#1  
قديم 08-08-2015, 06:47 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة هل نحن جادون في مواجهة داعش؟


هل نحن جادون في مواجهة داعش؟
ــــــــــــــــــ

(أحمد العساف)
ـــــــ

23 / 10 / 1436 هــ
8 / 8 / 2015 م
ـــــــــــ

isis_3-thumb2.jpg

لا حديث اليوم أكثر من الخوض في "داعش"، وهو وصف صار أشبه بالنبز، خاصة حين انتقلت داعش من طور تنظيم الدولة، إلى مرحلة دولة التنظيم، أو ما بات يعرف بدولة الخلافة الإسلامية، والمستقبل ولود، وفي بعض المخرجات عجائب لم يبلغها توقع، ولا استشراف.


ولا يهمني هنا السؤال الذي يلح أحياناً، حول ظهور داعش، ومن وراءها، وحقيقة فكرها، وإنما المهم هو الحديث عن معالجتنا في عالمنا الإسلامي لظاهرة الغلو، التي تعد داعش أبرز تجلياتها. وأود التأكيد أن المقالة غير معنية ببلد معين، أو منطقة واحدة، فما يقال عن باكستان قد يتقاطع مع الوضع في الأردن، وربما لا تختلف الجزائر كثيراً عن حال اليمن، وهكذا.


وأما من المتضرر من داعش وأخواتها، ومن المستفيد، ومن الذي خلط ضرراً بفائدة، فهذا حديث مضطرب متشابك؛ مظنة اختلاف الفهوم والتقديرات، ويخضع لمعلومات قد لا تكون متوافرة حالياً، والمتاح منها ناقص أو غير موثوق، وبالتالي فكل تحليل عرضة لأكثر من احتمال، فيبطل به الاستدلال، مع بقائه واحداً من الاحتمالات والممكنات العقلية والواقعية.


والأكيد أن "الدواعش" ليسوا في بقعة واحدة من الأرض؛ فيبادوا عن بكرة أبيهم، ولو تحالفت ضدهم أمريكا وروسيا ومن يدور في فلكهم. وفكر الدواعش منبثق عن فهم خاطئ، أو غال، لأصول كتب الله لها البقاء، والثبات، والقداسة، في نفوس أصحابها، حتى وإن تظاهرت أبالسة الأرض على حربها، وتشويهها، وقطع الطريق إليها، وتجفيف منابعها.


وفضلاً عن ذلك، فالفكرة الداعشية مرتبطة بماض طويل من المقاومة، وهي تطور عما سبقها من تنظيمات، وجماعات، وغالباً ستكون منطلقاً لإنتاج جماعات أخرى، وأفكار جديدة، خاصة بعد غياب الزعامات الكبرى للقاعدة وطالبان. والذي جعلنا نعيش لنسمع من يترحم على القاعدة مقارنة بداعش، قد يجعلنا نرى داعش تفاوض علناً؛ خوفاً مما بعد داعش! والتوضيحات السابقة ليست تسويغاً أو موافقة، وإنما وصف لواقع الحال لا أكثر.


وتختص مؤسسات حكومية بالتعامل المباشر مع الغلو، وهي وزارات التربية والتعليم، والشؤون الإسلامية، والإفتاء، والإعلام، والأمن. وأما المؤسسات التي لها مساس بالأمر وإن كان غير مباشر، فهي وزارات الشباب، والشؤون الاجتماعية، والاقتصاد، والعمل. وسوف نتطرق في هذه المقالة لمناقشة عملها في مقاومة فكر الغلو، دون تفصيل، عسى أن يكون في ذلك فتح باب من النظر؛ يتلوه العمل النافع للصالح العام.



وأول ملحظ تشترك فيه جل هذه المؤسسات، أنها تنظر بعين الاعتبار للتوجهات الأمنية حيال معالجة الغلو، وبالتالي فكل مساراتها متوافقة مع الخيار الأمني، ولم لم يكن هو المسار الأنسب لهذه المؤسسة أو تلك، حتى غدا بعضها وكأنه فرع عن وزارة الأمن لشؤون الثقافة أو الدعوة! وحرمت هذه التبعية بلاد المسلمين من رأي مستقل، أو وجهة نظر تراعي كافة الجوانب.



والملحظ الثاني غياب أي استراتيجية معلنة عند هذه المؤسسات، تخص موضوع الغلو، وتهوَّك الشباب بالانضمام إلى جماعات العنف؛ بل يكاد بعضها أن تكون رسالته هي فقط: لا تنضموا للجماعات، واسمعوا واطيعوا واصمتوا! وإن ظاهرة سرت عبر عقود؛ وتغلغلت في أجيال، لا يمكن مواجهتها بتعميم، أو كتاب، أو حصة دراسية، أو مناسبة وطنية، ولا مناص من تكوين فريق عمل مهني متنوع صادق، يعصب لها رأسه، ويعقد على توصياتها الخناصر، وتستمر أعمالها وإن تغير المسؤول الأكبر عنها؛ حتى تؤتي ثمارها.


والملحظ الثالث أنه يبدو انعدام التنسيق بين الوزارات الحكومية لمعالجة هذه البلوى، والوضع كما لو كانوا في دائرة يسبحون، والكل مرتبط بوزارة الأمن، ولا يوجد علاقات أو برامج مشتركة بين وزارة وأخرى، وهذا يجعل الجهود مشتتة، والأعمال مكررة أحياناً، فضلاً عن أن الإعلام حُرم الإفادة من رؤية الدعوة، والتعليم فاته أن ينسق مع الإعلام حول ترسيخ المفاهيم، والأمن نسي أن يزود الجميع بما يهم من نتائج وإحصاءات.


ورابع ملحظ، هو طغيان شخصية المسؤول وتوجهه على عمل وزارته نحو الغلو، فبعضهم يجعل من المعالجة حجة لتصفية حساباته مع التيارات الدينية أو تيارات بعينها، ولا يمتنع البعض من استثمار الظاهرة تجارياً بطريقة أو أخرى، ويتودد آخرون بكثرة الظهور، والتنديد وإعادة الكلام، ولو سأله سائل ما فعلت وزارتك؟ لما أستطاع أن يجيب بجملة مفيدة!


ومن الملحوظات، أن هذا الأمر لا يناقش في المجالس النيابية على اختلاف مسمياتها وقوتها، بل وحتى النقاش العلمي المستقل يكاد أن يكون معدوماً أو ممنوعاً، وعليه فجل الطرح العلمي والإعلامي يكرر بعضه البعض، ولا يغير من واقع الأمر شيئاً، وربما ملت بعضه الأسماع، ومجت نفاقه الأذواق.


وملحظ أخير مهم، وهو غياب التنسيق الإقليمي لمكافحة هذه الظاهرة باستثناء التعاون الأمني، ويعود هذا الغياب لتخبط الوزارات في عملها المحلي، وتضارب رؤى كل دولة تجاه الغلو، فبعضها فيها حضور ديني رسمي وشعبي، وبعضها الآخر لا يكاد أحد يسمع عن الدين شيئاً في المناهج والإعلام، ومنها الفقير والغني، وفيها الذي يتيح بعضاً من الحرية؛ ومنها من ينتهج سياسة كتم الأنفاس.



ولكل مؤسسة ملحوظاتها الخاصة، فوزارة التعليم مهما غيرت المناهج، ورققتها، ولطفتها، فلن تعالج أصل المشكلة، بل قد يكتشف الوزراء أن زميلهم التونسي من أكثرهم معاناة، مع أن مناهج تونس مدنية علمانية متطرفة، وشأن الدين فيها من أضعف ما يكون! فمتى يكتشف الوزراء أن تعميق الفهم الديني، ورفع الوعي، وتطوير المعلمين، وحسن تأهيلهم، وتكريمهم، وإرضائهم، من خير ما يحفظ الجيل من سوء الفهم، وخلل التربية، ويحميهم من اللجوء إلى العنف؟

وأما وزارات الإفتاء، وشؤون الدعوة والمقدسات، فمعضلتها كبيرة جداً، لأن جهدهم انصرف لملاحقة العلماء، والخطباء، والدعاة، وتصيد أي خطأ عليهم، ولم يفكروا يوماً بأن حرية العالم، والداعية، والخطيب، الحرية المسؤولة تجعله مقبولاً عند جماهير الشباب، وبالتالي فسيكون جداراً ضد الغلو الذي يجتاح الناشئة! وما فطنت هذه الوزارات إلى أن إقامة برامج علمية في فقه الجهاد، وأحكام التكفير، أنفع لمعالجة الظاهرة من تكرار ندوات الأمن الفكري، وأحكام السمع والطاعة، بشرط أن تطرح أحكام الجهاد، والتكفير، والبيعة، وغيرها وفق المنظور الشرعي، لا حسب المقاس السياسي، أو الرغبة الأمنية.



