ملتقى شذرات

ملتقى شذرات (https://www.shatharat.net/vb/index.php)
-   أخبار ومختارات أدبية (https://www.shatharat.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   جورج برنارد شو فيلسوف المسرح (https://www.shatharat.net/vb/showthread.php?t=18294)

Eng.Jordan 11-17-2013 08:02 PM

جورج برنارد شو فيلسوف المسرح
 
الأحد : 06/10/2013
الكاتب : ياسر دويدار: مصر










http://www.arabicmagazine.com/Images...1051975040.jpg





في دبلن بأيرلندا ولد (جورج برنارد شو) سنة 1856 كانت طفولته شاردة وكان دائم التخلف في الدراسة.. فالجبر كان يصيبه بالملل.. والكلاسيكيات لا تحركه.. وعلى الرغم من ذلك كان متفوقاً في الإنشاء، واهتمامه الوحيد والذي لا تهدأ له حركة هو قراءة الأدب وتعلم الموسيقى وممارسة الرسم. وفي 1876 استقال برنارد شو فجأة من وظيفته كصراف في دبلن وانضم إلى والدته وأختيه في لندن.

نقطه تحول تاريخية
في 2 سبتمبر 1883 وفي القاعة التذكارية لشارع (فاريختون) بلندن حدث التحول التاريخي لبرنارد شو إلى الاشتراكية عن طريق (هنري جورج) والذي كان كتابه (التقدم والفقر) قد أحدث ضجة في إنجلترا. وبعد أن استمع برنارد شو (لهنري جورج) اعترف بأن (الأساس الاقتصادي للمجتمع قد هبط على أهميته فجأة). بعد ذلك درس (رأس المال) لكارل ماركس وحضر اجتماعات قراءة ماركسية ثم انضم في 5 سبتمبر 1884 إلى (جمعية فابيان Fabian Society) التي أسسها الفيلسوف توماس دافيدسون.
ومن بداية نشاطه كعضو في تلك الجمعية أصبح برنارد شو على اتصال وثيق بالكثير من المصلحين الاجتماعيين. وفي هذه الجمعية قام برنارد شو بأعمال كبيرة ما بين كتابة وخطابة. وظهور المقالات الفابيانية.. Fabian Essays عام (1887) والتي حررها برنارد شو كان أهم عمل ذو أهمية بالنسبة للتاريخ المعاصر للاشتراكية.
الطريق إلى نوبل
عمل برنارد شو أيضاً ناقداً للموسيقى والفن والدراما (1885 - 1898) في كثير من الصحف. أما حياته ككاتب درامي فتغطي الفترة من 1885 إلى 1939 وهي فترة تزيد عن حياة (شكسبير) كلها. وفي 1885 اقترح (وليم آرثر) أن يشترك مع برنارد شو في كتابة مسرحية على أساس تمكن (آرثر) من البناء الدرامي وتمكن برنارد شو من الحوار. وبعد سبع سنوات وبناء على طلب مدير المسرح الحر طور برنارد شو كوميديا (آرثر) إلى خط درامي عن الملكية.
ومسرحية برنارد شو (منازل الأرامل TheWidowers, Houses) حققت نجاحاً بالمسرح الملكي بلندن مع رد فعل عدائي في الصحافة. ومسرحية (زير النساء The Philanderer) (1893) وهي عن الإبسنية (نسبة إلى هنريك إبسن) والمرأة الجديدة لم تلائم إمكانيات المسرح الحر.. أما مسرحية (مهنة مسز وارين Mrs Warren Profession) (1893) وهي تعريض جريء باقتصاديات الدعارة التجارية الحديثة فقد منعت الرقابة عرضها. هذه المسرحيات والتي سماها برنارد شو (غير سارة) تبعتها مسرحيات (سارة). والمسرحية التي لاقت نجاحاً عالمياً وهي Arms and the Man الأسلحة والإنسان، كانت تهكماً لاذعاً على مهنة الجندية، وقد عرضت بمسرح أفينو بلندن في 1891 واعتبر نجاحها اعترافاً ببرنارد شو كدرامي ناجح. وعرض هذه المسرحية وكذا مسرحية The Devils Disciple تلميذ الشيطان في أمريكا سنة 1897 عززت شهرة برنارد شو كدرامي ذائع الصيت كما عادت عليه بالمال. وفي ألمانيا والنمسا وروسيا كان عرض هاتين المسرحيتين بالإضافة إلى مسرحيتي رجل القدر... The Man of Destiny وكنديدا Candida سبباً في ذيوع شهرته في القارة الأوروبية. وفي 1904 ارتفع الهتاف (شو) في ألمانيا على أنه (ملك المسرح الألماني) كما أن باقي مسرحياته غزت السوق الأمريكية وعادت عليه بالشهرة والمال. وبحلول سنة 1915 كانت شهرة (شو) العالمية قد توطدت ومثلت مسرحياته في كل مكان بالعالم من إنجلترا إلى اليابان.
