ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   مقالات وتحليلات مختارة (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=84)
-   -   عن كتاب الشيطان أمير هذا العالم (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=75070)

Eng.Jordan 06-14-2022 10:02 AM

عن كتاب الشيطان أمير هذا العالم
 
الكاتبة فلسطين أبو الرب

في إحدى المحاضرات التي كانت تنعقد في دورة ضبط الجودة كان محور الحديث عن أهم الماركات العالمية لصناعة السيارات، حيث أن الهدف الأساسي لكل خطوة في سير عملية الإنتاج هو الحصول على رضا العميل، وكيف يمكن أن نصل الى رؤيا تتمحور حول إعطاء المستهلك أعلى نسبة من الرفاهية، وإن أهم مفاهيم الجودة لا تكتفي فقط بإرضاء العميل والوصول إلى ما يتوقع من الخدمة؛ بل إن الجودة هي إسعاد العميل، أي أن نقدم له أكثر مما يتوقع وينتظر.
حينها كان (الدكتور) منهمكا في إيضاح أهمية الإنسان وكيف أن الأرض مسخرة لخدمته، وهذا ما تقوم به حرفيا تلك الشركات. عندها أصبت بوعكة فكرية، هل حقا نحن نسعى إلى رفاهية الانسان؟ وهل البشري سعيد على هذا الكوكب؟ لم أستطع أن أفكر بصمت حينها شاركت (الدكتور) ما يدور في ذهني بأنني أجد أن الانسان في وقتنا الحالي أقرب إلى الموت منه إلى الرفاهية، وأن جودة الحياة شيء وهمي لبعض الشعوب والقبائل التي لا تعرف ولا ترى إلا الحروب والقتال ونزف الموت.

ما المانع من أن يكون الإنسان صديق الإنسان الآخر على هذا الكوكب؟ أن نتقاسم الهواء والماء والخضُرة، أن لا نحيا بحروب ونزاعات تُفقدنا المتعة والرفاهية، أن نكون على الفطرة محبين وودودين، ما هو الشيء الذي يُفقدنا إنسانيتنا؟ لنتخلص من الأسلحة والقنابل والطائرات والمدرعات، ونحمل بدلا منها أزهاراً وثماراً وأطفالاً صغارا، ما الذي يمنعنا من الحياة على هذا الكوكب؟

أوقف الدكتور حينها زوبعة أفكاري وتساؤلاتي وقال لي: اليوم عندما ننتهي وأنتِ في طريق العودة إلى منزلك ابحثي عن كتاب (الشيطان أمير هذا العالم) للكاتب والقائد البحري وليم غاري كار. لفتني جداً اسم الكتاب وأثار فضولي إلى أن اقتنيته، وقبل أن ابدأ به لم أكن مقتنعة بفكرة أن هناك من غير المسلمين يعلمون من هو الشيطان، أي أن المسلم فقط من يعرف الشيطان وأنه عدو المسلم، وأنه لا يحق لأي بشري أن يشتكي من الشيطان، وكان عقلي يختزن فكرة أن الشيطان عدو المسلم وصديق الغير مسلم، لم أكن مقتنعة أيضا بأن وليم غاري كار يعلم بالشيطان أكثر مني أنا المسلمة.

أشار هذا الكتاب بأن هناك ( حكومة خفية ) أدركها الكثير من المفكرين والكتاب، وأن هناك خطرا غير مرئي ينبع من أشخاص مختلفين اختلافاً شديداً عمن يتخيلهم الناس، وأن المخططات الغير مرئية لإبليس هي تدمير بني أدم وإغراقه في الضلال والظلام، وأن إبليس قد توعد البشرية منذّ الخلق بالحرب عليهم، وأن جميع الأديان السماوية كانت تحذر من حزب الشيطان. تأسيس "النورانيين" على أيدي "الماسونيين" في قاعات سرية وطقوس تتخللها أضحية بشرية، وتدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة، ويتم الوصول إلى هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب، أما التعليمات التي اتبعوها لتنفيذ أهدافهم :

1. استعمال الرشوة بالمال والجنس للسيطرة على الاشخاص .
2. السيطرة على اساتذة الجامعات والمعاهد العلمية.
3. استخدام العملاء خلف الستار.
4. السيطرة على الصحافة.

مفاهيم غريبة، جماعات لم أدرك يوما بأن لها وجود، خطط ماكرة خبيثة لا تنشأ من فطرة الإنسان الطاهرة، ومؤامرات الكنيس الشيطاني الذي سيطر على جماعة النورانيين. وبينما كنت منهمكة في قراءة المأساة التي تلحق بالبشرية، تذكرتُ (الدكتور) حين قال لي لا تقرأي هذا الكتاب بغرفة مغلقة وأنت وحدك، لأنك ستشعرين بالضعف والخوف، وأنا الآن أشعر بذلك حقاً وأشعر بالحزن على كل ضحايا الكنيس الشيطاني الذين فقدوا إنسانيتهم من غير وعي، أشفق على كل من أعطاهم الشيطان فكرة أنهم مخلدون بالجاه والمال إذا اتبعوه.

الشيطان هو عدوي وعدو المسيحي واليهودي والدرزي والشيعي والسُني والهندوسي واليافلي والوثني وجميع من هم من صنف البشر. وقد أثلج صدري ما كتبه مترجم الكتاب في المقدمة، بأن دينُنا الحنيف يرفض أن يكون الشيطان ذو قوة خارقة، وأنه زعيم وقائد، حيث يقول ربنا في كتابه العزيز ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غ– وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ غ– إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا )76 النساء، وأن الشيطان من وجهة نظرنا ليس "أمير هذا العالم" وإنما "حقيره"… نسأل الله العظيم أن يجنبنا من شروره ومكائده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59