الرد على شبهات المستشرقين
 

الرد على شبهات المستشرقين ومن شايعهم من المعاصرين حول السنة*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

29 / 1 / 1436 هــ
22 / 11 / 2014 م
ــــــــــــ

http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_3600.jpg

الرد على شبهات المستشرقين ومن شايعهم من المعاصرين حول السنة

أحمد محمد بوقرين

قسم أصول الدين – الجامعة الأمريكية المفتوحة

ـــــــــــــــــــ

ظهرت في التاريخ الإسلامي على مر عصوره فرق وطوائف منحرفة أنكرت السنة والاحتجاج بها، فمنها من أنكرها بالكلية وادعى الاكتفاء بالقران الكريم، ومنها من زعم ان الحجية في بعضها دون غيره، وكان الشافعي أول من تعرض لهذا الفكر المنحرف ورد على أصحابه، وظل هكذا العلماء المخلصون حتى كادت هذه الفرق ان تنقرض لولا ظهرت فئة من المستشرقين الذين انضموا إليهم وغذوا فكرهم الخبيث، فتناولوا السنة النبوية الشريفة بالطعن والتشويه وتلفيق الشبهات، وبالفعل اثر هؤلاء على عقول بعض المسلمين بكتابتهم التي ادعوا فيها المنهج العلمي.

ولهذا اهتم الباحث الكريم بهذه الشبهات والرد عليها، ثم ختم بمفهوم الاستشراق وأهدافه، وذكر بعض الحقائق التي توصل إليها في بحثه.

فبدأ بتعريف السنة في اللغة والاصطلاح وبين الفرق بين مفهوميها عند أهل الحديث وأهل الأصول وأهل الفقه.

ثم ثنى بالاستشراق فعرض مفهومه الذي يعني وجود اتجاه فكري يعني بدراسة حضارات الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة الإسلام والعرب بصفة خاصة، وكانت أهدافهم ما بلي:

- حماية الإنسان الغربي من أن يرى نور الإسلام.

- معرفة الشرق ودراسته دراسة ميدانية لكل ما يتصل به من علوم وحقائق، لكي يعرفوا نقاط ضعفه وكيف يستغلونها.

ثم تحدث الباحث بعد البابين التمهيدين فانتقل في بابه الثالث نحو الشبهات المثارة حول السنة النبوية ومن ثم تفنيدها.

الشبهة الأولى: بقاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم مائتي عام دون تدوين.

وردد هذه الشبهة عدد من المستشرقين مثل جولدزيهر وشبرنجر ودوزي وغيرهم.

ويلخص الرد عليها.

الشبهة الثانية: لو كانت السنة النبوية ضرورية لحفظها الله كما حفظ القران، ولأمر النبي بحفظها وكتابتها كما أمر بحفظ وكتابة القران.

الشبهة الثالثة: يدعون عدم الحاجة لها ويتمثلون بالآية الكريمة "مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ" وقوله "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ".

الشبهة الرابعة: تلبيسهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الحديث سيفشو عنِّي، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عنِّي، وما أتاكم يخالف القرآن فليس عنِّي" وغيره.

الشبهة الخامسة: أن النبي لم يستخدم سنته للتشريع وكان مصدر التشريع القران وحده.

الشبهة السادسة: لا داعي للأخذ بالسنة لأنها تعارض القران وتتعارض فما بينها.

الشبهة السابعة: أن حملة السنة كانوا جنودا للسلاطين والملوك وكانوا يضعون لهم الأحاديث.

الشبهة الثامنة: وهي في اختلاف المحدثين في التوثيق والتضعيف.

الشبهة التاسعة: نقد المحدثين للحديث اقتصر على نقد الإسناد.

الشبهة العاشرة: الأحاديث لا تبني عليها حقائق تاريخية وهي سجل مضطرب كثير الأغلاط التاريخية.

ووقف الباحث الكريم على كل شبهة من هذه الشبه وناقش ما يستحق المناقشة منها بأسلوب علمي منظم ومتقن، واظهر تفاهة وسفاهة الكثير منها، واظهر عدم التزامهم بالمناهج العلمية الصحيحة المعتبرة، ووضح أن اغلب شبهاتهم لم تكن تنم إلا على حقد دفين على السنة النبوية وعلى صاحبها عليه السلام، ولم تكن تأتي من باب البحث العلمي الرصين ولا تحرك أصحابه شهوة العلم والفحص والتدقيق، ولهذا لم يتحل أصحابها بالحيدة المعروفة التي تحكم تصرفات العلماء الصادقين في كل اتجاه وفن.

ثم ختم الباحث الكريم بحثه القيم بخاتمة، ضم فيها ولخص ما فرقه في بحثه، ثم كتب في نهايتها مجموعة النتائج والحقائق التي تبينت له كنتيجة لبحثه، ومنها ما هو حول السنة النبوية:

1- عناية الأمة ب***** الحديث النبوي منذ أول عهدها بالرواية.

2- هدف علم مصطلح الحديث وكافة علوم الحديث الأخرى، هو ***** السنة النبوية.

3- قواعد علوم الحديث قواعد نقد شاملة تدرس جوانب الحديث كلها دراسة تامة ودقيقة.

4- جهود المحدثين بلغت الغاية في حقل تطبيق المنهج النقدي بهدف ***** السنة.

ومنها ما هو حول المستشرقين مثل :

1- يعتمدون على نصوص مفردة منقطعة عما ورد في موضوعها.

2- يعولون على مصادر ليست في مستوى البحث العلمي.

3- وإنهم يضعون النصوص في غير موضعها ويحملونها مالا تطيق، ويصرفون ألفاظها إلى معان لا تحتملها العربية لرغبة عندهم.

4- وإنهم يوردون مقدمات جزئية ضعيفة ثم يبنون عليها نتائج ضخمة فضفاضة لا تناسب تلك المقدمات.

5- يغفلون الحقائق التي تخالف استنتاجاتهم وتبطلها.

جزى الله الباحث الكريم خير الجزاء على هذا البحث القيم الممتع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــ