اختبر دواءك بنفسك
اختبر دواءك بنفسك كان أحدالصالحين قليل الصوم ،نتكلم عن النوافل والتطوع وكان يقول : "إذا صمت ضعفت عن الصلاة ؛ وأنا أختار الصلاة على الصوم" ، وكان بعضهم إذا صام ضعف عن قراءة القرآن ، فكان يكثر الفطر حتى يقدر على التلاوة ، وكل إنسان أعلم بحاله وما يُصلحه. كل منا مريض في جانب من الجوانب ، وكلنا يحتاج إلى الدواء ، لكن نوع الدواء الشافي يختلف من مريض إلى آخر ، ﻷن النفوس تتباين وتختلف اختﻼفا شاسعا ، وبالتالي فليس كل دواء يُحدِث نفس اﻷثر في جميع النفوس ، قد تشكو قسوة قلبك وتفقد حلاوة القرب منه ، فلا يكون هناك دواء أفضل لحالتك من ركعتين في جوف الليل تغتسل فيهما بالدموع ، وربما كان أفضل دواء في حق غيرك أن يخرج من ماله صدقة لله ، وثالث يُشفى بعبرة في خلوة ، ورابع بمسح رأس يتيم ، وخامس بإطعام مسكين ، وسادس بمجالسة صالح ، وسابع بدعاء خاشع أمام مقبرة أو تشييع ميت وحمل نعش ، وثامن بصيام تطوع وإﻻ قسا قلبه وساءت حاله ، وكلٌ أدرى بدوائه وأعلم بحاله ، وﻻبد لك أن تُجرِّب سائر اﻷدوية لتعرف أيها أنسب لك ، ومداوٍ لحالتك. قال ابن القيِّم شارحا : "*ومراضيه متعددة متنوعة بحسب اﻷزمان واﻷماكن واﻷشخاص واﻷحوال ، وكلها طرق مرضاته ، فهذه التي جعلها الله لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جدا ﻻختﻼف استعدادات العباد وقوابلهم ، ولو جعلها نوعا واحدا مع اختﻼف اﻷذهان والعقول وقوة اﻻستعدادات وضعفها لم يسلكها إﻻ واحد بعد واحد ، ولكن لما اختلفت اﻻستعدادات تنوعت الطرق ؛ ليسلك كل امرىء إلى ربه طريقا يقتضيها استعداده وقوته وقبوله*" :1: |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع