ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   بحوث ودراسات منوعة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   علم الدلالة: علم المعنى والادراك الصوتي (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=19524)

Eng.Jordan 12-26-2013 12:28 PM

علم الدلالة: علم المعنى والادراك الصوتي
 


الاستاذ المساعد الدكتور أحمد حمو مزعل
جامعة المدينة العالمية, ماليزيا
كلية اللغات
الملخص:


مما لاشك فيه أن اللغة لا يمكن فهمها وإدراكها الى من خلال فهم المعنى الذي تدل علية المفردات اللغوية ورموزها وأصواتها أضافة الى التراكيب النحوية والصرفية للجمل المتضمنة في نص اللغة. تبحث هذه الدراسة في علم الدلالة الذي يتناول فهم وإدراك المعاني لان المعنى هو أساس اللغة التي لا يمكن أن تكون الا بوجود المعنى. ويمكن الحصول على المعنى في هذا المجال من خلال الرموز المتمثلة بالكلمات وكذلك التحليل الصوتي لهذه الرموز باعتبار الصوت هو أحد عناصر فك الرمز اللغوي ويلعب دورا بارزا في الوصول للمعنى العمومي لما هو مسموع أو مقروء. وعلم المعنى لا يقتصر على دراسة معاني الكلمات والمفردات من اجل التوصل الى الحالة الدلالية الكاملة للنص كما كان شائعا في الماضي وإنما هنالك عوامل اخرى لا تقل أهمية عن معنى المفردات ومنها العامل الصوتي للمفردات الذي هو واحد من الركائز التي يعتمد عليها علم المعاني, اضافة الى ركائز أخرى تساهم جميعها في تمهيد الطريق للقارئ أو المستمتع من الاستدلال على المعنى في اللغة المكتوبة منها والمسموعة.

