#1  
قديم 05-02-2017, 03:17 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي الحرب النفسية




جهاد فتحي - ايمان عنان


مركز البديل
بثت قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا، بعنوان “العساكر”، مساء الأحد 27 نوفمبر الماضي، تناول الفيلم قسوة التجنيد الإجباري في الجيش المصري، وسوء معاملة أفراد الجيش، إلى جانب استغلال المجندين في المشروعات الاقتصادية المملوكة للقوات المسلحة، بدلا من التدريب العسكري.
يفتقد فيلم العساكر إلي معايير الأفلام الوثائقية، ويمكن توضيح ذلك من خلال الآتي:
الفيلم الوثائقي يتناول أشخاص حقيقيين، وقضايا حقيقية، في سياق حقيقي، لإيصال رسالة محددة، فلو كانت شخصيات الفيلم، عبارة عن ممثلين يؤدون أدوارا تمثيلية، فهم ليسوا أشخاصاً حقيقيين بل يستعان بهم ويتم استئجارهم، ولو كانت القضية مفتعلة، ومختلقة ومرتبة فهذا يعني ليست قضية حقيقية، ولو كان الأشخاص حقيقيون والقضية حقيقية، ولكن تم توجيههم في سياقات مفتعلة ـ لا تعكس حياتهم ـ فهذا يعني أنهامصطنعة ولا تمثل الواقعية.
يفتقد الفيلم إلي هذا الدليل، ذلك لأن معظم المشاهد التي تناولها الفيلم مشاهد تمثيلية، وأشخاص ليست حقيقية، تم الاستعانة بهم واستئجارهم،كما تم توجيههم في سياقات مفتعلة، ما يعني أنها مصطنعة ولا تمثل الواقعية، كما أن التصوير ليس واقعي ، لان التصوير لم يجري في مصر بل أجري في قطر.
جاء الناقد والمخرج الوثائقي الاسكتلندي جريرسون “Grierson John” بمواصفات محددة للفيلم الوثائقي في مقال نشره في جريدة “The New York Sun” الأمريكية سنة 19266، لتمييزه عن غيره من الأفلام الروائية، معتبراً أن الفيلم الوثائقي هو “المعالجة الخلاقة للواقع”:
1- يستمد الفيلم الوثائقي مادته من واقع المكان الذي يتم فيه التصوير، ومن واقع الحياة أدوار الأشخاص الحقيقية وليست المفبركة.
2- التمييز بين الوصف، والدراما أي التمييز بين الأسلوب الذي يقتصر على مجرد وصف القيم السطحية للموضوع، والأسلوب الذي يكشف عن دقائق الأمور، وبصفة فعالة.
3- اختيار وتنظيم المادة المستمدة من واقع الحياة، وترتيبها وتقديمها للمتلقي بأسلوب فني يعكس وجهة نظر مخرج الفيلم، بمعنى الوصول إلى المعالجة الخلاقة للواقع، وتقديم رؤية القائم بالاتصال في موضوع معين لجمهور مستهدف معتمداً على الواقع والحقيقة.
4- لا يهدف إلى الربح المادي، بل يهتم بتحقيق أهداف في النواحي التعليمية والثقافية أو حفظ التراث والتاريخ.
5- يخاطب عادةً فئة أو مجموعة معينة من الجمهور.
6- يتسم بالجدية وعمق الدراسة.
هناك أشكال فيلمية يؤكد “هامب” بأنها ليست أفلاماً وثائقية، وهي:
أولاً- الدراما التسجيلية Docudramas:
وهي الأفلام التي يتم تمثيلها على أساس أحداث تاريخية، أو حياة شخصية، فيتم الاستعانة بممثلين، وسيناريو كامل مصاغ على أساس الحبكة الدرامية، ولهذا فإن هامب يعد هذا النوع غير وثائقي، لأنه يتعرض ـ في بعض الأحيان ـ لتحريف مسار الحادثة التاريخية أو الشخصية بما يناسب الحبكة الدرامية، بما يعبر عنه هامب بـ”لحاجة الدرامية” Dramatic needs.
