ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الكاتب الامير الفقير (العراق) (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=54)
-   -   ان كنت ناس ... حا فكـّرك ... ! (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=1905)

الامير الفقير 02-08-2012 10:58 AM

ان كنت ناس ... حا فكـّرك ... !
 
ان كنت ناسِ ... حا فكـّرك ... !!!



سأبدأ من ( مكان ) قريب أو زمن ليس ببعيد عنا ... مع الأشارة الى أن الراحلة هدى سلطان وأغنيتها تلك ليس لها علاقة بموضوعنا ... تلك أيام في عام 1971م والمؤتمر المهم الذي جمع الراحل شاه ايران مع دوغلاس هيوم وزير خارجية بريطانيا آنذاك ... وبقراءة مستعجلة للوثائق التي أفرجت عنها الدبلوماسية البريطانية بخصوص ذلك المؤتمر ... نستشعر بوضوح جلي مدى الدور الأقليمي الأساسي الذي كان يلعبه شاه ايران في الشرق الأوسط والخليج العربي على وجه الخصوص ... وهنا أريد أن أحصر العلاقة بين ايران والعراق منذ ذلك الحين ولحد الآن ... خصوصا ايام استشعار الشاه لخطر السوفيات المتقرب من نظام البعث الأشتراكي في العراق بوتائر تصاعدية متسارعة ومنه دخولهم الى منطقة الخليج العربي ... لكي نفهم أو نحاول أن نفهم الدور الأيراني المتنامي وسياساته في المنطقة ...

فحرب الأستنزاف في شمال العراق والتي تبنتها زمر انفصالية خارجة عن القانون ودعمها المتواصل بالمال والسلاح والعتاد ... لم تكن الورقة الوحيدة التي لعبها الشاه من أجل وئد الثورة الفتية في العراق أو على الأقل اضعافها واخراجها من دائرة التأثير الأقليمي ... انما كان يريد أن يضرب عصفورين بحجر لنيل مكتسبات على الأرض في شط العرب والمحمرة ومناطق العراق الحدودية ... وهو ما حصل فعلا ... عندما رضخ العراقيون لذلك في اتفاقية الجزائر المعروفة ، من أجل ايقاف نزيف الدم الذي كلف العراق المال والرجال

وعندما انتهت ورقة الشاه وجيء بالخميني بعد أن سارعت لتبني ثورته امريكا وفرنسا من أجل تسهيل اخراج السوفييت من أفغانستان بشعارات دينية جهادية تلاقي صدا طيبا وسط أبناء أمة العرب وأبناء دول المنطقة أمام الشعارات الشيوعية الألحادية ... استمرت القيادة الأيرانية الجديدة بموقفها المعروف من العراق ... بل صعدت تحرشاتها وضغوطها الى عمليات عسكرية هنا وهناك على مخافره ومدنه الحدودية القريبة من مرمى المدفعية الأيرانية ... بنفس الوقت الذي كانت فيه تصريحاتها الأستفزازية تشمل كل دول الخليج العربي وخصوصا شعارات تصدير الثورة الأسلامية ... وكأن الشاه نزع ( طاقيته ) حتى يلبسها الخميني لكي يستمر بالدور الأيراني المعروف

المفاجأة الصاعقة التي قلبت الأوراق في المنطقة هو الرد العراقي الصاعق الذي وضع ايران أمام حقيقة جديدة مفادها أن في المنطقة قوى تقول كفى ولا للأسفزاز والتوسع والتهديد ولدور الشرطي المكلف برعاية مصالح الجميع ... على أن الدور الأمريكي في دعم ايران استمر في التواصل والتصاعد ... وما فضيحة ايران كونترا ومن بعدها تسهيل احتلال الفاو بدعم استخباراتي مشهود ، ما هي إلا بعض من الأدلة الكثيرة على ذلك الدعم

