#1  
قديم 06-17-2012, 12:36 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي النظرية النمائية لجان بياجيه



النمائية harithi309.jpg
سلطان بن محمد بن الحارثي
- مقدمة في نظرية جان بياجية نشأتها و مفهومها
نظرية بياجيه من النظريات المعرفية التي تنتمي إلى المدرسة المعرفية وتثير هذه المدارس التساؤلات التالية وهي كيف يتعلم الفرد؟ وكيف يتذكر معارفه؟ وعما يختلف فرد عن فرد آخر من معارفه بالرغم أنهما خضعا لنفس الظروف التعليمية؟ وكيف؟وتضم المدرسة المعرفية نظريات عديدة ولعل أبرزا نظرية بياجيه التي تؤكد أهمية البيئة المعرفية كعمليات إجرائية عقلية في العملية التعليمية. (جاسم، محمد. (2004). 167).
لقد أثرى جان بياجية (1896) العالم السويسري المعاصر دراسات الطفولة بحقائق علمية موضعية حية هي نتاج بحوث بدأت من العشرينات من القرن الحالي حتى وقتنا الراهن.و يمكن تقسيم حياة بياجية العملية و العلمية إلى ثلاث فترات:
الفترة الأولى:
و تبدأ من عام 1920 إلى عام 1929 ويسميها هو نفسه بفترة المراهقة الفكرية و قد انتقد إنتاجه في هذه المرحلة بأنه كان يعتمد على النواحي اللفظية أكثر من العملية أو الأدائية، و قد سيطر عليه في هذه المرحلة اتجاهان أساسيان هما:- الاتجاه البيولوجي، -الاتجاه المعرفي وحاول أن يحقق تكاملا بينهم.
الفترة الثانية :
و قد امتدت من عام 1930 حتى عام 1940 و فيها أهتم بدراسة تكوين ونمو الذكاء عند الأطفال مستخدما أطفاله الثلاثة الذين ولدوا في هذه الفترة.و في هذه المرحلة كتب كتبا كثيرة منها: (أصل الذكاء عند الأطفال)(اللعب و الأحلام و التقليد عند الأطفال) (صياغة الأطفال للواقع)كما درس بشكل مكثف مفهوم (الاحتفاظ ) أو بقاء الشئ على حالة و استمرار بعض صفاته ثابتة رغم تغير المظهر ، و قد تميزت هذه المرحلة بغزارة الإنتاج العلمي و الكتب التي تناولت مفاهيم الزمان و المكان والعدد والسرعة.
الفترة الثالثة:
و قد بدأت مع بداية الأربعينات حتى وفاته 1980 وفيها استثمر نتائج الدراسات في الفترتين السابقتين في الإجابة على القضايا المعرفية التي كانت هي الدافع له لدراسة الطفل و هي : طبيعة المعرفة و نشأتها و تطورها . (الكناني، ممدوح، الكندري، أحمد. (1992). 607-608).
المفاهيم و العمليات المعرفية الأساسية التي تقوم عليها نظرية بياجيه
على الرغم من ازدهار علم النفس الأمريكي إلا أن بياجية خرج بنظرية ورؤية تختلف
تماما عن تلك النظريات التي تبناها حيث استخدم بياجية مفاهيم مختلفة غير التي كانت مألوفة في ذلك الوقت و ناد بآراء مختلفة و استخدم منهجا مختلفا.(ويعتمد هذا النمط بخاصة على ما يتعلق بتربية صغار الأطفال ورعايتهم و تطورهم المعرفي). (مرعي، توفيق، الحيلة، محمد. (2002). 166).
مفهوم النمو عند بياجية :
هناك اتجاهان في التفسير النظري لعلمية النمو:
1) الاتجاه الميكانيكي: و هذا الاتجاه يمثل عملية التعلم التي تفسر التغير في أطار المدخلات و المخرجات، بمعنى أن ما يتعرض له الإنسان من مؤثرات خارجية يحدث قدرا من التغير يتناسب مع هذه المدخلات.
2) اتجاه (النظرة البنيوية): بياجية يرى أن النمو يتميز بظهور أبنية جديدة و هي الأبنية ليست إضافات كمية فحسب بل تعتبر تغير في التنظيم. فإذا نظرنا مثلا إلى كيفية اكتساب الطفل اللغة نجد أن الاتجاه الميكانيكي يرى بأن النمو يحدث كميا فمن استخدم كلمة إلى كلمتين إلى ثلاث إلى الجملة...... الخ
أما الناحية البنيوية فان الانتقال هذا يعتبر عملية إعادة تنظيم أساسية في الأنظمة المعرفية والسمعية التي تؤدي إلى تكون البناء التالي ورغم أن كل بنية تتأثر بالنية السابقة عليها وتأخذ منها عناصر وتضيف إليها عناصر جديدة فانه ليس هناك اتصال بالمعنى المتعارف عليه. وينتمي بياجيه إلى الاتجاه البنيوي الذي يفسر النمو بناء على التغيرات الكيفية التي تحدث في البنية العضوية التي تقابلها بها تغيرات من الناحية السلوكية. (الكناني، الكندري. (1992). 609).
النمو العقلي عند جان بياجيه
اهتم بياجيه منذ البداية بأصل المعرفة والكيفية التي من خلالها تتطور مثل هذه
المعرفة،ونظراً لتخصصه في مجال البيلوجيا فقد أدرك بإمكانية توظيف مفاهيم ومبادئ علوم الأحياء لدراسة النمو المعرفي لدى الأفراد، ولذلك نرى اهتمام بياجيه انصب على
مسألتين رئيسيتين :
أ- كيف يدرك الطفل هذا العالم والطريقة التي يفكر من خلالها بهذا العالم؟
ب- كيف يتغير إدراك وتفكير الطفل بهذا العالم من مرحلة عمرية إلى أخرى؟(الزغلول، عماد. (2003). 213).
والنمو العقلي عند جان بياجية لا ينفصل عن النمو الجسمي وذلك بأن عوامل النمو لا
تقتصر على دراسة النضج البيولوجي هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية وهي التدريب واكتساب الخبرة والتفاعل الاجتماعي والنمو العقلي عند بياجية يمر بثلاثة مراحل متتالية وهي:المرحلة الحسية الحركية، مرحلة الحركات المحسومة والعيانية، مرحلة العمليات الصورية والشكلية ،وتتميز هذه المراحل بما يلي:
1. أن نظام تتابعها ثابت رغم أن متوسط الني تحدث عنها يختلف من فردلآخر وفقا لدرجة ذكائه أو الحالة الاجتماعية مما ينشاء عنه إسراع أو إبطاء لكن التتابع يظل ثابت.
2. تتميز كل مرحلة ببيان شامل يمكن من خلاله تفسير الأنماط السلوكيةالرئيسية.
3. هذه البينية العامة والشاملة متكاملة ولا تحل أحدها محل الأخرى فكل واحدة تنشأ عن سابقتها وتدمجها فيها كبينة فرعية ثم تهيئ نفسها للمرحلة التالية وسرعان ما ستندمج فيها. (الكناني، الكندري. (1992). 610-611).
عوامل النمو العقلي والمعرفي عند بياجيه
يفترض بياجيه أن النمو العقلي والمعرفي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعدد من العوامل تتمثل
بالآتي:
أولاً- النضج: يعتقد بياجيه أن النضج عامل من عوامل الارتقاء المعرفي، وأن الإسهام الرئيسي للنضج في الارتقاء المعرفي هو في النمو العصبي، وفي نمو جهاز الغدد الصم، وإذ يلعب دوراً واضحاً في الارتقاء. (واردزورث. (1990). 37).
وعامل النضج يساعد على تكوين الأبنية المعرفية التي تتحدد أنماط السلوك الفعالة حيال
هذه المثيرات.وتجدر الإشارة هنا، أنه بالرغم من أهمية النضج في حدوث النمو المعرفي لدى الأفراد إلا أن هذا العامل غير كاف لوحده لإحداث مثل هذا النمو، ويكمن أن يظهر دوره البارز في تهيئة الفرد من متابعة عمليات النمو والدخول في المراحل على نحو متسلسل ومنتظم. (الزغلول، عماد. (2003). 214).