وفي سنة 1925 مُنح برنارد شو جائزة نوبل للآداب. والجائزة وقدرها سبعة آلاف جنيه تبرع بها لإقامة جمعية إنجليزية سويدية لنشر الثقافة السويدية في البلدان الناطقة بالإنجليزية.
وخلال فترة اشتغال برنارد شو بالدراما (1893 - 1939) كتب 47 مسرحية بمعدل مسرحية كل سنة. ورغم العروض المغرية التي تلقاها لم يسمح إلا بإخراج عدد قليل منها في السينما ونخص منها بالذكر بيجماليون. ولقد قال عن ذلك في مذكراته: (في جميع مسرحياتي لعبت دراساتي الاقتصادية دوراً لا يقل في الأهمية عن أهمية علم التشريح بالنسبة لمايكل أنجلو). والكثير من مسرحياته ليست دراما بالمعنى الكلاسيكي ولكنها أخلاقيات تقدم الأفكار المتعارضة والمثاليات المتصارعة للعصر.
وكان برنارد شو يأخذ على (شكسبير) أنه لم تكن لديه رسالة ما لأهل عصره ويقول إن كل مسرحية من مسرحياته -أي شو - هي رسالة للزمن.. وصية إيمان: كانديدا Candida عن الحب والحسرة – الإنسان والإنسان المتفوق Man and Superman عن تحسين النسل والنوع – ماجور باربرا Major Barbra عن الفقر – اندروكليس والأسد Androcles and the lion عن طبيعة العقيدة الدينية – ورطة الطبيب The Doctors Dilemma عن الحالة الخطيرة لمهنة الطب – الجزيرة الأخرى لجون بول John Bulls other Island عن التناقضات السياسية لإنجلترا وأيرلندا – سانت جون Saint Joan عن البطولة والقدسية - المنزل الذي يحز في القلب Heartbreak House عن الحرب العالمية الأولى – قيصر وكليوباترا Caesar and Cleopatra عن النبوغ والعظمة.. وهكذا.
ولم يبدأ برنارد شو في إنجاز مسرحيات اعتبرت عظيمة إلا بعد أن تجاوز عمر (شكسبير). فمسرحيات (بيجماليون) و(كانديدا) و(الأسلحة والإنسان) و(ورطة طبيب) و(You Never can Tell) و(الإنسان والإنسان المتفوق).. كل هذه حققت نجاحاً عظيماً ومسرحية (مسرحية فاني الأولى... Fannys First Play) مثلاً عرضت باستمرار 400 عرض متلاحق. لكن (Heartbreak House) و(Back to Methuselah) (Androcles and the Lion) و(Saint Joan) والتي كتبها ما بين السابعة والخمسين والسابعة والستين تستحق أن تعد أعظم أعماله الدرامية.
شو فيلسوفاً
أول ظهور لـ برنارد شو كفيلسوف كان في مسرحية (الإنسان والإنسان المتفوقMan and Superman) وهي شرح متطرف لنظرية التطور الخلقي لبرجسون.
ولكن فلسفة شو كان عليها أن تنتظر عشرين سنة أخرى كي تظهر معالمها في مسرحية Back to Methuselah العودة إلى متوشالح (جد نوح) (1921).
