#1  
قديم 05-07-2013, 01:52 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,373
افتراضي معاوية يقتل حجر بن عدي الكندي


إبن كثير- البداية والنهاية - ثم دخلت سنة إحدى وخمسين - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 233 - 235 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وذكر محمد بن سعد : أنهم دخلوا عليه ، ثم ردهم فقتلوا بعذراء ، وكان معاوية قد إستشار الناس فيهم حتى وصل بهم إلى برج عذراء فمن مشير بقتلهم ، ومن مشير بتفريقهم في البلاد ، فكتب معاوية إلى زياد كتاباًً آخر في أمرهم ، فأشار عليه بقتلهم إن كان له حاجة في ملك العراق ، فعند ذلك أمر بقتلهم ، فإستوهب منه الأمراء واحداًً بعد واحد حتى إستوهبوا منه ستة ، وقتل منهم ستة أولهم حجر بن عدي ....

- وهذه تسمية الذين قتلوا بعذراء : حجر بن عدي ، وشريك بن شداد ، وصيفي بن فسيل ، وقبيصة بن ضبيعة ، ومحرز بن شهاب المنقري ، وكدام بن حيان ، ومن الناس من يزعم أنهم مدفونون بمسجد القصب في عرفة ، والصحيح بعذراء ، ويذكر أن حجراً لما أرادوا قتله ، قال : دعوني حتى أتوضأ ، فقالوا : توضأ ، فقال : دعوني حتى أصلي ركعتين فصلاهما وخفف فيهما ، ثم قال : لولا أن يقولوا ما بي جزع من الموت لطولتهما ، ثم قال : قد تقدم لهما صلوات كثيرة ، ثم قدموه للقتل وقد حفرت قبورهم ونشرت أكفانهم ، فلما تقدم إليه السياف إرتعدت فرائصه فقيل له : إنك قلت لست بجازع ، فقال : ومالي لا أجزع وأنا أرى قبراًً محفوراً وكفناً منشوراً وسيفاً مشهوراًً ، فأرسلها مثلاًً ، ثم تقدم إليه السياف ، وهو أبو شريف البدوي ، وقيل تقدم إليه رجل أعور فقال له : أمدد عنقك ، فقال : لا أعين على قتل نفسي ، فضربه فقتله ، وكان قد أوصى أن يدفن في قيوده ، ففعل به ذلك ، وقيل : بل غسلوه وصلوا عليه.

الرابط:

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-07-2013, 01:56 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,373
افتراضي

إبن كثير- البداية والنهاية - ثم دخلت سنة إحدى وخمسين - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 236 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وروينا : أن معاوية لما دخل على أم المؤمنين عائشة فسلم عليها من وراء الحجاب - وذلك بعد مقتله حجراً وأصحابه - قالت : له : أين ذهب عنك حلمك يا معاوية حين قتلت حجراً وأصحابه ؟ ، فقال لها : فقدته حين غاب عني من قومي مثلك يا أماه ، ثم قال لها : فكيف بري بك يا أمه ؟ ، فقالت : إنك بي لبار ، فقال : يكفيني هذا عند الله ، وغدا لي ولحجر موقف بين يدي الله عز وجل.

- وفي رواية أنه قال : إنما قتله الذين شهدوا عليه.

- وروى إبن جرير : أن معاوية جعل يغرغر بالموت وهو يقول : إن يومي بك يا حجر بن عدي لطويل ، قالها ثلاثاًً ، فالله أعلم.

الرابط:

إبن كثير- البداية والنهاية - ثم دخلت سنة إحدى وخمسين - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 239 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- فلما حج معاوية قالت : له عائشة : أين عزب عنك حلمك حين قتلت حجراً ؟ ، فقال : حين غاب عني مثلك من قومي.

- ويروى : أن عبد الرحمن بن الحارث قال : لمعاوية : أقتلت حجر بن الأدبر ؟ ، فقال معاوية : قتله أحب إلي : من أن أقتل معه مائة الف.

