#1  
قديم 11-15-2012, 08:15 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي فاعلية العلاج النفسي الديني في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة


حمل الدراسة كاملة من المرفقات





د. حمدان محمود فضة د. آمال إبراهيم الفقي
الباحث: سليمان رجب سيد أحمد
جامعة طيبة
الملخص:
يعد اضطراب الوسواس القهري اضطراباً نفسياً وليس اضطراباً ذهانياً، كما أنه يعد من الاضطرابات ذات الخصوصية بين المجتمعات العربية ، ويظهر هذا الاضطراب في أي مرحلة عمرية فهو ينتشر بين الأطفال كما ينتشر بين الشباب والكبار والشيوخ ، ويعد اضطراب الوسواس القهري رابع الاضطرابات النفسية انتشاراً في العالم بشكل عام، ويتصف هذا الاضطراب بوجود أفكار متكررة لا ترغبها الطالبة، وتأتي رغماً عنها، حتى بعد محاولة إبعادها والتخلص منها، وتقوم الطالبة المصابة بهذا المرض بعمل أفعال قهرية لا تستطيع الامتناع عنها؛ نظراً لأن هذه الأفعال تخفف من قلقها. هذا القلق يخف لفترة محدودة، ثم يعود مرة أخرى،فتكرر المريضة بالوسواس القهري أفعالها القهرية بصورةِ مبالغِ فيها؛ قد تؤدي إلى إضاعة وقتها، وتشتيت انتباهها ويترتب على ذلك خسارتها المعنوية والمادية؛ مما يؤثر على كفاءتها الوظيفية حالياً ومستقبلاً. وتظهر مشكلة الدراسة في تأثير اضطراب الوسواس القهري كأحد الأعصبة والأمراض النفسية الشديدة على توافق الطالبة، وتقييد مجالها الحيوي وحصرها في نطاق ضيق، بل وشلل الإرادة أحياناً بشكل تام مما يعوق تكيفها مع العالم المحيط، عندما تجد الطالبة نفسها أمام هذا الكم من الأفكار الو سواسية والتي تشعرها بأنها تكاد تفقد عقلها.
وطالبة الجامعة فضلاً عن كونها طالبة جامعية ،هي زوجة المستقبل ومعلمة وأم؛ تؤثر إصابتها باضطراب الوسواس القهري على مجمل حياتها الشخصية، والاجتماعية، والدراسية، خاصة أن هذا الأثر يمتد ليشمل الطالبة وأسرتها وأولادها وأصدقاءها مما يعيق أداءها الوظيفي وكفاءتها في المجتمع عامة.
لذا تهدف الدراسة الحالية إلى استكشاف فعالية برنامج نفسي قائم على العلاج النفسي الديني في التخفيف من أعراض اضطراب الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة. وتكونت عينة الدراسة من"20" طالبة جامعية ؛ ممن يعانين من اضطراب الوسواس القهري، حيث تم تقسيمهن إلى مجموعتين متجانستين هما: المجموعة التجريبية: وقوامها "10" طالبات. والمجموعة الضابطة: وقوامها "10" طالبات. وشملت أدوات الدراسة المقابلة الشخصية وقائمة مودزلىMoudsley للعصاب القهري Obsessional Compulsive Inventory (MOCI) (ترجمة صفوت فرج وسعاد البشر، 2002) ومقياس يل براون للوسواس القهري (ترجمة فرج والبشر، 2002) ومقياس المستوى الاجتماعي الإقتصادى والثقافي. (إعداد: فضه،1997) وبرنامج العلاج النفسي الديني. وأظهرت نتائج الدراسة فاعلية برنامج العلاج النفسي الديني في التخفيف من أعراض الوسواس القهري.
مقدمــة الدراسة :

يعد اضطراب الوسواس القهري اضطراباً نفسياُ، يتصف بوجود أفكار متكررة لا يرغبها الشخص، وتأتي رغماً عنه، حتى بعد محاولته إبعادها والتخلص منها. ويقوم الشخص المصاب بهذا المرض بعمل أفعال قهرية لا يستطيع الامتناع عنها؛ نظراً لأن هذه الأفعال تخفف من قلقه. هذا القلق يخف لفترة محدودة، ثم يعود مرة أخرى مما يستدعي المريض بالوسواس القهري إلى تكرار أفعاله القهرية بصورةِ مبالغِ فيها؛ قد تؤدي إلى إضاعة وقته، وخسارته المعنوية والمادية، إضافة إلى أن بعض الأعمال القهرية تؤدي إلى الضرر البدني بالشخص، مثل: كثرة الغسيل لأماكن معينة في الجسم، وربما بمواد مضرة كالمطهرات الكيميائية. يؤثر الوسواس القهرى على مجمل حياة الفرد وتوافقه النفسى والاجتماعى؛ وقد لوحظ أن بعض المصابين بالوسواس القهرى، يعانون معاناة نفسية شديدة، ويحاولون التوافق كثيراً للتغلب على معاناتهم؛ بيد أن طول المعاناة من هذا الاضطراب – والذى قد يمتد الى سنوات - وشدة الألم والكدر والضيق الذى يحدث بسبب ذلك، ناهيكم عن وطأة المرض نفسه؛ يدفعهم الى طلب العلاج النفسى بهدف تخفيف معاناتهم وكربهم، وخاصة أن ذلك الأثر يمتد ليشمل الفرد وأسرته وأولاده وأصدقائه.
ويوضح مخيمر(1977، ص19) بأن العصاب القهري من أشد الأعصبه بأساً، وأعسرها على الشفاء. ويقول بيك وآخرون (2002، مترجم، ص962) أن مريض الوسواس القهري يرفض الاستمرار في الجلسات، وينسحب من العلاج بسبب معاناته من القلق الذي يصبح أمراً غير محتمل.وفى الدليل التشخيصى الرابع للاضطرابات العقلية ®DSM IV إشارة إلى أن الأعراض تكون شديدة بدرجة كافية؛ لتحدث ألماً نفسياً واضحاً، كما أنها تستهلك الوقت، وتشوش على الفرد، وتعطل أداءه الوظيفي وأنشطته، وعلاقاته الإجتماعيه مع الآخرين. (APA, 1994, p.420) وطالبات الجامعة اللاتى يصبن بالرسوب أو الفشل الدراسى أكثر عرضة للاضطرابات النفسية المختلفة والمتنوعة، والتى من بينها اضطراب الوسواس القهرى؛ فالطالبات اللاتى يعانين من سوء التوافق النفسى والاجتماعى، ويتبنين مفهوم ذات سلبى، ويعانين من انخفاض فى درجة الدافعية لديهن، ويشكين من تدنى مستواهن التحصيلى؛ يكن فى أمس الحاجة الى البرامج الارشادية والعلاجية لتدريبهن على التخطى والتغلب على هذه المعوقات التى قد تتسبب فى ظهور الاضطراب النفسى، ويعد العلاج النفسى الدينى أحد أبرز تلك التدخلات الفعالة؛ إذ يسهم فى تحسين قدرة الفرد على التفكير والادراك السليم للمواقف. ويساعد الفرد على الوعى بالذات، والتعبير عن النفس، وإكتساب المهارات الحياتية بل وممارستها، ومن خلال ذلك تصل الطالبة إلى التغلب على اضطراب الوسواس القهرى والى فهم نفسها وفهم الآخرين.
ثانياً: مشكلة الدراسة :
تظهر مشكلة الدراسة في تأثير اضطراب الوسواس القهري كأحد الأعصبة والأمراض النفسية الشديدة على توافق الفرد، وتقييد مجاله الحيوى وحصره فى نطاق ضيق، بل وشلل الإرادة أحياناً بشكل تام مما يعوق تكيف الفرد مع من حوله. وطالبة الجامعة فضلاً عن كونها طالبة جامعية هى زوجة المستقبل ومعلمة وأم؛ تؤثر اصابتها بإضطراب الوسواس القهرى على مجمل حياتها الشخصية، والاجتماعية، والدراسية، كما تؤثر على أسرتها بشكل عام. وقد وجد عكاشة ( 1998، ص137) أن نسبة المترددين على عيادة الطب النفسى بمستشفى جامعة عين شمس منهم تقريبا( 2.6%) يعانون من اضطراب الوسواس القهرى، وتدل الأبحاث الحديثة على أن شيوعه بين مجموع الشعب تقريبا (2.5%).
وتقول هولاند (2006) إن اضطراب الوسواس القهرى يعد المرض الرابع الأكثر تشخيصاً فى العالم بشكل عام، وفى الولايات المتحدة بشكل خاص، إن راشداَ من بين أربعين من الراشدين تنطبق عليه محكات اضطراب الوسواس القهرى التشخيصية فى مرحلة من مراحل حياته. (هولاند، مترجم ، 2006، ص213)مما سبق يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى التساؤل الآتى:
ما مدى فاعلية برنامج العلاج النفسى الدينى في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة؟ وكذلك مدى إستمراريته – إن وجدت له فاعلية – إلى ما بعد فترة المتابعة.


ثالثاً: أهـداف الدراسة:
الهدف الأساسي للدراسة الحالية هو أنها تبين مدى فاعلية برنامج العلاج النفسى الدينى فى تخفيف أعراض الوسواس القهرى لدى عينة من طالبات الجامعه، وكذلك مدى إستمراريته – إن وجدت له فاعلية – إلى ما بعد فترة المتابعة.
رابعاً: أهمية الدراسة:
تبدو أهمية الدراسة فى أنها تسهم فى التعامل مع مشكلةٍ حيوية، وواقعية، هي اضطراب العصاب القهرى، لدى عينة من طالبات الجامعة . وكذلك تصميم برنامج قائم على العلاج النفسى الدينى لعلاج تلك المشكلة. هذا على المستوى النظرى، أما على المستوى التطبيقى، فتبدو أهمية الدراسة فى أنها تمثل محاولة للتحقق الإجرائى من مدى فاعلية برنامج قائم على العلاج النفسى الدينى فى تخفيف أعراض الوسواس القهرى لدى عينة من طالبات المرحلة الجامعية، مساهمة في الأخذ بأيديهن لاكتساب بعض مهارات التوافق النفسى والاجتماعى.
