#1  
قديم 11-01-2012, 02:06 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي آلية إدارة البرامج والمشاريع التربوية



- نموذج مقترح –

إعداد


الدكتورة / وجيهة ثابت العاني ناصر بن صالح بن منصور الكندي
قسم الأصول والإدارة التربوية المكتب الفني للدراسات والتطوير
كلية التربية - جامعة السلطان قابوس وزارة الـــــتربية والتعـــليم


ورقة عمل مقدمة إلى :
اللقاء التربوي الرابع في الفترة من 3-5/ أبريل / 2004 م
وزارة التربية والتعليم



أهمية الدراسة والحاجة إليها :

تشكل التغيرات الكبرى في عالم اليوم بأشكالها المتنوعة وتياراتها الفكرية وبأبعادها المختلفة انعطافاً معرفياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً في تاريخ الأمم والشعوب . كما أن ما أفرزته ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال من تحديات أحدثت فجوات في عالمنا هذا ، متخذة شتى المسميات منها : الفجوة الرقمية ، والفجوة التقنية ، والفجوة الغذائية ، والفجوة الصحية ، والفجوة المعرفية وغيرها من الفجوات التي تفرض علينا مطلباً حتمياً في مراجعة وإعادة النظر في أنظمتنا التربوية من حيث التشريعات والسياسات وهياكلها التنظيمية لتعطي مزيداً من المشاركة المجتمعية في العمل التربوي وتطويره، هذا العمل الذي تتمحور غاياته وأهدافه حول الإنسان وتنمية شخصيته المتكاملة في المجتمع .

تعد المدرسة من أكثر المؤسسات التربوية شيوعاً في العالم أجمع ، حيث لا يخلو مجتمعاً منها لارتباط التعليم فيها ارتباطاً مباشراً . كما وأن التعليم نفسه يعد أيضاً من الأنشطة البشرية الأكثر عالمية في الوقت الذي نجده شديد الذاتية الذي يعود إلى اختلاف أساليب التوظيف المجتمعي للتعليم ، علماً أن كل هذا يرجع إلى اختلاف النظم السياسية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين المجتمعات الإنسانية . من هنا ظهر الاتجاه الحديث في مجال التوظيف الاجتماعي للتربية والذي ركز على النظام التعليمي ومراحله المختلفة من أجل تحقيق العبور الآمن للقرن الحادي والعشرين معتمداً على أربعة أعمدة رئيسية هي : التعلم للمعرفة ، والتعلم للعمل ، والتعلم للعيش مع الآخرين والتعلم لتكون ، هذه الأعمدة الرئيسية للتربية جاءت لتخرج المدرسة من إطارها التقليدي ذات الصفة البيئية الضيقة المحصورة في جدرانها الأربعة لتدخلها في رحاب المجتمع الواسع ببيئته المجتمعية التي يتسع نطاقها باطراد يوم بعد يوم (الجوبلي : 2001 : 19).

إن مدخلات العمل التربوي متنوعة ومتشابكة وفي علاقة دينامية في آن واحد ، متمثلة في فلسفة التربية وأهدافها ، و أفراد المجتمع وموارده الطبيعية والاقتصادية ، وطبيعة بنية النظام الاجتماعي والسياسي ، وهذه كلها تشمل متغيرات لها امتداداتها حيث أن كل واحدة منها تشكل نظام في حد ذاته . كما أن ما يواجه العمل التربوي من مشكلات وتحديات ما هو إلا سبب يعود إلى التهميش للأسس الاجتماعية للتربية ودورها في المجتمع . من هنا جاء الاتجاه الحديث للتربية والذي يدعو إلى المشاركة الجدية للمناطق التعليمية في استحداث برامج ومشروعات تربوية إصلاحية من جانب وتطويرية إبداعية من جانب آخر، تنطلق من خصوصية البيئة المجتمعية المحيطة بالمدرسة والقائمين عليها بمتغيراتها الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمعرفية . من هنا بدأ التفكير في أن المدرسة كمؤسسة اجتماعية قادرة على أن تقوم بمشاريع تربوية استثمارية تأخذ شكلين منها تطويرية ومنها علاجية للمشكلات التي تواجه العملية التعليمية بصورة خاصة والتربوية بصورة عامة . لقد ظهرت العديد من البرامج والمشروعات التربوية متخذة مواقع مختلفة ومتنوعة، تأخذ موقعها في العمل التربوي ، منها ما يخص العمل التعليمي بأبعاده المختلفة و منها على سبيل المثال :
· برنامج مكافحة القصور الدرسي .
· برنامج كسر حلقة الفقر.
· برنامج المدارس المكثفة في الولايات المتحدة الأمريكية (Accelerated Schools) .
· برنامج التعويض (المكافئات) .
· التعليم مدى الحياة (فك المدرسة أو حلها) (De schooling).
· برنامج تعلم الكبار.
· تعليم الفتيات .
· مشروع حماية ودمج المعاقين في المجتمع.
· برنامج رعاية الموهوبين والمتفوقين.
· مشروع المدرسة الشاملة .
· برنامج التربية من أجل الديمقراطية (في المجر - النمسا) .
· مشروع مدرسة المستقبل (في أمريكا).
· برنامج دور المدرسة في تنمية المعايير الأخلاقية ( في مدارس أمريكا).
· برنامج تحسين التحصيل المدرسي.
· برنامج التغذية والرعاية الصحية .
· برنامج تحسين العادات الدراسية (Getting into Good study Habits).


وتنبثق أهداف جميع هذه البرامج من العلاقة التكاملية بين المدرسة والمجتمع . حيث أن مثل هذه البرامج والمشروعات لا تنمو ولا تتحقق إلا من خلال أنظمة الخدمات التربوية والاجتماعية مع التركيز والاهتمام بالخدمات الاجتماعية (Social Services) التي يقدمها نظام التعليم للوفاء باحتياجات المجتمع .

لقد أصبحت الممارسات والنشاطات الاجتماعية في سياق الحياة اليومية تمثل جانباً أساسياً في تصميم وبناء البرامج والمشاريع التربوية داخل البيئة المدرسية ، مما أدى إلى اتجاه توثيق الصلة بين برامج التعليم وبين ما يمارسه الطالب بالفعل في حياته خارج المدرسة . والخبرة في سياق الحياة الاجتماعية يمكن ربطها بالمعرفة في سياقها التعليمي التنظيمي المدرسي ، وفي ظل هذا التفاعل يتحقق دور التعليم في عملية الحراك الاجتماعي والتنمية الشاملة للبيئة الاقتصادية والاجتماعية .