الرابط:

إبن كثير- البداية والنهاية - ثم دخلت سنة إحدى وخمسين - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 241 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- قال يعقوب بن سفيان ، ثنا : إبن بكير ، ثنا : إبن لهيعة ، حدثني : الحارث بن يزيد ، عن عبد الله بن زرير الغافقي قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : يا أهل العراق ، سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء ، مثلهم كمثل أصحاب الاخدود فقتل حجر بن عدي وأصحابه ، وقال يعقوب بن سفيان : قال أبو نعيم ذكر زياد بن سمية علي بن أبي طالب على المنبر فقبض حجر على الحصباء ثم أرسلها وحصب من حوله زياداً فكتب إلى معاوية يقول : إن حجراً حصبني وأنا على المنبر ، فكتب إليه معاوية أن يحمل حجراً ، فلما قرب من دمشق بعث من يتلقاهم ، فإلتقى معهم بعذراء فقتلهم.

- قال : دخل معاوية على عائشة فقالت : ما حملك على قتل أهل عذراء حجراً وأصحابه ؟ ، فقال : يا أم المؤمنين ، إني رأيت قتلهم إصلاحاً للامة ، وأن بقاءهم فساداًً ، فقالت : سمعت رسول الله (ص) : يقول : سيقتل بعذراء ناس يغصب الله لهم وأهل السماء.

الرابط:

إبن كثير- البداية والنهاية - سنة ستين من الهجرة النبوية - ترجمة معاوية رضي الله عنه وذكر شيء من أيامه ودولته -
ترجمة معاوية (ر) - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 428 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- .... وقد روي عن الحسن البصري أنه كان ينقم على معاوية أربعة أشياء ، قتاله علياًً ، وقتله حجر بن عدي ، وإستلحاقه زياد بن أبيه ، ومبايعته ليزيد إبنه

الرابط:

الذهبي- سير أعلام النبلاء - ومن صغار الصحابة - حجر بن عدي - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 466 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وروى إبن عون : ، عن نافع ، قال : كان إبن عمر في السوق ، فنعي إليه حجر ، فأطلق حبوته ، وقام ، وقد غلب عليه النحيب ، هشام بن حسان : ، عن محمد ، قال : لما أتي معاوية بحجر ، قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! قال : أو أمير المؤمنين أنا ؟ إضربوا عنقه ، فصلى ركعتين ، وقال لأهله : لا تطلقوا عني حديداً ، ولا تغسلوا عني دماً ، فإني ملاق معاوية على الجادة.

- وقيل : أن رسول معاوية عرض عليهم البراءة من رجل والتوبة ، فأبى ذلك عشرة ، وتبرأ عشرة ، فلما إنتهى القتل إلى حجر ، جعل يرعد ، وقيل : لما حج معاوية ، إستأذن على عائشة ، فقالت : أقتلت حجراً ؟ ، قال : وجدت في قتله صلاح الناس ، وخفت من فسادهم ، وكان قتلهم في سنة إحدى وخمسين ، ومشهدهم ظاهر بعذراء يزار ، وخلف حجر ولدين : عبيد الله ، وعبد الرحمن ، قتلهما مصعب بن الزبير الأمير ، وكانا يتشيعان.

الرابط:

عبدالرزاق الصنعاني- المصنف - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 273 )

6431 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن إبن سيرين قال : أمر معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي ، فقال : حجر : لا تحلوا عني قيداً ، أو قال : حديداً ، وكفنوني بدمي ، وثيابي.

إبن أبي شيبة الكوفي- المصنف - الجزء : ( 3 و 7 ) - رقم الصفحة : ( 139 و 606 )

10818 - حدثنا : أبو أسامة ، عن هشام ، عن إبن سيرين قال : كان إذا سئل عن غسل الشهيد حدث بحديث حجر بن عدي قال : قال : حجر بن عدي لمن حضره من أهل بيته ، لا تغسلوا عني دماً ولا تطلقوا عني حديداً وإدفنوني في ثيابي ، فإني التقي أنا ومعاوية على الجادة غداً.
إبن أبي شيبة الكوفي- المصنف - الجزء : ( 3 و 7 ) - رقم الصفحة : ( 139 و 606 )
32180 - حدثنا : عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن هشام بن حسان قال : كان محمد إذا سئل عن الشهيد يغسل حدث ، عن حجر بن عدي إذ قتله معاوية قال : قال : حجر : لا تطلقوا عني حديداً وتغسلوا عني دماً ، إدفنوني في وثاقي ودمي ، القى معاوية ، عن الجادة غداً.
الطبراني- المعجم الكبير - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 34 )

3490 - حدثنا : محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا : عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني ، ثنا : معاوية بن هشام ، ثنا : سفيان ، عن أبي إسحاق قال : رأيت حجر بن عدي حين أخذه معاوية وهو يقول : هذه بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها سماع الله والناس.