ثانياً / الخبرات الفيزيائية: الطفل الذي يتعرض للخبرات الفيزيائية أكثر من أقرانه
يكون أسبق منهم في الانتقال من مرحلة إلى أخرى لأن الأعمال الفيزيائية طبقاً لبياجيه نوعين من الخبرة هما: الخبرة الفيزيائية وهي الخبرة التي تتطلب العمل العضلي، والخبرة المنطقية الرياضية والتي تظهر في التعالم مع الأشياء بقصد معرفة نتائج النشاط. (جاسم، محمد. (2004). 181).
ثالثاً / التفاعل الاجتماعي:
ويعد التفاعل الاجتماعي عاملاً آخر في الارتقاء المعرفي، ويعني بياجيه بالتفاعل الاجتماعي تبادل الأفكار بين الناس. (واردزروث، (1990). 37).
ويشمل التفاعل الاجتماعي التفاعل الفكري والعقائدي والثقافي والإبداعي، فكل هذه
التفاعلات التي تحدث تساهم في حدوث النمو المعرفي لدى الأفراد، إذ من خلال التفاعل يتعلم الفرد اللغة والثقافة وأنماط السلوك الاجتماعي والعادات والتقاليد والأخلاق والعديد من المهارات. (الزغلول، عماد. (2003). 215).
رابعاً / عامل التوازن: يعتبر بياجيه مبدأ التوازن هو الآلية التي توازن بين العوامل
الثلاثة السابقة ويرى أن الإنسان دائماً يبحث عن الاتزان وسرعان ما يبدأ في البحث عن إجابات لتساؤلاته إذا ما فقد هذا الاتزان. (جاسم ، محمد. (2004). 181).
وتعد فترة التوازن نزعة فطرية موروثة تولد مع الإنسان وتتيح للفرد تحقيق نوع من
الاتزان بين الحصيلة المعرفية السابقة لديه وبين الخبرات الجديدة التي يوجهها، فمن خلالها يستطيع الفرد تدريجياً على الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها الأشياء في هذا العالم، كمان أنها تجعل الفرد يعيد وينظم ويعدل البنى المعرفية الموجودة لديه.(الزغلول، عماد. (2003). 216).
العمليات الأساسية في النمو العقلي:
يرى بياجيه أن عملية التوازن هي العامل الهام والحاسم في النمو العقلي، ومن خلالها
يسعى الفرد إلى التخلص من حالات الاضطراب والاختلال التي تحدث بفعل التفاعلات المستمرة والوصول إلى حالة من الاتزان بين بناءه المعرفي وهذا العالم.وتشمل عملية التوازن على قدرتين فطريتين هما: قدرة التنظيم وقدرة والتكيف، وهاتين القدرتين يتفاعلا معاً ليحققا التوائم مع البيئة التي يعيش فيها ويتفاعل معها.
أولاً- قدرة التنظيم: تعد قدرة التنظيم نزعة فطرية تولد لدى الأفراد بحيث تمكنهم من تنظيم خبراتهم وعملياتهم المعرفية، لذلك يرى بياجيه أن الأفراد يولدون وهو مزودون ببعض البنى المعرفية البسيطة وبعض الاستعدادات التي تمكنهم من تنظيم الخبرات الخارجية في ضوء مايوجد لديهم من تكوينات وأبنية. وبهذا المنظور فإن الأفراد يولدون وهو مزودون ببعض القدرات التنظيمية البسيطة التي تتطور وتتشابك معاً لتصبح أنظمة وبنى معرفية أكثر تعقيداً، ومن خلال قدرات التنظيم يعمل الفرد على إعادة تنظيم البنى المعرفية الموجودة لديه أصلاً.
ثانياً- قدرة التكيف: ينظر بياجيه أن التكيف نزعه فطرية تولد مع الإنسان وتمكنه من التأقلم مع البيئة المحيطة به، وتتنوع أساليب تفكيره باختلاف فرص التفاعل التي يمر بها ، فكمان أن قدرة التنظيم تعمل داخل الفرد فإن قدرة التكيف تعمل خارج الفرد، مما يجعله يحقق نوعاً من التوازن الخارجي التي يؤهله للعيش والبقاء. ويعتبر التكيف الهدف النهائي لعملية التوازن، ويتضمن التغيرات التي تطرأ على الكائن الحي استجابة لمطالب البيئة. ويحدث التكيف من خلال عمليتين هما: التمثل والتلاؤم، وهاتان العمليتان متلازمتان فليس هناك تمثل بلا تلاؤم ولا تلاؤم بلا تمثل.
