#1
|
||||
|
||||
الفروســـية
الفروســــــــــــــــية ــــــــــــــــــــــــــــ ـ يقول الجاحظ : ( لم تكن أمة قط ، أشدَّ عجباً بالخيل ، ولا أعلم بها من العرب . ولقد لعبت الخيل دوراً بارزاً في حياة العرب وتركت أبلغ الأثر في لغتهم وأدبهم وطباعهم، فمن حيث اللغة أضافت إليها كثيراً من الألفاظ التي تتعلق بأعضائها وصفاتها وحركاتها ) . ـ وفي الجاهلية لم يكن العرب يهتمون بشيء من الحيوانات قدر اهتمامهم بالخيل .. وكانوا يرون أنه لا عزة إلا بها ولا قهر للأعداء إلا بسببها ، فكانت تنال تكريمهم إلى درجة تفضيلها على أولادهم وأنفسهم ، وفي ذلك يقول عمر بن مالك : وسابح كعقاب الدجن أجمله ... دون العيال له الإيثار واللطف ـ وكان بعضهم يُعيِّر البعض على عدم اهتمامه بخيوله ، فقال عنترة يهجو قوماً أهملوا خيولهم : ابن ذبيبة مالمهركم *** متهوشاً وبطونكم عجر ـ ولا يرى العربي ، مهما كانت مكانته الاجتماعية ، عيباً في قيامه بنفسه بخدمة فرسه ، بل إنه كان لا يتكل على غيره للقيام بهذه المهمة.. ويقول حكيم في ذلك : ( ثلاثة لا يأنف الشريف من خدمتهم : الولد .. والضيف ..والفرس ). الفروسية في الإسلام :ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ قبل مجيء الإسلام كان اقتناء الخيل للتفاخر والتباهي .. وعندما جاء الإسلام ، الذي انتشر ورفرفت راياته الأولى فوق صهوات الخيول المخضبة بدماء الشهداء، أصبح اقتناء الخيل له غاية شريفة باعتبارها إحدى وسائل الجهاد في سبيل الله ، ومن ثم فقد جعل للفرس سهماً في غنائم المسلمين يحصل عليه صاحبه ؛ ومجد الإسلام الخيل وفضلها ، فقد ورد ذكرها في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم ، وكلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى ؛ بل الله سبحانه وتعالى أمر في كتابه العزيز باقتناء الخيل ورباطها وإكرامها باعتبارها رمزاً للقوة وترهيب العدو ووسيلة النصر ، يقول سبحانه وتعالى : ( وأعدُّوا لهُم ما استطعتُم مِنَ قوة وَ مِنَ رِباطِ الخيل تُرهِبُون به عَدو الله وَعدُّوكم ) [ الأنفال ـ 60] . ـ وفي الأحاديث النبوية الشريفة ورد ذكر الخيل في مواضع كثيرة . روى ابن ماجة وابن حبان عن تميم الداري ( رضي الله عنه )، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من ارتبط فرساً في سبيل الله ، ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة ) . ـ وروى الترمذي وابن ماجة عن عقبة بن عامر ( رضي الله عنه ) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ارموا ، ولأن ترموا أحب إليَّ من أن تركبوا، كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمية بقوسه ، وتدريبه فرسه ، وملاعبته امرأته ، فإنهن من الحق ) . ـ وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي كبشة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الخيل في نواصها الخير ، وأهلها معانون عليها ، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ { م: كلية الملك خالد العسكرية ـ 43ـ } ـــــ المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفروســـية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|