ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   ماذا بعد غثاء السيل ؟!! (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=70966)

Eng.Jordan 08-24-2021 09:31 AM

ماذا بعد غثاء السيل ؟!!
 


لا يستطيع أكبر محلل سياسي واجتماعي في عصرنا الحالي تشخيص حال الأمة كما شخصه المصطفى الهادي قبل ما يقارب 14 قرناً مضى ، نعم هذا حالنا الذي ورد في حديثه عليه السلام التالي :
قال صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ) [رواه أبوداود].

كلنا مررنا بهذا الحديث لكننا لم نتوقف عنده ونبدأ بالتفكير وماذا بعد ذلك ؟؟؟

قد يكون الإنسان بفطرته مجبول على الخوف والحذر من القادم والمجهول مع أنه باختلاف الأحداث وتسلسلها النهايات واحدة للجميع طال الزمن أم قصر ، حقيقة إننا لا نخشى فقط النهايات بل أننا حتى نخشى البدايات ، لأنها تحتاج إلى تضحيات بما نملك من أجزاء ولو قليلة من الاستقرار الإقتصادي والإجتماعي والنفسي . لذا دائماً نكتفي بالسير قدماً نحو النهايات المرسومة لنا بخبث بدون أن نبحث عن سُبل نجاة وبدايات جديدة .

بعيدأ عن تفاصيل حالة الهوان والذل التي تعيشه نسبياً الشعوب على اختلافها ، اعتقد أن الإشكالية تكمن في الحلول بالرغم من أن جذور هذه المعضلة واضحة وتم تشخيصها من قبل رسولنا الهادي عليه السلام ، إلاّ أن تفكيك الجذور وتحويلها إلى جزئيات تمكننا من التعامل معها في عصرنا الحالي تحتاج لفطنة ودراية وحذر . فقواعد اللعبة الأممية اختلفت وبات التعاطي مع نزعات التحرر ضرب من الانتحار التدريجي ولنا فيما حدث في بعض الدول العربية عبرة وعظة .

إذاً ما العمل ؟! الأمر يحتاج لاستنهاض الأمة على مستوى الأفراد ليتحرر الفرد أولاً والبقية تأتي لاحقاً بحيث لا يحتاج الإنسان بعد الله وتوفيقه إلاّ لقوته الجسدية والعقلية ليعتمد على ذاته في خطة طريق تجعل من الاكتفاء الذاتي سبيل النجاة بعيداً عن تعقيدات الحياة وعن مصائد الأنظمة العالمية الربوية والإقتصادية والسياسية .

كشعوب أصبحنا نمتلك قدر من الوعي يؤكد لنا أن ما يحاك لنا هو مزيداً من الاستعباد والذل والهوان ، إذاً علينا أن نسارع في إيجاد الحلول لنغادر دائرة الذل التي أُجبرت أنظمة دولنا على ممارستها علينا كثمن لبقائها على الكراسي . ولا أفضل من أن نفكك كل القيود التي تلف حولنا من خلال الاعتماد على الله وبركته وتوفيقه بأن ييسر لنا سبل عيش كريم بعيداً عن الضرائب والأنظمة الربوية والقروض الدولية والبضائع المستوردة والملوثة ، وذلك بالعودة للزراعة والفلاحة وتربية الحيوانات وبناء التجمعات البشرية بعيداً عن الملوثات وتجميع المياه والحصاد المائي لتفادي أكبر تحدي إنساني قادم إلي البشر يتمثل بأزمة غذاء عالمي خطيرة ستأكل الأخضر واليابس . اقتصاد الفرد قد يحطم قيود اقتصاد العولمة الذي ترتبه أنظمة الظلام والبنوك الربوية وشركات التأمين والضرائب والجمارك والمدفوعات الملوثة بالنشاطات الربوية .

الكثير من الباحثين دقوا جرس الإنذار وحتى الدول العظمى أعلنت أن العالم يقترب من مجاعات وأزمة غذاء عالمي ولكن هل من مستمع ؟؟!!


خالد نجم 03-07-2022 01:46 AM

ربنا يستر على المسلمين أجمعين


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59