أ- عملية التمثل : تتضمن عملية التمثل تعديل مجموعة من الخبرات الجديدة بما يتناسب مع البنى العقلية الموجودة لدى الفرد، فعندما يتمثل شخص ما خبرة ما، فهو بذلك يعدل هذه الخبرة لتتلاءم مع ماهو موجود لدينا من أنشطة، وأبنية عقلية. وبهذا المنظور يعتبر التمثل عملية تشويه في الواقع الخارجي ليتلاءم مع البناء الداخلي للفرد، حيث يستخدم وفق هذه العملية البنى المعرفية لديه لتفسير العالم الخارجي، فعلى سبيل المثال، الطفل الذي عندما يرى قطعة من البلاستك أمامه فإنه يضعها في فمه مباشرة يظن أنها طعام، باعتبار أن لديه بنية سابقة حول الطعام. (الزغلول، عماد، (2003). 219).
ب- التواؤم: والمقصود به هنا هو تعديل الاستجابة التي أصدرها الفرد في عملية التمثل
التي أثارها المتعلم نتيجة جمعه للمعلومات الجديدة نتجت عن عدم توافق بينهما وبين بيئته الذهنية وهذا يقضي أن يستعيد المتعلم اتزانه الذهني ويعدل بنيته الذهنية ويحدث أحيانا التعديل للمعلومات التي تلقاها بما يتناسب مع خلفيته المعرفية وليس العكس، أما إذا كانت المعلومات جديدة فينتج عن ذلك إضافة للبنية الذهنية للمتعلم. (جاسم، محمد، (2004). 183).
مراحل النمو المعرفي عند بياجية.
قدم بياجية أربع مراحل أساسية للنمو المعرفي وهي :
المرحلة الأولى: مرحلة النمو العقلي الحسي الحركي وتبدأ من الولادة حتى سن سنتين.
المرحلة الثانية:- مرحلة ما قبل العمليات و هي من سن 2-6 أو7سنوات.
المرحلة الثالثة:- مرحلة العمليات العينة أو الملموسة و هي من سن6 أو 7 سنوات إلى 11و 12 سنة.
المرحلة الرابعة:- مرحلة العمليات المجردة و هي من سن 12 إلى 15 حيث يتم اكتمالها. (الكناني، الكندري. (1992). 627).
المرحلة الأولى:- معرفة النمو الحسي الحركي :
وهي المرحلة التي يستخدم الطفل فيها الأشياء المحسوسة التي يتلقاها من العلم الخارجي
و يتعامل معها حركيا عن طريق يديه وعضلاته و هي تبدأ من الولادة إلى سن الثانية. .(الأسدي، غالب. (2008).
وعند بداية نقطة هذه المرحلة يتمسك الوليد بكل شي ليمتلكه أو ليمتلكه جسمه، وحين
تتوقف هذه الفترة وتبدأ لغة التفكير لايكون عملياً إلا عنصراً أو كياناً وسط عناصر وكيانات في عالم بناه بنفسه تدريجياً وسيجربه من هنا فصاعداً بكونه خارجاً بالنسبة إليه. (بياجيه، جان. (1986). ترجمة سمير علي، 17).
و يقسم بياجية هذه المرحلة إلى عدة جوانب وهي:-
1- الجانب جانب المرونة العضلية :- يتمثل هذا الجانب بقيام الطفل بحركات عشوائية
في البداية و هي حركات غير متعلمة ولا منتظمة ثم بعد ذلك تميل هذه الحركات إلى الاستقرار هدفها الإتقان و الدقة في أداء العمل ، و الحركات العشوائية التي يقوم بها الطفل في بدايته الرأس العينين و اليدين و القدمين ، كإمساك الطفل في بدايته للرضاعة و حركة مص الأصبع و غيرها من الحركات العشوائية الغير منتظمة ثم تستقر عملية الإمساك بشكل منظم كلما تقدم الطفل في العمر، و هذه المرونة العضوية ترتبط بعلاقات غيابية مع الجهاز العصبي من خلال تطوير عمل هذا الجهاز مع نمو الطفل بشكل مستمر.