خامساً: مصطلحات الدراسة:
وتتبلور مصطلحات الدراسة الحالية على النحوالتالى:
1- العلاج النفسي الديني: Religion Psychological Psychotherapy
الإرشاد والعلاج النفسي الديني هو مجموعة منالخدمات التخصصية التي يقدمها مختصون في علم النفس لأشخاص يعانون من سوء توافق نفسي أو شخصي أو اجتماعي بهدفمساعدتهم على تجنب الوقوع في مشكلات أو محن نفسية أو اجتماعية أو أسرية ،وتقليل آثارها إذا وقعت ، وتزويدهم بالمعارف الدينية والعلمية والمهاراتالفنية لتحسين توافقهم النفسي مع هذه الظروف استرشاداً بالعباداتوالقيم الدينية ، مثل : التقوى، والتوكل ، والصبر ، والإيمان بالقضاء والقدر، والدعاء ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى استغلال فنيات وأساليبنظريات الإرشاد النفسي بأنواعها كوسائل معينة من مساعدة المسترشد علىتحقيق النمو الذاتي وتحمل المسئولية الاجتماعية وتحقيق أهدافه المشروعةمن الناحية الدينية في نطاق قدراته وإمكانياته .
وإجرائياً: يقتصر مفهوم العلاج النفسى الدينى على الفنيات والأساليب المستخدمة( [1]) في البرنامج العلاجي الذى قام الباحثون بإعداده وتطبيقه على عينة من طالبات الجامعة، وهى: فنية وقف الأفكار – الاستغفار– فنية إعادة البناء المعرفي– فنية التعريض ومنع الاستجابة – فنية التحصين التدريجي- فنية صرف الانتباه – الطرق الاقتدائية- فنية لعب الدور – فنية قلب الدورـ المناظرة والحوار - فنية التعزيز – فنية الاسترخاء والتدريب على التنفس – تقليل الحساسية التدريجي –الاعتراف بالذنب– فنية إعادة العزو - أسلوب المحاضرة والوعظ – أسلوب المناقشة الجماعية، الواجبات المنزلية.
الوسواس القهرى : Obsessive Compulsive
"الوساوس obsessions هي:" أفكار متسلطة، والقهر compulsion هو: سلوك جبري يظهر بقوة لدى المريض، ويلازمه ويستحوذ عليه، ويفرض نفسه عليه، ولا يستطيع مقاومته؛ رغم وعيه وتبَصٌّره بغرابته وسخفه وعدم فائدته، ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به." (زهران،1999، ص423 ) ويعتمد الباحثون على المحكات التشخيصية الواردة فى الدليل التشخيصى والإحصائى الرابع للإضطرابات العقلية ®DSM IV .
إجرائيا: هو الدرجة التي يحصل عليها الفرد على قائمة مودزلى للعصاب القهرى Moudsley Obsessional Compulsive Inventory (MOCI)، ومقياس يل براون للوسواس القهري (YBOCS) ترجمة صفوت فرج وسعاد البشر، 2002.
سادساً: الإطار النظري
يتناول الإطار النظري للدراسة بادىءُ ذى بدءِ "العلاج النفسى الدينى" من خلال عدة زوايا، بداية بالتعريف وانتهاء بالتقييم، ومروراً بالمبادئ والمراحل وخطوات العلاج، يليه "اضطراب الوسواس القهرى".
مفهوم الارشاد والعلاج النفسى الدينى :
الإرشاد النفسي الديني عند صبحي (1980 ، ص 220 ) هو أحد المساعدات الإرشادية التي تستخدمكأداة للتغلب على العقبات التي تقف في سبيل التوافق النفسي، وتحقيقالحاجات النفسية والفسيولوجية لدى الأفراد بصفة عامة ، والشباب بصفة خاصة،وذلك عن طريق الإفادة من محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كأحد المساهماتفي تصحيح الأفكار والتصورات الخاطئة . فالإرشاد والعلاج النفسي الديني عند فهمي ( 1987 ، ص36 ( هو أسلوب توجيهواستبصار يعتمد على معرفة الفرد لنفسه، ولربه، ولدينه ،وللقيم والمبادئ الروحيةوالخلقية ، وهذه المعرفة غير الدنيوية المتعددة الجوانب والأركان تعتبر مشعلاًيوجه الفرد في دنياه، ويزيده استبصاراً بنفسه ،وبأعماله ، وطرائقتوافقه في حاضره ومستقبله. وقد أشار هذا التعريف إلى عمليتي التوافق والاستبصار كهدفين مهمين للإرشاد والعلاج النفسي الديني.
وعرّف زهران ( 1995، ص 377) الإرشاد والعلاج النفس الديني بأنه أسلوب توجيه وإرشاد وتربية وتعليم ، يقومعلى معرفة الفرد لنفسه ولدينه ولربه والقيم الروحية والأخلاقية .عرّف عبد الحميد، وكفــافي ( 1995 ،ص 3243)العلاج النفسي الديني بأنه عـلاج نفسي تدعيمي ، يوفـر نوعاً منالإرشـاد الدعوي . لذا يرى الباحثون أنه من المداخل الصحيحة لتعريف العلاج النفسي الديني تناوله من مدخله الأوسع وهو: الإرشاد النفسي الديني، فالإرشاد أعم من العلاج ،وينضوي العلاج النفسي الديني تحت عنوان أكبر وهو الإرشاد النفسي الديني. وهناك اتجاهان في تناول العلاج النفسي الديني، يسعى الاتجاه الأول إلى تحديد فنيات بعينها لتكون هي فنيات العلاج النفسي الديني والمميزة لهذا النوع من العلاج النفسي. بينما يرى الاتجاه الثاني أن العلاج النفسي الديني له مبادؤه وأسسه المميزة له ،والتي لا تمنع من الاستفادة بفنيات العلاج النفسي جميعها ،والتي تتفق وتلك المبادئ والأسس. وتتناول الدراسة فيما يلي مفهوم وأسس ومبادئ وأساليب وفنيات العلاج النفسي الديني.