لقد ظهرت العديد من الاتجاهات الحديثة في مجال التوظيف الاجتماعي للمدرسة ، والذي لا يتم إلا من خلال التركيز على تنمية قدرات الإنسان إلى أقصى ما يمكن أن تبلغه من نمو وارتقاء وهذه مهمة التعليم التي تسعى إلى إرساء مقومات التنمية الذاتية للفرد من جانب والكفاءة المجتمعية للمجتمع ككل من جانب آخر (عمار : 1997) . ومن المشاريع التربوية للدول في هذا المضمار نجد أن مشروع الأبنية المدرسية في المملكة المتحدة والذي يسعى إلى تنمية حواس التلاميذ وتوسيع مداركهم ببناء المدارس الواسعة المحاطة بالحدائق . كما وتجد المشاريع المشتركة التي تقوم بها المدرسة الفرنسية والتي تهدف إلى تحقيق اتصال الطالب بالعلوم والتطور المتلاحق للمعرفة وتشجيع البحث العلمي والاكتشاف والتي تركز إلى مراعاة استعداد كل فرد و خبراته الذاتية (Solomon, 1998) .

إن الدعوة إلى إعداد برامج ومشاريع تربوية ما هو إلا من أجل إصلاح وتطوير العمل التربوي ورفع كفاءته وفاعليته وخاصة بعد أن حل مفهوم الكفاءة (Competence) محل مفهوم المهارة (العملية الروتينية المحدودة) ، فالكفاءة هي مزيج خاص بكل فرد يجمع بين الإعداد والتدريب المهني والتقني وبين السلوك الاجتماعي والقدرة على العمل والقدرة على المبادرة (ديلور : 1990) أنظر المخطط التالي :

[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image001.gif[/IMG]













إن المعرفة العامة والحقائق التي يتعلمها التلاميذ ليست للتخزين في الذاكرة ، بل لا بد لها أن تخرج من دائرة الترديد الأصم لتدخل في دائرة أوسع وهي كيفية استخدامها وتوظيفها في الحياة . وهذه هي مسؤولية المدرسة وأدوارها في رفع مستوى الكفاءة والخبرة الاجتماعية للمتعلمين من خلال ما تقدمه من مشاريع وبرامج تربوية تسعى إلى توسيع نطاق الخبرات التعليمية لتنتقل إلى خارج حدود الصف الدراسي وكذلك من خلال ربط المدارس بشبكات المعلومات وبالتركيز على تكنولوجيا التربية وثقافة الكمبيوتر والتحكم في المعلومات ( كليش : 2000) .

أهمية التخطيط للبرامج والمشاريع التربوية :
إن المسؤولية الكبيرة التي تقع على قطاع التعليم تجعل منه وباستمرار بحاجة إلى موارد مالية ، وعلى الرغم من تنوع مصادر التمويل للبرامج والمشاريع التربوية والتي تتخذ أشكالا عدة منها الحكومية أو خاصة أو أجنبية أو عن طريق المنح، والهبات، أو القروض من منظمات دولية كاليونسكو، والبنك الدولي وصناديق التنمية الإقليمية أو من دول أخرى عربية إلا أنها لا زالت محددة لا تكفي لسد المتطلبات المتزايدة للعملية التعليمية ( حجي ، 2002 ، ص 136-137) . كما وان مدخل التمويل هذا لا يكفي بقدر ما يمكن توفيره من خبرات ومصادر بشرية كالخبراء الذين هم على درجة عالية من التدريب والكفاءة من أجل إنجاح التخطيط للمشاريع والبرامج التعليمية ، والتي وجدت من أجل تقليص الفجوة بين الغايات التربوية والأهداف التعليمية ، أو ما بين المدرسة والمجتمع وخاصة بعد النمو المتسارع وما يشهده المجتمع من تغيرات حتمت على المدرسة كمؤسسة تعليمية والقائمين عليها للقيام بالمبادرة السريعة وبجدية في نزع ثوبها التقليدي لتدخل إطارها المجتمع الأوسع ، بدءا من المجتمع المحلي وثم الإقليمي وثم الوطني وانتهاءً بالمجتمع العالمي .

تنطلق الحاجة الملحة للمشاريع والبرامج التربوية كونها من الممارسات الإدارية التي تحاول أن تجد أو تبحث عن الخيارات والبدائل التعليمية ، التي يمكن توظيفها في سد نقص ، أو في الوقاية والعلاج ، أو حل المشكلات ، أو التطوير والنمو ، أو التنمية الفردية والمجتمعية على حد سوا وهذا لا يتم إلا من خلال الاعتماد على دراسة موضوعية في تحديد الاحتياجات والأولويات في إنجاز الأنشطة والبرامج والمشاريع، الأمر الذي يتطلب وضع خطط واضحة تأخذ جميع المتغيرات( الزمن ، المكان ، التكلفة ، الطاقة البشرية ، و المستوى أو النوع الذي يسعون إلى الوصول له والذي يحقق الغاية المرجوة . والتخطيط عملية مستمرة ومصاحبة للمشروع في جميع مراحله بدءً بمرحلة وضع الخطط الأولية له والتي تتمثل في دراسة الجدوى وحالات العمل والتحليل التنافسي وهذه كلها أدوات أساسية تلعب دوراً كبيراً في اختيار المشروعات، والتي تزود بدورها صانعي الفرار بفكرة أولية حول مستلزمات المشروع وفوائده ( فريم:2003،ص33).
تتنوع خطط التطوير والبرامج والمشاريع التربوية لتأخذ أشكالا عدة نذكر منها على سبيل المثل لا الحصر ما يلي :
1) برامج ترتبط بالعملية التعليمية ومحتواها .
2) برامج لتطوير العملية التربوية وأساليب التقويم .
3) برامج إعداد وتدريب المعلم وتأهيله .
4) برامج الأبنية المدرسية والتجهيزات والوسائل .
5) برامج تطوير الإدارة التربوية .
6) برامج تمويل التعليم .
7) برامج البحوث والدراسات التربوية .
8) برامج الأنشطة المدرسية .
9) برامج تنمية الشخصية والنمو الذاتي .
10) برامج خدمة المجتمع .
11) برامج المحافظة على البيئة الطبيعية.
12) برامج العلاقة بين المدرسة والأسرة .

لابد من الإشارة هنا، إلى أن الموارد البشرية تشكل في كليتها مدخلا ومخرجا رئيسيين ومهمين في آن واحد للمشاريع والبرامج التربوية .كما وستبقى تنمية الموارد البشرية هي مفتاح مسايرة تطور العصر وتغيراته ، فجميع المشاريع والبرامج التربوية تنطلق غاياتها من تنمية الموارد البشرية وانتهاءً بها.

