الذي دخل الجنة بتنحتيه الأذى عن طريق المسلمين
الذي دخل الجنة بتنحيته الأذى عن طريق المسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـ تمهيد :ـ ــــــــــــــــ ـ أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، ويخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في قصة هذا الحديث أن رجلا أدخله الله الجنة بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين حتى لا يؤذيهم . ـ نص الحديث :ـ ــــــــــــــــــــــ ـ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ ، فَشَكَرَ الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) . ـ وجاء في بعض الروايات عند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( مَرَّ رَجُلٌ بغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ ، فَقَالَ : والله لأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ المُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الجَنَّةَ ) . ـ وفي رواية أخرى عنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلبُ فِي الجَنَّةِ ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيق ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ) . ـ غريب الحديث:ـ ــــــــــــــــــــــــ ـ فأخره : أي نحاه ، وفي بعض روايات الحديث : فأخذه. ـ فشكر الله له : رضي بفعله وقبل منه . ـ يتقلب في الجنة : أي يتنعم بملاذها . شرح الحديث : ـ ــــــــــــــــــــــــــ ـ هذا الحديث يحكي قصة رجل كان مارا في إحدى الطرقات، فوجد غصن شجرة ذات شوك يمتد على طريق المسلمين ، فيتأذى منه المارون ، فعزم على قطع ذلك الغصن ، وإبعاده عن الطريق ، وكان هدفه ـ الذي صرح به ـ تنحية الأذى عن طريق المسلمين ، فغفر الله له عمله ، وأدخله جنته ، ورآه الرسول صلى الله عليه وسلم يتقلب في الجنة بعمله هذا . ـ لقد عمل هذا الرجل قليلا ، وأُجر كثيرا ، ورحمة الله واسعة، وفضله عظيم ، وما فعله هذا الرجل حث عليه ديننا ، فقد أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بمثل فعله ، فقال : ( نح الأذى عن طريق المسلمين ) وحذرنا تحذيرا شديدا من إيذاء المسلمين في طرقهم ، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : ( من آذى المسلمين في طرقهم ، وجبت عليه لعنتهم ) . ـ والنصوص الواردة في هذا الموضوع كثيرة ، وهي تدل على الخلق الراقي الذي يتصف به المسلمون العاملون بالإسلام ، فهم يحرصون على نظافة طرقاتهم، وعدم تقذيرها وتوسيخها، ورفع الأذى عنها ، يتصفون به دينا يدينون الله به ، ويرجون منه عليه الأجر والثواب ، ولا يتكلفونه تكلفا . ـ عبر الحديث وفوائده :ـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1ـ بيان فضل تنحية الأذى عن طريق المسلمين ، وما فيه من أجر عظيم ، وثواب جزيل . 2ـ سعة رحمة الله وعظم أجره ، فقد أثاب هذا الرجل الكثير بإدخاله الجنة بالعمل القليل ، وهو إماطة الأذى عن الطريق . 3ـ مدى مخالفة المسلمين لتعاليم دينهم ، فترى بعضهم لا يكتفي بعدم تنحية الأذى عن طريق المسلمين ، بل يرمي مخلفات منزله ، وبقايا ما يأكله في طريق المسلمين . 4ـ الشجرة التي يجوز قطعها هي المؤذية للمسلمين ، أما إذا كانت نافعة للمسلمين كالشجرة التي يستظل الناس في ظلها، فلا يجوز قطعها ، وقد تهدد الرسول صلى الله عليه وسلم قاطعها بالنار ، ففي الحديث : ( قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ {م : صحيح القصص النبوي ـ د/ عمر الأشقر ـ حفظه الله ـ } ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
السلام عليكم أخي الكريم عبد الناصر جزاك الله خيراَ وجعله في ميزان حسناتك وتقبل منا ومنك كل عمل خالص لوجهه الكريم تقديري دمت بخير |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:07 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع