية، ولهذا نجده غائباً تماماً في خططها وممارساتها [1]، الأمر الآخر أن طبيعة التدريب في عالمنا العربي يتسم بالعشوائية، أو لا يأتي ضمن خطط تدريب تخصصية متكاملة الحلقات.
إن تدريب وتفريغ العناصر الإعلامية وتشجيعها مادياً ومعنوياً يعتبر أحد الحلول المهمة لتجاوز هذه السلبية وهذا الضعف، ومن الضروري أن يكون للعمل الإسلامي عناصره الإعلامية المتخصصة، فالتفرغ لمثل هذه المجالات والاندفاع نحوها يعبر عن انسجام إيجابي مع طبيعة المشروع الإسلامي المتسم بالشمول والتنوع، وقد أكد على هذا المعنى العلامة السعدي في تفسير قوله – تعالى }فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ {[التوبة: 122]، يقول رحمه الله: "وفي هذه الآية دليل وإرشاد وتنبيه لطيف لفائدة مهمة، وهي أن المسلمين ينبغي لهم أن يُعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها ويوفر وقته عليها ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم ونهاية ما يقصدون قصداً واحداً، وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب، فالأعمال متباينة والقصد واحد، وهذه من الحكمة النافعة في جميع الأمور"[2].
إن غياب مراكز التدريب الإعلامية لدى كثير من مجموعات العمل الإسلامي يعتبر ظاهرة سلبية، بل إن كثيراً من المؤسسات الإسلامية قد اقتصرت فقط على خطب الجمعة والمحاضرات وإصدار الكتب والمنشورات، وهي وسائل مهمة لكنها تقليدية، بالإضافة إلى كونها عمليات اتصال جمعية وليست جماهيرية، فهي لا تقوم بأدوار العمل الإعلامي التخصصي نفسها.
ومن الملاحظ أن كثيراً ممن تخصص في الإعلام أو برز فيه من أبناء العمل الإسلامي، كان بجهد ذاتي وميول شخصية، ولم يكن ناتجاً عن تخطيط وإرادة مسبقة لدى الهيئة أو المؤسسة التي يرتبط بها، والجدير ذكره أن المؤسسات والهيئات الإسلامية في معظمها تمتلك ثراء في الموارد البشرية تتميز بمواهب نفسية وتنوع معرفي وثقافي جيد، أي أن لديهم قدرات إعلامية كامنة سيحولها التعلم والتدرب والنضج الطبيعي إلى "قدرات فعلية"، وهو ما يوجب على قيادة العمل الإسلامي الالتفات إلى هذه المسألة وإعادة الاعتبار لمكانتها دعماً وتدريباً.
ونشير هنا إلى بعض المقترحات التي من الممكن أن تساعدَ في تجاوز الضعف في هذه المسألة كما يلي:
· الاهتمام بالمجال الإعلامي على مستوى التخطيط والتنفيذ، والاستعانة بخبراء إعلاميين عند وضع الخطط.
· التعاون بين مؤسسات العمل الإسلامي لإنشاء مراكز تدريب إعلامية خاصة بهم.
· التنسيق والتواصل مع مراكز التدريب الإعلامية عموماً والاستفادة من خبراتها.
· العمل على تفريغ إعلاميين يكون من أعمالهم التدريب في مجال الإعلام.
· إنشاء مؤسسات إعلامية متخصصة تعنى بمجال الإعلام تدريباً وممارسة.
· القنوات الفضائية تمثل بيئة تدريب حيوية ولا يخلو بلد عربي من قناة فضائية هادفة، ومن المهم أن تتواصل المؤسسات الإسلامية مع تلك القنوات للإفادة منها ومن إمكانياتها.
قصور وضعف الممارسة الإعلامية:
إن الأسباب المولدة لضعف الأداء الإعلامي متداخلة ومترابطة، فعدم وجود الإعلام كأولوية عند رسم الخطط والبرامج، بالإضافة إلى غياب التدريب المدروس ينتج عنه ضعف في الممارسة وجهل في التعامل مع وسائل الإعلام والصحفيين، وأستشهد على ذلك بما رأيته في إحدى القنوات الفضائية؛ إذ شاهدتُ مقابلة تلفزيونية مع أحد الشخصيات العلمية والذي له حضور دعوي وخيري جيد، وكان عجبي من ضعف ردوده وبساطتها وسطحيتها على أسئلة المذيع، بل كان كلامه عبارة عن ترديد وتأكيد لكثير من الاتهامات التي يطلقها خصوم المشروع الإسلامي دون فحص لها أو نقض لشبهها!
ونشير إلى بعض من المظاهر التي تؤكد على ضعف الممارسة الإعلامية في النقاط التالية:
غياب المتحدث الرسمي: خاصة عند المجموعات الإسلامية التي لا تمارس أدواراً سياسية، وهذا يولد عدداً من المشكلات؛ كأن يتصدر لوسائل الإعلام شخصيات غير مؤهلة، إذ لا يكفي أن يملك المتحدثُ إلى وسائل الإعلام الأسلوبَ الحواري أو الخطابي فقط، بل لا بد أن يكون ذا معرفة جيدة بالمصطلحات الإعلامية وبالأساليب الصحفية وله خبرة في مجال الإعلام حتى لا يقع في شباك بعض الصحفيين وألاعيبهم.