لذلك يعتبر فيلم العساكر غير وثائقي، لأنه تم الاستعانة بممثلين، وكان السيناريو مصاغ علي الحبكة الدرامية.
ثانياً: الدعاية التسجيلية Docuganda:
يلفت هامب الانتباه إلى أن طريقة معالجة الفيلم الوثائقي قد تخرجه من إطار الأفلام الوثائقية، فالأفلام التي لها دعاية (سياسية أو فكرية أو طائفية أو غيرها) Propaganda، وتعرض فقط جانب واحد من القضية، فبحسب ما يقول هامب هذه لا تعد (حقيقية) إنما منحازة one-sided فتكون فقدت الفرصة لعرض الرأي الآخر، وعندها لا تصنف ضمن الأفلام الوثائقية.
ولهذا السبب أيضاً يعتبر فيلم العساكر غير وثائقي، لأنه هدفه الدعاية السياسية، وعمل propaganda سيئة هدفها تشويه صورة الجيش المصري، كما أنه افتقد للمصداقية، والشفافية لأنه تعرض لجانب واحد من القضية، وانحاز لجانب واحد فقط، وهو الجانب السئ في القضية، ولم يعرض الرأي الآخر، لذلك فهي لا تعد حقيقة، وبالتالي لا يصنف الفيلم ضمن الأفلام الوثائقية.
أخلاقيات انتاج الأفلام الوثائقية:
اشكاليات أخلاقية:
تصوير الضيوف دون اشعارهم وقد يزاولون أشياء لا يريدون أن يُظهروها:
وذلك بأنك تصور ضيوفك، ضمن نمط observational documentary، ما يتسلزم منك أن تصورهم وهم يزاولون أنشطتهم المعتادة دون الانتباه إلى وجود الكاميرا، ليست هذه المشكلة، إنما المشكلة، أن تستمر في تصوريهم في أوضاع يتوقعون أنك قد أطفأت الكاميرا فيها، فيتصرفون على أساس عدم وجود من يوثق عملهم أو يراقبهم، ولكنك فضلت أن تلتقط هذه اللحظات حتى بدون تنبيههم، ثم تستخدمها في فيلمك.
وتناول الفيلم هذه الاشكالية أيضاً حيث عمل علي اختراق جيش دولة أخرى، ليكشفون ما يدور بداخله، وتصويرهم وهم يزاولون أنشطتهم المعتادة دون الانتباه إلى وجود الكاميرا، ما يفقد المصداقية والشفافية لهذا الفيلم، وبالتالي مخالفته لمعايير الفيلم الوثائقي.
دلالة الضيف الواحد الحقيقى فى الفيلم
لم يستضف الفيلم سوى ضيف واحد معلوم وهو عقيد أمريكى سابق، يقال أنه كان أحد أعضاء برنامج التعاون العسكرى مع مصر، ما يوحي الارتباط بين ما تحاول قطر بثه عبر الجزيرة وأجهزة المخابرات الأمريكية.
فيلم وثائقى بدون وثائق
بالتأكيد يجب أن يحتوى الفيلم الوثائقى على وثائق، وأن يكون الفيلم مدعم بأوراق، ووثائق يتم الكشف عنها من داخل المؤسسات التى تدور حولها أحداث الفيلم، ولم يظهر ذلك في الفيلم، ما يؤكد عدم مصداقية الفيلم وضعفه.
ومن هنا يتضح لنا أن فيلم العساكر الذي أطلقته قناة الجزيرة القطرية يفتقد إلي الكثير من المعايير التي تقوم عليها الأفلام الوثائقية، وبالتالي يفتقد إلي المصداقية.
حيث يلاحظ:
– ان الفيلم يستهداف حملة المؤهلات العليا من خلال عرضه لرؤية جنود وضباط احتياط الذين كانوا أحد أهم الدروس المستفادة من حرب يونيو 1967،و عوامل الانتصار في حرب أكتوبر”الجندي المثقف”.