عندما نتحدث عن الموارد البشرية فالمعنيين هنا هم السكان الذين يعيشون في مجتمع معين أو مكان معين أو أمة معينة . وهم يشكلون الأساس في إنتاج السلع والخدمات وتنمية المجتمع . أما مفهوم تنمية الموارد البشرية فتعني " عملية زيادة المعارف والمهارات والقدرات لدى جميع الأفراد في المجتمع ". أما من الناحية الاقتصادية فيمكن وصفها بأنها " تجميع راس المال البشري واستثماره بصورة فعالة في تطوير النظام الاقتصادي " ، ومن الناحية السياسية نجد أن تنمية الموارد البشرية تعني " إعداد أفراد المجتمع للإسهام في العمليات السياسية ، وبخاصة بوصفهم مواطنين في مجتمع ديمقراطي ( الرشدان 20012 ، ص 82 ) . من هنا نستخلص أن تنمية الموارد البشرية هي مفتاح العصر وهي تؤدي إلى تكوين ما يسمى "راس المال البشري" . فالإنفاق على العملية التعليمية يعتبر استثمارا في الإنسان تفوق عائداته خاصة إذا نظرنا إلى أن العائد من وراء هذه الاستثمارات هي اكتساب المعرفة ، والمهارات باعتبارها ادخار وتراكم الرأس المالي البشري. ويعرف كل من هو رنبيك وسلمون (Hornbeck&Salamon,1992)رأس المال بأنه " مجموعة المعارف والمهارات وقدرات الأفراد القاطنين في دولة ما" .
لقد أولت المجتمعات الدولية عامة و المجتمعات العربية خاصة اهتماما كبيرا وواضحا بالعملية التربوية وذلك من خلال تشجيع المشاريع والبرامج التربوية الرائدة تلبية للحاجات المجتمعية المتغيرة بدءا من عقد ورش تعليمية لمدة يوم واحد ووصولا إلى تصميم برامج ومشاريع تربوية استثمارية بعيدة المدى كل ذلك من اجل تنمية راس المال البشري وزيادة فاعليته في المجتمع. في الوقت الذي نجد ان تلك
المشروعات التربوية تهدف دائما إلى تقديم فكرة متميزة تعالج موضوعا محددا انطلاقا من فكر شخص أو مجموعة أشخاص لتحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف لخدمة المجموع ، كما وان من الممكن أن نكون صالحة للتطبيق في أوساط تربوية أخرى غير الأوساط التي انطلقت منها أو ولدت فيها ، مع بعض الإضافات البسيطة أو العميقة طبقا لحاجة هذه الفئة أو تلك المجموعة ( جريدة البيان ، مصدر الكتروني ) .

مصطلحات الدراسة :
برنامج : Program
وهي عملية إجراء ترتيبات محددة سلفا للأعمال أو الأحداث أو التطورات المزمع إجراؤها في نتيجة متوقعة ( غطاس واخرون ، 1983 ص 35 )

آلية برنامج تربوي :
وهي العملية المنهجية والتي يتم من خلالها وضع الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها، لتحقيق أهداف محددة وبصورة فعالة والتي يسعى من خلالها إلى إحداث تغيير أو إصلاح أو تطوير في الحقل التربوي بصورة عامة والعملية التعليمية بصورة خاصة .

مشروع : Project
هو تعبير عام لوصف أساليب التخطيط ووضع الجداول الزمنية والمراقبة الخاصة بالمشروع أوالعمل ( غطاس وآخرون: 1983 : 182 )

مشروع تربوي:
وهو اصغر وحدة تنظيمية في الحقل التربوي، وهو مركب من عدد من الأنشطة التي تستخدم الموارد المتاحة من اجل الحصول على منافع معينة تحقيقا لأهداف منشودة ، الغرض منها هو استقطاب وتشجيع الأفكار المبدعة والخلاقة وثم تحسينها وتحفيزها من اجل النهوض بالعملية التربوية في المجتمع .
وهذه المشاريع إما أن تكون تثقيفية تدريبية محددة يقدمها الطلاب بالمشاركة مع مدرسيهم مثل مشاريع تنمية المهارات الحياتية أو مشاريع رياضية ... الخ ، أو أنها مشاريع استثمارية تطويرية تأخذ الشكل المؤسسي مستقبلا ( اللقاني والجمل : 1999 : 217 – 218 ) .



استراتيجية التخطيط للبرامج والمشاريع التربوية:

تنبثق أهمية البرامج والمشاريع التربوية من أهمية قطاع التعليم واقتصادياته التي تتمحور أهدافها حول الإنسان وتنمية علميا وفكريا ووجدانيا وثقافيا واجتماعيا وحضاريا وتكنولوجيا ، هذا الإنسان الذي يعد من أسمى الموارد الاقتصادية وأثمنها في المجتمعات الإنسانية ككل ، حيث ارتبط تقدم المجتمعات ورقيها بنوعية وكمية الموارد البشرية التي بحوزتها، ولا تكتفي بذلك ، بل أنها تسعى إلى تفعيل إجراء المزيد من التدريب لأبنائها على مختلف المهارات والكفاءات العلمية والتقنية ، في الوقت الذي توفر لهم الرعاية الصحية والاجتماعية والثقافية والحضارية والروحية كل ذلك بتفاعل ضمن منظومة مجتمعية مترابطة ومتكاملة في آن واحد تحقيقا للأهداف والطموحات في ضوء خطة استراتيجية تربوية واضحة .
ينطلق مفهوم المشروع من انه : " مركب من جميع الأنشطة والفعاليات التي تستخدم الموارد المتاحة من اجل الحصول على مردودات نفعية معينة " ( المنظمة العربية للتنمية الزراعية : 1994: 7 ).ويمر المشروع أو البرنامج التربوي بمراحل عديدة بدءا من المرحلة الأولية والتي بدءا بفكرة المشروع وانتهاء بالنتائج المتوخاة منه ، ويمكن توضح هذه الخطوات بالمخطط رقم (2)



















[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image002.gif[/IMG][IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image003.gif[/IMG][IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image004.gif[/IMG][IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image005.gif[/IMG]


