#1  
قديم 04-07-2012, 10:22 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي هل فيسبوك وتويتر مجرد فقاعة؟!


الشبكات الاجتماعية جاءت لتبقى بعد أن غيرت الطريقة التي نتعامل بها مع المعلومات ومع الإنترنت ومع الآخرين للأبد.
ميدل ايست أونلاين

بقلم: د. عمار بكار



فقاعة؟! caption.gif فقاعة؟! _128760_tfbub.jpg



فقاعة؟! captionb.gif
هناك عشرات المؤشرات على إقبال غير مسبوق تاريخيا على الشبكات الاجتماعية، وكأنها حمى اجتاحت العالم فجأة، وظهر هذا واضحا من خلال فيسبوك، تويتر، تطبيقات الدردشة على الموبايل، وغيرها، وتسبب هذا الإقبال الخرافي في حجمه مقارنة بكل الظواهر الإعلامية والاتصالية في تاريخ الإنسانية إلى ارتفاع هائل في تقدير قيمة شركات الشبكات الاجتماعية، الأمر الذي فتح الأعين على سؤال هام: هل الشبكات الاجتماعية مجرد فقاعة؟
من الناحية الاقتصادية، هناك تحليلات عديدة تتوقع انهيارا لما تسميه "فقاعة الشبكات الاجتماعية"، لأنها ترى أن هناك مبالغة وانحياز في تقييم شركات مثل فيسبوك (توقعات بأن يتم تداولها بحوالي 100 مليار دولار أي حوالي 50 ضعفا لدخلها السنوي الحالي)، وسكايب (اشترتها ميكروسوفت بـ8.5 مليار أي 10 أضعاف دخلها السنوي) ولينكدان (قيمتها السوقية الحالية حوالي 9 مليار أي 45 ضعف لدخلها السنوي) وغروب اون (تعد لطرح أسهم بقيمة 25 مليار أي 32.5 ضعف لدخلها السنوي) وتويتر (بلغت قيمتها السوقية حوالي 7.7 مليار أي 50 ضعف لدخلها السنوي)، وهذا الانهيار سيشبه في حجمه وتأثيره –حسب هذه التحليلات- انهيار الدوت كوم في عام 1999م، وسيسبب إفلاسا لعدد من هذه الشركات.
السبب الرئيسي لهذا التقييم المبالغ فيه هي أرقام المشتركين الضخمة التي تملكها هذه المواقع والنمو السريع جدا، مما يعطي الإيحاء للمحللين الماليين بنمو في الدخل والأرباح، ولكن هذا قد لا يكون صحيحا لاعتبارات عديدة والتي تتوقع أن يتوقف هذا النمو عند حد معين لتبدأ بعدها منافسة طاحنة على الدخل بين هذه المواقع.
هناك أيضا رؤى نقدية لواقع الشبكات الاجتماعية في حياة الناس، وبعض هذه الرؤى النقدية تقول بأن الشبكات الاجتماعية مجرد "لهاث جماعي" سيكتشف الناس قلة جدواه، وسيكتشف المعلنون قلة جدوى الإعلان عليه بسبب تزاحم الرسائل، وبسبب الظواهر الاجتماعية السلبية الناتجة عنه، وتستشهد هذه الرؤى النقدية بدراسات تؤكد أن عدد قراء "التغريدة" في تويتر ينحدر سريعا، وبدراسات مشابهة عن فيسبوك، وهذا تابع لمسألة النمو الهائل في إقبال الناس على الشبكات الاجتماعية.
دراسات نقدية أخرى تتحدث عن أن فيسبوك صار "مرتعا للأصدقاء المزيفين" بل إنها ترصد انزعاجا لدى الناس من تأثير هذه الصداقات المزيفة والسطحية على الحياة الاجتماعية والصداقات الحقيقية، وهناك انزعاج أوسع من تأثير الاستهلاك الواسع للشبكات الاجتماعية على الحياة الأسرية، ويزداد هذا الانزعاج في أوساط النساء أكثر من الرجال.