– يستغل الفيلم تكرار وتضخيم شائعات دون أدلة عن انتحار جنود، وقتل أفراد لغيرهم من المستوي الأعلي بدون آي أدلة، معتمداً فقط علي تكرار الاسطورة حتي تنتخب لنفسها جمهور من الراغبين في تصديقها.
– عرض وجهة نظر اقتصرت علي صف ضابط واحد فقط مع السماح بوضوح لفظ بزئ قبل صفارة المونتاج ليتضح مدي احتقاره لحملة المؤهلات العليا المستهدفة من قبل العاملين علي تسويق الفيلم، كما تكررت جملة “اتعب العسكري يريحك، ريح العسكري يتعبك” و”الجيش مبني علي الخوف”، حتي في وقت لم يكن يتكلم فيه مصاحبة لمشاهد، وحكاوي الإهانات حيث وصف أحدهم بأنه قد تم تلقينه وجود شتائم معينة “ميري”علي حد تعبيره وهو أمر غير صحيح، أما الإهانات، فالقصص الفردية للتعرض لإهانات التي يتم تضخيمها وكأن الاهانة منهج واسلوب حياة داخل كل وحدات الجيش.
– عدم عرض ضباط الهدف منه العمل للفصل بين الضباط والجنود علي اسس تفرقة عنصرية طبقية، وتجاهل دور الاطباء المجندين مع التركيز علي السخرية من الكشف الطبي، ما يهدف لاظهار الضابط في صورة مرضية نفسياً بلا انسانية لا تبالي أو تهتم بمن هم دونه.
– الحديث عن المعدات الغير سليمة مع فيديو لمشروع حرب تعمل فيه كل المعدات خير مثال، كما أشار أحد المتحدثين في الفيلم إلي أن حضور جندي لمشروع حرب يكسبه خبرة كبيرة حيث يتضمن المشروع عادة الرماية من كافة الأوضاع وبالنظر للتدريبات المشتركة مع الدول الصديقة وعدد مشروعات الحرب في الفترة الاخيرة.
– استمرار الحديث عن أعمال النظافة والفيديوهات التي تظهر الجندي يستخدم قفاز(جوانتي) اثناء التنظيف فما المشكلة أن يقوم الجندي بتظيف مكانه.
– تحدث احد المتخفيين عن قضائه مدة مركز تدريبه كاملة دون أجازة وهو أمر غير صحيح حيث تم تقديمه في البداية علي أنه مؤهل عالي وهو إن حدث يسمح للمجندين باستقبال زيارة تغني عن الاجازة، ولكن الواقع ان الزيارة غالباً تسبق الإجازة.
– جهاز الخدمة الوطنية يمتلك مجموعة من الشركات التي يعمل بها عسكريين متقاعدين ومدنيين، ويحصل الجنود الذين يقضون خدمتهم به علي حوافز، و تساهم شركات الجهاز في سد فجوة من حاجات المجتمع عبر إنتاجها.
– استخدام جملة تشير لاستشهاد الأفراد في الفترة من يونيو20133 وحتي تاريخ عرض الفيلم تهدف لاستثارة الرأي العام ضد الجيش وتحميله كل التبعات التي ترتبت علي تحركه في 30 يونيو.

– يتضح أن فريق العمل من حملة المؤهلات العليا من اللهجة الموجهة والمعد بها الفيلم، ليستهدف تلك الفئة تسويقياً، ومؤكد عدم استشارة خبير في الشئون العسكرية في المشاهد التمثيلية حيث يغلب غياب الشكل النظامي في الكثير من المشاهد من وضع الأسلحة أثناء الخدمة، وآداء التحية العسكرية من وضع الجلوس، وجدير بالملاحظة ان كل المتحدثين أشاروا لجملة “مرحباً بكم في القوات المسلحة” بما يعني عدم سماعهم للـ “ارجا” ما يختلف مع بعض القصص القديمة المكررة التي يروها والصور التي تظهر جنود يرتدون الافارولات القديمة، ما يؤكد كون المؤهلات العليا وشباب التجنيد الجددفي الفترة الحالية هم الفئة المستهدفة تسويقياً كخطوة لاستكمال خطوة جديدة تتبع حملة”اخلع” التي كانت تدعو الي التهرب من أداء الخدمة العسكرية.