1.المقدمة:
مما لا شك فيه إن تعلم اي لغة هو أمر مهم وجوهري لان اللغة هي اداة التواصل في المجتمعات والشعوب وبهذا يستطيع الانسان أن يتواصل مع هذه الشعوب ويفهم حضاراتها. وهنالك جملة من الأمور تتعلق باللغة ربما تحتاج الى مزيد من التوضيح والكثير من التعريفات لتسهيل الأمر على طلاب العلم والمتعلمين في فهمها واستيعابها من أجل تسهيل مهمة تعلم اللغة وعوالمها. ولعل ابرز هذه الأمور التي قد تسبب للمتعلم اللبس والغموض هي إدراك معنى النص المكتوب أو المسموع. وعليه فان علم الدلالة كما هو معروف في اللغة العربية وعلم السيمانتك Semantics)) كما يسمى في اللغة الانجليزية هو العلم الذي يدرس الجوانب المتعلقة بمعنى التعبيرات اللغوية في لغة الانسان أو دراسة المعنى اللغوي والمعنى المعجمي على صعيد المفردات والتراكيب اللغوية وتوضيح بنيتها الدلالية. وهو علم المعنى لا علم المعاني لأن الثاني هو أحد فروع علم البلاغة. وعلم الدلالة أو المعنى هو علم واسع النطاق داخل الدراسة العامة للغة وواحد من الفروع الرئيسية لعلم اللغة المعاصر. وعملية فهم علم الدلالة هو أمر جوهري وضروري في فهم عملية اكتساب اللغة وكذلك عملية تغير اللغة وكيف يستطيع مستخدمو اللغة والكُتاب والمتكلمين وكذلك المستمعون من الاحساس بالمعنى اللغوي الذي يتلقونه. وهنالك اربعة جوانب رئيسية يتناولها علم الدلالة وهي:
1. طبيعة المعنى.
2. المعنى غير المباشر.
3. دور البيئة في تحديد المعنى.
4. العوامل غير النحوية التي تساهم في بناء المعنى.
2.1 علم الدلالة في التاريخ:
ويعود مفهوم الدلالة الى العصر اليوناني حيث اهتم علماء وفلاسفة اليونان بهذا العلم من خلال اهتمامهم بدراسة العلاقة ما بين اللفظ ومعناه. وظهرت نظريتان تبحثان في هذا الموضوع حيث كانت النظرية الاولى, والتي كان يمثلها أفلاطون, ترى تؤمن بوجود علاقة طبيعية ومتناغمة ما بين اللفظ ومعناه حيث يؤكد في بحثه في هذه المسالة على وجود التلازم ما بين اللفظ وطبيعته وعليه ونتيجة لهذا التلازم فان الالفاظ تعكس الواقع الذي تعبر عنه. أما النظرية الثانية, التي كان يمثلها أرسطو, فتؤمن إن العلاقة ما بين اللفظ ومعناه لا يتعدى كونه اتفاق أو واصطلاح تم الاتفاق عليه ما بين البشر.
أما في العالم العربي الإسلامي فكان كل من ابن خلدون والجرجاني وغيرهم قد تناولوا هذا الموضوع بالبحث والدراسة وتوصلوا الى دراسة معاني الكلمات من خلال (الدال والمدلول وكذلك ما يعرف بالإشارة، والاستدلال).
يرجع ظهور علم الدلالة في أوربا إلى القرن التاسع عشر من خلال الدراسة التي قام بها اللغوي الفرنسي ميشال بريال(Breal) وهي بحث بعنوان "مقالة في السيمانتيك" في عام 1897. وكانت هذه المرة الاولى التي يظهر فيها مصطلح (سيمانتك) الذي يبحث في دراسة المعنى في مجموعة من اللغات منها اللغات الهندية الأوروبية مثل اليونانية واللاتينية والسنسكريتية من خلال الاشتقاق التاريخي. بعد ذلك وفي عام 1923 الف كل من (Ogdan) و (Richards) الانجليزيان كتاب تحت عنوان "معنى المعنى" وكان نتيجة التأثر الكبير الذي احدثه بحث ميشال بريال الذي سلط الكثير من الضوء واولى مزيد من الاهتمام لموضوع المعنى في اللغة أو ما يسمى بعلم السيمانتك.

3.1 الخاتمة:
علم الدلالة أو علم المعنى هو من العلوم التي تبحث في معنى اللغة من خلال البحث في البنية والعلاقة الدلالية للمفردات اللغوية. ويرتكز علم الدلالة على عدة ركائز للوصول الى المعنى الاجمالي للنص المكتوب أو النص المسموع. وتمثل المعاني المعجمية أحد الاسس الذي يعتمد عليها علم الدلالة ذلك ان التحليل الدلالي يركز على الاهتمام ببيان معاني المفردات اللغوية اضافة الى معاني الجمل والعبارات وهو ما يسمى بالمعاني النحوية. يركز علم الدلالة على رموز المفردات اللغوية والعبارات والجمل من خلال دراسته لما تحتويه هذه الرموز من عناصر وإشارات يمكن من خلالها الاستدلال على المعنى. وتتنوع هذه العناصر بشكل كبير للتوصل الى السياق الدلالي الكامل الذي لا يقتصر على فهم معنى الكلمات فقط وانما هنالك عوامل أخرى مثل الصوت والتراكيب الصرفية والنحوية التي تساهم جميعها في تحديد الدلالة الكاملة للغة.

المصادر العربية:
السامرائي, ابراهيم. التطور اللغوي التاريخي. معهد البحوث والدراسات العربية. القاهرة , 1966.
أنيس, ابراهيم. دلالة الألفاظ. مكتبة الأنجلو المصرية, القاهرة ط. 4 1980.
عبد الغفار, السيد أحمد. التصور اللغوي عند الاصوليين. عكاظ للنشر, ط. 1 ,1981.
المصادر الاجنبية:

Hayakawa, S.I.; Alan R. Hayakawa, Robert MacNeil. (1991). ******** in Thought and Action. New York: Mariner Books.