المتحمسون للشبكات الاجتماعية يردون بأن هذا الخلل هو أمر طبيعي للتغير السريع في عاداتنا الاتصالية، وأن الناس مع الزمن ستتعلم التأقلم مع القادم الجديد (تماما كما حصل مع التلفزيون) ومعالجة كل ظواهر الخلل هذه وخاصة أن التكنولوجيا نفسها تمنح باستمرار أفكارا جديدة للجمهور لفلترة الرسائل التي تصلهم وتصنيفها وترتيب أولوياتها، كما أن الجمهور سيتعلمون كيف يعيشوا حياة طبيعية دون أن يعني ذلك التوقف تماما عن المشاركة في الشبكات الاجتماعية.
لكن المؤكد بالنسبة لي بين كل هذه النقاشات أن الشبكات الاجتماعية جاءت لتبقى، وقد غيرت الطريقة التي نتعامل بها مع المعلومات ومع الإنترنت ومع الآخرين للأبد، وأن اعتمادنا على التكنولوجيا سيزيد ولن ينقص، ولكنني لا أستبعد أن هناك مبالغة جماهيرية عامة في استخدام الشبكات الاجتماعية والتعامل معها، وأن تراجعا في هذا الاستخدام قد يحصل، مما سيترك آثارا سريعة على المعلنين وعلى تقييم أرباح الشركات، وقد يقود فعلا لانفجار فقاعة الشبكات الاجتماعية في السوق الأميركية.
قبل أسابيع كتبت مقالا بعنوان "سوق ناشئ اسمه تحويل الشركات لكائن اجتماعي" والذي تناول استخدام الشركات التسويقي للشبكات الاجتماعية، ووعدت بمقال آخر عن مستقبل التسويق عبر الشبكات الاجتماعية، ولكنني أحسست أن التعرض للجدل حول مستقبل مواقع الشبكات الاجتماعية هي مقدمة هامة للحديث عن مستقبل التسويق.
التكنولوجيا تغير حياتنا بسرعة لا توصف، وهذا يأتي بالكثير من الظواهر السريعة التي تظهر وتختفي، كما تأتي بالكثير من المشكلات، لأنها تفقدنا القدرة على التأقلم التدريجي اجتماعيا وإنسانيا مع تلك الظواهر، مما يجعل كل النتائج متوقعا، هذا زاد أهمية الدراسات والتفكير المستقبلي في عالمنا اليوم، ولذا تطور علم المستقبل في السنوات الأخيرة كما لم يتطور من قبل، والقراءة في هذا المجال أصبحت لزاما على كل من يحاول فهم عالمنا الرقمي.
في النهاية الرهان على العمق الإيجابي لدى الإنسانية لمعالجة المشكلات و"الارتقاء" نحو عالم أفضل..!
د. عمار بكار
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مجرد, فيسبوك, فقاعة؟!, وتويتر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع هل فيسبوك وتويتر مجرد فقاعة؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيسبوك وتويتر يتعقبان نشاطك! Eng.Jordan مواقع التواصل الاجتماعي 0 02-21-2017 11:19 AM
فيسبوك ومايكروسوفت وتويتر ويوتيوب تتحد لحجب دعاية "داعش" Eng.Jordan أخبار منوعة 0 12-06-2016 10:45 AM
داعش يهدّد مالكي فيسبوك وتويتر Eng.Jordan أخبار منوعة 0 02-25-2016 09:26 AM
فيسبوك وتويتر السبب في تدني مستوى القراءة والكتابة لطلاب بريطانيا عبدالناصر محمود مواقع التواصل الاجتماعي 0 11-21-2013 09:40 AM
نهفات "فيسبوك وتويتر" بعد فيديو "فضيحة النواب" (صور) Eng.Jordan الأردن اليوم 0 01-21-2013 08:17 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59