– الخلاصة الفيلم لا يستدعي الجدل المثار حوله ولكن اعتمد علي ابتلاع الإعلاميين المصريين لفخ “البرومو”، فبدأ الاعلاميون مهاجمة قناة الجزيرة وقطر والفيلم قبل عرضه، وهي أفضل دعاية قاموا بها لتوفير نفقات التسويق الخاصة به أما
المقارنة بين الجيش المصري والجيش القطري تسئ وتقلل من قدره

حيث أن الجيش في قطر:
منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم يشهد الجيش القطري أي عمليات عسكرية حقيقية أكبر من عملياته المحدودة ضد البحرين إلا بتقديمه دعم نيراني لقوات الحرس الوطني السعودي أثناء تحرير مدينة الخفجي السعودية من القوات العراقية خلال حرب الخليج الثانية في بداية تسعينات القرن العشرين.
– يتكون الجيش القطري من حوالي 8.500 فرد من المشاة، وحوالي1800 من القوات البحرية بما يتضمن رجال الشرطة البحرية والعاملين بوحدات الدفاع الساحلي، خاصة في ضوء غياب وضوح تنظيم قوات الاحتياط إضافة لوجود قواعد العسكرية الأجنبية خاصة الأمريكية.
– أما عن المعدات العسكرية، كل الدبابات التي تمتلكها القوات القطرية (30 دبابة من طراز أي أم أكس-30)، إضافة لاعلان قطر صفقة عسكرية مع ألمانيا لشراء عدد 200 دبابة من طراز ليوبارد ما يفوق إمكانات قدرة تشغيلها بشرياً.
– كما أن سلاح الطيران القطري لم يمر بتغيرات ملحوظة منذ بداية التسعينات حين شراء طائرات الميراج2000 الفرنسية، ولم يكن مجهزا لأداء أنشطة عسكرية جادة بدون مساعدات خارجية، خاصة مع محدودية دوره في كلاً من عمليات التحالف العربي في اليمن والتحالف الدولي ضد “داعش”.
– تقتصر نظم الدفاع الجوي القطرية علي منظومات مراقبة وانذار دون نظام صاروخي( أرض – جو) قوي، خاصة إذا صح وجود منظومة باتريوت الأمريكية، التي ارتكبت أخطاء شهيرة فيما يتعلق بالنيران الصديقة لطائرات التحالف الانجلو – امريكي اثناء احتلال العراق في 2003، ما يتركها شبه مكشوفة جوياً خاصة في ضوء حجم قواتها الجوية المتواضع نظراً لاعتمادها علي نظرية الدفاع الجوي الغربية التي تدمج بين القوات الجوية والدفاع الجوي.
– يتجه الجيش القطرى لتجنيد جنسيات أجنبية نظرا لقلة عدد المؤهلين العسكرية فى قطر، حيث يضم في صفوفه جنود أجانب من بنجلاديش، والهند، وباكستان، والسودان، والصومال، ومن دول أمريكا الاتينية حيث يشترط خبراتهم السابقة، أو تحقيقهم شرط الميلاد في قطر، ما يسمح لبعض الإيرانيين بالانضمام للجيش وقد تعاقد مع شركة بلاك ووترسابقاً أكثر من مرة، كما كانت ضمن قائمة الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية من بينها”داعش”، التي أعلن عنها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”.