ولا أدري من الذي استخف بوزارات الإعلام وأقنعها بأن الهزل، والتظارف الفج، وبرامج الافتراء، وصناعة الكذب، تحارب الغلو، وتكبح جماح الظاهرة المتنامية؟! وهل خدمت هذه الطريقة بلداً "فنياً" كمصر؟ ألم يأن لها أن تعلم بأن مسلكها الخاطئ أوقد جذوة التطرف، وأغضب المحافظ، بل أحفظ بعض المفرطين، الذين يخالفون الشريعة بسلوكهم الشخصي، وفي قلوبهم بقية من إيمان وغيرة! ولو نظرنا بعين باصرة، لكان الإعلام جديراً بالمساءلة عن أثره في التأجيج، فمتى يكف الإعلام عن غلوائه، أو على أقل تقدير يعتدل في تطرفه؟

وأثقل القول ما يقال عن وزارة الأمن، فمعتقلاتها أصبحت مفرخة لفكر الغلو، وللغلو في الغلو أحياناً، وتعاملها مع صغار السن المقبوض عليهم يثير علامات التعجب، وكأنها تربي عدوها في بيتها! هذا غير أن هذه الوزارة المسيطرة غير خاضعة لمراقبة أحد، وتنجز العمل كله، فهي التي تجمع المعلومات، وتلقي القبض، وتحقق، وتوقف، وتعتقل، ثم تشارك في المحاكمة، وتكتب السيناريو الإعلامي، وتنفذ الحكم، وتصلح السجناء، وربما تصوغ بعض الخطب أو تلقي الدروس! فمتى يعلم الأمنيون أن عملهم حفظ الأمن، وفعل ما يستلزمه الحفظ، بمنع وقوع الجريمة، أو القبض على مرتكبها بسرعة، وإذا كانت النتيجة خلاف ذلك، ففي طريقتهم اعوجاج لا مناص من إصلاحه.



وتضطلع وزارات الشباب والشؤون الاجتماعية بأعمال مهمة، لحفظ الشباب والمجتمع من الانحرافات، وليت وزارات الشباب تنتبه أن عملها ليس محصوراً في الرياضة ولعب الكرة، وأن همة الشباب وتطلعاتهم لا يستوعبها نوع واحد من المناشط. وكم أتمنى أن يُعنى العمل الاجتماعي ببناء استراتيجيات محكمة لتمتين الأسرة، وتعزيز روابطها، لأن وجود الشاب في أسرة متماسكة متآلفة يقلل من فرص انعزاله، واستفراد المفسدين به. ومن العمل المثمر المنتظر منها، فتح الباب للعمل الاجتماعي والخيري، لتكون مؤسسات المجتمع منتشرة في الأحياء الكبيرة، والقرى، والمدن، فتوظف الشبان، وتستثمر أوقات المتطوعين وجهودهم، وتسهم في التنمية، وتعين الحكومة في خططها.



وعلى وزارات العمل والاقتصاد كفل من المسؤولية، وحمل ثقيل لا مناص لها من رعايته، وذلك بتهيئة الشباب لسوق العمل، وتوظيف المؤهل منهم، وفتح الأسواق للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتيسير العمل المؤسسي الفردي، وحمايته من التعقيدات التي لا يقوى عليها إلا كبار المستثمرين. وأجزم أن العمل سيجعل الشاب في مهنته نهاراً، ومع أسرته ليلاً، وسيعين على تكوين عوائل جديدة، وما من شيء يحفظ الأوطان في قلوب بنيها، أكثر من وجود بيت، وأسرة، وزوجة، وصغار، ومصدر رزق، فليت الذين لازالوا يفكرون بمنطق "تجويع الكلب"؛ ليكون تابعاً، أن يعلموا أن الجوع سبب للسعار أيضاً!


وبقي أمر له الغاية في الخطورة، فجل الشباب الذين يؤلمهم واقع أمتهم المهين، يرون تخاذل حكوماتهم عن العون والنصرة، وضعفها عن مجرد الاعتراض، بل ومشاركتها اللوجستية والمالية أحياناً، ومنع شعبها من الإغاثة والعمل الإنساني، ثم يرون في الوقت ذاته، أن داعش تقاوم تسلط الكفار، وتوغلهم في دماء الأمة، وأنه مهما يكن عندها من أخطاء، فهي مغتفرة بجانب قيامهم بواجب الدفاع!


ومثل هذه النظرة لا يمكن معالجتها بمجرد الكلام والتنظير، فلن يقنع جيل الشباب إلا عمل إيجابي ظاهر مشرف، ولو بقدر يسير تقوم به دولهم، مع الامتناع عن مساندة أي حرب تشن ضد المسلمين؛ ولو كنا نخالفهم، ثم يأتي دور العلماء الربانيين الذين يقولون الحقيقة كاملة، ويوضحون الصورة كلها، ولو أغضب بعضها الحكومات أو الغلاة.


والرأي الذي أجد نفسي تميل إليه، هو أن الرغبة في مقاومة الغلو حقيقية، لكن تحقيق هذه الرغبة، والمضي فيها بجدية وحيادية، شابه قصور واجتهاد وأخطاء ونفاق، وأن من يحسن التعامل مع الموضوع يحجم عن الإسهام فيه؛ لأنه ممنوع من قول كل شيء، وخائف على ضرورياته وحاجاته من غضب السلطات، وأما فئة الطبالين فهي الحاضرة في كل قضية، وفي طرحها الغثاء، ومنه البلاء.


ولو نفر لهذه الظاهرة جمع من العلماء، والتربويين، والإعلاميين، وأساتيذ علم الاجتماع، الذين لا يبتغون غير رضا الله، ثم نفع أمتهم، وأوطانهم، وأجيال المسلمين، وإن غضب عليهم من غضب، ثم درسوا الغلو من جوانبه المختلفة، وقدموا مشروعاً متكاملاً، يحظى بصفة الإلزام والمتابعة، فلربما أنهم خير من يفعل ذلك، ويحسن فيه، وهو واجب عليهم تجاه دينهم، وبلادهم، وشعوبهم التي عانت كثيراً من التناحر، والبأس البيني الشديد.


وإذا وجد هؤلاء أن المشكلة في الفتاوى، والمناهج، والعلماء، فلا مفر من إصلاح أوضاعها بما يجعلها شريكة في الحل لا سبباً في المشكلة، سواء كان أثرهم تقصيراً عن أداء الواجب، أم زيادة في الجرعة. وإذا اكتشف الفريق العلمي المستقل بأن منبع الشر كامن في تعطيل الشريعة أو انتهاكها، والظلم والبغي، وخذلان المسلمين، وأكل حقوق الناس، وسحق حرياتهم، ونهب الثروات، وفساد الإدارة، وغير ذلك، فعندها لا مناص من أن تعود الحكومات باللوم على نفسها، وتحاول أن تعذر إلى ربها، وتحسن إلى شعبها، قبل أن "يتدوعش" غالبيته!

ولأن بعض الناس يسبق إليه سوء الظن؛ وينسى أول الكلام، أعيد في الختام التأكيد على أن المسلم لا يرضى بالغلو، ولا يقبل الإرجاء، فديننا هو الوسط القويم القيم، وذكر بعض الحقائق لا يعني بحال تسويغ الخطأ، أو عذر الواقع فيه، بيد أن العدل يقتضي أن ننظر إلى الصورة كاملة، فعند جماعات الغلو أخطاء، وفي تطبيقات الحكومات أخطاء أيضاً، ولن تنتفع الشعوب ممن يصرخ في وجه جانب، ويبتسم للآخر، وإنما النفع بالعدل في القول والفعل والرأي. والرجوع عن الخطأ إذا استبان لصاحبه قوة ومكرمة؛ إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، ومن الله التوفيق والمعونة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مواجهة, جادون, داعش؟


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هل نحن جادون في مواجهة داعش؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواجهة مصاعب الحياة صابرة الملتقى العام 0 07-10-2015 08:21 AM
هل هذة مؤشرات على بداية مواجهة؟ عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-22-2015 07:40 AM
فزع من مواجهة جهاديي سورية عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 01-05-2015 08:15 AM
صورة مثيرة في مواجهة أنياب قرش عبدالناصر محمود الصور والتصاميم 0 10-10-2014 07:14 AM
عزة المسلم في مواجهة الظالمين عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 1 01-26-2012 12:31 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59