ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   رسالة إلى الماضي (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=5679)

جاسم داود 06-04-2012 02:56 AM

رسالة إلى الماضي
 
[table1="width:100%;background-image:url('http://im18.gulfup.com/2012-06-04/133876295352.png');"][cell="filter:;"][align=center]
http://im18.gulfup.com/2012-06-04/1338762953841.png
رسالة إلى الماضي
كم هي جميلةٌ اللحظة التي أقف فيها وجهاً لوجه معك ولست أدري ما هي المسافة التي تفصل بيننا الآن!
ما أعرفه أنه كلما عبرتْ ساعةٌ أجواءَ حياتنا، وغطى ليلٌ بساط دنيانا، اتسعت الرُّقعة التي تفصل بيننا.
ومع هذا أكتب إليك - عبر حروف الوفاء، ومن خلال كلمات العرفان - رسالتي إليك، وأجمل شيء يربطني فيك هو خيط الذكرى الذي أعتبره جسراً يمول أيامي من نبعك الصافي الذي لا ينضب.
هل لا بد لنا من التباعد؟
هل حتميِّةُ السَّير تفرض علينا أن يعطي كلُّ واحدٍ منَّا ظهرَه للآخر؟
أتقدم خطوةً جَرْياً خَلْفَ المُستقبل، بينما تتنحَّى أنت لتترك المساحة ورائي خالية، شيء عجيب!
لكنْ ما هذه العلاقة الوطيدة بيننا التي لا تفتر رغم أعاصير السنين لاشك أن الوفاء هو حبلنا السرِّي.
فأنت - أيها الماضي - بنيت فيك أساسياتي، وزرعت في ترابك أغلى طموحاتي وأمنياتي .
وجاء اليوم الذي أجني فيه ثمرات زرعي فيك لتؤكد لي بأنك الأصل، وتعكسَ لي صورة عنك تذكرني لأعبرَ جسر الذكريات بيننا حتى أصل إليك، وأقضي معك أوقاتاً ممتعات .

أيها الماضي، مهما زحفَتْ بي الأيام، وارتسمت أمامي خيوط الحاضر والمستقبل، لابد من البحث عن أصل هذه الخيوط وبدايتها، وعندما أفعل ذلك أجد نفسي تلقائيًّا وقد حطَّ بي الرحل على مرابعك، لأنك أَصْلُ الحاضر وجذور المستقبل، وليس هناك حاضر أو مستقبلٌ ولا يكون له ماضٍ أبداً.
فاليومُ الذي نحن فيه لا يلبث أن يصبح جزءًا منك والغد! الذي لم يأت بَعدُ، لابد أنه آتٍ، ومن ثم سيلحق بركبك هو أيضاً.
إذاً كلُّ شيءٍ حاضرٍ سيصبح غداً من الماضي.
وما كلمة (اليوم) التي نطلقها على يومنا إلا اسمٌ مستعار مؤقت نقضي فيه حوائجنا ثم يمضي، ونرجعه إلى أصله وننعته بالماضي، الماضي الذي كان حاضراً وكان في يوم من الأيام مستقبلاً.
وكل مستقبل غداً نراه على شاشة الماضي واليوم سيرتدي غداً ثوب الماضي كرداءٍ أبديٍّ، ولن يتغير أبداً، وإنما يميز حسب زمنيته الماضي البعيد، والماضي القريب.
ومهما قصر الزمان أو طال، فلن يخرج من إطار (الماضي).
وفي الختام أختتم رسالتي في هذه اللحظة التي أشعر وكأنها باتتْ قابَ قوسَينِ أو أدنى منك ذاكراً إياك بكل ما فيك من خيرٍ وشرٍّ، من سعادةٍ ومآسٍ، مستفيداً من تجاربي في مدرستك مدرسةِ الماضي.

متعكم الله بالصحة والعافية وشاكراً حسن استماعكم

[/align][/cell][/table1]

صباح الورد 06-04-2012 07:51 AM

السلام عليكم
أخي الفاضل جاسم
نعم مهما زحفت بنا الأيام
لا بد من البحث عن خيوط البداية
راقت لي أشكرك عليها
تقديري
دمت بخير

عهد الشهداء 06-05-2012 11:44 AM

أخي جاسم داود
بالرغم من عدم رجوع عقارب الساعة الى الوراء أبدا
الا ان الزمن يعود دوما بنا الى الوراء
الى ماض مقترن بنا لا نستطيع منه الفكاك
وحاضر ومستقبل يتراءى أمامنا,, وسيصبح يوما جزءا من ذاكرة الايام
التي تلازمنا كظل ظليل في كل حل وترحال
كل الشكر لك أخي جاسم لروعة ما نقشت هنا
لروحك بآقات من السعادة الأبدية

جاسم داود 06-10-2012 12:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الإخوة والأخوات الكرام
أصحاب الحس المرهف
والذوق العالي
والقلم العذب
لحضوركم بهجة وألق
ليتني أجد من الشكر ما يليق بكم
تقبلوا مني خالص مودتي وأجمل تحيتي
دمتم برعاية الله سبحانه تعالى وحفظه


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59