– تجنيد جنسيات أجنبية في الجيش القطري، له بالغ الأثرعلي العقيدة والانتماء علي المستويين القطري والعربي، فالانتماء هو أهم العوامل التي أشار اليها كلا من الحكيم والقائد العسكري الصيني “صن تزو”، والمفكر والقائد الايطالي”نيكوليو ميكيافيلي” في كتابيهما اللذان يحملان نفس العنوان “فن الحرب” علي ضرورة تكوين جيش وطني من مواطني البلد ليكون أساس دعم استقرار واستقلال الدولة.
– بلغ حجم الإنفاق العسكرى لقطر 3.7 مليار دولار فى 2014 ما يوازي حوالي 32.5% : 33% من اجمالي الانفاق العام، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول حقيقة اتجاه تلك النفقات ومدي فسادها حيث يلاحظ اختلاف التسليح علي مستوي الأسلحة الخفيفة للأفراد من تشكيل لآخر، ما يوحي بوجود العديد من العمولات علي صفقات الاسلحة الضخمة مقارنة بحجم القوات المسلحة، والأمنية المتواضع.
– أثار الجيش القطرى عام 2015، موجة من السخرية فى العالم العربى والرأى العام العالمى، بعدما أعلن وزير الخارجية القطري خالد العطية، إمكانية تدخل بلاده عسكريًا فى سوريا

نظم التجنيد والخدمة العسكرية حول العالم:
طھط§ط¨ط¨ط¨ط¨ط¨.png
تمتلك دول العالم العديد من الأنظمة لآداء الخدمة العسكرية التي تختلف من دولة لآخري من حيث مساحتها الجغرافية، وعدد سكانها والتهديدات، والتحديات التي يتوجب علي قواتها المسلحة التعامل معها وهنا نرصد بعضها
الخدمة العسكرية الإلزامية:
حيث يحدد قانون الدولة سن معين يلتزم فيه الأفراد بالتسجيل بيانتهم لدي الجهة المختصة بوزارة الدفاع لنظر في موقفهم من أداء الخدمة العسكرية، ويكون في بعض الحالات هناك العديد من الاختيارات مثل النظام في سويسرا حيث يختار المجند بين آداء خدمة طويلة المدة مع عدد قليل من مرات الاستدعاء بعد الانتهاء أو خدمة قصيرة تصل لمدة 6 شهور، مع تعويض الفارق بعدد كبير من الاستدعاء، و هناك نظام للاعفاءات الخاصة بالمجندين علي حسب تعليمهم فمثلاً دولة الإمارات تجند حملة المؤهلات العليا 9شهور ثم تم تمديدها قانونا لسنة بينما غيرهم من المؤهلات، التي غالبا ما تكون شهادة الثانوي يخدمون لمدة سنتين كما أن الخدمة اختيارية للإناث وينبغي موافقة ولي الأمر، أما في النرويج فالخدمة العسكرية إلزامية علي الذكور، والإناث علي حد السواء كما تكون في وحدات مشتركة دون فصل كما تقوم بعض الدول التي تفرض التجنيد علي الإناث في وحدات مستقلة لهن فقط.
الخدمة العسكرية الاختيارية:
هناك بعض الدول التي تختلف أوضاعها وتسمح لها بعدم إلزام مواطنيها قانوناً بالخدمة العسكرية، وغالباً ما تتبني تلك الدول نظرية الجيش الذكي الصغير حيث تعمل علي الاكتفاء بعدد محدود من المجندين الراغبين في العمل في المجال العسكري وتدريبهم علي أعلي مستوي خاصة في المجالات التقنية الحديثة، ما يساهم في رفع كفاءة الأفراد، وتدريبهم علي أحدث منظومات الأسلحة قدر الإمكان، ونجد ان تلك الدول غالبا غير مهددة بعدو في نطاقها الإقليمي جغرافياً، أو تشارك في حملات بعيدة عن تراب الوطن مثل مشاركة الدول في غزو أفغانستان والعراق، فمعظم الدول التي شاركت الولايات المتحدة تنظم جيشها علي نفس النسق الغربي القائم علي المتطوعين وتدير بشكل قوي احتياط كفئ بعد انتهاء خدمته في القوات المسلحة لبلاده نظراً لتمتعه بالعديد من المهارات، كما أن بعض تلك الجيوش تطلب من ضباطها الحصول علي درجة الماجستير في تخصصات مختلف للوصول للرتب العالية.