وتحول شو الذي كان متأثراً بدراسة لصمويل بتلر نتج عنه نبذ لنظرية داروين عن (الاختيار الطبيعي (Natural Selection) لصالح مذهب لا مارك عن الملاءمة الوظيفية (Functional Adaptation).
وكثيراً ما قيل إن برنارد شو كان يستعمل الدراما كمجرد وسيلة للوصول إلى نهاية (ولكن النهاية التي يكرس لها برنارد شو مسرحياته هي النهاية التي أعلن هنريك إبسن إخلاصه لها والتي كرس لها أغلب كتاب الدراما العظماء أعمالهم وهي رؤية الحقيقة حرة ومتيقظة).
برنارد شو ناقداً
وأهم أعمال برنارد شو النقدية يرجع تاريخها إلى العشر سنوات الأخيرة للقرن التاسع عشر. ولقد رأى برنارد شو حينئذ أنه لو كان لمسرح عهده أن يعيش وينمو فإنه يجب عليه أن يتعامل دون هوادة مع الصراع بين الإرادة الواعية للإنسان وبين بيئته. ولقد كتب في 1902 شارحاً أنه كان يهدف إلى قيم عاطفية أكثر تعمقاً وأصولاً (إن إعادة تقديم المشكلة بمنطقها المتحجر ووقائعها الصلبة قد يترتب عليه في البداية تأثير شامل بالبرودة وبالعقلية غير الإنسانية. ولكن ذلك لا يلبث أن يمر.. ثم سنرى أن مسرحية المشكلة هي وحدها التي تحتوي على دراما حقيقية.. لأن الدراما ليست مجرد تصوير للطبيعة بل هي تقديم تشبيهي للصراع بين إرادة الإنسان وبيئته). ثم قال: (إن مقاومة الواقع القانون للمشاعر الإنسانية هي التي تخلق الدراما.. ولو توقفت هذه المقاومة يكون نزول ستار ضرورة حتمية ما دامت الدراما حيث تنتهي المقاومة).
ولقد ناقش في نقده أعمال هنريك إبسن فقال: (إن الخاصة النقية للإبسنية هي أن السلوك يجب أن يبرز نفسه عن طريق أثره على السعادة لا عن طريق التزامه بأي قاعدة أو مثالية. وما دامت السعادة تتحقق عن طريق تحقيق الإرادة. وما دامت الإرادة تنمو بصفة مستمرة ولا يمكن تحقيقها للسعادة اليوم في نفس الظروف التي حققتها فيها بالأمس. فإن هنريك إبسن يعود فيطالب من جديد بالحقوق البروتستانتية القديمة فيما يختص بالحكم الشخصي على مسائل السلوك).
برنارد شو وهنريك إبسن
ونفوذ (هنريك إبسن) الشاعر والكاتب المسرحي النروجي الشهير على الأعمال المبكرة لبرنارد شو كان واضحاً وصريحاً. ولقد صور برنارد شو عدم انضباط حياة الطبقة المتوسطة الإنجليزية بعبارات استعارها من الدراما الاجتماعية لإبسن، ولكن حدود برنارد شو في هذه الأعمال كانت واضحة. فمنطق هنريك إبسن المتحجر يظهر القوة الضخمة للبناء الاجتماعي وتعقيداته أما اتجاه (شو) فهو البحث عن حل سهل واقتراح أن الإصلاح السريع يمكن تحقيقه عن طريق أمانة الإنسان الفطرية.
في مسرحيات هنريك إبسن الاجتماعية نجد أن جوهر التراجيديا يكمن في الحقيقة من أن الإرادة الطيبة ليست كافية وأن (الحكم الشخصي في مسائل السلوك) لا يمكن أن يعمل بمنأى عن الإصرار الاجتماعي. فهيدا جابلر وربيكا وست نساء لهن إرادة قوية تحاولان بقدر الإمكان ممارسة (حقهما في الحكم الشخصي). وهذا يقودهما إلى كارثة أكيدة. ويقول برنارد شو عن هيدا: (إنها شديدة الارتياب.. نموذج للقرن التاسع عشر وإنها تفتقر إلى المثل العليا).