شكل رقم (2) استراتيجية تخطيط مشروع تربوي


آلية إدارة البرامج والمشاريع التربوية :
بالرغم من تنوع البرامج والمشاريع من حيث أهدافها ومجالاتها وأبعادها الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية والتربوية والمعرفية إلا أنه لا بد لها من عرض المراحل الأساسية العامة التي يمر بها المشروع ،و يمكن تلخيصها بما يلي:
1- أن كل مشروع يجب أن تكون له بداية محددة .
2- أن يكون للمشروع نقطة منتصف واضحة .
3- أن لكل مشروع نهاية مؤكدة .
ومن خلال النظر إلى المشاريع والبرامج نجد أن هناك طرق عامة يمكن ممن خلالها النظر لأي مشروع فالمشروع كما وضحه سميث (2001 ، ص 22) له أربعة طرق يمكن تلخيصها بما يلي :
1- المشروع هو عملية بمعناه الحقيقي:
أي أن لها مدخلات، ومخرجات، ونشاطات تتم فيما بينها، فالمشروع كعملية تتضمن سلسلة من الأحداث، أو النشاطات التي يمكن ربطها- عادة - ببعضها البعض .
[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image006.gif[/IMG]




[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image007.gif[/IMG]فالمشروع يتضمن ما هو أكثر من تعاقب المراحل ، فهو يتضمن تحويل المدخلات إلى مخرجات للحصول على نتيجة حددت سلفاً .
2- المشروع هو كمستخدم للعملية التحليلية :
هنا يتعامل المشروع مع بعض العقبات أو من أجل تحسين الأداء، وهنا يتم استخدام العمليات التحليلية ، حيث يسير المشروع بخطوات الدورة المسماة : خطط - نفد - اختبر - تعامل .وكما هو موضح في الشكل التالي :

[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image008.gif[/IMG]












3-المشروع كمحلل لعمليات عديدة أخرى :
وهنا نجد أن المشاريع تتضمن عادة النظر في العمليات التجارية مثلاً سواء كانت عملية محددة في منطقة معينة أو كعملية تتخلل العديد من الحدود العملية أو الإدارية ، ويطلق عليها تسمية فرق المشاريع والتي تكون ذات وظائف أو أنظمة متداخلة، أي يتعاملون مع عمليات متداخلة الوظائف مثلاً عمليات تتضمن الممولين والعملاء...
3- المشروع كعملية إدارية :
يشي هذا إلى أن المشروع يحتاج إلى إدارة ، وهذا يتطلب المزيد من الانضباط لتحليل المشكلة أو العملية والتي تبدأ من مرحلة إقامة المشروع والتعاقد ، وثم التخطيط وثم التنفيذ ،وثم تقديم تقرير حول التقدم ، وبعدها الوصول إلى مرحلة إنهاء المشروع والمراجعة . والإدارة الفعالة للمشروع أصبحت ضرورية في الخمس مراحل الأساسية التي يمر بها المشروع هي :



[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image009.gif[/IMG]



وقبل البدء بالمشروع عليك أن تطرح أسئلة على نفسك :
- هل أنت متأكد من المطلوب منك؟
- هل أنت على يقين من كيفية تناولك للعمل ( هل أنت على وفاق مع نظرية خطط - نفذ - اختبر – تعامل) ؟
- هل أيقنت أي نوع من العمليات سوف تعمل على تحسينه ، تنميته أو لا تجريه ؟
- هل اتخذت الخطوات اللازمة للتأكد من كونك قادراً على إدارة المشروع ؟

وإذا كنت راضياً عن الإجابة عن هذه الأسئلة، فإن عمليات المشروع الأربعة ستكون واضحة وتحت السيطرة . ومن هنا لا بد من الإشارة بشيء من التفصيل عن آلية إعداد وإدارة المشاريع .
ترتبط آلية وإدارة وتنفيذ المشاريع التربوية بخصائص الطبيعة التنظيمية وعناصرها الأساسية ومكوناتها الرئيسية بدءاً من السياسات التربوية، وأهدافها، وهيكلها التنظيمي، وطبيعة الممارسات الإدارية التنظيمية داخل منظومة التعليم والتي تعد جزءاً من مكونات المنظومة المجتمعية المحلية ، وثم تتسع دائرة تفاعلها لتمتد في تفاعلها مع المستوى الوطني والقومي والعالمي . ويمكن تعريف الإدارة بانها "عملية تتحقق عن طريقها الأهداف التنظيمية وذلك من خلال استخدام الموارد ( الإنسان ، النقود ، الطاقة ، المواد ، المكان ، الزمان ) وتعتبر هذه الموارد كمدخلات ، وينظر إلى تحقيق الأهداف كمخرجات للعملية الإنتاجية " ( توربان ، 2000 ، ص 43) ، أما إدارة المشروع فهي عملية تتضمن تطبيق المعرفة ، المهارات الادوات ، والأساليب على أنشطة المشروع لمقابلة حاجات وتوقعات أصحاب المصلحة من المشروع ( دنكان ، 2003 ، ص 12) .

أولاً : مرحلة التعريف :( Identification Stage)
تنطلق أهمية هذه المرحلة من أنها يتم فيها تحديد الهدف المرغوب والذي يعد نقطة البداية الأولى لتسيير المراحل التالية التي يستمر بها تسلسل الخطوات الأخرى في المشروع . وهدف المشروع قد يتخذ أشكال عدة ، منها الخدمية ، ومنها التطويرية ، ومنها الفنية الإدارية ... الخ . كما أن مصدر الأهداف يكون أما بالطريق الرسمي وهذا يتم صياغته وبلورته داخل المؤسسة بعد أن تجرى العديد من الدراسات المنظمة والتي من خلالها تنمو وتتبلور الصيغة النهائية للأهداف الجديدة التي يسعى المشروع الى تحقيقها.أ و أن يكون بالطريق غير الرسمي حيث تنبع الأفكار الجديدة من الميدان عن طريق البحوث والدراسات المسحية داخل المجتمع والتي تعكس حاجة مجتمعية أما ملحة أو تجديدية أو تطويرية أو ترفيهية ... الخ .
وبعد تحديد الأهداف العامة (الأولية ) للمشروع يتم النظر في التجهيز المبدئي للمشروع ، من خلال الدخول في المرحلة التمهيدية وهي الشروع إلى البداية الأولية للمشروع لوضع خطة المشروع والتي أما أن تكون تفصيلية معقدة أو أنها تكون في غاية البساطة ، وهدف المشروع يمكن تعريفه ببساطة أنه المنتج النهائي أو الخدمة النهائية التي يهدف المشروع إلى تحقيقها ( عناني ، 2001، ص 33) .

