#1  
قديم 07-18-2016, 09:27 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة كيف تعاطى إعلام الرافضة والغرب مع الانقلاب الفاشل بتركيا ؟!


كيف تعاطى إعلام الرافضة والغرب مع الانقلاب الفاشل بتركيا ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(د. زياد الشامي)
ــــــــ

13 / 10 / 1437 هــ
18 / 7 / 2016 م
ـــــــــــ

الرافضة الانقلاب 720161695649648-thumb2.jpg






في الساعات الأولى من الليلة العصيبة التي مرت على الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية والشعب التركي عموما , وتحديدا في بدايات محاولة الانقلاب الفاشلة من قبل مجموعة من الجيش التركي على أردغان وحكومته المنتخبة والتجربة الديمقراطية في البلاد ..... تظهر مواقف الحكومات والدول على حقيقتها , سواء من مبدأ الديمقراطية الذي يتشدق به الكثير من ساسة الغرب وبعض الدول الإقليمية , أو من طموحات أردغان التي أزعجت على ما يبدو الكثير من الدول والحكومات .


والحقيقة أن من تابع وسائل الإعلام العالمية في اللحظات الأولى من بدء الإعلان عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي يعلن المسؤولون الأتراك تباعا في هذه اللحظات لفظ أنفاسها الأخيرة , يمكنه أن يلاحظ بوضوح انحياز الكثير منها للانقلابيين , وترويجهم لأنباء تخالف الواقع وما يجري على الأرض .


أبدأ بوسائل إعلام النظام النصيري في دمشق , ففي الوقت التي كان فيه مراسلوا كثير من وسائل الإعلام المشهورة والمعروفة بتغطيتها الأحداث من قلب الحدث "كالجزيرة مثلا" , يؤكدون ظهور الكثير من البوادر والأنباء التي تؤكد بداية فشل الانقلاب ...كان الشريط الإخباري لإعلام النظام النصيري يبث أنباء كاذبة وغير صحيحة , ومنها على سبيل المثال توجه الرئيس التركي أردغان إلى مطار اسطنبول تمهيدا لمغادرة البلاد , والإصرار على وصف الأخير "بالهارب" , والزعم بانه سيطلب اللجوء إلى ألمانيا ......الخ .


ولم تخف تلك الوسائل الإعلامية - التي اعتادت على الكذب - فرحتها وابتهاجها بهذه المحاولة الانقلابية , محاولة الترويج بأن الجيش التركي بجميع قياداته وأركانه هو من يقود الانقلاب - وليس مجموعة منه فحسب - , وموهمة من يطالع تلك الأنباء ان الانقلاب قد تم في تركيا ونجح , وأن عهد أردغان وحكم العدالة والتنمية قد انتهى إلى غير رجعة .


وإذا كان هذا الموقف من وسائل إعلام نظام طاغية الشام لم يكن مستبعدا او مفاجئا , نظرا للعداء الشديد الذي يحمله تجاه أردغان الذي وقف منذ بدايات الثورة السورية إلى جانب الشعب السوري وضد استبداد وطغيان آل الأسد , فإن موقف الإعلام الرافضي لم يكن أحسن حالا فيما يتعلق بتغطية وسائل إعلامه لمحاولة الانقلاب الفاشلة .


فقد سارت وسائل الإعلام الإيرانية على نهج نفاق وسائل إعلام الغرب المشهورة , ففي الساعات الأولى من بداية ورود الأنباء عن محاولة الانقلاب في تركيا ، عنونت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية بـ "انقلاب في تركيا!"، ثم ما لبثت أن بثت تقريرا بالصور بعنوان "بالصور.. الجيش التركي ينفذ انقلابا عسكريا ضد أردوغان".


من جهة أخرى لم تصدر أي إدانة مباشرة من ساسة طهران لهذه المحاولة الانقلابية على الديمقراية والحكومة المنتخبة في البداية , بل اكتفى وزير الخارجية "جواد ظريف" بإبداء القلق ، ففي تغريدة في صفحته الشخصية على موقع تويتر كتب أنه "قلق مما يجري في تركيا" , وحاله في ذلك تشبه إلى حد كبير حال ساسة الغرب الذين لم يزيدوا في البداية عن تنبيه مواطنيهم في تركيا مما يحدث , وإبداء النصح لهم بعدم مغادرة بيوتهم .


أما وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري فقد تجاهلت الأخبار المتسارعة التي تحدثت عن فشل المحاولة الانقلابية حتى ساعات فجر السبت , واكتفت بتقرير على صفحتها الرئيسية بعنوان " الجيش التركي يصدر بيانا عاجلا بعد الانقلاب العسكري" .


وإذا كانت مظاهر الفرح والابتهاج الرافضي بمحاولة الانقلاب على أردغان في تركيا لم تظهر بشكل معلن وصريح على وسائل الإعلام التركية بانتظار التأكد من نجاحها أو فشلها كما تتطلبه حالة النفاق , فإن ذلك لم يمنع بعض أفراد وضباط الحرس الثوري المتواجدين في سورية من إظهار تلك الفرحة والابتهاج .