Heim,Irene; Angelika Kratzer. (1998). Semantics in Generative Grammar. New York:
Wiley-Blackwell.

Lakoff , George; Mark Johnson. (2003). ****phors We Live By. Chicago: University Of Chicago Press.



Palmer, F . R. Semantics. Cambridge: Cambridge University press 1981.

Saeed, John I. (2003). Semantics, 2nd Ed. New York: Wiley-Blackwell.

Cruse, Alan. (2004). Meaning in ********: An Introduction to Semantics and Pragmatics. Oxford: Oxford University Press.



عبد الله بولنوار 02-24-2017 02:06 PM

صحيح أستاذي الكريم أن "اللغة لا يمكن فهمها وإدراكها الا من خلال فهم المعنى الذي تدل علية المفردات اللغوية ورموزها وأصواتها إضافة الى التراكيب النحوية والصرفية للجمل المتضمنة في نص اللغة"
لكن يجب أن نستحضر معلومة مهمة وهي أن ذلك المعنى الذي تدل عليه المفردات اللغوية إنما هو متولد بالأساس من التركيب الذي تلد فيه في سياق معين فلا معنى مندبط محصور ومحدد إلا داخل المساق والمقام أو بعبارة أخرى باعتبار تركيب اللفظ داخل الجملة واعتبار قصد المتكلم ونوعية المخاطب: لأن اللغة قد يكون لها معاني متشعبة متعددة كل منها تحيل عليه ألفاظها وتحتمله، ما لم تنحصر بهذه الضوابط.

عبد الله بولنوار 02-24-2017 02:07 PM

ومما يدل على كلامي السابق أنه لا عبرة بمعنى لا يدل المتكلم عليه ولا يقصده، ولا يعرف فيه المخاطب لأن تغييب هذا قد يحول دون الامساك بالمعنى بالضبط لأن نفس الكلام قد يقال للطفل فيدل على معنى، وقد يقال للشيخ فيدل على غيره، ومثال ذلك الأساليب الانسائية التي لا تنحصر معانيها فتعرف هل استعمالها حقيقي أم مجازي إلا بمعرفة المخاطب، ولمزيد بيان وتفصيل في هذا الموضوع أعد بمقالات سأنشرها إن شاء الله تعالى في هذا الموقع إذا تيسر لى ذلك، والله أعلى واعلم.

عبد الله بولنوار 02-24-2017 02:18 PM

ثم لماذا نبتعد كثيرا وخطاب الله تعالى قريب منا نعلم من خلاله أن معاني آياته منها ما نتوصل إلى معاني بعضها بالتراكيب والسياقات القبلية والبعدية سواء القريبة من اللفظة المراد الوقوف على معناها، أو البعيدة المرتبطة بمعاني الاآيات الأخرى والسور الأخرى كي لا يكون هناك أي تعارض بين هذه وتلك من خلال فهم ضيق لا يستحضر هذا التكامل.
ومنها ما نصل الي معناه من خلال معرفة أسباب النزول بتحديد المخاطب فما نزل في اليهود غير ما نزل في المشركين غير ما نزل في المسلمين... ومنها ما لا نهتدي إليه الا بمعرفة فضائه الزمكاني وغير ذلك مما هو محصور مذكور عند الأصوليين خاصة.

عبد الله بولنوار 02-24-2017 02:22 PM

وفي الأخير أشكر الأستاذ الكريم الدكتور أحمد حمو مزعل على هذا الموضوع وهذه المعلومات القيمة وبارك الله تعالى له في علمه والسلام

عبد الله بولنوار 02-24-2017 02:23 PM

كما أشكر القائمين على الموقع والساهرين على خدمة المعرفة البناءة فجزاهم الله خيرا

Eng.Jordan 02-24-2017 11:46 PM

حياك الله اخي الكريم


ونشكرك على التعقيب القيم على هذا الموضوع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59