ثانياً : المرحلة التمهيدية : )(Pre -selection Stage
عدهذه المرحلة من أهم المراحل في إنجاز المشروع وهي مرحلة اتخاذ القرار الخاص بالصورة التي سيتخذها السير في إجراءات الفحص ، والتفصيل الدقيق لجدوى المشروع ، وإصدار القرار وهنا لابد من أنه يجب التركيز على أمور أساسية منها :
1- ما المكاسب المبدئية من المشروع ؟
2- ما مقدار الجهد وما المهام التي يمكن إسنادها إلى من يقومون بها ؟
3- جدولة هذه المهام من حيث وضع جدول زمني والذي يوضع فيه تاريخ بداية المشروع ، وتاريخ نهاية آخر مهمة فيه ( تاريخ انتهاء المشروع ) .
4- تحديد طرق الاتصال وتبادل المعلومات بين فرق إدارة المشروع أنفسهم .
5- وضع خطوات أولية للمراحل الأولية التنفيذية التي سيسير في ضوئها المشروع ، وضع تصوراً أولياً عن معدلات الأداء في كل منها .
6- وضع جدول تقديري لحجم التكاليف (توقعات أولية ) .
7- وضع تصور أولى عن الصعوبات ، أو الأزمات المتوقعة والتي وقد تواجه أو تعيق إنجاز المشروع .
ويمكن تمثيل هذه المرحلة في وضع رؤية تصورية تتفاعل فيها ثلاثة أبعاد ، أو عناصر رئيسية هي : الكلفة والوقت ، ومدى المشروع ( جودته) كما هو مبين في الشكل رقم (3) :





[IMG]file:///E:\Users\ibtesam\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\0 1\clip_image010.gif[/IMG]









أن التفاعل بين هذه العناصر الأساسية لقيام المشروع يؤكد أن النقص في إحداها يؤثر سلباً على الآخر، مثلاً إذا كانت الميزانية محدودة لا شك أن أي مشروع يستغرق وقت أطول ، والوقت الطويل يستوجب أيضاً تشغيل عمالة إضافية بتكلفة إضافية وهذا ينعكس في دوره على جودة المشروع مما يؤدي أحياناً إلى التخلي عن بعض المزايا (الجودة) والمواصفات التي يسعى المشروع إلى بلوغها .

ثالثاً : مرحلة التحليل : ( Analysis Stage)
تعد هذه المرحلة من المراحل المهمة لإنجاز المشروع حيث يتم من خلالها دراسة تحليلية للظروف الخاصة بالمشروع من حيث بداية عرض النتائج الأولية والبيانات في تسلسل منطقي . وتشمل عملية التحليل هذه على الظروف الخاصة بالمشروع من حيث الجهد المبذول وتحليل جدوى المشروع من ناحية الوقت والكلفة والأفراد والتي سبق أن وضعت لها مؤشرات أولية في مرحلة التمهيد . كما يتطلب خلال هذه المرحلة إجراء دراسة أولية يطلق عليها مسمى "الجدوى الاقتصادية" للمشروع وتتضمن ما يلي :
أ - تحليل السوق والمجتمع المحلي .
ب - التحليل الفني .
جـ - التحليل المالي .

وعملية تحليل جدوى المشروع ليس بالمهمة البسيطة ، بل تتطلب دراسة تحليلية تتضمن جمع البيانات والمعلومات وتحليلها ليتم من خلالها اتخاذ القرار للمشروع، والبدء بالمشروع . ويشير الحناوي (1994 : 19 – 23) إلى الخطوات التي تغطيها مرحلة التحليل في عملية إنجاز المشروعات وكما يلي :

أ - تحليل السوق :
يتخذ تحليل السوق أحد الشكلين الآتيين :
1) مدى تجاوب المستهلكين أو الفئة المستهدفة من هذا المشروع للأفكار الجديدة أو المشاريع التطويرية .
2) مدى إمكانية تسويق هذه الأفكار والتي هي المحور الرئيسي الذي تتمحور حوله أهداف المشروع .

أما بالنسبة للجوانب الرئيسية التي يتم تحليلها هي :
أ - الفئة المستفيدة ، .
ب - البيئة المحلية (الجغرافية) .
جـ - الوسائل والأدوات التي ستستخدم في التنفيذ.
د - مقدار الطلب أو الحاجة إليه .
هـ - هل هناك منافس آخر لمثل هذا المشروع (الجودة) .
و- الفرق بين الطلب والعرض .

ب - التحليل الفني :
يتمحور الغرض الأساسي لهذه المرحلة حول إمكانية القيام بالمشروع من الناحية الفنية والتي ترتبط بالجهة المنفذة للمشروع من حيث الإمكانات الفنية والبدائل المتوفرة لها من أفراد وأدوات ومستلزمات والبنية الأساسية والخدمات المتوفرة وميزان المدفوعات وغيرها ، حيث تغطي هذه المرحلة جوانب أساسية تتمثل بما يلي :
1- وصف الخدمة المقدمة او (السلعة) والتي يراد تسويقها والمتعلقة بجوانب استخداماتها
2- وصف الخطوات التي ستمر بها عملية الإنتاج .
3- وضع جدولة للإنتاج مع تحديد أولي لحجم الإنتاج المتوقع .
4- اختيار الأدوات والوسائل ، والبدائل في حالة عدم توفر الوسائل الأصلية .
5- وصف العمليات التي سيتم من خلالها تسويق هذه المنتجات .
6- مواصفات الأبنية وتقدير كلفة الأرض وإنشاء المبنى .
7- مدى توفر الحاجات في البيئة والبحث عن بدائل .
8- تقدير الحاجات من الموارد البشرية ومواصفاتها .
9- تحديد نوع وكمية الفاقد وكلفته .
10- تقدير أولي لكلفة المشروع .

جـ - التحليل المالي :
تتم فيهذه المرحلة إعداد القوائم المالية التي يمكن في ضوئها إجراء تقويم أولى للمشروع على أساس من المقاييس المعتمدة . كما يتم إعداد هذه القوائم بصورتها الأولية من أجل دراستها لاتخاذ القرار الاستشاري بشأنها ، وهذه لا تتم إلا من خلال المرور او إجراء الخطوات التالية :
1- وضع ميزانية أولية وذلك من خلال مراجعة القوائم الأساسية المقدمة .
2- تقدير الكلفة الإجمالية للاحتياجات الاستثمارية وكذلك التدفق المالي ( النقدي) المرتبط بالمشروع.
3- إعداد تقديرات مالية لفترات مستقبلية ، ويتم من خلال إعداد قوائم مالية مقدرة تشمل قوائم الإيرادات المالية المتدفقة للمشروع وكيفية موازنتها .
4- وضع اقتراحات مستقبلية تقدم فيها كيفية تحصيل الفوائد .
5- إجراء تحليل أولي عن الأزمات أو المخاطر التي يمكن أن تؤثر على الموازنة المالية .