وعرّف مرسي (1995، ص 68) الإرشاد والعلاج النفسي الديني الإسلامي بأنه عمليات تعلم وتعليم نفسي اجتماعي، تتم في مواجهة Face to Face بين شخص متخصص في علم النفس الإرشادي (مرشد)، وشخص أخر يقع عليه التوجيه والإرشاد (المسترشد)، ويستخدمفيه فنيات وتقنيات وأساليب فنية ومهنية ، ويهدف إلى مساعدة المسترشد على حلمشكلاته ومواجهتها بأساليب توافقية مباشرة ، ومعاونته على فهم نفسه ، ومعرفةقدراته وميوله وتشجيعه على الرضا بما قسم الله له ، وتدريبه على اتخاذ قراراتهبهدي من شرع الله حتى ينشأ عنده طلب الحلال بإرادته ، وترك الحرام بإرادته ،ويضع لنفسه أهدافاً واقعية مشروعة ، ويفيد من قدرته بأقصى وسعها في عمل ما ينفعهوينفع الآخرين ، ويجد تحقيق ذاته من فعل ما يرضي الله فينعم بالسعادة في الدنيا والآخرة.
وعرّف إبراهيم (1998، ص 26) الإرشاد والعلاج النفسي الديني بأنه عملية توجيه وإرشاد وعلاج وتربية وتعليم تتضمنتصحيح وتغيير تعلم سابق خطأ ، وهو إرشاد تدعيمي يقوم على استخدامالقيم والمفاهيم الدينية والخلقية ، ويتناول فيه المرشد مع العميلموضوع الاعتراف والتوبة والاستبصار ، وتعلم مهارات وقيم جديدة تعمل علىوقاية وعلاج الفرد من الاضطرابات السلوكية والنفسية. ويرى الباحثون أن هذا التعريف يتضمن عدداً من النقاط المهمة، فقد أشار التعريف الى تصحيح وتغيير التعلّم السابق الخاطىء واستبداله بالتعلّم الصحيح وهو مبدأ مهم من مبادئ النظرية السلوكية والعلاج المعرفى السلوكى، كما أشار التعريف إلى العلاج التدعيمى كأحد الاتجاهات العلاجية الحديثة، فضلاً عن اشارة التعريف الى الاستبصار والوقاية كنقاط مهمة مميزة للارشاد والعلاج النفسي الديني، فالإرشاد وقاية، والعلاج يهدف إلى الاستبصار. وبهذا المعنى يكون تعريفإبراهيم (1998) قد أضاف إلى تعريف صبحي( 1980)وصفاً لعملية الإرشاد النفسي الديني من حيث : كيف تتم ؟ وأهميتها في وقايةالفرد من الاضطرابات السلوكية والنفسية.
وعرّف خضر (2000 ،ص 220) الإرشاد النفسي الديني بأنه محاولة مساعدة الفرد لاستخدام المعطيات الدينيةللوصول إلى حالة من التوافق تسمح له بالقدرة على ضبط انفعالاته إلى الحد الذييساعده على النجاح في الحياة ، و ترى ياركندى ( 2003 ،ص 156) أن الإرشاد النفسيالديني هو استخدام مبادئ وأحكام الدين في توجيه سلوك الأفراد بحيث يتفق مع هذهالمبادئ والأحكام، بينما عرّف الأميري ( 2004، ص363)الإرشاد النفسي الديني بأنه مجموعة من الأساليب والمعارف والخدمات يقدمهاأخصائيون في الإرشاد معتمدين على القرآن والسنة ؛ بهدف تحقيق الصحةالنفسية.
ويعرّف ****** (2005 ،ص12 ) الإرشاد النفسيالديني بأنه طريقة من الطرق الإرشادية التي تستخدم فنيات الدين وقيمهومفاهيمه في إصلاح عيوب النفس وإرجاعها إلى فطرتها السليمة التي فطرها اللهعليها، في حين يرى المهدي (2005) أن الإرشاد النفسي الديني هو إرشاد روحي بمعناه الغيبي غير المحسوس بالإضافة إلىالاهتمام الملحوظ بالعلاج النفسي الذي أخضع للدراسة على صعيد العلموالتجربة أحياناً ، وبذلك يجمع بين الأخذ بالأسباب واللجوء إلى خالقها ، لقوله]تعالى[: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ") سورة الشعراء ، آية رقم80( .
كما عرّف ليهي (2006 ، ص 93 ) العلاج النفسي الديني بأنه شكل من أشكال العلاج النفسي الحديث يقومعلى أساليب ومفاهيم ومبادئ دينية وروحية وأخلاقية بهدف تصحيح وتغييرالأفكار المشوهة ،والتصورات المختلة وظيفياً لدى الفرد في أمور الحياةكلها، ومساعدته على تحمل مشاق الحياة ، ويبعث الأمن والطمأنينة في النفس،وراحة البال ويغمره الشعور بالسعادة .