2- جانب التكيف الداخلي :
يتضمن هذا الجانب قيام الطفل بتكييف أعضاءه الجسمية لتستجيب للمنبهات الخارجية التي يتعامل معها في بداية عمره عن طريق الفم كتحريك الشفتين و عضلات الفم التي يمكن ملاحظتها على الطفل يشكل واضح ، متوافقة مع إفرازات الغدد اللعابية و هي مؤشرات لتكييف أعضاء الجسم التي تتعامل مع الطعام الذي يقدم للطفل،وهذه العلاقة بين المنبه الخارجي و الأعضاء التي تتعامل معه أيضا ترتبط بنمو و تطور الجهاز العصبي عند الطفل.
3- جانب المواءمة:- يتضمن هذا الجانب موائمه الطفل بين الحركات العشوائية التي يقوم بها و المؤثرات البيئية التي يواجهها ، و ينتج عن هذه الموائمة إدخال أنماط جديدة من التفكير تجعل من الطفل أكثراستقراري مع البيئة المحيطة.
4 - جانب التوافق بين الحس و الحركة : يتضمن التوافق بين حركات الطفل مع إحساساته ، بحيث يتمكن من الحصول على الأشياء مع البيئة التي تلاءم مع إحساساته الداخلية كرفض الطفل للأطعمة المرة و المالحة و اتجاه لتناول الأطعمة الحلوة و هذا دليل على ترابط بين حركاته و حاسة الذوق عنده جميع هذه الجوانب تعمل على تكوين الجانب الحسي الحركي و الذي يعده بياجيه مظهرا من مظاهر النمو العقلي عند الطفل .(الأسدي، غالب. (2008).
المرحلة الثانية: مرحلة ما قبل العمليات ( التفكير التصوري ):
و هذه المرحلة تبدأ من نهاية السنة الثانية حتى السن السادسة أو السابعة و تتصف هذه
المرحلة بخصائص و هي:
1- لا توجد بها عمليات منطقية بصورتها الناضجة فلا يستطيع الطفل إدراك مفهوم الاحتفاظ بالكم ثابتا.
2- تفكير الطفل في هذه المرحلة تفكير انتقالي أي ينتقل فيه الطفل من الخاص إلى الخاص و ليس تفكيرا استقرائيا أو استنباطي.
3- تفكير الطفل في هذه المرحلة مرتبط بالمظهر الخارجي للشيء، فإذا تغير الشكل فإن ذلك يعني تغيرا في الحجم و الوزن... الخ. و بذلك يكون حكمه على الأشياء بما يظهر منها .وتقسم هذه المرحلة إلى فترتين:-
الفترة الأولى : فترة نمو اللغة ذات الوظيفة الرمزية أو مرحلة اللعب الخيالي والرمزي: و هذه الفترة ينمو فيها الجانب اللغوي مما يساعد على نمو التفكير.
الفترة الثانية: فترة التفكير الحدسي أو الذاتي: وهذه الفترة تبدأ من سن 4 إلى 7 سنوات و يكون التفكير في هذه المرحلة غير منطقي و متمركز حول بعد واحد أو حول علاقة واحدة في الوقت الواحد مثال ذلك : أذا شكلت إحدى كرتين من الطين متساويتين في الكمية أو الوزن ولكن أحداهما شكلتها بشكل تختلف فيه عن الأخرى فأنه قد يحكم بكبر احدهما و هذا يحصل بسبب ظاهرة التمركز حول بعد واحد في هذه المرحلة فقد نظرا إلى بعد الطول في تشكيل الطين فحكم بأنه اكبر لذا التفكير لدى الطفل في هذه الفترة محدود على قضيتين.
1- الانتباه:
2- الذاكرة: و هي عملية تعمل على إعادة تذكر المعلومات لدى الطفل و هي ما تسمى بالقدرة على الاسترجاع. (الكناني، الكندري. (1992). 630).
المرحلة الثالثة: مرحلة العمليات العينية أو المحسوسة: و تسمى بمرحلة التفكير
المنطقي المحسوس أو بمرحلة المفاهيم الحسية و تمتد من 6 أو 7 سنوات إلى 12 سنة.
ومن خصائص هذه المرحلة :
1-القدرة على القيام بالعمليات الاستنباطية و الاستنتاجية.
