في علم البيان
في علم البيان :
جاء في لسان العرب البيان : الفصاحة واللسن
وكلام بيّن : فصيح
والبيان : الإفصاح مع ذكاء
ورجل بيّن : السمح اللسان ، الفصيح الظريف ، العالي الكلام ، القليل الرتج .
وفلان أبين من فلان : أي أفصح منه لسانا وأوضح كلاما .
ورجل بين : فصيح
قال الشاعر :
قد يَنْطق الشعر الغبي ويلتئي ... على البيّن السفاك وهو خطيب
والبيان في معناه اللغوي لا يخرج عن كونه الكشف والإيضاح وعلو الكلام وإظهار المقصود بابلغ لفظ .
وفي القرآن الكريم قال تعالى : ( الرحمن علم القران ، خلق الإنسان ، علمه البيان ) الرحمن ( 1 - 4 )
وقوله تعالى ( هذا بيان للناس ) آل عمران 138
وقوله تعالى ( ونزّلْنا عليك الكتابَ تبيانا لكل شيء ) النحل 89
وفي الحديث الشريف ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من البيان لسحرا ، وإن من الشعر لحكمة ).
قال الجاحظ في تعريف البيان ( اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى ، وهتك لك حجاب دون الضمير حتى يفضي السامع الي حقيقته ، ويهجم على محصوله كائنا ما كان ذلك البيان ومن أي جنس كان ذلك الدليل ، لأن مدار الأمر والغاية التي إليها يجري القائل والسامع إنما هو الفهم والإفهام ، فبأي شيء بلغت الإفهام وأوضحت المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع .( البيان والتبيين )
قال الرماني ( البيان هو الإحضار لما يظهر به تميز الشيء من غيره في الإدراك)
والبيان عنده على أربعة أقسام : كلام وحال وإشارة وعلامة
وقال فيه ابن رشيق ( هو الكشف عن المعنى حتى تدركه النفس من غير عُقلة ) .العمدة لابن رشيق.
عبد القاهر الجرجاني جعل الفصاحة والبلاغة والبراعة والبيان تدل على معنى واحد متقارب ، وهو التعبير عن فضل بعض القائلين على بعض من حيث نطقوا وتكلموا وأخبروا السامعين عن مقاصدهم وأغراضهم وراموا أن يعلموهم ما في نفوسهم ، ويكشفوا لهم عن ضمائر قلوبهم .( كتاب الدلائل.
والبيان ينطلق الى معنيين :
1- معنى أدبي وهو أوسع وأشمل وهو إيضاح على ما يختلج النفس من المعاني والأفكار والأحاسيس والمشاعر بأساليب لها حظها الممتاز من الدقة
2 - المعنى العلمي الضيق : وهو إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة .
ويشير الباحثون أن الزمخشري هو أول من وضع مصطلح علم البيان وهو أول من ميز بين مصطلح علم المعاني وعلم البيان .
وأول من قسم البلاغة إلى علم المعاني وعلم البيان .
__________________
محمد خطاب
|