كل هذه التعريفات عرضت للإرشاد والعلاج النفسيالديني كعملية لها أهدافها وفنياتها ومبادؤها ومراحلها، ولكن لم تحدد أيالأديان ، ولذلك يقصد الباحـثون بالإرشـاد النفسي الديني الإرشاد النفسي الدينيالإسلامي؛ لأن الإرشاد النفسي الديني يشتمل على كل الرسالات السماوية، حيث أعطىالدين الإسلامي تصوراً كاملاً عن النفس الإنسانيـة في صحتها ومرضـها ، كماأنه الرسالة الخاتمة ، التي جاءت لتناسب كل زمـان ومكان وللإنسانيةعامـة. ويتضح من العرض السابق لمفهوم الإرشاد النفسي الديني منالمنظور الإسلامي أنه ركز على أنه شكل من أشكال الإرشاد النفسي الحديث يستمدأساسياته وفنياته من الإسلام ، وأنه ذو فعاليةفي تخفيف الاضطرابات النفسية ، الأمر الذي يسهم في تحقيق الاتزانالروحي والاستقرار النفسي في نهاية المطاف. ويري الباحثون أن العلاج النفسي الديني هو أحد أنواع العلاج النفسي المحددة المبادئ ،والمفاهيم، والأسس، والخطوات، والفنيات التي تهتم بتوجيه المريض إلى الاهتمام بعلاج الاضطراب الذي يعانى منه وفق المفاهيم الدينية الصحيحة ،والأفكار السليمة التي تساعده على التوافق النفسي، والاجتماعي ،والروحي.
الفرق بين الإرشاد النفسي الديني والوعظ الديني :
الوعظ الديني يكون التعليم والتوجيه من جانب واحد وهو الواعظ ويكون غالبا في دور العبادة أو في البرامج الدينية ويهدف إلي توصيل المعلومات الدينية المنظمة ،أما الإرشاد النفسي الديني فهوعملية يشترك فيها المرشد والعميل والمرشد يتناول مع العميل موضوع الاعتراف والتوبة والاستبصار ويشتركان معا في عملية تعلم واكتساب اتجاهات وقيم، والعميل يلجأ إلي الله بالدعاء مبتغيا رحمته ، مستغفرا إياه ذاكرا صابرا علي كل حال ،متوكلا علي الله مفوضا أمره إليه (حامد زهران ، 2002 ،ص 359 ).
أهمية الإرشاد والعلاج النفسي الديني :
يرى موسى ( 1993 ،ص 556) أهمية الإرشاد النفسي الديني في أثر سيكولوجية الدين في علاج الاضطرابات النفسية بإختلاف أنواعها، الأمر الذي يدعم الاهتمام ببرامج الإرشاد النفسي الديني وفاعليتها في علاج الاضطرابات،ويعد بمثابة إضافة جديدة للتراث السيكولوجي .
وإن من أبرز الوظائف التي يؤديها الدين للفرد والجماعة تحقيق الاستقرار النفسي ، فحينما يصاب الأفراد بالتمزق النفسي، والصراعات الداخلية ،يحقق لهم الدين توازناً نفسياً عن طريق ما يسوقه من علاج نفسي. ويؤدي الدين دوراً إيجابياً في الوقاية من أعراض الاضطرابات النفسية لدى المراهقين ؛ نظراً لارتباط ارتفاع مستوى التدين بالكثير من الجوانب الإيجابية لدى الأفراد ، فيؤدي إلى صحة نفسية أفضل وقدرة أكبر على مجابهة الأمراض، والتغلب على آثارها السلبية، وسرعة الشفاء من الأعراض النفسية ،والقدرة على تحمل الضغوط الناتجة عن أحداث الحياة القاسية. ويؤدي الشعور الديني إلى الإحساس بالسعادة والرضا والقناعة والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ، الذي يعين الفرد على مواجهة الضغوط ، ويمنح الثقة والقوة لمواجهة التحديات والأزمات التي تعترضه في مجرى حياته ، فيكون الملاذ وقت الشدة ، الذي يشعره بالأمان وعدم الخوف والتشاؤم ، وهذا يتحقق للفرد من خلال : الدعاء ، والصلاة، والشكر مما يوفر له أسمى صور الـدعم والطمأنينة، (فايد ، 2005، ص 112) ، قال تعالي (الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد ، آية: 28. فالإرشاد والعلاج النفسي الفعال هو الذي يرتبط بثقافة المجتمعات ويتفق مع معتقداتها وقيمها، ويساند نظرة الإنسان فيها إلى الحياة ، وعلى المرشد أو المعالج النفسي أن يكون واعياً بخصوصيات ثقافة المسترشد حتى يرشده ويعالجه في إطارها ( باترسون ، 1990، ص 120)
أسس ومبادئ العلاج النفسي الديني:
يقوم الإرشاد والعلاج النفسي الدينى على أسس عامة تتمثل في عدد من المسلمات والمبادئالتيتتعلق بالسلوك البشري والعميل وعملية الإرشاد ، وعلى أسس فلسفيةتتعلق بطبيعةالإنسان وأخلاقيات الإرشاد النفسي ، وعلى أسس نفسية وتربويةتتعلق بالفروقالفردية ومطالب النمو ، وعلى أسس اجتماعية تتعلق بحاجاتالفرد والمجتمع ، وعلىأسس فسيولوجية تتعلق بالجهاز العصبي والحواس ،ويقوم الإرشاد النفسي الديني علىأسس ومبادئ ومفاهيم دينية روحيةوأخلاقية (زهران ، 1990 ،ص 302 (ويسعى علم النفس الديني إلى التأصيل الديني للإرشاد والعلاج النفسي منخلال تأسيس الإرشاد النفسي على أسس ومنطلقات وممارسات دينية تجعل الإرشادالنفسي أكثر كفاءة عند الأفراد في وقايتهم من الاضطرابات النفسيةومساعدتهمعلى استعادة الصحة النفسية (مرسي ،1995، ص110).