2-مرتبطة بالأشياء الحسية فيظهر مفهوم الاحتفاظ هنا في الكمياتوالأعداد.
3-التقليل من التفكير المتمركز حول الذات و التفكير حول بعد واحد فهذه المرحلة تجعل من الطالب يدرك الأشياء من أكثر من بعد .
4-نمو مفهوم التصنيف وما يتطلبه من عمليات التسلسل أو تدرج الأشياء المتشابهة تبعا لبعد معين كالحجم أو اللون أو الطول. و أهم منجزات هذه المرحلة هي تراكيبها المعرفية تتألف من أنظمة تشمل كليات متماسكة من العمليات القابلة للانعكاس و التي تمكن من إيجاد التنظيم و الثبات بين الأشياء و الإحداث في العالم المحيط و حتى تنظيم و تثبيت الأعمال المعرفية العقلية تامة متماسكة و تركيب محدد قوي فإن بياجية يطلق عليها اسم العمليات العقلية. (الكناني،الكندري. (1992). 633-634).
المرحلة الرابعة: مرحلة التفكير المنطقي أو الصوري:
و فيها يتمكن الطفل من إدراك المفاهيم المجردة مثلا عندما يتمكن الطفل من معرفة
مفهوم العدالة و الصدق و يربط هذه المفاهيم بمواقف محسوسة يكون قد دخل في هذه المرحلة و التي عادة ما تظهر من عمر 12 سنة فما فوق. (الاسدي، غالب. (2008).
و يقرر بياجية أن في هذه المرحلة يتم إدراك المفاهيم السابقة في مرحلة التفكير العيني
بصورة مجردة و هذا هو الفرق بين هذه المرحلة و التي قبلها ، فالمفاهيم في هذه المرحلة موجودة. لكن الصورة التي يتم التفكير بها يفي هذه المفاهيم تكون مختلفة. (الكناني، الكندري. (1992). 634)
ويرى بياجيه كذلك أن الطفل في عمر 12 سنة يكون قادر على التفكير الاستدلالي،
فهو يستطيع أن يرى المشكلة بأن يأخذ وبشكل منظم جميع الحلول الممكنة لها بعد أن تطرح جميع الحلول أمامه فيقوم باختيار أحد الحلول بشكل معقول. (جاسم، محمد. (2004). 189)
تقويم نظرية بياجيه
كانت معظم النتائج التي توصل لها جان بياجيه تحمل من الإيجابيات الشيء الكثير
ولكن لاتحول دون إيراد بعد القصور في هذه النتائج ومنها:
أولاً/ أننا نجد من الصعوبة تصور العلاقة بين (البنية المعرفية) والسلوك والأداء، لأن أصحاب هذه النظرية لم يبينوا كيفية تحويل البنى المعرفية إلى أداء وسلوك، ويفترضون أن هذا التحول يكون على نحو آلي، لذلك يهملون الجانب الأدائي، ويركزن على القدرات المعرفية كالفهم والتمييز والمحاكاة.
ثانياًً/ التعلم البنائي أهمل إلى حد ما أثر الدافعية (التعزيز والعقاب)في التعلم، ويرى أصحاب هذه النظرية أن الدوافع تكون ذاتية وداخلية، فالطفل من خلال انهماكه في النشاطات التعليمية يمكنه تطوير المخططات المعرفية التي تسهل عليه عملية التكيف المناسب الذي يحقق له التوزان بينه وبين بيئته.
ثالثاً/ أنماط التعلم البنائي على تمكن المعلم من التنبؤ بأنماط استجابات المتعلم وسلوكه، وعليه أن يستنتج ذلك من خلال المعالجات التي يمارسها حيال المواد والخبرات المتوافرة لديه التي تحكمها عادة بنيته المعرفية الراهنة. لذلك يصعب على المعلم استخدام أو أنماط سلوكية تمكنه من التنبؤ باستراتيجيات المتعلم التفكيرية.
رابعاً/ لما كان التعلم معنياً أصلاً بتغير سلوك المتعلم عن طريق معالجة الشروط الطبيعية والاجتماعية للبيئة التي يتفاعل معها. فإن النظرية التطويرية لا تزود المعلم بوصف دقيق للمتغيرات البيئة التي تنتج تغيرات حقيقة للبنية المعرفية.