نساء برنارد شو
كان تصوير برنارد شو للنساء مختلفاً عن تصوير هنريك إبسن لهن.. فنساء إبسن كما يقول هو في مذكراته: (ممنوعات من متابعة ميولهن.. ممنوعات من ميراثهن.. منغصات في طبعهن). أما برنارد شو فقد أعطانا أول تصوير عظيم له للمرأة في (كانديدا Candida) (1895). وكانديدا.. ككل نساء مسرحيات (شو) حرة بشكل أصيل.. وهي ليست بالقادرة فقط على متابعة ميولها بل لها أيضاً حق غريزي في الحكم وحق في العواطف التي تتجاوز المشكلات التي تواجهها.. وعندما تضطر إلى الاختيار بين رجلين نجدها تتجه نحو زوجها لأنه هو الأكثر احتياجاً لها. ومن الدلالات المهمة أن اختيارها هذا – ولو أنه يمكن افتراض أنه لا يتمشى مع أي قاعدة أو مثالية – هو اختيار تقليدي.
وحيوية أعمال برنارد شو المبكرة تنبع من إصراره على الوظيفة التاريخية للمسرح.. تقديم صراع الإنسان ضد (الواقع والقانون) لبيئته. وتأكيده للعوامل الاجتماعية لم يقده إلى التغاضي عن القوانين الدرامية.. بل إن كتاباته الناقدة في 1890 كانت غنية بالملاحظات الفنية التفصيلية. ولم يتعرض برنارد شو للمسرح التجريدي لأنه كان يعلم أن الصراع الدرامي يجب أن يكون عاطفياً وحياً. وفي 1898 كتب عن الميلودراما غير الناضجة لذلك العصر قائلاً: (على كل حال هؤلاء الميلودراميين لديهم الخيال والشهية وحرارة الدم.. وهذه الخواص أكدت نفسها فجأة في مسارحنا المنهكة وأعطت تأثيراً مشابهاً للمادة المتجمدة التي صب عليها ماء مغلياً للمرة الخمسين). ولقد قال عن (جيمس باري) James Barrie (من الواضح أنه عديم الملاحظة بالنسبة للشخصية البشرية ولكن لديه حاسة دقيقة للخواص الإنسانية، فهو يفترض – كما ينتظر منه الجمهور أن يفترض – أن خاصية كريمة واحدة تشمل جميع الخواص الكريمة وأن خاصية كريهة واحدة تتضمن جميع الخواص الكريهة). وهذا يكشف عن لب ضعف (باري) ككاتب درامي. وهو يكشف أيضاً عن الضعف الأساسي في تكنيك تصوير الشخصيات في الدراما الحديثة.. فالشخصية لا يمكن فهمها إلا عن طريق العلاقة الفعالة بين الفرد والعالم الذي يتحرك فيه.. وبمجرد أن تنفصل الشخصية عن البيئة تصبح خاصة أو مجموعة خواص قد توحي بخواص أخرى مغايرة.
والعجيب أن هذا بالذات هو الضعف الرئيس في أعمال برنارد شو.. فقد فهم ضعف (باري) ولكنه فشل في أن يتعرف على أنه هو نفسه كان يتعامل مع خواص فقط. فمعالجة (شو) للشخصية كانت مبنية على اعتقاد منه بأن الخواص البشرية يجب في النهاية أن تنتصر على البيئة. ومن ناحية الحوار الفلسفي نجد أن أحسن خواص الطبيعة البشرية تتمشى مع (الحتمية الأخلاقية) كما قال (كنت) أو مع (الفضائل السابقة للوجود) كما قال (هيجل). ولقد استمد كل منهما تصوره عن الحقيقة المطلقة من القيم الاجتماعية والأخلاقية المعاصرة.
أما أحسن صفات برنارد شو عن الخواص البشرية والتي يقلبها على أنها حتمية فهي خواص الطبقة الإنجليزية فوق المتوسطة.. ولكن هذه الخواص صنعتها البيئة نفسها.. وتغيير البيئة لا يمكن أن يتحقق إلا بتغيير في المستويات المقبولة للسلوك. هنا يواجه (شو) معضلة. فالعقيدة المهمة للطبقة الإنجليزية فوق المتوسطة هي عقيدتها في قدرتها على التحكم في البيئة وفي الإتقان المطلق للطبيعة البشرية في حدود قيم الطبقة فوق المتوسطة. و(شو) يشارك في هذه العقيدة ولكنه يرى في نفس الوقت أن البيئة في حالة تدهور ميئوس منه. ولقد هاجم برنارد شو مراراً غباء النظام الاجتماعي الإنجليزي وتهكم بمرارة على النساء والرجال الذين يتقبلون هذا الغباء.. ولكن طلبه الأكثر ثورية هو وجوب أن يكون هؤلاء الناس (أمناء مع أنفسهم) وأن يعودوا إلى الحتميات الأخلاقية.. ونسي (شو) أن هذه الحتميات الأخلاقية اخترعها هؤلاء الناس أنفسهم.
هذا هو السبب في الضعف المتلاحق للصراع الدرامي في مسرحيات (شو) المتأخرة وفي عدم الوجود المتزايد (للخيال والشهية والحرارة والدم). ويفترض (شو) أن شخصياته تستطيع أن تغير البيئة لو أثيرت إرادتها الواعية بما فيه الكفاية وهو لذلك يظهرها تخطط وتناقش وتتبادل الآراء عن التغيرات الممكنة والتي (لا تحدث أبداً) وهذا يجعل تكنيك الكلام المحض – وبالتالي انتقاء الحركة – أمراً حتمياً.. ويزوغ برنارد شو من النقد فيقول إن مسرحياته أحاديث ومناقشات وجدل.. ولكن ما يحققه الكلام في الواقع هو طمس لأفكار غاية في البساطة.. والشخصيات تتكلم جزافاً كي تخفي عدم قدرتها على الكلام أو التمثيل بهدف محدد. واتصال الأفكار المتناقضة في مقالات برنارد شو ومسرحياته ينبع من التناقض في موقفه هو... فهو يهاجم التقاليد والعرف ثم يطالب الناس بأن يتمسكوا بها.. ويهاجم المثاليات ثم يتورط هو في المثالية.
وفي مسرحيات برنارد شو المتأخرة تتسع الفجوة بين الشخصية والحقيقة.. والتكنيك الشائع لها يبين نقصاً متزايداً في الدقة في الفكر الاجتماعي. وفي الوقت نفسه نرى (شو) أقل اهتماماً بالنظرية الدرامية... فالمقدمات تهتم بالعموميات.. والسلوك غير المنطقي يصبح مؤكداً.. والشخصيات تتحرك وفقاً للهوى.. والاندفاع المفاجئ يأخذ مكان المنطق.. والحل النهائي يتجاوز حدود المنطق.. وإرادة الفرد تندمج في إرادة الحياة.
والارتباك التام في مسرحيات برنارد شو الأخيرة لا يعد بحال أحد خواص المسرح الحديث.. ولكن الاتجاهات الأساسية التي قادت إلى هذا الارتباك واضحة في الكثير من المسرحيات المعاصرة. والكثير من الدروس التي تعلمها كتاب المسرح الحديث من هنريك إبسن تعلموها عن طريق شو.. فالكاتب الدرامي العصري يعجب بتكنيك إبسن المركز وبتحليله الاجتماعي وبطريقته في تصوير الشخصية.. ولكنه يغير شكل هذه العوامل كما غيرها هو.. فبدلاً من تقديم سبب اجتماعي وأثر نجد تعليقاً كلامياً يغطي الملاحظات الاجتماعية والأخلاقية دون صلة بالأحداث.. وفي مكان تحليلات هنريك إبسن للإرادة الواعية نرى تقديماً للشخصية بلغة الخواص.
توفي جورج برنارد شو عام 1950 عن عمر ناهز 94 عاماً بعد أن ترك كنزاً من مسرحياته التي لا حصر لها قد خلدها التاريخ.


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:22 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59