#1  
قديم 08-13-2014, 01:59 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,134
ورقة جدوى لجنة التحقيق الأممية بأحداث غزة


جدوى لجنة التحقيق الأممية بأحداث غزة*
ــــــــــــــــــــــ

17 / 10 / 1435 هــ
13 / 8 / 2014 م
ــــــــــــــ

التحقيق _8542.jpg


الأمم المتحدة: منظمة دولية أسسها عقب الحرب العالمية الثانية في عام 1945، 51 بلدا – و تضم في عضويتها حاليا جميع دول العالم المستقلة تقريبا – تلتزم جميعها بصون السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الأمم وتعزيز التقدم الاجتماعي، وتحسين مستويات المعيشة وحقوق الإنسان.

هذا هو هدف إنشاء هذه الهيئة الأممية المعلن, إلا أن الحقيقة والواقع تشير إلى خلاف ذلك تماما, فالهيئة أوجدت لتحقيق أطماع الدول الغربية, والهيمنة الأمريكية والغربية على أجهزة ومؤسسات هذه الهيئة واضح وظاهر, وقد انضم إلى هذه الهيمنة كل من روسيا والصين, لتصبح القوة العسكرية والاقتصادية هي اللغة المسموعة والمفهومة في أروقة أجهزة هذه المنظمة الدولية.

لقد تم انتزاع الصفة الإلزامية من كل قرارات أجهزة هذه الهيئة الدولية, فهي قرارات بلا أنياب ولا قوة تنفيذية - باستثناء قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع والتي لا يمكن أن تصدر إلا بموافقة الدول الخمسة الأعضاء فيه والتي تستخدم فيه كل من أمريكا وروسيا حق النقض الفيتو لصالح حلفاء كل منهما - مما يعني أنه وإن تم التوصل إلى أي قرار يدين "إسرائيل" على سبيل المثال, فإنه لا قيمة له ماديا وعسكريا, ناهيك عن عدم انضمام اليهود لكثير من اتفاقيات أجهزة الأمم المتحدة, تحسبا من الحرج المعنوي لا الفعلي والحقيقي.

ولهذه الأسباب مجتمعة فإن قرار الأمم المتحدة - أمس الاثنين - بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات محتملة لحقوق الانسان وجرائم حرب العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة تبدو غير ذي جدوى فعلي, فلطالما وجهت اتهامات مماثلة "لإسرائيل" بهذا الخصوص دون أن تكترث, فضلا عن الذي منعت أمريكا صدوره دفاعا عن ربيبتها "إسرائيل".

نعم ..لقد شكلت الأمم المتحدة لجنة تحقيق مماثلة إبان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008, والتي قاطعتها "إسرائيل" ورحبت بها وتعاونت معها الحكومة الفلسطينية وحركات المقاومة وعلى رأسها "حماس", فماذا كانت النتيجة؟!!

لقد خرجت علينا لجنة "غولدستون" حينها بتقرير من 575 صفحة, ليشير إلى أن كلا من الجيش "الإسرائيلي" والفصائل المسلحة الفلسطينية قد ارتكبا ما يمكن اعتباره جرائم حرب, وفي بعض الأحيان قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية, أي أن التقرير ساوى بين الجلاد والضحية, بين المحتل والمقاوم, بين المعتدي والمدافع عن نفسه.

بل إن رئيس اللجنة حينها القاضي من جنوب إفريقيا "غولدستون" قد زاد الطين بلة حين نشر مقالا له في الواشنطن بوست قال فيه: أنه لو كان يعلم ما يعلمه اليوم لكان تقريره مختلف, وأن ادعاءات المس المتعمد "الإسرائيلي" للمدنيين التي تضمنها التقرير كانت ستكون مغايرة لو تعاونت "إسرائيل" مع بعثته!!

وها هي "إسرائيل" تعيد نفس السيناريو اليوم مع اللجنة الحالية التي تتكون من ثلاثة خبراء يترأسها وليام شاباس وهو بروفيسور كندي للقانون الدولي، إضافة إلى دودو دين وهو خبير سنغالي مخضرم بالامم المتحدة في مجال حقوق الانسان وأمل علم الدين وهي محامية بريطانية لبنانية.

ورغم أن بيان الأمم المتحدة أكد أن الفريق المستقل سيحقق في "كل الانتهاكات للقانون الانساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان... في إطار العمليات العسكرية التي جرت منذ 13 يونيو 2014" - وفقا لوكالة رويترز - وأنه من المقرر أن تقدم اللجنة تحقيقا بحلول آذار 2015 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة, إلا أن "إسرائيل" نددت بشدة بتشكيل لجنة التحقيق معتبرة أن نتائجها معروفة مسبقا, فيما رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بقرار تشكيل اللجنة الدولية.

وفي خطوة استباقية لعمل اللجنة اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية "يغال بالمور" أن الاستنتاجات المعادية "لإسرائيل" في تقرير لجنة التحقيق مكتوبة مسبقا، ولا ينقصها سوى التوقيعات - في إشارة إلى رئيس اللجنة الكندي وليام شاباس - وأضاف أن ما يهم هذه اللجنة ليس حقوق الإنسان، ولكن "حقوق الجماعات الإرهابية مثل حركة المقاومة الإسلامية" حسب زعمه.

إنه الاستكبار اليهودي على هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة, التي طالما حاولت خطب ود اليهود واسترضاءهم, من خلال صدور نتائج اللجان مساوية بين جرائمهم و دفاع الفصائل المقاومة عن أنفسهم, ومن خلال ظهور رؤساء لجان التحقيق على شاشات قنواتهم.

فها هو رئيس اللجنة الأممية الحالية "شاباس" يظهر على القناة "الإسرائيلية" الثانية قائلا: "لقد زرت إسرائيل في عدة مناسبات، وحتى أني ألقيت محاضرات في الجامعات والمؤتمرات الأكاديمية. وأنا عضو في لجنة تحرير مجلة أكاديمية لدراسة القانون "الإسرائيلي"، ولما انضممت إليها لو أني أصف نفسي معاد لإسرائيل"

فهل يمكن أن تكون هناك جدوى من هيئات وأجهزة الأمم المتحدة المنحازة بشكل واضح وفاضح للغرب واليهود؟! وهل يمكن أن نؤمل شيئا يذكر من هكذا لجنة مع الضعف والوهن العربي والإسلامي الظاهر؟!
___________________________________
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لجنة, الأممية, التحقيق, بأحداث, جدوى


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع جدوى لجنة التحقيق الأممية بأحداث غزة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سنودن: الاستخبارات الأمريكية كانت على علم مسبق بأحداث 11 سبتمبر Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 06-03-2014 01:44 PM
طرفا النزاع يبرئون المدرِّس المتهم بأحداث أسوان عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 04-13-2014 06:59 AM
حماس تنفي علاقتها بأحداث سيناء وتتهم السلطة بالتآمر على المقاومة ابو الطيب أخبار عربية وعالمية 0 11-25-2013 01:13 AM
معيار التدقيق الدولي رقم 250 Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 03-13-2013 04:44 PM
أهمية التدقيق في ضبط عمل المحاسبين Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 02-06-2012 02:30 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59