محمد بن سعد- الطبقات الكبرى - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 219 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- .... فشهدوا فقال معاوية بن أبي سفيان أخرجوهم إلى عذرى فأقتلوهم هنالك قال : فحملوا إليها ، فقال : حجر : ما هذه القرية قالوا : عذراء قال : الحمدلله أما والله إني لأول مسلم نبح كلابها في سبيل الله ، ثم أتي بي اليوم إليها مصفوداً ودفع كل رجل منهم إلى رجل من أهل الشام ليقتله ودفع حجر إلى رجل من حمير فقدمه ليقتله ، فقال : يا هؤلاء دعوني أصلي ركعتين فتركوه فتوضأ وصلى ركعتين فطول فيهما ، فقيل له : طولت أجزعت فإنصرف فقال : ما توضأت قط إلاّ صليت وما صليت صلاة قط أخف من هذه ولئن جزعت لقد رأيت سيفاً مشهوراًً وكفناً منشوراً وقبراًًً محفوراً وكانت عشائرهم جاؤوا بالأكفان وحفروا لهم القبور ، ويقال : بل معاوية الذي حفر لهم القبور وبعث إليهم بالأكفان ، وقال : حجر : اللهم إنا نستعديك على أمتنا فإن أهل العراق شهدوا علينا وإن أهل الشام قتلونا ، قال : فقيل لحجر : مد عنقك فقال : إن ذاك لدم ما كنت لاعين عليه فقدم فضربت عنقه وكان معاوية قد بعث رجلاًًً من بني سلامان بن سعد يقال له : هدبة بن فياض فقتلهم وكان أعور ....


المتقي الهندي- كنز العمال - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 353 )

31724 - عن حجر بن عدي الكندي أنه لما إنطلق به ليقتل قال لهم دعوني لاصلي ركعتين ! فصلى ركعتين ثم قال : لا تطلقوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً وإدفنوني في ثيابي ! فإني لاق معاوية بالجادة وإني مخاصم.


المناوي- فيض القدير شرح الجامع الصغير - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 166 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

4765 - سيقتل بعذراء : قرية من قرى دمشق أناس يغضب الله لهم وأهل السماء : هم حجر بن عدي الأدبر وأصحابه وفد على المصطفى (ص) وشهد صفين مع علي أميراً ، وقتل بعذراء من قرى دمشق وقبره بها.

- قال إبن عساكر في تاريخه ، عن أبي معشر وغيره : كان حجر عابداًً ولم يحدث قط إلاّ توضأ ولا توضأ إلاّ صلى فأطال زياد الخطبة فقال له حجر : الصلاة فمضى زياد في الخطبة فضرب بيده إلي الحصى وقال : الصلاة وضرب الناس بأيديهم فنزل فصلى وكتب إلى معاوية فطلبه فقدم عليه ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال : أو أمير المؤمنين أنا ؟ ! فأمر بقتله فقتل وقتل من أصحابه من لم يتبرأ من علي وأبقى من تبرأ منه.

- وأخرج إبن عساكرأيضاًً ، عن سفيان الثوري قال : معاوية : ما قتلت أحداًً إلاّ وأعرف فيم قتلته ما خلا حجر فإني لا أعرف فيم قتلته.

- في ترجمة حجر وإبن عساكر في تاريخه في ترجمة حجر من حديث إبن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عائشة قال : دخل معاوية على عائشة فقالت : ما حملك على ما صنعت من قتل أهل عذراء حجر وأصحابه قال : رأيت قتلهم صلاحاً للأمة وبقاءهم فساداًً فقالت : سمعت رسول الله (ص) : يقول فذكره.


إبن حجر- الإصابة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 32 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبي (ص) هو وأخوه هانئ بن عدي ، وأن حجر بن عدي شهد القادسية وأنه شهد بعد ذلك الجمل وصفين وصحب علياًً فكإن من شيعته ، وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية وكان حجر هو الذي إفتتحها فقدر أن قتل بها.