رابعاً : مرحلة التقييم واتخاذ القرار : ( Evaluation and Decision Making Stage)
يتم في هذه المرحلة اتخاذ قرار القيام بالمشروع بعد أن تم تزويد القائمين على المشروع والجهة المعنية بنتائج التحليل الأولى للمشروع والتي تعد الأساس الذي يعتمد عليه في اتخاذ التقييم الأولى واتخاذ القرار . يتم في هذه المرحلة عملية تحليل الجدوى الاقتصادية في ضوء المكاسب التي سيحققها المشروع سواء مكاسب مالية أم معنوية (اجتماعية) وعلى المستوى المحلي أو لوطني أو القومي ، كما وتتضمن هذه المرحلة إعداد الجداول والبيانات ثم تحليلها بأسلوب كمي معين وبالتالي الخروج بتقرير تقييمي عن جدوى المشروع ومساهمته في الاقتصاد .
هناك العديد من الأساليب الإحصائية التي يمكن أن تعطي مؤشرات تقييمية للمشروع وأثره على ميزانية المدفوعات والمنافع والمكتسبات الاجتماعية التي ستجنى من وراء هذا المشروع . وفي هذه المرحلة يتم تقديم تقرير تقييمي أولى عن المشروع يتضمن :

1- نوع الخدمة المقدمة أو السلعة أو المنفعة .
2- الخريطة التنظيمية من حيث البناء التنظيمي والتسلسل الإداري والمؤهلات المطلوبة .
3- كلفة الآلات والأدوات والوسائل المستخدمة (ومن يمكن مراجعة التقارير الواردة من الدراسة الأولية لجدوى المشروع ) .
4- أمور متنوعة تتضمن مقترحات ، الضمانات والخطوات التي تمت حتى هذه اللحظة من أجل تهيئة المشروع للدخول في حيز التنفيذ .

خامساً : مرحلة التنفيذ : (Carry out Stage)
تعد هذه المرحلة من أهم المراحل التي يمر بها المشروع فهي العملية الأساسية التي تستهدفها خطة المشروع - الجانب الأكبر من ميزانية المشروع سوف تنفق في إنجاز هذه العملية حيث يشير دنكال (2003 ، ص 71) إلى أنه يجب على مدير المشروع وفريق إدارة المشروع في هذه المرحلة تنسيق وتوجيه المدخلات التنظيمية والتقنية التي توجد في المشروع كما ويتم في هذه المرحلة اتخاذ عدة خطوات إجرائية تنفيذية متمثلة في :
1- التعاقدات وإجراء المفاوضات سواء مع جهات رسمية أم غير رسمية أو شركات أو مؤسسات استشارية ... الخ . حيث يتم طرح مناقصات وتقييم العطاءات وتوقيع العقود .
2- عملية الإنشاء والتشييد وهي بدء الشروع بالعمل من حيث إعداد الخطط التنفيذية (آلية التنفيذ، وإجراء دراسات فنية ، إعداد التصميم وطلب التجهيزات وبدء التشييد الفعلي للمشروع .
ويمكن الإشارة هنا إلى أنه قد تطرأ ظروف غير متوقعة في هذه المرحلة قد تؤثر على عملية التنفيذ ، إلا أنه يمكن التعامل معها بحكم قدرة الهيئة المشرفة على المشروع والتي يمكنها أن تتجاوزها بطريقة منظمة .

سادساً : مرحلة التقويم والمتابعة : (Assessment and fellow up Stage)
وهذه قد لا تكون مرحلة مع سلسلة المراحل التي يمر بها المشروع وإنما هي مرحلة يتم من خلالها عملية مستمرة لإجراءات تنفيذ المشروع سواء تتبعياً أم نهائياً وتعتمد حسب نوع المشروع وطبيعته والخدمات التي يقدمها وتفرز عن هذه المرحلة لجنة المتابعة الميدانية للمشروع للحصول على تغذية راجعة سواء من داخل الجهاز التنظيمي للمشروع أو من خارجه تساعد على استمرار يته وفاعليته في آن واحد .

نماذج لبعض البرامج والمشاريع التربوية:
لابد من الأشرة هنا وبإجاز عن بعض البرامج والمشاريع التي قامت بها المجتمعات والتي تنبثق من حاجاتها واهتماماتها وما تسعى الى تحقيق أهداف تربوية من خلالها.
تشير التقارير والبحوث الصادرة عن الدوائر والمركز التربوية الصادرة من مختلف بلدان العالم إلى ان الاهتمام بالبرامج والمشاريع التربوية لم تكن حصراً على بلد دون آخر وإن اختلفت طبيعة المشاريع من حيث أهدافها ومضامينها وسياسة القائمين عليها ، إلا أنها جميعا تلتقي في غاية واحدة وهي تطوير العملية التربوية وما يجري في داخل منظومتها من عمليات وتنميتها بالشكل الذي ينعكس على جميع عناصرها الأساسية ، بل أنها لا تكتفي بذلك بل ليصل تأثيرها إلى المنظومة المجتمعية ككل .
وسيتم عرض بعض نماذج من تجارب الدول في الإعداد للمشاريع التربوية كما يلي.

1) برنامج " القراءة العائلية":
برنامج تطرحه المكتبات المدرسية والعامة في المملكة المتحدة ، حيث يتم الجمع فيه بين الأطفال وأولياء أمورهم ، ويتم فيه تدريب الآباء على اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم بناءً على خصائص نمو أبنائهم العقلي والنفسي ،ويتضمن البرنامج فكرة الدعوة لتسجيل التراث العائلي من القصص التي كان بعض الآباء يسجلون ويصورن فيها تجاربهم في الحياة ، وذلك من أجل استفادة الآخرين من هذه الخبرات والتجارب.
ودعماً لهذا البرنامج تم تعاون متاجر بيع الكتب الموجودة في بعض المدارس ببيع الكتب ذات الطبعات الشعبية الرخيصة للطلاب الذين اقبلوا على شرائها من مصروفهم اليومي ، علماً أن هذه المتاجر يديرها أمناء المكتبات المدرسية أنفسهم ، من اجل ترويج هذه الفكرة بين الطلاب ، إضافة إلى قيام القائمين على هذا البرنامج بعمليات التشجيع والدعاية والمساندة لها ، علماً أن معظم المكتبات العامة البريطانية تسمح للأطفال بدخولها من سن سنتين على أن يرافقهم احد الكبار ( عمر ، 2003 ، ص111)