الابتعاد عن وسائل الإعلام وندرة الاحتكاك بها: ونتج عن ذلك جهل بممارساتها ومضامينها وجديدها، إذ إن الاقتراب منها يكسب الخبرة والمهارة في التعامل معها. إن المتأمل في الخبر القرآني }غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{ [الروم: 2 – 3] يجد فيه دعوة ضمنية للمسلمين بضرورة الاهتمام بمجريات الأحداث في العالم، حتى وإن كانت بعيدة عنهم جغرافيا لكنها قريبة في التأثير ونتائجها تهمهم[3]، خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم أشبه بقرية واحدة بفعل تطور وسائل الاتصال والمواصلات، وكيف يمكن لنا أن نفهم ما يدور في العالم أو نكون أحد الفاعلين فيه ونحن بعيدون عن وسائل الاتصال الحديثة، وقد أكد على فائدة الممارسة الإعلامية المفكر الجزائري مالك بن نبي وأهميتها كإحدى الخطوات المهمة في الارتقاء الإعلامي إذ يقول في مقال له بعنوان "صحافة العالم الثالث": (إذا كنا نريد صحفيين موهوبين، وصحافة تتبوأ مركزها في عداد الصحافة العالمية الكبرى، يجب علينا أن نكون في البداية مجرد صحفيين متدربين)، وكيف يمكن أن نكون متدربين ونحن نعاني من حالة من الجفاء العملي لوسائل الإعلام؟
أرشيف إعلامي وتوثيقي مهمل: تملك كثير من المؤسسات مواد إعلامية وتوثيقية كثيرة، متضمنة لمحاضرات وندوات وفعاليات اجتماعية ونحوها، لكنه مهمل وغير مستفاد منه ولم يخرج إلى الضوء، بل إن عمليات التوثيق تلك لا تعدو كونها عمليات إرضاء للضيف أو للداعم؛ فهي عبارة عن حضور صوري لأدوات إعلامية لم يتم استثمار موادها المسجلة، إذ لم تنشر على اليوتيوب ولم يتم إعادة إنتاجها كتقرير صحفي أو تلخيص علمي، فمن الممكن والمفيد أن يشكل ذلك حال نشره كبير فائدة لكثير من المهتمين بمضامين تلك المواد.
التقليل من أهمية التغطية الإعلامية: العمل الإسلامي يقوم بمختلف النشاطات والفعاليات التي تُظهر في مجملها هوية المشروع الإسلامي وتسجل حضوره في المجتمع من خلال تلك الفعاليات والبرامج، غير أن المشكلة هي أن كثيراً من تلك الفعاليات لا تحظى باهتمام إعلامي جيد بسبب ما يراه البعض من أن هذا العمل أو هذه الفعالية لا تحتاج إلى تغطية إعلامية لقلة المشاركين، أو لأن عدد المستفيدين منها متواضع، وهذا يعبر عن ضعف في فهم طبيعة العمل الإعلامي وأغراضه، إذ إن المهم في التغطية الإعلامية هو جودة الفكرة ومدى تعبيرها عن المجتمع واهتمام المجتمع بها، وإن كانت الفعالية ضعيفة في أحد جوانبها الشكلية لا يعني إلغاء فكرة التغطية؛ ذلك أن التغطية تتيح الوصول إلى جمهور أوسع وتغذي فكرة الفعالية وتعيد إحياءها، كما أنه لا يشترط أن تذكر التفاصيل التي احتوتها تلك الفعالية من حيث عدد الحضور ونحوه إذا كان عدد الحضور قليلاً، فالتركيز على الفكرة ومحاور الفعالية هو المهم.
ومن خلال المتابعة اليسيرة للمنظمات التغريبية مثلاً، يلاحَظ أن معظم فعالياتها وبرامجها يعاني من ضعف حاد في عدد المتفاعلين والمستفيدين من تلك الفعاليات، غير أن تلك الفعاليات على محدوديتها تحظى بتغطية إعلامية واسعة، فهناك التقرير التلفزيوني والتقرير الصحفي، والتداول الواسع لمحتوى الفعالية على شبكات التواصل، ومراسلة المسؤولين لإطلاعهم على نتائج تلك الفعاليات، وسبب كل ذلك هو إدراك تلك المنظمات لأهمية الممارسة الإعلامية التي تُسهم في خروج فكرة تلك الفعاليات من حيزها الجغرافي الصغير إلى مجتمع أكثر اتساعاً وتنوعاً.
خلاصة القول: إنه على المؤسسات الإسلامية بمختلف مجالات عملها العناية بالإعلام، والحرص على تسجيل حضورها كقوة إيجابية فاعلة في المجتمع والدولة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وإيصال رسالتها الإنسانية إلى العالم بواسطة تعريف العالم بأدوارها ومشاريعها التنموية والخيرية والتوعوية وبرسالتها الخالدة، والعمل على تجاوز كل العقبات التي تعرقل نشاطها الإعلامي والجماهيري الواسع مستعينين في ذلك بالله ثم بالتخطيط السليم والعزيمة الصادقة.

--------------------------------------
[1] التخطيط عند بعض المؤسسات لا يعدو أن يكون اجتماعات ولقاءات وتوزيع متابعات لا أكثر.
[2] تيسير الكريم الرحمن للسعدي، ص355.
[3] الإعلام الإسلامي لميسر سهيل، ص27.

-----------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
العلم, الإسلامي, الإعلامي, القصور


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع القصور الإعلامي في العمل الإسلامي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
10 أخطاء لمنتقدي العمل الإسلامي عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-05-2016 08:14 AM
مشاريع العمل الإسلامي عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 11-19-2015 08:26 AM
العمل الإسلامي ونزاع النخبة عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 03-28-2015 08:03 AM
العمل الإسلامي ونزاع النخبة عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 03-28-2015 08:03 AM
العولمة وتأثيرها على العمل المصرفي الإسلامي عبدالناصر محمود بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 05-07-2014 07:41 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59