فقد نشرت صفحات مقربة من الحرس الثوري الإيراني على شبكات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فرحة ضباط وقادة الحرس الثوري الإيراني الموجودين في سوريا بالانقلاب .
وقال الضابط الإيراني في الفيديوبعد ترجمة لغته الفارسية : "هنا منطقة السيدة زينب، وتسمعون هنا أصوات إطلاق النار من قبل محور المقاومة، وهم يعبرون عن فرحتهم بسبب سقوط الدولة التركية الملعونة".


من جهة أخرى روجت بعض وسائل إعلام الرافضة سيطرة قوات الجيش المنقلبة على البلاد كافة منذ الساعة الأولى ، و زعمت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هرب إلى الخارج , و أن طائرة تركية دخلت الأجواء الإيرانية، وعلى متنها الرئيس التركي، وأنها تتجه نحو قطر , في الوقت الذي زعمت فيه وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني بأن روسيا تدرس إعطاء اللجوء السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان !!


وحين انقلب ***** على الساحر كما يقال , وظهر جليا فشل المحاولة الانقلابية في تركيا , تغيرت طريقة تعاطي وسائل الإعلام الرافضية مع الحدث , حيث سارعت الخارجية الإيرانية بالإعلان عن وقوفها مع الشعب التركي ضد محاولة الانقلاب , تماما كما فعل ساسة الغرب وعلى رأسهم أوباما والاتحاد الأوروبي .


ويمكن ملاحظة حجم العداء الذي تكنه إيران والدول الغربية لأردغان وحكومته من خلال تعاطي بعض الصحف الغربية من الانقلاب حتى بعد فشله , حيث لم تركز الصحف البريطانية الصادرة اليوم على ضرورة المحافظة على النظام الديمقراطي , بقدر ما ركزت على مهاجمة أردغان واتهامه بأنه السبب في تهيئة الظروف لهذه المحاولة الانقلابية الفاشلة بحسب زعمها .


فقد نشرت صحيفة الغارديان تحليلا بعنوان "أردوغان تسبب في إثارة التوترات في تركيا" , زعمت فيه أن خلفية الانقلاب تعود لانتشار الهجمات الإرهابية في البلاد , وما سمته "الآراء التسلطية للرئيس الإسلامي" , وعكست عدم الارتياح المتزايد من الشعب تجاه "رئيس غير محبوب" تسببت خطاباته في انقسام البلاد وأثارت التوترات الإثنية والطائفية .... بينما وصفت "ديلي تلغراف" أردغان بأنه يمثل تهديدا للدستور التركي العلماني , وأنه يريد أن يحتكر السلطة لنفسه ويهمش ضباط الجيش , وزعمت "التايمز" أن لأردغان توجهات "استبدادية وإسلامية" .......


لم يفت "أردغان" ان ينوه إلى هذا التعاطي غير النزيه والمحايد لبعض وسائل الإعلام السالفة الذكر مع محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في بلاده , و اتهم الرجل أمام حشد من أنصاره بعد وصوله إلى مطار أتاتورك في اسطنبول صباح اليوم : "بعض الإعلام الدولي بأنها : لا تريد لتركيا أن تستقر وأن تنتخب، وذلك من خلال الترويج إلى أن الجيش يسيطر على السلطة ، مع أن الحقيقة أنها مجموعة صغيرة جدا".


وأكد أن الدبابات ستعود إلى الثكنات، وقال : "أنا مع الشعب التركي الآن ولست ذاهبا إلى أي مكان" في إشارة إلى الأكاذيب التي روجتها بعض وسائل الإعلام عن هروبه , وتخمينها عن الجهة التي سيلجأ إليها .


رب ضارة نافعة كما يقال , والضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك , وهي أمثال تنطبق تماما على ما هو متوقع أن يحدث في تركيا بعد فشل محاولة الانقلاب .

---------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-19-2016, 01:17 AM
الصورة الرمزية عبدو خليفة
عبدو خليفة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 721
افتراضي

إن الذين أسرعوا بتأيد الانقلاب في تركيا فأظهروا فرحتهم وأظهروا شماتتهم برئيس خدم بلاده وأحبه شعبُه، إنما يدل ذلك على سطحية التفكير لدى هؤلاء القوم، ومرض في النفس، وعمالة لإسرائيل، لأن كل من يفرح بما يُفرح قادة إسرائيل ويغتظ بما يغيظهم خصوصا في المجال الفكري والسياسي، فهو عميل مهما حاول أن يبرر ذلك. لكن فرحة هؤلاء لم تدوم طويلا إذ فشل الانقلابيون فشلا ذريعا وفقد أنصارهم الشرف، ولقنهم الشعب التركي درسا في الديمقراطية، وأهل مكة أدرى بشعبها.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الرافضة, تعاطى, إعلام


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع كيف تعاطى إعلام الرافضة والغرب مع الانقلاب الفاشل بتركيا ؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إعلام فاجر 1/ 2 عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-20-2015 07:50 AM
إعلام الملالي وكذبه المفضوح عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-11-2015 03:51 AM
نزوح مسلمي الدونباس.. هل من إعلام؟! عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 06-26-2015 02:12 PM
إعلام المعارضة يهددني بالإعدام عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 05-28-2015 06:06 AM
إعلام المسيح الدجال عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 09-21-2013 07:24 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59