واستمر العراق بقلب الموازين ... خصوصا بعد خروجه منتصرا على رابع جيش في العالم بقوة متنامية كانت لحرب الثمان سنوات دورا أساسيا فيها لبناء جيش أقلق بجدية دوائر صنع القرارات الغربية وغيرها ... سكتت ايران على مضض ونزعت ( الطاقية ) الى حين ... وتربصت بالعراق حتى وقع الخطأ الأستراتيجي التاريخي باحتلال الكويت العربية مما أدى الى حصار مهول أكل الأخضر واليابس في بلد كان يعد من أغنى وأقوى دول المنطقة ... تنفست ايران الصعداء واستمرت بعمل هاديء سري تبني فيه قواها المتصاعدة بعد أن ضمدت الكثير من آثار الأنتصار العراقي الساحق ... وساعدها في ذلك قرار الأدارة الأمريكية في احتواء العراق وايران ... وحقيقة كان القرار صارما في احتواء العراق وحصاره ... أما بخصوص ايران فقد استبدله الرئيس كلينتون بأحتواء طيبة الذكر ( مونيكا ) وترك لأيران الباب مشرعا للتسلح وبناء قوة اقليمية جبارة

وسقط العراق ... وتبين أن التعاون الأمريكي الأيراني ما زال يشغل حيزا في رسم مستقبل المنطقة ... وما تصريحات أبطحي بأن أمريكا لم تكن تستطيع أحتلال العراق وأفغانستان لولا المساعدة الأيرانية الكبيرة في ذلك ماهو إلا بعض مما كان مخفي عن الذين ما زالوا يطبـّلون لثورة الخميني ... ولم يعد أمام ايران حائط صد كما كان ... والجميع يعلم أنها كانت تخاف حد الموت من نظام الراحل صدام حسين ... وكانت حتى العصافير الأيرانية تخشى عبور الحدود بين البلدين

واستفردت ايران بالمنطقة ... وكأن دعمها لبعض فصائل المقاومة في فلسطين ******ة ولحزب الله في مواجهة العدوان الصهيوني على لبنان العربي ما هي إلا أوراق لتبييض سمعة ايران وتطمين العرب من سياساتها التي كشفها العراق بقوة وبوضوح ... إلا ان تسارع الأحداث لم يترك للجميع خيارا من أن يعود بنظرة الريبة الى القيادات الأيرانية المتعاقبة خصوصا بعد اقتتال الأخوة في غزة ورفع حزب الله سلاحه أمام شرعية الدولة ... والأعتداءات المتكررة على سيادة البحرين والأمارات والتدخل السافر في المنطقة الشرقية للعربية السعودية واليمن ومصر العروبة ولبنان والجزائر والعراق الذي يدفع كل يوم ثمنا مهولا نتيجة تلقينه ذلك الدرس التاريخي لأقطاب القيادات الأيرانية المتعاقبة

ستبقى تلك النظرة وسط حسرة مؤلمة بأن الجميع هنا لن يكونوا على قدر المسؤولية بمخاطبة ايران التوسعية بلغة وحيدة لا تعرف غيرها مذ كانوا وكنا ... ألا وهي لغة القوة والضرب فوق الحزام ... وحقيقة لايوجد من يستطيع في الوقت الراهن ان يتخذ قرارا جريئا وفق ذلك الأتجاه ، فقد ولا ّ زمن الثوار الأحرار ورجال الكلمة الحق ... من جهة اخرى ان ما نراه من تذبذب وتقلب في الأدارة الأمريكية الجديدة من عقوبات أو مفاوضات تتعامل بها مع ايران تدل بما لا يقبل الشك على تاريخية التعاون المشترك بينهما مما يضع الشك أمام السائرين بركب أمريكا من أنها مستعدة لوضع النقاط فوق الحروف وأخراج المنطقة من الأحلام المبراطورية الأيرانية ... على أن أكبرهدية تقدم لاسرائيل فهي أي اسرائيل ربما لم تجد ولن تجد من ( يخرم ) البيت العربي والمجتمع الأسلامي ويشتته ويضعفه أكثر مما تقوم به ايران بلعبها على ورقة الطائفية هنا أو هناك ... خصوصا في دول صنع القرار في المنطقة مما سيؤدي حتما الى اضعاف الجميع وبروز الطاقية الأيرانية بشكلها القديم الجديد ... فهل من متعض ... ؟؟؟


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59