يقوم علي معرفة الفرد بأن الله هو الخالق ولا خالق غيره كما في قوله تعالي ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) سورة الملك ،آية :14 .
ويمكن تلخيص مبادئ الإرشاد النفسيالديني فيما يلي :
1- المناقشة الدينية القائمة على النظرةالموضوعية للأفكار واحترام حريةالفرد في التفكير،ويعد الإرشاد النفسيالديني إرشاداً بنائياً وموجهاً نحو المشكلاتالنفسية.
2- يقوم على نموذجتربوي ؛ حيث إنه في طريقته لإرشاد الأفراد ذويالمشكلات النفسية يولي اهتماماًأكثر لعملية التعلم بجانب عمليةالتفاعل ، فالجلسة تبدأ بمادة تعليمية دينيةونفسية يلقيها المرشد معالحرص على إعطاء مفاهيم وتصورات صحيحة للمبادئ والقيم الإسلامية ، كمايتم التعليم أيضاً من خلال القدوة. يقوم على التركيزعلى " الهنا والآن " على اعتبار أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرةموجودان في " الهنا والآن" .
3- تعتمدفنيات الإرشاد والعلاج النفسي الديني على الفهم الصحيح للعباداتالدينية وممارسة الرياضة الر وحية (المهدي ،2005 ،379 ). بينماتشير ياركندي (2003 ،60 – 61 ) إلى أن الأسس التي يقوم عليهاالإرشاد النفسي في ضوء الإسلام ، تتمثل في : قابلية السلوكللتعديل ، والجوانبالعقلية تعد جزءاً مهماً في تعديل السلوك، وتصرفات الإنسانتقوم على أساس من الوعيوالشعور بها ، والمسئولية فردية وجماعية ،والإرشاد والعلاج يكون بدافع منالشخص نفسه ، وإقرار مبدأ الفـروقالفردية ، الإرشاد والعلاج علم ثم عمل ،واختيارية القرار وحرية التصرف ،واختلاف طرائق الإرشاد والعلاج باختلاف الموقفوحالة الفرد .وتضيف علام و شاكر (2002 ،ص 321) أن العلاج النفسي الديني ينطلق من عدة منطلقات منها أن الإنسان مولود علي الفطرة ،والبيئة التي نشأ بها هي التي تشكله ،والفطرة الإسلامية خيرة ، وان الإنسان أفضل المخلوقات وأكرمها لأنه يفكر ،وأن الإنسان مهيأ لبلوغ أعلي درجات الكمال، وأنه يحمل معه عنصر الضعف ،و قد يتعرض للخطيئة والمرض النفسي أثناء حياته.
فنيات الإرشاد والعلاج النفسي الدينى:
يشير إبراهيم ( 1998 ،ص32( إلى أنه لا توجد فنيات محددة للإرشاد والعلاج النفسي الديني ، ولكن المرشد النفسي يستخدم الفنيات التي يتميز بها الإرشاد النفسي الديني أو الموجودة في الإرشاد الدنيويSecular Counseling فهو يستخـدم العلاج التحليلي ، والسلوكي ، والمعرفي ،والديني .فالعلاج النفسي الديني Religious Psychological Psychotherapy علاج شامل لاتجاهات واستراتيجيات علاجية أخرى كثيرة ، حيث يظهر له جانب تحليلييبرز كيفية تناوله وتحليله لأسباب وأعراض الاضطراب النفسي لدى الشخص ، مثل ما يقومبه المعالج النفسي الديني أثناء المقابلة العلاجية في الكشف عن مكبوتات اللاشعور ،وتعرفها وإخراجها إلى حيز شعور العميل لعلاجها ، كما يحدد المعالج النمو الدينيوالقيم المؤثرة على العميل ، وكيفية الإفادة منها في عملية العلاج ، بالإضافةإلى امتلاكه جانباً إنسانياً يبرز في تعامله مع الإنسان كوحدة كلية شاملة ، وفينظرته لصاحب الإرادة القوية والعقيدة الصحيحة على أنه مسئول عن اختياراته وأفعالهوأقواله ، مما يجعله متمتعاً بالتوافق والصحة النفسية ، بالإضافة إلى الجانبالمعرفي المتمثل في تناول العمليات المعرفية العقلية وآليات التفكير الشامل ، أماالجانب السلوكي في العلاج النفسي الديني فيتمثل في استخدامه مبادئ وقوانين التعلم، وتعديل السلوك لمساعدته على التغلب على اضطراباتهالنفسية ، بالإضافة إلى أساليب الترغيب والترهيب من وسائل الثواب والعقاب (الزهراني، 2000،ص 69 ).
ويرى سالم (2006 ،ص 130 – 131 ) أنه توجدالعديد من الفنيات الخاصة بالعلاج النفسي الديني التي لها أثر فعال في علاج النفسالإنسانية من اضطراباتها المختلفة ، وهذه الفنيات تستمد منهجها وإجراءاتها منالكتاب والسنة ، وهي عديدة ومتنوعة ، وتتناول العلاج بالتوحيد ، والأدعية ،والأذكار، والاستغفار، والصبر ، والصلاة ، والتخيل ، والاسترخاء ، والأضداد ، وتلك الفنياتيمكن اعتبارها فنيات معرفية سلوكية لأنها تركز على أفكار المريض ،واتجاهاتهالمرضية المختلة وظيفياً ،وتمده بالمهارات التي تساعده على ممارسة السلوكياتالتوافقية. ويشير ورثنجتونWorthington ( 1989,p. 596 – 597) إلى أن اختيار المعالج أو المرشد النفسي للفنيات في عملية الإرشاد النفسي الديني يتوقف على شروط مهمة ،وهي:
1 - أن يعرف المرشد أن استخدام أي فنية علاجية إنما تساعد في تحقيق التعزيزالإيجابي للناحية الدينية
للعميل.
