المصدر:البيان
التاريخ: 28 يناير 2013
تمكن فريق دولي من الباحثين، بمساعدة الباحثة هوي-ينغ هولمان من مختبر لورانس بيركلي الوطني بالولايات المتحدة، من تحديد الكيمياء الحيوية لمجتمع ميكروبي غامض يضم نوعاً من "الأركيا"، عثر عليه في أعماق عين كبريتية باردة في جنوب ألمانيا.
ونقلت مجلة "ساينس ديلي"، في تقرير نشرته أخيراً، عن هولمان قولها: "لقد أخبرني الباحثون بما كانوا يفعلونه، وقالوا: إننا نعلم بمساهمتك في البحث حول تسرب النفط.
وسألوني عما إذا كان بوسعي مساعدتهم على تحديد الكيمياء الحيوية لعيناتهم الميكروبية."وكانت هولمان قد شاركت في تأليف دراسة عن بكتيريا خليج المكسيك التي تغذت على التسرب النفطي من منصة "ديبووتر هورايزن".
وباستخدام تقنية الفحص المجهري الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، ساهمت هولمان في تحديد الطريقة التي حصلت من خلالها تلك البكتيريا غير المألوفة على الطاقة من خلال تناول النفط الخام المتسرب.
وفي حين أن الاسم "أركيا" يعني "العتائق"، فقد صنفت هذه الكائنات الدقيقة باعتبارها مجالًا مستقلًا من مجالات الحياة قبل أقل من أربعين عاماً. ورغم الاعتقاد بداية بأن "الأركيا" تعيش في البيئات القاسية حصرا، كالينابيع الساخنة إلى درجة الغليان والمداخن السوداء في أعماق البحار، فقد وجد أن المزيد والمزيد منها ينمو في البيئات المعتدلة والباردة، غالبا في هيئة أقلية وسط مجتمعات ميكروبية أكبر بكثير.
ولكن استثناء فريداً من هذا النمط اكتشف قبل أقل من عشر سنوات في نبع "سيبينور مور" بألمانيا، حيث وجد الباحثون أن الميكروبات المعروفة باسم "إس إم 1 يورياركيا"، والتي تنتمي إلى فئة "الأركيا"، تعيش في أعداد مماثلة تقريباً لأعداد البكتيريا في مجتمع يشكل "سلاسل من اللؤلؤ": إذ تملأ "الأركيا" "اللآلئ" ويغطي نوع من البكتيريا الخيطية أسطح اللآلئ ويشكل خيوطاً بينها.
وعلى الرغم من أن الميكروبات "إس إم 1 يورياركيا" كانت إلى حد بعيد النوع السائد في ذلك المجتمع تحت الأرض، فقد وجد الباحثون أن كميات صغيرة من أنواع أخرى من الأركيا كانت موجودة أيضاً، وأن نحو 5% من المجتمع تكون من البكتيريا.