ابن البطريق
 

ابن البطريق (سعيد ـ)

(263 ـ 329هـ / 877 ـ 940م)



سعيد بن البطريق، بطريرك وطبيب نصراني، ولد وأقام بفسطاط مصر. كان عالماً بصناعة الطب، علماً وعملاً، فصار متقدماً ومشهوراً في زمانه. وكانت لديه دراية بالجدل، وبمذاهب النصارى، وتاريخ الخلفاء والملوك عامة، وتاريخ رؤساء الكنيسة خاصة.

ألف ابن البطريق كتاباً مختصراً في التاريخ العام، دعاه «نظم الجوهر»، ذكر فيه موجزاً لأهم الأحداث حتى عام 324هـ /938م. وله ثلاث مقالات كتبها إلى أخيه الطبيب عيسى بن البطريق في معرفة صوم النصارى وفطرهم وأعيادهم. كما ألّف كتاباً عنوانه «الجدل بين المخالف والنصراني»، وكناشاً في الطب جمع فيه بين العلم والعمل، وله كذلك كتاب «البرهان». وفي أول سنة من حكم الخليفة العباسي القاهر بالله (321هـ/933م) نُصّب سعيد بن البطريق بطريركاً على الإسكندرية للنصارى الملكيين، ودُعي باسم أوتوشيوس (أوطيخيوس)، وله من العمر ثمان وخمسون سنة. وبقي في الكرسي والرئاسة حتى وفاته، ولكن وقعت أحداث إبّان تولَيه هذا المنصب نغّصت عليه حياته، حسبما جاء في مستخلص من كتاب يحيى بن سعيد الأنطاكي، نسيب ابن البطريق. فقد ألّف كتاباً عُرف باسم «كتاب تاريخ الذيل«، ذكر فيه سيرة سعيد بن البطريق، وأكمل كتابه «نظم الجوهر»، ابتداءً من عام 324هـ/938م حتى عام 374هـ/1028م. ومما ذكره يحيى بن سعيد في كتاب الذيل قوله: «إنه في أيام البطريرك سعيد بن البطريق حصل انشقاق عظيم وشرّ متصل، بينه وبين شعبه. وذلك أن جماعة من أطباء الفسطاط وشيوخها كانوا كارهين لرئاسته، وعصى أسقفان عليه، وسعى أضداده به عند الإخشيد محمد بن طغج فاستجاب الإخشيد لسعايتهم وصادر أموال ابن البطريق. واعتل سعيد بن البطريق بُعيد ذلك وهو بالفسطاط، وحدثته نفسه أنها علّة موته. فصار إلى كرسيّه بالاسكندرية، حيث أقام عليلاً عدة أيام، ثم توفي».



زهير البابا