-2
أن يستخدم المرشد الفنيات الموجودة فيالدين الذي يؤمن به ، بالإضافة إلى الفنيات الأخرى ، مثل:
فنيات التحليل النفسي ،أو السلوكية ، أو المعرفية ، أو الوجودية وغيرها.
-3
الاندماج الديني Religious Involvement أي المشاركة الدينية بين المعالج والعميل التي تؤدي
إلىالعلاقة القوية وإزالة الفوارق بينهما.
وأساليب العلاج الديني هي الأساليب الإيمانية مثل محاسبة النفس،والتوبة ،والإنابة، والرجوع إلى الله ،والدعاء، والذكر، والعبادات ، وقد أورد ابن القيّم الكثير منهذه الجوانب في كتبه ، مثل : مدارج السالكين ، والوابل الصيب من الكلم الطيب ،وإغاثة اللهفان، وطريق الهجرتين وباب السعادتين ، والجواب الكافي،والطب النبوي ،وغيرها (الشناوي ، 1999 ، ص 76) وتهدف التربية والصحة النفسية بصفة عامة في ضوء مجتمعنا العربي الإسلامي إلي تنمية الإنسان العربي المسلم الصالح وأن يعيش في رضا مع نفسه والعالم المحيط به ، ويشعر بالسعادة والتوافق النفسي ويبتعد عن الوساوس المدمرة والأفكار المستهجنة ، ولن يحث ذلك إلا بقرب العبد من ربه . ويري فهمي (1987،ص37 ) أن محاولات صياغة الكثير من القواعد والمبادئ الدينية في قوالب نفسية هي الطريق لإنقاذ البشرية .
وحتى يستطيع المرشد أن يقوم بتنفيذ البرنامج الإرشادي الديني لابد أن تتوافر فيه عدة شروط من بينها الإيمان بالله وان يكون ذا بصيرة نافذة وقدرة علي الإقناع والإيحاء والمشاركة الانفعالية ،وإتباع تعاليم دينه ،واحترام الأديان الأخرى ( إجلال سري ، 1990، ص 134 )
الإرشاد النفسي الديني الوقائي :
يولي المرشد النفسي الديني إلي الاهتمام الكبير بالتحصين الوقائي الديني حتى يحقق التوافق النفسي والبعد عن الوقوع في الاضطرابات النفسية . وقد أشار عبد الواحد ( 1970 ،ص35) إلي عدة خطوات للوقاية من الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية منها :
أولا : التربية الدينية وتتضمن عدة أعمال منها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر خيره وشره ، وحب الله وحب الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتقوي الله في السر والعلانية ، والشكر لله وحمده علي نعمه .
ثانيا : السلوك الديني ويتضمن عبادة الله حق عبادته ،والإخلاص لله ، والشعور بالمسؤولية وخاصة مسؤولية الاختيار لان الإنسان ميزه المولي عز وجل بنعمة العقل عن باقي المخلوقات ، والبعد عن الحرام . وأشار سعيد (1998، ص101ـ139) إلي أنه يمكن استخدام أساليب تربوية ايجابية في تنمية الشخصية السوية والابتعاد عن الوساوس القهرية منها استخدام الثواب والعقاب واستخدام الحكايات الدينية المؤثرة , وأضاف الأحمد (1999،ص84 ـ 102) في دراسته انه يمكن تحقيق الصحة النفسية من المنظور الديني من خلال العبودية لله وحده لا شريك له ، والوسطية والبركة والذكر والصدق والطمأنينة والرضا والتعاون والتكامل والتفاؤل والرغبة في الآخرة،وأضاف الزبادي والخطيب ( 2001،ص139 ـ 140 ) السلوك الأخلاقي ويشمل الاستقامة ،وإصلاح النفس ، وتزكية النفس ، وضبط النفس ، الصدق،والتواضع والأمانة ومعاشرة الأخيار والكلام الحسن واحترام الغير والإصلاح بين الناس وحسن الظن والاعتدال والإيثار والسلام والتحية والضمير الحي ،وتضيف الكحيمي وآخرون ( 2003 ، ص 352ـ 361 ) أنه يمكن تدعيم السلوكيات السوية للإنسان من خلال الاستناد علي عدة دعائم إسلامية هي عقيدة التوحيد والإيمان بالقدر خيره وشره واستخدام الثواب والعقاب بشكله السوي ،واستغلال شعور الفرد بالإثم والخطيئة في التقرب للخالق عز وجل ، وتكوين الإرادة الخيرة .
ويري الباحثون أن كل هذه الخطوات يمكن أن تنمي الصحة النفسية وتبعد الإنسان عن التوتر والكدر والضيق والمرض النفسي والعضوي أيضا .
طرق العلاج النفسي الديني
1 ـ الطرق الاقتدائية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة المثل الرائع علي ما يجب علينا الاقتداء به ، والاقتداء بالمربي له أثره البالغ فيما يعلمه للأبناء ، وتشير علام و شاكر( 2002 ،ص324) أن الاقتداء طريقة علاجية تعليمية حيث يكتسب الفرد منها المهارات الاجتماعية وان كثير من الاستجابات والاضطرابات الانفعالية يمكن أن تعدل وان التفكير المنظم يمكن تعلمه من خلال التعامل مع الآخرين .
2 ـ الطرق الوعظية وهي تعتمد علي أسلوب النصح والإرشاد والترغيب والترهيب.
3 ـ الطرق العقلانية الانفعالية وتتمثل في إدخال المنطق والعقل للتعرف على الأفكار غير العقلانية بطريقة موجهة مباشرة وغير مباشرة.
4 ـ المناظرة والحوار و الإقناع المنطقي وتتم من خلال الحوار و المناقشة حول موضوع معين ينتهي بإقناع الطرف الآخر بالابتعاد عن التفكير غير المنطقي .
5 ـ تقليل الحساسية التدريجي وذالك باستخدام مدرجات السلوك بدءا من المواقف الأقل إثارة إلى المواقف الأشد إثارة.
خطوات الإرشاد النفسي الديني :
1 ـ الاعتراف بالذنب :حيث أن نقطة البداية في العلاج النفسي الديني هو الإثم والشعور بالخطيئة ،وهو محور العصاب، وتسمي بنظرية الخطيئة في العصاب ، والعلاج هنا ينصب علي تخفيف حدة مشاعر الذنب والخطيئة التي تنجم عن ارتكاب خطأ انتهك الشخص فيه مبادئ الخلق والدين، عن طريق مساعدة العميل علي الاعتراف بذنوبه وآثامه ، والاعتراف يتضمن شكوى النفس من النفس طلبا للخلاص وللغفران وهنا يحدث التنفيس الانفعالي وتخف حدة التوتر ويعيد إليها طمأنينتها، لأنها نوع من التفريغ للطاقات الانفعالية الضاغطة عليها، ولذا نجد فيها نوعا من التسكين لمشاعر الإثم التي تهدد الإنسان المخطئ، ويدعم ذلك فهمي ( 1987 ،ص 39) الذي أشار إلي أن هناك صنف من البشر عندما يعترفون بذنوبهم تعود النفس إلي اتزانها وطمأنينتها .
2 ـ التوبة والتكفير: فنظرا لأن الاعتراف وحدة غير كاف للشفاء لذلك يجب أن يتبعه أو يصاحبه التكفير عن الإثم أو الرجوع إلي الفضيلة لأن التوبة هي الطريق إلي الغفران، وإذا كان التعزيز في عمليات التعلم يؤدي إلي تثبيت وتقوية الاستجابة المتعلمة فان التوبة والتكفير في العلاج الديني يدعما تطهير النفس ، قال تعالي ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) سورة الزمر ، آية : 53 . ومهما أذنب العبد وكثرت ذنوبه فإن باب التوبة مفتوح له ، والتوبة هي الخطوة الحاسمة في محاولة الاستقامة والسير علي هدي الله تعالي والبعد عن الجنوح والانحراف وهي الباب الواسع الذي فتحه الله لعباده علي مصراعيه لرجوع المذنبين وتوبة العصاة والجانحين دون إبطاء أو تردد ( شقيبل ، 2000، ص 74 )،ولذا فالتوبة تفتح أبواب الأمل والنظر إلي الحياة بنظرة متفائلة بدلا من الشك والهواجس ، ومن خلالها يتقبل الفرد ذاته بدلا من إعلان الحرب عليها باستمرار بالتفكير المستمر في أشياء وهواجس ليس لها واقع ، وتجعله يتحرر من الشعور بالذنب ، ودور المعالج هنا يقوم بالاستماع إلي العميل ويعرفه سبب ونتيجة هذه الأفكار ويعطي له دلائل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ( الاستبصار النفسي ) قال تعالي ( إنما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ) سورة النساء ، آية : 17 .
3 ـ تكوين ذات اجتماعية جديدة :إن الشخص الذي يعاني من الوساوس القهرية نتيجة لسيطرة أفكار وأفعال غير مقبولة عليه فإنه يشعر بأنه غير مقبول اجتماعيا من العالم المحيط به ،ولكنه لا يستطيع إرضاءهم لأنه مقهور، وهذه الخطوة تقوم علي بث مشاعر الطمأنينة والثقة بالنفس واحترامه لذاته واحترام الآخرين له كل ذلك من شأنه أن يولد لديه أفكارا سليمة، ويجتهد في التخلي عن الوساوس التي ت*** عليه الشقاء .


المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc hemdan.doc‏ (422.0 كيلوبايت, المشاهدات 32)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مدى, أعراض, الجدوى, العلاج, الوسواس, النفسى, القهري, تجفيف, عيوب, فاعلية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع فاعلية العلاج النفسي الديني في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة عاملية عن مشكلة الاغتراب لدى عينة من طالبات الجامعة السعوديات في ضوء عصر العولمة Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 2 01-15-2016 07:59 AM
العلاج النفسي الحركي Eng.Jordan رواق الثقافة 0 06-12-2013 09:56 AM
المشكلات الأكاديمية في برنامج الانتساب لدى عينة من طالبات جامعة طيبة ودور تطبيقات التعلم الالكتروني Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 08:52 PM
فاعلية التعليم الإلكتروني في التحصيل والاحتفاظ لدى طالبات العلوم الاجتماعية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 08:03 PM
حمل كتاب العلاج النفسي الحديث مهند بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 2 01-21-2012 01:36 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59