2) مشروع " البيزا":
أو ما يسمى مشروع القروش أو الريال والذي نفذته دار الانشاء بمدينة بنجاب الباكستانية الذي يدخره الطفل من كل يوم ، حيث في نهاية كل شهر يقوم القائمين على هذا المشروع بارسال نقود الطفل إلى دور النشر للحصول على كتاب قيم مناسب ، كما وأن هذه الكتب التي يحصل عليها الطفل جذابة ولا تقل عن مئة صفحة.
ولقد كان من ثمار هذه الفكرة انتشار الكتب والمكتبات المنزلية في الكثير من المنازل ( عمر، 2003 ، ص113)
3) مشروع "القراءة للجميع":
لقد بدأ هذا المشروع منذ عام 1991م في جمهورية مصر العربية في دعوة وتشجيع المكتبات العامة والمدرسية على فتح ابوابها امام المستفيدين اطفالاً وشباباً وكباراً ، لتقديم خدمات القراءة في قالب جديد يتمثل في الاهتمام بالانشطة الثقافية والفنية المختلفة التي تجذب المستفيدين إل جانب خدمات القراءة والاطلاع.
ومن فكرة هذا المشروع ،تم استحداث فكرة " مشروع مكتبة الاسرة " (1994) لتلبية حاجات الكبار من الكتب والمطبوعات ذات الموضوعات المختلفة وبأسعار زهيدة في متناول الجميع.
كما ونبعت أيضا من هذا المشروع فكره اخرى جاءت تحت مسمى " اقرأ لطفلك" (2001م) ويقوم على دعوة الكبار للقراءة للصغار ، حيث يعمل هذا المشروع على توفير الكتب المناسبة للاطفال من خلال مكتبة الاسرة ليستفيد منها الكبار في القراءة لاطفالهم ، ولذلك فقد تبنت منظمة اليونسكو فكرة المشروع ودعت إلى تعميمه في الدول النامية ، ووفرت الدعم المالي لكل دوله تنفذ هذا المشروع ( عمر، 2003 ، ص114).



4) برنامج " الصحافة في التربية والتعليم":
وهو برنامج مقترح لتشجيع القراءة للطلاب والشباب وذلك من خلال توزيع الصحف في المدارس أو في المؤسسات أخرى تدير برامج تعليمية، وثم إعطاء تمرين للطلاب للقيام به وبالاستعانة بالصحيفة ، وهذا سوف يمنح فرصة للمعلم بأن يتابع كيفية استعمال الصحف ، وللتلاميذ بأن يحصلوا على دليل بين أيديهم . ومن إيجابيات هذا البرنامج إنه سوف ينمي اتجاه معرفة القراءة والكتابة ، وإستشهار الصحيفة كعنصر فعال ومحترم في عملية تعلم الجماعات، إضافة إلى تنمية العديد من المهارات لدى الطلاب والمعلمين كل على حد سواء.

5)برامج " التدخل المبكر":
يشير مفهوم التدخل المبكر إلى الإجراءات والممارسات التي تهدف إلى معالجة مشاكل الأطفال المختلفة مثل : تأخر النمو والإعاقة بأنواعها المختلفة والاحتياجات الخاصة ، بالإضافة إلى توفير حاجات أسر هؤلاء الأطفال من خلال تقديم البرامج التدريبية والإرشادية ، هذا وتتفاوت كثافة وتركيز برامج التدخل المبكر حسب نوع المشكلة ، فالمدة الزمنية تختلف حسب كل طفل. ويتمثل الغرض من برامج التدخل المبكر في مساعدة طفل ذوي الاحتياجات الخاصة على النمو والتطور إلى أقصى درجة يمكن الوصول إليها ، ومن المسميات التي يتخذها هذا البرنامج هي : "برنامج بورتج"، وبرنامج فوجوتا" وبرنامج " سكاي هاي" ، وبرنامج "تي دي أس أي".
6) برنامج علاجي للمعلمين المتكرري الغياب :
وهو برنامج على صورة ورشة عمل علاجية يشرف عليها مركز إشراف جنوب جدة – المملكة العربية السعودية، حيث تم وضع مسوغات لهذه الورشة وثماهداف ، وتم تحديد الفئة المستفيدة وتم آلية التنفيذ ، ومن دواعي عقد هذه الورشة للآثار السلبية التي يحدثها غياب المعلمين وخاصة على الطلاب والنظام المدرسي. كما تم وضع آلية لعلاج مثل هذه الظاهرة ووضع توصيات إجرائية لها.



7) مشروع " تقييم المعلم في ضوء معايير عالمية":
يهدف هذا المشروع إلى وضع معايير تقييمية صادقة وموضوعيه ترتقي بأداء المعلم إلى مرتبة التميز والإبداع من خلال تزويده بأداة تمكنه من إعداد ملف إنجاز خاصة به ، وتمد القائمين على عملية التقييم بمعايير دقيقة في ضوء مقاييس عالمية وذلك لسد حاجة الحقل التربوي إلى مثل هذه المعايير، التي تطلق الإبداعات الخلاقة لدى المعلمين ، حيث تم وضع هدف عام للمشروع ، وثم أهداف فرعية ، وتوضيح الفئة المستفيدة منه ، والصعوبات المتوقعة التي قد تواجهه تطبيق هذا البرامج ، ثم وضع بعض النتائج المتوقع ( حسن ، 2003)

8) مشروع " توظيف الاسلوب التكنولوجي في المدارس ":
والمشروع الذي انطلقت فكرته من احد المعلمين في مدرسة الشارقة الثانوية ، بعد أن وجد أن بعض المشكلات تواجه الطلاب في مسائل عدة في مادة الرياضيات . والمشروع عبارة عن وضع صفحة على الانترنيت يطلب من خلالها من الطالب / الطالبة القيام بالعديد من الخطوات التي تعد دروسا ينتقل فيها الطالب من خطوة إلى التالية طبقا لبرامج وآلية تنفيذ محدودة . لقد تم وضع برنامج " حاسب المساحة" الذي يحسب مساحه ومحيط وحجم مختلف الإشكال الهندسية التي تمت برمجته بلغة " الفيزوال بيسك" ، حيث يستطيع الطالب استخدام هذا البرنامج من خلال الحاسب الآلي الخاص به في أي وقت. وقد تم بالفعل توصيل خدمة الانترنت إلى الطلاب من أجل دراسة المادة والاطلاع على المناهج وعمل كل ما يلزم من تمارين وامتحانات وفروض دراسية من خلال الانترنيت فكان عن طريق الموقع يستطيع الطالب الحصول على المساعدة في أي وقت من خلال الدخول إليه ، كما أن لهذا الموقع عنوان على الشبكة العالمية للانترنيت هو www.uaemath.com يمكّن الطالب من مراجعة الكثير من الدروس منها دروس تفاعلية يتمكن من خلالها من مراجعة ما تم دراسته داخل الصف ( جريدة البيان ، مصدر الكتروني 2002 ، ص1-5).