إبن عساكر- تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 210 و 211 و 225 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- في الطبقة الرابعة من الصحابة : حجر الخير بن عدي الأدبر وإنما طعن مولياً فسمي الأدبر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي ، جاهلي إسلامي وفد إلى النبي (ص) وشهد القادسية ، وهو الذي إفتتح مرج عذار وشهد الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب وكانوا الفين وخمسمائة من العطاء ، وقتله معاوية بن أبي سفيان وأصحابه بمرج عذراء وأبناه عبيد الله وعبد الرحمن إبنا حجر بن عدي وقتلهما مصعب بن الزبير صبراً وكانا يتشيعان وكان حجر ثقة معروفاًً ولم يرو عن غير علي شيئاًً ، إنتهى ، كذا قال : وقد قدمنا ذكر روايته ، عن عمار وشراحبيل بن مرة ، إنتهى.

- فمنهم حجر بن عدي بن الأدبر جاهلي إسلامي يذكر بعضهم إنه وفد إلى النبي (ص) هو وأخوه وأكثر أصحاب الحديث لا يصححون له رواية شهد القادسية وإفتتح مرج عذراء وشهد الجمل وصفين مع علي ، ثم قتله معاوية بعد ذلك وكان مع علي بصفين حجر الخير وحجر الشر فأما حجر الخير فهذا ، وأما حجر الشر فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة ، إنتهى.

- قال : ونبأنا : عبد الله بن مطيع ، حدثنا : هشيم ، عن العوام ، عن سلمة بن كهيل قال : قال : حجر حيث أمر معاوية بضرب عنقه اللهم إني على بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها ، إنتهى.

- أنبئنا : أبو أحمد الحجاج حينئذ ، أخبرنا : أبو عبد الله الخلال ، أنبئنا : أبو طاهر بن محمود ، أنبئنا : أبوبكر بن المقرئ ، أنبئنا : أبو عروبة ، نبأنا مخلد بن مالك ، نبإناعيسى بن يونس ، عن هشام بن حسان قال : كان محمد بن سيرين إذا سئل عن الشهيد أيغسل حدث ، عن حجر بن عدي إذ قتله معاوية قال : قال : حجر لا تلقوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً وإدفنوني في ثيابي حتى القى معاوية على الجادة غداً ، إنتهى.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-07-2013, 05:46 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,974
ورقة

تحدثت معظم المصادر التاريخية عن مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه بين مختصر في هذا الأمر ومطول كل بحسب ميله ، وكان للروايات الشيعية النصيب الأوفر في تضخيم هذا الحدث ووضع الروايات في ذلك ؛ وكأنه ليس في أحداث التاريخ الإسلامي حدث غير قصة مقتل حجر بن عدي .. هذا ونظراً لقلة الروايات الصحيحة عن حركة حجر بن عدي ، ولكون هذه الروايات لا تقدم صورة متكاملة عن هذه القضية .. لذا فلن أتطرق للحديث عنها بقدر ما سيكون الحديث منصباً على السبب الذي جعل معاوية رضي الله عنه يقدم على قتل حجر بن عدي والدوافع التي حملته على ذلك ..

كان حجر بن عدي من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وممن شهد الجمل وصفين معه . وحجر هذا مختلف في صحبته ، وأكثر العلماء على أنه تابعي ، وإلى هذا ذهب كل من البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان وغيرهم ، ذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة . انظر ترجمته في الإصابة ( 2/ 31- 34 ) .

ذكر ابن العربي في العواصم بأن الأصل في قتل الإمام ، أنه قَتْلٌ بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ، و لكن حجراً فيما يقال : رأى من زياد أموراً منكرة ، حيث أن زياد بن أبيه كان في خلافة علي والياً من ولاته ، و كان حجر بن عدي من أولياء زياد و أنصاره ، و لم يكن ينكر عليه شيئاً ، فلما صار من ولاة معاوية صار ينكر عليه مدفوعاً بعاطفة التحزب و التشيع ، و كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولى الكوفة لمعاوية قبل زياد ، فقام حجر و حصب زياد و هو يخطب على المنبر ، حيث أن زياد قد أطال في الخطبة فقام حجر و نادى : الصلاة ! فمضى زياد في خطبته فحصبه حجر و حصبه آخرون معه و أراد أن يقيم الخلق للفتنة ، فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله ، وعدّ ذلك من الفساد في الأرض ، فلمعاوية العذر ، و قد كلمته عائشة في أمره حين حج ، فقال لها : دعيني و حجراً حتى نلتقي عند الله ، و أنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين . انظر هذا الخبر بالتفصيل في العواصم من القواصم لابن العربي (ص 219-220) بتحقيق محب الدين الخطيب و تخريج محمود الإستانبولي مع توثيق مركز السنة .