لماذا تطبق مصر نظام تجنيد إلزامي:
تعرضت مصر علي مدار تاريخها للعديد من الصراعات التي آدت لاحتلالها أكثر من مرة طمعاً في خيراتها مثل الهكسوس، أو حتي من منطلق الصراعات الإقليمية مثل الغزو الفارسي ويليه بعد قرون الغزو العثماني أو الاستعمار الأوروبي بناء علي أهمية الموقع الجغرافي بالنسبة لامبراطورية المحتل أو لتهديدها لمصالح عدوه مثل الحملة الفرنسية والاحتلال البريطاني ثم في العصر الحديث الصراع العربي الاسرائيلي وحتي يومنا هذا لا يزال يعاني الشعب من ميراث يفرضه عليه موقع البلاد الجغرافي حيث تمتلك مصر:
– سواحل طويلة بإطلالة علي بحرين وممر بحري عالمي مهم “قناة السويس”.
– شريط حدودي طويل مع كلا من ليبيا والسودان.
– الأوضاع اقتصادية صعبة وعدد السكان الكبير.
ما يجعل خيار الخدمة الإلزامية هو الأكثر منطقية حيث يساهم إلي حد كبير في تخفيض النفقات مع السماح بتكوين جيش كبير يعمل علي تأمين حدود الدولة والإشراف علي المهام والواجبات المونط به أدائها في وقت الأزمات والكوارث.

أهداف ومصالح سياسية خفية
لا شك أن هناك أهداف ومصالح سياسية خفية وراء هذا الفيلم المسئ للجيش المصري، لعدة أسباب ومنها:
– قناة الجزيرة التي أذاعت فيلم العساكر تهدف إلي تفكيك المنطقة العربية وإسقاط الأنظمة العربية طبقاً للرؤية الأمريكية، وكان يجلس على مقعد مجلس إدارتها حمد بن جاسم ثم الشيخ سامر، حيث يظهر فى المشهد آل ثانى، بينما تمارس الولايات المتحدة الأهداف الخفية في القناة.
– مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لجماعة الإخوان، إلا أن الثورة الشعبية فى 30 يونيو التى طالبت بعزل الإخوان، وساندها الجيش المصرى، أنهت كل تلك المخططات، الأمر الذى أغضب الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، التى أنفقت مبالغ طائل من أجل تحقيق ما اتفق عليه مع الجماعة الإرهابية، ومن ثم لم تجد سوى قطر، وسيلةً تضغط من خلالها على الجيش المصرى منبع قوة العرب، فى محاولة لاستهدافه وتشويهه والإساءة له من خلال قناتها المعروفة باسم «الجزيرة».
– قطر تلجأ لحيل ماكرة عن طريق إرسال الأموال الضخمة للجماعات الإرهابية فى مصر، إضافة إلى أن معظم أعمال العنف التى شهدتها المنطقة العربية كانت وراءها تمويل قطري.

المصدر
http://pss.elbadil.com/2016/12/05/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%8B/
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الحرب, النفسية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الحرب النفسية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمريكا تستطيع انهاء الحرب في سوريا كما فعلت في الحرب الافغانية الروسية Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 05-05-2016 10:33 AM
الحرب النفسية في ضوء القرآن عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 06-18-2014 07:43 AM
أساليب القرآن الكريم في مواجهة الحرب النفسية Eng.Jordan شذرات إسلامية 1 11-09-2013 04:10 PM
ا لصحة النفسية ام زهرة الملتقى العام 0 06-06-2013 03:13 PM
الأناقة النفسية... صباح الورد الملتقى العام 0 08-16-2012 01:04 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59