هبوب الجنوب يكتب : ما بين عُلا الفارس و عهد التميمي !

التميمي , الجنوب , الفارس , يكتب , عُلا , هبوب

جفرا نيوز - كتب – هبوب الجنوب


أعرف أن ما سأكتبه جدلي , وقد يثير حفيظة البعض ...ولكني سأكتب وكلي ثقة بأن ثمة من سيستمعون لهذا الصوت المختلف .

أخذت علا الفارس مساحات هائلة من الفيس بوك ومن تويتر ..ومن تغريدات مؤيدة وصارت قصتنا , ومعركتنا ...وذاك أمر خطير جدا , عادت أم لم تعد ..وماذا سيفيد الأمة ؟ ...في النهاية عادت , وقرار فصلها لم يكن على حساب موقفها بقدر ما كان يريد قياس رأي عام ..فصفحات الفيس بوك وتويتر هي أداة مهمة لقياس توجهات الرأي العام ...في النهاية انتقدت أو لم تنتقد فهي لا تشكل فارقا .
بعكس منى الشاذلي , فهي جميلة وأنيقة , وتكاد تكون من أجمل المذيعات العربيات ولكن منى تختلف أنها لا تقدم برامج الإستهلاك , منى الشاذلي كانت سلاحا خطيرا في يد الدولة المصرية حين حاورت سياسين ومثقفين ..وحين قدمت وجبات وعي هائلة , ومهدت الساحة لثورة الإطاحة بمرسي ..قد يكون البعض ما زال مع مرسي ..ولكن في الحقيقة الإعلام عقل ومحتوى ومخزون فكري وليس جمال واستعراض وأزياء ...بنفس السوية تقف على الشاطيء الشرقي للخليج العربي خديجة بنت قنة ...الجزائرية العروبية ..وهي أهم مذيعات الجزيرة , وخديجة لا تقدم عروض الأزياء وبرامج الترف ..خديجة في رأسها مشروع , واخر مرة في بثت من القدس وأعادت تعريفنا بالتاريخ المطموس للمدينة ...
قضيتنا ليست مذيعة , وأنا حين كان البعض يزج بقضية علا الفارس ..كنت اسألهم هل تعرفون دلال المغربي , للأسف أحدهم أجابني على الفيس بوك ..بأنها فنانة فلسطينية وكم حزنت حين ننتصر للإستهلاك وننسى...دم دلال , فهي المرأة الفلسطينية العظيمة والجبيبة والجميلة ..التي قادت عملية (دير ياسين) ..وأجهزت على العشرات من الإسرائيلين , كانت قائدة مجموعة فدائية وهي لم تتم العشرين من عمرها بعد ..وقد ظهرت صورة باراك في اليوم الثاني للعملية , وهو يجهز عليها بمسدسه ...وكانت تلك الصورة هزيمة أخرى لإسرائيل , لكنها انتصار لدم كمال عدوان ورفاقه ..إنتصار لفلسطين ...للمرأة المناضلة المكافحة المقاتلة .
بين دلال المغربي وبين عهد التميمي تذوب المسافات ...فتلك الحالات صادقة وملتصقة بالأرض , لكن الشقق الفارهة في دبي والرواتب العالية , والـ (100) الف دولار مقابل الظهور في دعاية عطر نسائي ليست تلك ..صورة فلسطين ولامن منتجات النضال وعلينا أن نفرق بين منتج القضية ومنتج اخر يوظف لإشغالنا بقضية ...
مهنتي في الإعلام شكلت لي نوعا من الوعي فيما يدور خلف الستارة , فالعقل الذي يدير محطة كلفت مئات الملايين ..ليس بالعقل السهل , هو يقيس ردات فعل فقط وللأسف أخذت قضية علا منا ردود فعل بعضها سياسي واخر اجتماعي واخر عروبي ...ولاحظوا أن الجزيرة التي تدار بعقل خطير , لم تتحدث عن قضية فصل علا الفارس ولكنها ركزت على قضية أخطر وهي صبيح المصري , لأنها تدرك أن هذا الرجل هو جزء من الأمن الإقتصادي الوطني ..وليس جزءا من إعلام الإستهلاك الذي أنتجوه لمثل هذه المراحل ...الجزيرة قضيتها أكبر , واستثمرت مباشرة في العلاقة مع قطر حين عرضت الشارع الأردني ...وتفوقت على إعلامنا ....ونحن للأسف انشغل بعضنا بالهجوم على صبيح المصري والاخر انشغل بالدفاع عن علا الفارس ..
العقل الغربي ...يخاف من مشهد عهد التميمي , لأن من يملك الجرأة على صفع إسرائيلي مدجج بالسلاح , يملك جرأة على تشكيل تنظيم مقاتل باسم فلسطين ..بالمقابل يفرح لمشهدنا ونحن نشكل الكتائب والألوية لنصرة علا الفارس ..وللأسف أخذت مساحات من وسائل التواصل أكثر مما اخذت عهد ...
إنتبهوا معركتنا ليست مذيعة , هم ربما سيطردون لاعب كرة قدم ..وربما سيطردون مذيعة وربما سيوقفون مطربا في المطار فالقادم هكذا سيكون ..تلك قضايا جزئية يقيسون من خلالها ردات فعلنا ومستوى وعينا ...قضيتنا أكبر من ذلك ..قضيتنا هي الفلسطيني والأردني اللذان تركا منفردين في المواجهة ..قضيتنا هي الأرض والدولة والحلم ..قضيتنا هي إعادة إنتاج دلال المغربي ..وعهد التميمي ..
لم تكن قضيتنا يوما , شيكا لإعلان تجاري بمبلغ 100 ألف دولار ولن تكون .

المصدر: ملتقى شذرات