خامساً/ بيتر براينت ومجموعة من النقاد اتهموا بياجيه بعدم تقدير تفكير الأطفال تقديرا كافيا حيث قدم براينت أدلى توحي أن الأطفال دون مرحلة الإجراء المحسوس(دون سن السابعة) يمكن أن يقوموا بالاستنباط ووجد أن الأطفال في سن الخامسة يمكن أن يدللواً عن طريق استبعاد العناصر التي تشكل عبئاً على الذاكرة.
سادساً/ تشارلز برينارد تحدى بياجيه حول المبالغة في تفسير التفكير عند الأطفال وفي رأيه ليس هناك حاجة لافتراض قيام مراحل التطوير لأن مفهوم المراحل ذاته هو مفهوم تافه.
سابعاً/ شكا الكثير من الباحثين من أن الطريقة التي يتبعها بياجيه في تحديد المعرفة التطويرية ليست طريقة دقيقة بدرجة كافية.
ثامناً/ أن طريقة البحث عند بياجيه كانت فردية وقائمة على الانطباع الذاتي أكثر من أي شيء آخر. (عبدالهادي، جودت. (2007). نظريات التعلم. تلخيص، 197-199).
-------------------
-المراجع:
- الاسدي، غالب. (2008).مقال نظرية النمو العقلي لجان بياجيه وتطبيقاتها التربوية. على الرابط:
http://www.annabaa.org/nbanews/49/104.htm
- بياجيه، جان. (1986). التطور العقلي لدى الطفل، ترجمة: سمير علي. دار ثقافة الأطفال للنشر والتوزيع.
- جاسم، محمد. (2004). نظريات التعلم. دار الثقافة للنشر والتوزيع.
- الزغلول، عماد. (2003). نظريات التعلم. دار الشروق للنشر والتوزيع.
- عبد الهادي، جودت. (2007). نظريات التعلم. دار الثقافة للنشر والتوزيع.
- الكناني، ممدوح، الكندري، أحمد. (1992). سيكولوجية التعليم وأنماط التعلم وتطبيقاتها النفسية والتربوية. مكتبة الفلاح.
- مرعي، توفيق، الحيلة، محمد. (2002).طرائق التدريس العامة. دار الميسرة للنشر والتوزيع.
- واردزورث، بي. (1990). نظرية بياجيه في الارتقاء المعرفي، ترجمة سعد الاسدي، صالح حميد، فاضل الازيرجاوي. طباعة ونشر- دارالشؤون الثقافية العامة.
الفهرس
- المقدمة .................................................. ............................1
- مقدمة في النظرية النمائية لجان بياجيه نشأتها ومفهموها........................3
- المفاهيم المعرفية التي تقوم عليها نظرية جان بياجيه.............................5
- مفهوم النمو عند بياجيه............................................ .............5
- مفهوم النمو العقلي عند بياجيه............................................ ...........6
- عوامل النموالعقلي والمعرفي عند بياجيه.........................................8
- العمليات الأساسية للنمو العقلي............................................ ..........10
- مراحل النمو المعرفي عند بياجيه............................................ .......12
- تقويم نظرية بياجيه............................................ ..........19
الخاتمة........................................... ........................21
المراجع........................................... ......................22
الفهرس............................................ ..........................23


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-08-2015, 06:30 PM
رقية بنت زينب غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 4
افتراضي

مجهود تشكرين عليه اختي و اتمنى لك مزيدا من التالق
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
نظرية جان بياجية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع النظرية النمائية لجان بياجيه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نظرية بياجيه في التعلم Eng.Jordan عروض تقدمية 0 03-08-2013 05:16 PM
تقييم ضوابط تشكيل لجان التدقيق واليات عملها في الشركات الاردنية المساهمة لتعزيز الحاكمية المؤسسية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 11-15-2012 07:01 PM
النمو المعرفي عند جان بياجيه Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-01-2012 03:16 PM
رجل مسيحي قبطي من كاليفورنيا مدان بارتكاب جرائم مالية له صلة مباشرة بالفلم المسيء للإسلام Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 09-13-2012 01:52 PM
لجان التنسيق السورية: 200 قتيلاً برصاص قوات النظام السوري يوم الخميس يقيني بالله يقيني أخبار عربية وعالمية 0 07-27-2012 07:57 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59