التوصيات والمقترحات:

وبناءً إلى ما توصلت إليه هذه الدراسة ، يمكن وضع التوصيات والمقترحات الإجرائية كما يلي:
1- إصدار دليل إرشادي لمديري المناطق التعليمية ومديري المدارس والمعلمين يوضح فيه الخطوات الأساسية لإعداد برنامج أو مشروع تربوي ، يوضح فيه الأساليب والطرق والأدوات المستخدمة فيه.
2- عقد دورات تدريبية لتعريف مدراء المدارس والمعلمين بأنماط وأساليب إدارية ومهارات قيادية توظف في إدارة المشاريع والبرامج التربوية.
3- إجراء دراسة وصفية مسحية لجميع للمشاريع والبرامج المقدمة من مديريات المناطق التعليمية.
4- عمل دراسة وصفية مسحية للكشف عن الاحتياجات التدريبية في مجال إعداد البرامج والمشاريع التربوية ومهارات إدارتها لمديري المناطق التعليمية ومديري المدارس والمعلمين في السلطنة.
5- إجراء دراسة تقويمية تحليلية لجميع للمشاريع والبرامج التربوية المقدمة من المناطق التعليمية في السلطنة حيث يتم من خلالها تقييم أهداف تلك المشاريع، ومدى جودتها، وآلية تنفيذها، وأثرها في التوظيف الاجتماعي للتربية.














المصادر والمراجع

أولا: المصادر العربية

1- برنامج الصحافة في التربية والتعليم

http://www.wan-press.org/avabic
2- جريدة البيان (2002) الأسلوب التكنولوجي يمكن توظيفة في مدارسنا بنجاح
http://wwwalbayan.co.ae/albayan/2002.05/07/mtl/43.htm
3- الجويلي ، مها عبد الباقي (2001)التربية والمجتمع : الاحتياجات الحديثة في التوظيف الاجتماعي للتربية ، الإسكندرية : دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ، ص19
4- حجي ، أحمد إسماعيل (2002) اقتصاديات التربية والتخطيط التربوي ، القاهرة : دار الفكر العربي.
5- حسن ، عبد المنعم احمد (2004) مشروع تقييم المعلم في ضوء معايير عالمية ، جامعة الإمارات العربية المتحدة : كلية التربية
http://www.fedu.uueu.ac.ae/JFOF/issue 18-httm/DR
Abdall,emem520Hassan.htm
6- الحناوي ، محمد صالح (1994) مذكرات في دراسات جدوى المشروع الأساسيات والمفاهيم ، الدار الجامعة.
7- دنكان ، وليم (2003) دليل إدارة المشروعات ، ترجمة عبد الحكم الخزامي ، القاهرة دار الفجر للنشر والتوزيع، ص71
8- ديلور ، جاك و آخرون (1999) التعليم ذلك الكنز المكنون ، تقرير قدمته إلى اليونسكو اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين ، القاهرة – مركز مطبوعات اليونسكو.
9- الرشدان ، عبدالله زاهي (2001) في اقتصاديات التعليم ، عمان الأردن : دار وائل للنشر
10- سميث ، ستيف (2001) إدارة الأعمال والمشروعات من التفكير إلى التنفيذ، الرياض: مكتبة الشفري.ص22-29
11- عناني ، عمرو (2001) إدارة المشروعات باستخدام برنامج Microsoft project 2000 ، القاهرة: دار الكتب العالمية للنشر والتوزيع.


12- عمار ، حامد ( 1997) في التوظيف الاجتماعي للتعليم ، دراسات في التربية والثقافة ، القاهرة : مكتبة الدار العربية للكتاب .
13- عمر ، نصار (2004) نماذج وخبرات عالمية في التشجيع على القراءة ، مجلة المعرفة العدد 104 ، ذو القعدة 1424هـ ، يناير 2004م ص110- 114)
14- غطاس ، نبيل ، وآخرون (1983) قاموس الإدارة ، بيروت : مكتبة لبنان، ص35
15- فريم ، ج ديفيدسُن (2003) إدارة المشروعات في المؤسسات ، الرياض: العبيكان. 1423هـ - 2003م
16- كليش ، فرانك (2000) ثورة الانفوميديا الوسائط التعليمية وكيف تغير عالمنا وحياتك . ترجمة حسام الدين زكريا ، الكويت سلسلة عالم المعرفة ، العدد 253.
17- اللقاني ، أحمد حسين ، وعلي أحمد الجمل (1998) معجم المصطلحات التربوية ، المعرفة في المناهج وطرق التدريس ، القاهرة ، عالم الكتب ص217-218
18- المنظمة العربية للتنمية الزراعية (1994) ، حلقة عمل حول التدريب في مجال السياسات الزراعية وإعداد وتقويم المشروعات الزراعية ، الجمهورية العربية السورية "دمشق" الحلقة رقم 25 6-7/7/1994 ، ص25.
19- نوربان ، ايفرام (2000) نظم دعم الإدارة ، تعريب سرور علي إبراهيم سرور ، المملكة العربية المتحدة ، الرياض : دار المريخ ص43.

ثانيا: المصادر الأجنبية

1- HORNBECK , D.W , AND L.M SALAMAM ( 1992) HUMAN CAPITAL AND AMERICAS FUTURE , BAITMORE AND LANDON , THE JOHNS HOPKINS UNIVERSITY , ERSITY PRESS , P.3.
2- SOLOMON , PEARL G ( 1998) THE CURRICULUM BRIDGE FROM STANDARDS TO ACTAAL PRACTICE , CALIFORNIA , CARWIN PRESS INC .
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لمدة, البرامج, التربوية, إدارة, والمشاريع


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع آلية إدارة البرامج والمشاريع التربوية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إدارة المعرفة و دورها في إدارة الموارد البشرية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 1 10-01-2015 02:52 AM
إسرائيل والأمم المتحدة والمشاريع المشبوهة عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 09-21-2015 07:58 AM
دراسات الجدوى والمشاريع Eng.Jordan الملتقى العام 1 01-08-2013 11:08 PM
مشروع الشرق الأوسط الكبير: إدارة أوباما الديمقراطية تنجح فيما فشلت إدارة بوش الابن اليمينية المحافظ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 05-01-2012 01:49 PM
طريقة حذف البرامج من الريجستري Eng.Jordan الحاسوب والاتصالات 0 01-09-2012 01:15 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59