وأما قضاء معاوية رضي الله عنه في حجر رضي الله عنه وأصحابه ، فإنه لم يقتلهم على الفور ، ولم يطلب منهم البراءة من علي رضي الله عنه كما تزعم بعض الروايات الشيعية ، انظر : تاريخ الطبري (5/256- 257 و 275 ) . بل استخار الله سبحانه وتعالى فيهم ، واستشار أهل مشورته ، ثم كان حكمه فيهم ..

والحجة في ذلك ما يرويه صالح بن أحمد بن حنبل بإسناد حسن ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو المغيرة – ثقة – قال : حدثنا ابن عياش – صدوق – قال : حدثني شرحبيل بن مسلم – صدوق – قال : لما بُعِث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان ، استشار الناس في قتلهم ، فمنهم المشير ، ومنهم الساكت ، فدخل معاوية منزله ، فلما صلى الظهر قام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثم جلس على منبره ، فقام المنادي فنادى : أين عمرو بن الأسود العنسي ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألا إنا بحصن من الله حصين لم نؤمر بتركه ، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية ، ألا وأنت أعلمنا بدائهم ، وأقدرنا على دوائهم ، وإنما علينا أن نقول : { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }[ البقرة /285] .

فقال معاوية : أما عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم ، ورمى بها ما بين عيني معاوية . ثم قام المنادي فنادى : أين أبومسلم الخولاني ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فلا والله ما أبغضناك منذ أحببناك ، ولا عصيناك منذ أطعناك ، ولا فارقناك منذ جامعناك ، ولا نكثنا بيعتنا منذ بايعناك ، سيوفنا على عواتقنا ، إن أمرتنا أطعناك ، وإن دعوتنا أجبناك وإن سبقناك نظرناك ، ثم جلس .

ثم قام المنادي فقال : أين عبد الله بن مِخْمَر الشرعبي ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق ، إن تعاقبهم فقد أصبت ، وإن تعفو فقد أحسنت .

فقام المنادي فنادى : أين عبد الله بن أسد القسري ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، رعيتك وولايتك وأهل طاعتك ، إن تعاقبهم فقد جنوا أنفسهم العقوبة ، وإن تعفوا فإن العفو أقرب للتقوى ، يا أمير المؤمنين لا تطع فينا من كان غشوماً ظلوماً بالليل نؤوماً ، عن عمل الآخرة سؤوماً . يا أمير المؤمنين إن الدنيا قد انخشعت أوتارها ، ومالت بها عمادها وأحبها أصحابها ، واقترب منها ميعادها ثم جلس . فقلت – القائل هو : اسماعيل بن عياش – لشرحبيل : فكيف صنع ؟ قال : قتل بعضاً واستحيى بعضاً ، وكان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر . انظر الرواية في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح (2/ 328 – 331 ) .

ومما يجدر التذكير به في هذا المقام أن معاوية رضي الله عنه لم يكن ليقضي بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لو أن حجراً اقتصر في معارضته على الأقوال فقط ولم ينتقل إلى الأفعال .. حيث أنه ألّب على عامله بالعراق ، وحصبه وهو على المنبر ، وخلع البيعة لمعاوية وهو آنذاك أمير المؤمنين .. ولكن حجراً رضي الله عنه زين له شيعة الكوفة هذه المعارضة ، فأوردوه حياض الموت بخذلانهم إيام .. ولا ننسى موقف شيعة الكوفة مع الحسين رضي الله عنه ، حين زينوا له الخروج ثم خذلوه كما خذلوا حجراً من قبله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

وقد اعتمد معاوية رضي الله عنه في قضائه هذا بقتل حجر بن عدي ، على قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) . صحيح مسلم بشرح النووي (12 / 242 ) .

وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم : ( أنه ستكون هنات – أي فتن – وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمره هذه الأمة وهي جميع ، فاضربوا بالسيف كائناً من كان ) . صحيح مسلم بشرح النووي ( 12 / 241 ) .

ولو سلمنا أن معاوية أخطأ في قتل حجر ؛ فإن هذا لا مطعن فيه عليه ، كيف وقد سبق هذا الخطأ في القتل من اثنين من خيار الصحابة ؛ هما : خالد بن الوليد وأسامة بن زيد رضي الله عنهما .

أما قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه مع بني جذيمة ، وقولهم صبأنا بدلاً من أسلمنا ، فرواها البخاري في صحيحه برقم ( 4339 ) من حديث عبد الله بن عمر .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) ..

قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 13 / 194 ) : وقال الخطابي : الحكمة من تَبرُّئه صلى الله عليه وسلم من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً ، أن يعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه ، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله .. ثم قال : والذي يظهر أن التبرأ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامه ، فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان فعله ليس بمحمود .

وقصة أسامة بن زيد رضي الله عنه مع الرجل الذي نطق بالشهادتين ، وقتل أسامه له بعد نطقها ، في الصحيحين البخاري برقم ( 4269 ، 6872 ) ومسلم برقم ( 96 ) .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ ) .. الحديث .

وكل ما جرى من أسامة وخالد ناتج عن اجتهاد لا عن هوى وعصبية وظلم ..

وقبل أن ننتقل إلى شبهة أخرى من شبهات حول معاوية رضي الله عنه ، أذكر موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مقتل حجر رضي الله عنه ..

أخرج ابن عساكر في تاريخه ( 12/230 ) بسنده إلى ابن أبي مليكة قال : إن معاوية جاء يستأذن على عائشة ، فأبت أن تأذن له ، فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي ، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له ، وكان أطوع مني عندها ، فلما دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت عليّ يرحمك الله ؟ قالت : .. وجدت عليك في شأن حجر وأصحابه أنك قتلتهم . فقال لها : .. وأما حجر وأصحابه فإني تخوفت أمراً وخشيت فتنة تكون ، تهراق فيها الدماء ، وتستحل فيها المحارم ، وأنت تخافيني ، دعيني والله يفعل بي ما يشاء . قالت : تركتك والله ، تركتك والله ، تركتك والله .

وبالإسناد نفسه أخرج ابن عساكر في تاريخيه ( 12/ 229 ) : لما قدم معاوية دخل على عائشة ، فقالت : أقتلت حجراً ؟ قال : يا أم المؤمنين ، إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-07-2013, 06:18 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,373
افتراضي

أخي عبد الناصر ...نترك أمر الصحابة معاوية بن ابي سفيان وحجر بن عدي رضي الله عنهما فالله يحكم بينهما وكل منهما اجتهد حسب ما يعتقد انه لصالح المسلمين

ولا نسى انهم بشر يخطئون ويصيبون ...

ما لفت انتباهي هنا في هذه الروايات ان الصحابي حجر بن عدي رضي الله عنه حسب المصدر قتل بقطع الراس

والصور التي يروج لها نظام بشار والشيعة على الشبكة لرجل براس ...

هذا يفند مزاعمهم ويوضح ان الصور المنشورة ملفقه

وحسبنا الله ونعم الوكيل


اشكرك اخي على الاضافة القيمة


بارك الله بك ولك
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية, الكندي, دحر, يقتل, عدد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع معاوية يقتل حجر بن عدي الكندي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإطاحة برئيس الوزراء الكندي عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 10-21-2015 06:55 AM
يحدث في جامعة اليرموك .. دكتور قانون يثير النعرات ويشتم يزيد بن معاوية Eng.Jordan الأردن اليوم 0 04-03-2015 02:32 PM
معاوية بن ابي سفيان محمد خطاب شذرات إسلامية 2 03-04-2015 08:13 AM
يعقوب بن اسحاق الكندي ام زهرة علماء عرب 0 09-28-2013 12:46 AM
معاوية يقتل حجر بن عدي الكندي Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 05-07-2013 01:52 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59